في بعض ما نشر من تعليقات وتعقيبات في موقع (welatê me) الالكتروني, ورد ما يقرب من نصه:
” تعودنا في الآونة الأخيرة أن نسمع مرة أخرى عن أدلجة الفكر السياسي الكردي, الغارق في الماضي والمتسلح برؤية قديمة..
“ونحو ذلك من التنظير والتقعيد الجديد, وذلك تعقيباً على سلسلة مقالات حول ” نهج البارزاني الخالد” والذي سبق طرحه قبل انعقاد مؤتمرنا العاشر , الذي آثرنا الانسحاب منه , بعد الرفض القاطع لإدراج النهج في منهاج الحزب ودستوره السياسي, ولعله جيء بمثله, بعد ورد هذا الإيضاح في (بلاغ الكونفراس العام) لمنظمات البارتي وقواعده, والذي أكد ضرورة الحفاظ على نهج البارتي, وقاعدته التنظيمية العريضة من الوقوع ضحية انعدام التنظيم , وفقدان النهج بريقه مع بروز هذا الخطر..
والأمر الملفت للنظر أن “الأدلجة, والتنظير, والتقعيد للفكر” سوف يستمر مع وجود العقل الإنساني, وفلسفة الإنسان, وحكمته في تفسير الحياة, دون أن يعني ذلك بأي حال, ادعاء حكر المعرفة, والامتلاك الحتمي لزمامها, وخطر الانزلاق إلى التشبث بالرأي والدفاع عنه, والانطلاق من هذا الدفاع المستميت إلى خطر “الهجوم المضاد” ونفي الرأي الآخر , والوقوع جراء ذلك في خطل (الجمود العقائدي) و(دكتاتورية الفكر والرؤية الشمولية الأحادية) وهو ما حذرنا منه على الدوام , ودعونا فيه إلى حرية الفكر والعقيدة , والحوار والجدل بالتي هي أحسن ومخاطبة مشاعر الناس وعقولهم, وترك الرأي الحر يأخذ أبعاده, ويعبر عن نفسه بطلاقة, ويسعى إلى إقناع الآخرين, بما يملكه من قوة منطق, وسلاسة فكر, ورؤية واضحة نيرة, ودعوة إلى الديمقراطية منهج عمل, وبرنامج نضال , ولغة مخاطبة, تنتعش فيها الحريات, وتسمو من خلالها الأفكار, وتتطور المناهج العلمية, وتتبدل القيم والمواقف والرؤى باتجاه الأرقى والأسمى والأنبل, مما يمكن أن يسمو الفكر الديمقراطي, وتنتعش قيم السلام والأمن, وتتعزز فرص التلاقي والتحاور, وتبرم العهود والمواثيق, ويحترم القانون الدولي, وتصان حقوق الأفراد والجماعات, والأمم والشعوب , والمنظومات والدول, مما يمكن اعتبار ذلك نهجاً في (الحرية والسلام والمدنية والإخاء والعدل..) وهو ما كان من طبيعة وسمات (نهج الديمقراطية والسلام) الذي ذهبنا إليه ودافعنا عنه, وأسهبنا في شرحه , وحمنا حول حماه, في ظل عقيدة سياسية وفكرية واضحة, جعلت من التراث الإنساني, والفكر المتحضر , والرؤية العلمية أساساً لبناء وعراق ديمقراطي تعددي, يحفظ كرامة الإنسان , ويصون مكونات الشعب العراقي, وهو ما انتقل نموذجا حيا, وفكرا رائداً, ومركز استقطاب لبلورة رؤية عالمية, تجلت في عاصمة العالم المتقدم (واشنطن) مركزا للبارزاني الخالد, ونهجاً أن يترجم إلى واقع عملي, وميداني, طرحنا فيه رؤية مرنة , لينة المأخذ, سهلة التناول , طيعة التداول, ليس فيها تحجر الجمود العقائدي, ولا شمولية الأدلجة القسرية, ولا الضغط باتجاه القبول بالقوة والإكراه, والتحول إلى أدوات وصنائع, وتماثيل وأصنام وعبودية للذات, بل اتخاذ القدوة الحسنة والسيرة الحميدة, والنهج الموضوعي الواضح المعالم (في الثورة والسلم والحرب, والهدنة والتفاوض, والميثاق وعهد الفرسان, والأسر والحرية, والتعامل الإنساني, والدعوة إلى التآخي والمساواة ورفض التمييز والاضطهاد والملاحقة والإبادة, وخطر الإخفاء, وتدمير البيئة, وحرق المزارع, وقتل الأبرياء..) دعونا إلى اتخاذ هذا النهج نبراس عمل, ومنبر هداية, وطريقاً إلى البناء السياسي والفكري, والاعمار والازدهار, في رؤية ديمقراطية عادلة, منفتحة, وفكر حر, لا حكر فيه ولا ضغط, ولا كراهية, ولا عداءات وبغضاء..
مما يسقط معه أي ادعاء فارغ بالدعوة إلى الأدلجة الجامدة, والرؤية السياسية الشمولية المتحجرة, بل بالضد من ذلك عمدنا إلى اتخاذ هذا النهج الذي عملنا من أجله, وجاهدنا لتجليته, وبيان فلسفة, وشرح رؤية, وتبيان معالمه الواقعية, اتخاذه مدرسة نضالية, نستمد منها ثوابتنا وقيمنا, ورؤيتنا الموضوعية الجاهزة والمعلنة بوضوح وقوة وتماسك, وهو ما ميزنا, وحرصنا على تمييز خطه, دون مواربة أو مزايدة, أو رجاء ارتزاق, أو رغبة في منفعة قريبة, أو تعويض عن خسارة يحسبها الآخرون تراجعا مؤقتا عن خط كان أحد خطوطنا النضالية الكبرى, والتي سوف تعززها شرحاً وإيضاحا وتفصيلاً وامتحاناً عملياً وواقعياً, مما يسقط أي تخرص أو تقول, أو رأي فاسد, أو غرض دانٍ وقريب , يهدف إلى التضليل والإيذاء, ومسنا بالسوء ولوكة لسانٍ جارح…