واليوم الصبح رحت صليت الفجر بالجامع لأنو اللي بصلي الفجر في جماعة يكون في ذمة الله حتى يمسي
نزلت عالتشييع وكان الطرقات المؤدية للميدان عجقة كتير..
الأمن الجنائي كان مستنفر وكانت سيارات الشبيحة وعدد كبير من العناصر منتشرين بساحة باب مصلى.
وصلت متأخر شي 5 دقائق عن بدء المظاهرة..
ببساطة كانت الأعداد خيالية
حتى لدرجة أنو التصفيق كان يطلع صوتو متل تدبيك أو انفجار أو هيك شي من كتر مو عالي.
تظاهرنا وتظاهرنا وتظاهرنا وما كنا نشبع من الحرية..
وبعد مضي وقت طويل توقعت أنو الأعداد تكون خفّت قلت لحالي أكيد العالم ملوا..
بس تفاجأت أنو بالعكس كل مالها العالم عم تتدفق من كل حدب وصوب.
الشباب قطعوا الشارع الفرعي اللي بيربط أبو حبل مع الكورنيش وشعلوا دواليب وعملوا أبيلة قد الدنيا..
والمناشير شي متل الهبل..
المناشير فرشت الشارع بالكامل بأعداد غير معقولة
في موقف حلو صار معي: كنت عم أمشي فشفت حارة فرعية قمت سألت مجموعة من الشبان سألتهم هي الحارة نافدة شي؟ (كلكم بتعرفوا حارات الميدان متل المتاهة وأنا ما كتير بعرف هنيك) فقلي واحد ليش عم تسأل؟ قلتلو مشان وقت نهرب ما نعلق بحارة سد.
فقلي شو تهرب ما تهرب..
ولك اليوم ما في هريبة كلنا هون لحتى يموت آخر واحد منا…..
الله عليكم يا شباب بلادي..
ولك يا بشار الحمار بدك تنتصر على هيك شعب؟
في خضم المظاهرة شفت واحد كامش بإيدو كيس كبير فلفت انتباهي..
فتح الكيس وكان مليان عبوات بخاخ وصار يوزع عالعالم..
يلا كل واحد ياخد بخاخ ويأكشن!
فورا ركضت لعندو وأخدت بخاخ وإجيت لأكتب…… انصعقت
لك ما في محل بخ فيه!! الله وكيلكم ما في حيط ولا رصيف ولا غلق محل إلا ومكتوب عليه!
فتلت فتلت لقيت رصيف فاضي فهمّيت أكتب عليه وصرت خض البخاخ… وإذ بتمرق من جنبي مرا كبيرة بالعمر بتقلي الله يرضى عليكم يا ولادي الله يحميكم الله ينصركم الله يعمي عنكن…..
كلمات السيدة عطتني دفعة تفاؤل وحسيت أنو فعلا في عالم بتقدر اللي عم نعملو..
أنو في عالم بتقدر المخاطر اللي عم نعرض حالنا إلها مو متل ناس بيطلعو بسبونا وبيشبحوا علينا وقت نطلع بحاراتهم.
كتبت عالرصيف…..
يسقط الأسد
ريحة البخاخ كانت متل المخدر وأدمنت عليها! بدي بخ بدي كمّل!… التفتت ورايي قمت شفت الشباب المتظاهرين عاملين حلقة كبيرة وعم يدبكوا على محيطها والوسط فاضي..
قلت لحالي هي هيّ..
اقتحمت الصفوف وفتت للنص وبلشت أكتب
العالم عم ترقص حوليي وأنا بالنص عم أكتب عالزفت، كتبت بخط كبييير على عرض الشارع: حــريـــــــّــــــة
شفت واحد كبير بالعمر واقف على جنب عم يتفرج عالمظاهرة ورح يبكي..
كان مبين من نظراتو كأنو عاش كل عمرو لحتى يشهد هاللحظة..
لما الأبناء يحققوا حلم الآباء والأجداد، قربت لعندو وقلتلو ادعيلنا عمو..
ادعيلنا
كان في مشكلة أنو المظاهرة ما كانت منظمة يعني كل واحد عم يغني على ليلو..
نص المظاهرة بدهم يروحوا عالمتحلق والنص التاني بدهم يكملوا عالساحة وبالآخير ما رحنا لا هيك ولا هيك وإنما ضلينا بأرضنا.
وبعد فترة طلعوا بفنّة أنو يلا الكل عالكورنيش.
طعلنا عالكورنيش وهنيك بلشت المواجهة..
الشبيحة الكلاب ضربوا علينا بالبداية قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية بس فشلوا بتفريق المتظاهرين المصرين على الاستمرار حتى النهاية..
فلجؤوا لاستعمال الرصاص الحي وبدأ إطلاق النار علينا على أبو موزة من جهة المتحلق وبلشنا ركيد، بسرعة لفيت وفتت على حارة جانبية وكان في شجرة عالزاوية..
كان بيني وبينها شي متر وإذ الشجرة بتتخردق وبلشت ذرات الخشب المتكسر تطلع من جذع الشجرة وكمان تكسر كم غصن فيها..
الحمد لله نفدنا.
رجعنا لجأنا لأبو حبل ونحنا عم نلعن روحوا لحافظ وكان في سيارة إسعاف وعالم كتار حواليها..
استمريت بالسير حتى خرجت من المنطقة ووصلت إلى البطيخة وكانت سيارات الشرطة المليئة بالعناصر المدججة بالسلاح تزمر مثل المجنونة وهي علقانة بعجقة السير، قمت صرت أتزورهم فقام واحد من الشبيحة بتصويب البندقية عليي كتهديد ثم أكملت السيارة طريقها وما زال يوجه الكلاشنكوف إلى صدري.
رجعت بخير وسلامة الحمد لله وأنا كلي فرح وأمل بالشام وغضب وحقد عالنظام وقسما لناخد بتار الشهداء الـ 4 والجرحى الـ31 اللي سقطوا..
وانتظرونا بتشييعهم حنكون أول عالم بإذن الله
باختصار: مظاهرة الميدان كانت أحلى وأضخم مظاهرة طلعت فيها..
بس تمنيت لو كانت منظمة أكتر من هيك.
الله أكبر ولله الحمد
الشعب يريد إعدام الرئيس