وما محاولاته المستمرة في ايجاد حل للقضية الكردية في كردستان تركيا إلا جزء يسير من توجهه الكردستاني العام، وكذلك وقوفه القوي إلى حانب الشعب الكردي في كردستان سوريا في انتفاضة آذار/2004/ وتهديده النظام السوري وبعض رموز العشائر العربية الموالية له آنذاك من مغبة الإستمرار في قتل الشباب الكرد ونهب ممتلكاتهم، وأنه لن يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي الى ما نهاية، مما حدّ كثيرا من اندفاع النظام وأزلامه في ممارسة القمع والقتل للشباب الكرد كما عزز هذا الموقف القوي ثقة الشعب الكردستاني به وبنفسه أيضا، وهاهنا نجده مجددا مهتما بشأن شعبنا الكوردي في سوريا ومتابعا دقيقا للتطورات السياسية على الساحة السورية لذلك بادرإلى عقد لقاء مع ممثلي الأحزاب الكردية السورية كردستان العراق قبل شهر، وحثهم على ضرورة توحيد الموقف الكردي بالسرعة الممكنة نظرا لحساسية المرحلة التي تمر بها سورية اليوم وما تتطلبه المرحلة من استحقاقات سياسية تطال الكرد حتما ،وبدون توحيد الموقف الكردي سوف تبقى الحركة الكردية لاعبا هامشيا يستغلها الآخرون دون تحقيق أي انجاز يذكر للشعب الكردي كما أعرب عن استعداده باستضافة مؤتمر للجالية الكردية السورية في العاصمة اربيل للغرض نفسه.
بهذه النظرة الثاقبة بعث كاك مسعود برسالة الى المؤتمر الوطني الكردي في سوريا وعبر فيها بكل دقة عما يجب علينا فعله خدمة لشعبنا، وللرسالة أكثر من دلالة سياسية ومعنى، فهي موجهة ضمنا الى العديد من القوى السياسية في الداخل والخارج
فحواها أنه مهتم بقضايا الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة ولن يقبل أي استفراد من أي جهة كانت ، و يعتبر نفسه مسؤولا عن مصير/50/ مليون كردي في الشرق الأوسط ولن يسمح لأحد من هضم حقوقهم واضطهادهم بعد اليوم، وهذا ما كنت احلم به شخصيا منذ فترة طويلة، أن أجد القيادات الكردستانية في كردستان العراق تعمل بهذا الإتجاه وقد كتبت حول هذه النقطة بالذات في مقال تحت عنوان/ كركوك والمأزق الكردي / بتاريخ 7/9/2008 وكان هناك وقتها التفافا واضحا من قبل القوى العربية العراقية على المادة /140/ من الدستور العراقي بشأن مدينة كركوك إضافة الى تواطؤ المبعوثان الأمريكيان إلى العراق / بيكر –هاملتون/ من خلال تقريرهما السئ الصيت كرديا وكذلك المواقف السلبية والتآمر أيضا من دول الجوار وتوصلت في نهاية المقا ل الى الإستنتاج التالي:
” على القوى الكردستانية العراقية أن تعيد النظر في مجمل سياستها مع دول الجوار والتخلي عن المفهوم القطري في التعامل مع هذه الدول, وأن تستثمر طاقات الشعب الكردي في الاجزاء الاخرى و في الخارج، فكردستان التي تناهز مسا حتها نصف مليون كم 2 وتشكل بقعة جغرافية مترابطة يعيش عليها حوالي خمسون مليون كردي, وما على القوى الكردستانية الا ان تستثمر هذا الواقع الجيوسياسي الهام, وذلك بالبدء وبشكل جدي ببناء علاقات تضامن وتكامل مع القوى الكردستانية في الاجزاء الاخرى ودعوة جميع المنظمات الكردستانية من جميع الاجزاء الى عقد مؤتمر كردستاني في العاصمة هولير تنبثق عنه هيئة سياسية كردستانية تشخص الواقع السياسي لكل جزء وتحدد مطالبه وفق هذا التشخيص وترسم آلية للتعاون المشترك وبتعبير اخر على القوى الكردستانية ان توسع دائرة الصراع الكردستاني مع دول الجوار وتعتمد على طاقات ( 50 ) مليون كردي بدلا من خمس ملايين لتضع القوى الدولية والاقليمية امام المعادلة الحيوية والحقيقية للمنطقة وتدرك بذلك ان لا مجال لاستقرار الشرق الاوسط والبحث عن المشاريع الاستراتيجية في المنطقة دون حل للقضية الكردستانية , خاصة وان الجغرافية الكردستانية تملك الكثير من المقومات الأساسية لاقتصاد المنطقة ( النفط – المياه ) وعندها فقط تستطيع القيادة السياسية في كردستان العراق ان تتعامل من موقع الند مع القوى الاقليمية, وخاصة دول الجوار التي تقتسم كردستان, وإن لم تستثمر هذه القيادة العمق الكردستاني بشكل افضل سيبقى التدخل الخارجي في شؤون الاقليم مستمراً وتبقى التجربة الفدرالية مهددة وتستمر سياسية قضم جغرافية كردستان لتغدو بالتدريج هيكلاً هشاً ويصبح الانقضاض عليه ووأدها سهلاً “.هذا ماقلته قبل ثلاث سنوات واليوم بمناسبة الرسالة الواضحة والموقف الداعم من رئيس إقليم كردستان العراق للمؤتمر الوطني الكردي ، أعتقد أنه تحقق جزءا هاما من هذا الحلم وكلي ثقة يأن بداية الغيث قطرة.
وشكرا كاك مسعود