في تشييء الوعي السياسي الكردي في سورية ـ رد على السيد رستم محمود ومقالته / تحولات الوعي السياسي الكردي السوري / *ـ

 وليد حاج عبدالقادر

لعله من المفيد بداية أن أبدي اعجابي كما واستغرابي الشديد إن بأسلوب السيد رستم وعلى أرضية الخلاف الشديد معه سواءا في التسمية التي يطلقها كقناعة مبدأية ـ الكرد ومعادلها الأكراد ـ أو المصطلح الجديد / القديم في توأمة المواطنة الباهتة في ترويجية صريحة وواضحة لجغرافية سورية الطبيعية بأقاليمها كما وأقانيمها المقدسة ـ كطابو توراتي محنط ـ لتشمل في أبعادها المتكاملة اقتصاديا وعلى حد تعريف ـ معلم السيد رستم د .

سمير العيطة ومفهومه ـ الحداثوي !! ـ في مقاله : التنمية وإقليم الجزيرة السورية ـ* فيستكملها السيد رستم وبإلحاقية الشعب بعد ضم الأرض وسياق مصطلحه ـ الأكراد السوريون ، العراقيون ..

 ـ فتتوضح والواقع هنا غاية الكاتب ـ وعشقه في السعي ـ على شاكلة آخرين ـ ومبدأ تسويق الذات ، وبالتالي تمويه أو تقليص إن لم نقل تقزيم المسألة الكردية وكردستان عموما وقضية الشعب الكردي في سورية خصوصا ، كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية ، وحكمت عليه  فيما حكمت مفاصل التاريخ ونصوص اتفاقات ومعاهدات تلت حروب بينية أو عالمية فجزأتها الى أربعة أجزاء وبقيت ـ بالرغم من ذلك ـ متلاحمة ـ .

إن القفز على الحقائق كما الثوابت ، لاتقل في لامبدأيتها وروح الإنكار فقط كما التجاهل وبالتالي لعبة الصياغة المختزلة ولغة الإنحياز لما هو لاشعبوية ـ من الشعب ـ القضية الكردية ، فهل هي تماشيا ومقتضيات النشر ؟ فقط النشر ومن دون الإلتزام بأبسط مبادئ الحقيقة ، كما التاريخ بجغرافيته الصارخة ؟ ! أم لعلها تموضعت ـ المقالة ـ لتبيان النسق المراد تسويقه وترويجه لثقافة ـ أقل ما يقال عنها ـ المواطنة المفككة ـ باطنا ـ والصدأة ـ قشورا ـ وفق معطيات ومدارج كما طروحات غالبية قوى المعارضة التي تغنى بها الكاتب ـ !! ـ في مقاله / … ويسجل للمعارضة السورية التي استطاعت بروح عالية القبول بوجود قضية سياسية كردية في البلاد ، لابد من الإعتراف بها واستشراف حلها ـ !! ـ … / وبدا جليا وواضحا ذلك الإستشراف والإستشعار إن من خلال مواقف ـ العلمانيين ـ أو ـ المتدينين ـ وليلحقهم ـ القانونيون ـ في تنحيتهم المستمرة لمجمل القضايا كونها فئوية وليست الأمور أو الوقت هو لهكذا قضايا ـ هيثم المالح نموذجا ـ ، أم لعلها ـ وهنا أخمن كوني لا أعرف السيد رستم إلا من خلال كتاباته ـ لعل هذه التصورات مازالت لها رواسبها المتعشعشة في ذهنيته ، فيختزل وباختصار الوعي السياسي الكردي في سورية ، كإختزاله للهم وبالتالي القضية الكردية ب / … تلبية المطلب التاريخي بتجنيس عشرات الآلاف منهم والغاء المرسوم 49 ..

/ .

إن القراءة المتأنية لجملة ماذكره السيد رستم في ـ مقاله المذكور ـ يبدي بشكل صريح الهيكلة التي يريد أن يوحي بها وقضية الشعب الكردي في سورية : نعم لقد كان مطلب إلغاء كافة المشاريع العنصرية المطبقة بحق الشعب الكردي في سورية واحدة من جملة شعارات مطلبية ملحة وكانت من ضمنها ـ لاحقا ـ المرسوم 49 الحديث نسبيا كمرسوم والقديم في جلّ تطبيقاته العملية ولكنها ـ هذه المطالب ـ عمرها ما كانت المطالب الحيوية للشعب الكردي بقدر ما كانت الديمقراطية وتوأمها الإعتراف بالحقوق السياسية والثقافية والإجتماعية للشعب الكردي في سورية ، هذه العبارة ـ الشعب ـ الذي يستصعب نطقها ، أو حتى كتابتها ويستكثرها ـ الكاتب ـ على الكرد في سورية ، وليته اكتفى بذلك ، لابل فهو يعممه ـ وأتمنى ألا تكون من خلفية ايديولوجية عدمية ـ على الشعب الكردي في العراق / ..

