إذا كان المجلس الوطني الكردي يمثلنا….. أين وكيف….؟؟؟؟؟

خليل كالو

استغفر الله , لا حول ولا قوة إلا بالله , وماذا بقي من العمر بعد ..؟ emrê Reqê… çû bi teqe reqê  hey lo,.

لقد كنا بالبيانات ومن ثم بالندوات والمؤتمرات والآن صرنا بكرنفالات التأييد والاستعراضات ذات الطابع الفولكلوري المثيرة للجدل.

الآن وليس غداً مطلوب من أحدهم أن يخرج إلينا ويفهمنا في أي محفل ومجلس وحراك سوف يمثلنا المجلس الكردي غداً الذي لا يمكن اعتباره للحين موالاة أو معارضة بالمقاييس الراهنة وبما يجري على أرض الواقع ويدور حول نفسه ظنا منه أنه يتحرك وهو غائب فعلياً عن الساحة السياسية السورية ويبدو أنه قد تحول إلى تنسيقية شبابية وموجود على الورق بين سطور البيانات فقط
 ويتصدر أحيانا حديث المقاهي والشفاهي ومناقشات جلسات السمر لليال الشتاء الطويلة كالجدال على لحية القاضي فيما إذا  كانت طويلة أو قصيرة وعملياً لم يثبت وجوده الشخصي بمنطق وعرف السياسة وحكم الأحداث التي  تتسارع كموج البحر المتلاطم الهائج ساعة بساعة ولكن نقر ونعترف أن له وجود في شوارع عامودا وقامشلو في سباق وتنافس مسيرات التأييد والتعريف وشق صفوف الشارع وكان آخرها يوم أمس في ديركا حمكو Dêrka hemko .

   ما هذا يا عقلاء القوم أهذه هي آخر ما توصلت إليها العقول المبدعة والدوران في حلقة مفرغة من جديد “الطبع يغلب التطبع”… لا الوقت سانح لثقافة الاستفزاز والبروز ولا النيات الطيبة تسمن وتغني عن جوع وكلا الأمرين خطوات نحو الوراء في غير الاتجاه  الصحيح فإلى متى سوف ننفخ في الذات المثقوبة ونشر ثقافة “الأنا وحدي” والصفوف مهلهلة تحتاج إلى رص ولحام بدل الشقاق والتخندق والفصام والاكتفاء بما هو موجود وأن كل ما يقال على الورق شيء وما يحصل على الواقع شيئا آخر وأصبح  في خبر كان.

إذا كنا لسنا في تحد وتنافس وعداوة مبطنة وشخصية فيما بيننا على حساب وحدة ومصير وحقوق الكرد فما هذا النفير العام والتعبئة القصوى والتحشد بين الفينة والأخرى وما الهدف من مثل هذه الأشكال من المسيرات الفولكلورية التي تتقدمها الطبل والمزمار وتنقصها الكمانجة Kemançe وهي تذكرنا بالمسيرات الاستعراضية لحزب البعث أو هي صور طبق الأصل عنها أو أقل قليلا ومستقاة من نفس الثقافة أو مثلها من المناهل حينما كان يحشد المؤيدين له في المناسبات…؟ هذه المظاهر هي ليست بعمل مبدع ولا يمكن إدراجها في خانة النضال الكردايتي بالمقاييس السليمة فيما إذا كانت لغرض الدعاية والتمثيل الوهمي وأنها أفعال محل استهجان وتهكم وابتداع لا تنطلي الغاية منها على أحد طعما ومضغا وهضما لسبب بسيط جداً هو كونها رد فعل لسلوك واستئثار فردي وتعنت بالتصرف في شؤون جماعية على الطريقة القديمة والاستحواذ على إرادة الآخرين وستكون نتائجه غير حميدة غداً.

 

   إن التظاهر حق مشروع وطبيعي للمجلس الوطني الكردي وأنصاره كما لغيره والشارع ملكا للجميع بلا استثناء بدء من حزب البعث الحاكم ومرورا بأي فئة سياسية وشبابية أخرى شرط ألا يؤسس الفعل والممارسة والنتائج لسلوك البغض والإكراه والشقاق والتشيع المقيت لدى المكونات المتعايشة في المكان الواحد على اعتبار أننا جميعا سوريون وأبناء الوطن الواحد أولا و كوننا أبناء قوم واحد ثانيا ولنا قضية حقوقية قومية مصيرية مشتركة ومطلوب ألا تحتكر فئة أو شخص وجماعة الحقيقة لصالح مشروع غير معلن أو خطفها من قبل أشخاص وسياسة بعينها وإهمال الآخرين والاستخفاف بعقولهم والقول أنا ممثل للكرد شاء من شاء وأبى من أبى.

