صدرت عن الحركة الشبابية الكوردية مبادرة هي الأولى من نوعها، قرروا فيها تسوية الخلاف الحزبوي بين الكورد، ورأب الصدع بين الفكر الوطني الثوري و الفكر القومي الثوري، وإزالة الغيمة المختلقة نتيجة عدم التوافق بين السياسة الكوردية والثورة الكوردية ضد الظلم والاضطهاد الممنهج والمقنن المطبق بحق الكورد قبل أي شريحة أخرى داخل الوطن سوريا .
– لأن عدم مشاركتنا كتنسيقيات مستقلة في المؤتمر الوطني الكوردي لا تتعلق بالحصص والمقاعد والتمثيل بقدر ما تتمركز حول قدرة هذا المجلس على تبني مقررات تعكس المطالب الحقيقية للشارع الكوردي واستطاعته على استيعاب مجمل القوى والفعاليات المجتمعية الكوردية .
أعلمنا المستقلين في قامشلو هاتفياً وفي طريق العودة توقفنا في /تربسبية/ لطرح المبادرة على المستقلين هناك أيضاً, وبعد عدة اجتماعات بيننا وبين المستقلين وفي مقدمتهم /إعلان قامشلو لتوحيد الخطاب والقرار السياسي الكوردي/ وعدد من الشخصيات المستقلة, منيت مبادرتنا بالفشل على أيدي المستقلين (الحاملين) متعللين بأسباب إدارية، وأخرى مرحلية كقيام لجنة التنفيذ في المجلس الوطني الكوردي بالعمل على ضم الشرائح المبعدة عن المؤتمر للمؤتمر .
لم تلن عزيمة الشباب على إكمال المبادرة، فقررنا بأن نكون الحاملين أيضاً، وأنضمت تنسيقية /اتحاد تنسيقيات الشباب الكورد في سوريا/ إلى المبادرة أيضاً، أوصلنا المبادرة خطياً لجميع الأحزاب الكوردية (17 حزب)، واجتمعنا (آفاهي، اتحاد) بتاريخ 26-11-2011 في قامشلو لمناقشة النقاط الواجب طرحها على الأحزاب, وكان الاجتماع في نقاشه منصباً على الموقف الذي تتخذها المعارضة العربية السورية من القضية الكوردية في سوريا، ومنها تصريحات /علي صدر الدين البيانوني/، وموقف المجلس الوطني السوري من اعتبار القضية الكوردية في سوريا مسألة مواطنة وحسب، حتى الوصول إلى قرار المجلس الوطني الكوردي بخصوص الكورد في سوريا ألا وهو (حق تقرير المصير ضمن وحدة البلاد) وتزمت الشباب من ضبابية القرار وعدم تأطيره في إطار واضح .
كان جلياً أن الاجتماع سار في سياقٍ كورديٍ بحت (كوردايتي)، بعد ثمانية أشهر من الثورة السورية والشباب منخرطين فيها ضاربين عرض الحائط كل الاعتبارات؛ هاهي ثورتهم تزدوج ليناضلوا في كِلا المنحيين الوطني والقومي, وتفرق بين الثورة السورية الشاملة، والقوى المعارضة العربية السورية، التي بدى عليها واضحاً التملص والتهرب من استحقاقات القضية الكوردية العادلة في سوريا .
سأتحفظ على النقاط التي اتفقنا عليها نحن المبادرون (شباب الكورد) لعدم امتلاكِ الصلاحية في نشرها، ولكن سأقول كما يقول المثل الشعبي / المكتوب باين من عنوانو/، ونحن كلنا أمل بأن يتوحد الصف الكوردي بجميع فئاته /أحزاب، مستقلين، شباب/ وترص الصفوف لمواجهة أي مكيدة سياسية تحاك ضد القضية الكوردية (داخلياً وخارجياً)، واستغلال الفرصة استغلالاً تاماً للوصول إلى الحقوق الكوردية المشروعة و المسلوبة .