فالأكراد العراقيون ..

/ * ..

/ ..

للثورات التي كان قد قام بها الأكراد في العراق وتركيا ..

/* وكم هم مساكين الشعب الكردي في كردستان ايران وكل الخوف أن يكون ـ السيد رستم ـ قد شطبها من الخارطة !! ..

وتتجلى تلك القناعات ـ التي خمنّاها ـ من خلال إصرار السيد ـ رستم ـ على أمرين مهمين : توكيده في نفيه لتوصيف المنطقة تحت مسمى ـ المناطق أو المنطقة الكردية ـ ووضع الشعب الكردي في خانة الإختبار الذاتوي ، أو لربما ـ الشعب الكردي ـ يساهم في بازارات السلطة المترنحة من جهة و ـ فوضوية ـ مواقف المعارضة !! غير الواضحة في طروحاتها حول القضية الكردية في سورية فيقول / ..

فصبيحة اليوم التالي لتلبية المطلب التاريخي بتجنيس عشرات الآلاف منهم ، اندلعت التظاهرات في عدد كبير من المدن ذات الأغلبية الكردية تحت شعار ـ ما بدنا هوية بدنا حرية ـ / ليبدو وكأن الأمر على حد توصيفه / ..

هكذا كشفت ردة الفعل هذه ، وما تلاها سلوكيات ومناخات في الوسط الكردي اثناء الإنتفاضة ـ ويلاحظ إصرارالسيد رستم على لفظة الإنتفاضة لا الثورة ـ عن جملة من التحولات طرأت على الوعي السياسي للأكراد السوريين ..

؟ !! / * أوليس في هكذا توصيف قمة الإجحاف بحق شعب وحركة التزمت منذ باكورة تأسيسها ببعدها الوطني وممارسة لقناعاتها القومية أيضا في تلازم دقيق يشهد ـ للحركة والشعب الكرديين ـ تاريخها المشرّف ووقفاتها سواءا في الحروب المتتالية ، أو الأحداث الكبيرة التي مرّت على سورية الدولة ، ولن أسهب طويلا ، وأحيل السيد رستم الى أفراد عائلته المسنين ليسردوا له بعضا من الحقائق عن الشعب الكردي في سورية ..

واختصارا في هذا الجانب أجزم أمرين مهمين : أولهما : أن أقل المعارضات اعترافا بالكرد قد تجاوزت في تصورها عن القضية الكردية و ـ منمنمات ـ السيد رستم وبالتالي لانرى ـ البتة ـ أن نمنعه وحريته في التوصيف كما التعبير عن قناعاته وبالتالي لإشارته بتفضل اطراف المعارضة السياسية السورية وتمننها على الكرد باعترافها في وجود قضية سياسية كردية ـ هكذا صدقة وزكاة ـ متجاهلا وبالمطلق نضالات الجماهير الكردية المستمرة وتضحياتها منذ تطبيق سايكس بيكو ومرورا بمرحلة الإنتداب الفرنسي الى عهد الإستقلال وماتلاها حتى هذه اللحظة وآلاف المعتقلين وكثير من الشهداء ومع هذا يسجل الفضل للروح العالية للمعارضة في خطوة تبريكية إن لطروحات غليون والبيانوني ومن ثم تنحيات هيثم المالح !! وليت السيد رستم اكتفى بتوصيفه المذكور ـ الأكراد السوريون ـ لكنا صرخنا وقلنا ـ اكتفينا وكفاها المولى ـ إلا أن متوالية ـ الكاتب ـ تنحى في أبعادها ومناح أخرى فهو يتنطح وببدائية فجة و ـ بطابع إنشائي ـ غير مبال بالحقائق التاريخية والجغرافية ليصل في سلسلة تراكيبه وجمله الى مبدأ التشكك بكردستان الكبرى وبالتالي وحدة الشعور كما المصير المشترك فينفي ـ بالتالي ـ صفة الأمة عن الكرد وكردستان كمرادف لوطن وشعب سيظل يحلم ويتغنى بها الكرد ولو برومانسية حالمة متناسيا ـ صاحبنا ـ بأن الأعمال العظيمة كما المهام إنما بدأت أو كانت في الأساس مجرد رؤى واحلاما ، فيفسر الأمور وخاصية كردستان وشعبها في ـ جزأين على أقل تقدير / وقد أدخل كل جزء منها في ذاتوية مفرطة ولعله قد نتفق معه في بعض من الهوامش ولكنه من جديد يتناسى ـ وهو هنا لوحده ـ ذلك التلازم الدقيق عند الشعب الكردي في سورية بين البعدين الوطني والقومي ، وليقع هو في مطب التناقض الفظّ مع معلمه ـ د .