فليكن بالحسنى شرط أن يكون التمثيل على قدر المسئولية عملياً ومثمر بعيد عن التفكير الوضيع.

كما أن مسيرات أو مظاهرات أنصار المجلس يستوجب أن تكون  حميمية وجامعة وحاضنة لشباب الكرد وقواهم السياسية والاجتماعية المتنوعة من أجل مطالب حقوقية مشروعة لا أن تثير البلبلة والاستهجان والريبة والكراهية في نفوس الناس وتذكرهم بالأمس القريب من زمن المناهج التحزبية والحزبية التي فشلت فشلا ذريعاً في الماضي وكان الأمل أن تتجاوز القوى والسياسات الكلاسيكية ثقافة المحاور والتخندقات الحزبية البغيضة حال تكتلها وتجمعها في إطارات كبيرة نسبيا رغم فشلها في تأسيس مرجعية جامعة للكرد وإذا بها تمارس نفس السلوك وتنتهج ذات التفكير السابق دون أن تلتزم بمنهج العمل السياسي الديمقراطي والثقافة التعددية والظهور أمام الملأ في هذا الشارع وذاك والزعم بأنها هي الأولى والأخيرة بأسلوب أقرب إلى الأنانية والاستبداد منه إلى الوعي الجمعي والديمقراطي.

   لنرجع إلى أصل الموضوع.

أي حكمة وسلوك عاقل لحشد عدة آلاف من أنصار الأحزاب في ديركا حمكو بشكل ممنهج من القرى والبلدات والمدن نصفهم من العجائز ومتقاعدي الأحزاب الذين يحتاجون إلى قطع الغيار حتى يسايروا مسيرة الشباب وزجهم في الشوارع حيث يشك أنها تظاهرات ضد النظام بقدر ما هو تفكير أناني للتعريف بالذات والاستعراض لإثارة البلبلة والشقاق بين الشباب كما حدث في عامودا والأماكن الأخرى وتثير حتى الآن تساؤلات خطيرة علما أن تلك الأحزاب وشبابها في ديركا حمكو لم تخرج في تظاهرة معتبرة منذ أكثر من تسعة أشهر وهي متهمة بالعرقلة وإثارة الخلافات وثبط الهمم.

فأي حكمة وعبرة ونتيجة سوف يجنيه الكرد وكذلك المجلس بأحزابه وشبابه ومستقليه من هذا العمل الذي لا يعكس مطلقا السلوك الحضاري والعقل الراجح والتكتيك الفعال للتأسيس لأمر مفيد في المستقبل.

   أعلموا يا سادة القوم وعبيده بأن ما يجري الآن في الساحة السورية أكبر من أي حزب فيكم ومن أمين الحزب والسكرتير وكل عائلة وعشيرة والأحياء منكم والأموات وأموالكم ومنابتكم ومن المجلس الكردي ومن الوليد الجديد اتحاد القوى الديمقراطية الكردية وPYD ومن كل التنسيقيات الشبابية والمثقفين والمستقلين وحتى من الشعب الكردي أفرادا ومجموع ومن يفكر عكس ذلك تائه يعيش خارج الزمان و منفصل عن حركة التاريخ وغير جدير بحمل أي مسئولية وممارسة سياسة كردية وأن أقل حقوق للكرد لن تأتي بسهولة من خلال المهاترات والاستعراضات والشعارات الإيديولوجية الجوفاء والمؤتمرات والتجمعات الكلاسيكية على الطراز والمنهج القديم ومن خلال نفس الشخوص والنفوس غير المؤهلة للمرحلة إلا إذا اتحد الكرد اتحادا مصيريا وامتلكوا إرادة واحدة لإدارة المرحلة بمسؤولية عالية وتفاني  ربما في الحين أن يطمع بهم الآخرين لحسابات مستقبلية ويخرجوا بنتيجة مقبولة ومعقولة وإلا لن يكون لهم من شأن والأيام ستكون الحكم.

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…

د. محمود عباس صرخة في وجه التكفير والخراب والإرهاب. من يهاجم المكون الدرزي في السويداء؟ من يحاصر مدنها، ويهدد شيوخها، ويحرّض على أبنائها بذريعة كلمة قيلت أو لم تُقَل؟ من نصب نفسه حاميًا للرسول الكريم وكأن الإسلام ملكيته الخاصة، وكأن نبي الرحمة جاء لقوم دون قوم، ولدين دون آخر، متناسين أن محمدًا عليه السلام نبي الإنسانية كلها، لا نبي التنظيمات…

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…