لست أعلم، ما حال وليد المعلم، مغتصب منصب وزارة الخارجية السورية، مع سواه من مسؤولي النظام، أو مغتصبي السلطة، والشعب، وذلك بعد أن انكشفت حقيقة تلك الصور التي تبجح بعرضها، عبر الفضائيات، في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، وراح يتهم بعض الفضائيات العربية، لأنها لم تعرض تلك الصور التي ادعى أنها التقطت لمسلحين يعتدون”بوحشية” على مواطنين سوريين أبرياء…!.
أجل، ليس في العالم كله، من لم يعد يعرف حقيقة النظام الدموي في سوريا، وبدهية أنه النظام الأكثر غوبلزية، في تاريخ المعمورة، كما هو الأكثر بشاعة ودموية ورجساً في التاريخ، وهو ما كان يدركه المواطن السوري، صائتاً كان أم صامتاً، رافضاً كان أم مذعناً، سارقاً أم مسروقاً، في قرارة نفسه، وإن كان صوت الاعتراض، لم يكن ليصل أحداً، بل إنه كان يطفأ وهو في “مهد” الإعلام، في كل مرة، وما أكثر من أمضى سنوات طويلة من عمره، من أجل جملة، واحدة، قالها، يعري خلالها حقيقة هذا النظام.
على اعتبار أنه مبني على الكذب المحض، ولا يمكن التوزير فيه، إلا عبر التزوير، ولقد ظهرت للعالم كله حقيقة اثنين من “طينته” واجهته، وهما يوسف أحمد، ووليد المعلم.
ولقد جاء رد شباب الثورة، ممن هم بالمرصاد للإعلام السوري*، إعلام الكذب والتزوير، حيث قدموا براهينهم، وأدلتهم التي سحبت البساط أمام “أم الأكاذيب” المعلمية، حتى وإن كان مؤلفها معلماً في الأكاذيب، أو تلميذاً في مدرسة الكذب، والمعلم يعرف تماماً أن امتناع النظام عن الموافقة على قرار الجامعة العربية، بالسماح لمراقبين دوليين بتقصي الحقائق، كان نتيجة إدراكه أن نظامه ارتكب الأهوال التي تفوق الصور التي راح يقدمها، كبرهان على “وحشية” “المسلحين”، التي لم يستطع، هو ونظامه، على امتداد الأشهر الماضية، تشويهها، داخلياً، وخارجياً، في الوقت الذي يدركان فيه، أن العدَّ التنازلي للنظام، بلغ النقطة الأكيدة، وأن النظام هو السبب في كل ما سيتم، لأنه حتى الآن، يصرُّ على ألا يترك دفة “الحكم”، متوهماً أن “كرسيه” في سوريا، خلق على مقاس “زعيم” أوحد، يورثه لمن شاء من الحرث والنسل، من بعده….! .
وبالعود إلى البدء، أرى أن وليد المعلم، لو كانت في وجهه -نقطة دم – أو حثالة حياء- لأعلن على الملأ استقالته من وزارة الخارجية، وهذا ما كان يجنبه -في أقل تقدير- لحظة الإحساس بوطأة الألم، وهو يكنس، بلا رجعى مع نظامه، من الحكم، بعد أن فشلت كل وصفات هذا النظام، للتشبث بالحكم، إلى أن بلغ ثمن هذا “الوحام” أرواح آلاف الشهداء، رجالاً، ونساء، وأطفالاً، وشيوخاً، بكل ألم، وأسف….!