سمير العيطة ـ وموضوعة / التنمية والتجارة وإقليم الجزيرة السورية ** ـ والذي ـ أي سمير العيطة ـ يتجاوز فيها بدعة المناطقية الموسومة سلطويا كما وتوكيدا من الكاتب رستم وروح الأقلمة التي أراد لها ـ العيطة ـ بعدا سوريا طبيعيا ولكن ـ وهذا برأيي ـ في تجانسية غير مقبولة علميا سواءا في بعدها الديمغرافي البشري ، أو حقائق التطور التاريخي وبالتالي الكم الإثني ـ أقلها ـ في كردستان بأجزاءها الأربعة ـ وقد كان لي رأي نقاشي متواضع على دراسة د .

سمير العيطة ونشرت حينها في غالبية المواقع الكردية الغراء .

إن محاولة الكاتب التسلل وايجاد شبه حالة من الخلخلة ، أو التشكيك بين أجزاء كردستان وشعبها في كل جزء هو رأي شخصي كما وتفوح منها الأماني عكس الوقائع كما وتدحضه الحقائق الموضوعية ، إن في التعامل كما العلاقات ، وعلى قاعدة الإحترام المتبادل لخصوصية كل جزء كما وحرية اتخاذ القرار وهنا فقط لتنشيط ذاكرة السيد ـ رستم ـ عندما كانت المعارضة السورية الموقرة نائمة وانتفاضة قامشلو الباسلة عام 2004 هلاّ تذكر ـ الكاتب ـ حجم المظاهرات التي عمت مدن وقرى كردستان بدءا من ـ بانه وسقز ـ في كردستان ايران ومرورا بالسليمانية وهولير الى ىمد وبوطان وحتى استنبول ..

وذلك الهدير والهتاف الذي عانق الأفئدة والعقول / كردستان يك بارجيه ….

قامشلو حلبجية / ، ولا أدري إن كان السيد الكاتب قد سمع بتصريحات السيد مسعود البرازاني الأخيرة ـ كمثال موقفه المعلن في برنامج نقطة نظام بقناة العربية ـ أو قرأ رسالته الى المؤتمر الوطني الكردي في سورية ! وكذلك الأنشطة التي أقيمت كما المؤتمرات لنصرة قضية الشعب الكردي في كردستان سورية حسب توصيف القائمين على انعقاد هكذا أنشطة في مدينة آمد بكردستان تركية .

وكلنا يدرك خصوصية شعبنا الكردي في كردستان ايران ونظام الملالي واستماتتهم في الحفاظ على نظام الإستبداد في دمشق .

وفي الختام ـ أوجز فأقول ـ لقد تبدى ضحالة موقف السيد رستم كما ورؤيته المبسترة إن لواقع الشعب الكردي في سورية ، وبالتالي تاريخ وتطور قضيته القومية وحركته الوطنية وهذا إن دلّ على شيء فعلى أمر بسيط وهي القاعدة / الأساس في نمط الوعي والإلتزام ـ الركيزة ـ التي نشأعليه وبالتالي بنى ـ السيد رستم ـ تصوراته السياسية والفكرية وبالتالي كان واضحا في التزامه المبكر لابل وتوجهه نحو الصيغ اللا ـ كردية ـ ومن هنا كانت ظاهرة اغترابه عن فهم حقيقة تطور وسيرورة الحركة الوطنية الكردية من جهة وحقيقة مركزية حقوق الشعب الكردي في سورية كما في أجزاء كردستان الأخرى فيلتبس عليه الأمر ليكيل جمل المديح لتلك المعارضات العصماء التي تقدمت على  ـ البعث ـ لفظا ، وتجاوزته فعلا وتحليلا من خلال مواقفهم المعلنة سواءا من القضية الكردية في سورية وبالتالي مفرداتها وحقوق الشعب الكردي في سورية ودسترتها قانونا كما وممثلها الشرعي ـ المؤتمر الوطني الكردي في سورية ـ والتي حازت وبجدارة على ثقة الشارع الكردي وأحيل الكاتب الى مظاهرة قامشلو ظهيرة اليوم / يوم الأربعاء الواقع في 9 / 1 / 2011 والذي كان أكبر من مجرد استفتاء …

هوامش 
* مقال الكاتب المنشور في العدد 57 من نشرة لوموند دبلومات ـ النشرة العربية نوفمبر 2011 ..

وكل المقتطفات العائدة للكاتب مأخوذة من مقاله هذا 
** د .

سمير العيطة / التنمية والتجارة وإقليم الجزيرة السوري / لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية ، كانونالأول ديسمبر 2010 

*** ويمكن العودة الى ردي ـ المتواضع ـ المذكور أعلاه ـ قراءة جغرافية وتاريخية وسياسية في محاضرة السيد سمير العيطة / التنمية والتجارة وإقليم الجزيرة السوري / وهي منشورة في مواقع كردية متعددة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…