المجتمع الدولي سخر من تهديداته الجوفاء «غير القابلة للتطبيق إلا في لبنان» واشنطن: الأسد أعجز من إحداث أي زلزال في المنطقة

  سخرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وديبلوماسيون في جامعة الدول العربية وأوساط في مستشارية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, أمس, من تهديدات الرئيس السوري بشار الأسد ب¯”زلزال يحرق المنطقة” اذا تدخلت الدول الغربية ضد نظامه عسكرياً, مؤكدة أن “نظام البعث السوري, كما اثبتت احداث وتطورات الثورة رغم امتلاكه نحو نصف مليون جندي و200 ألف رجل استخبارات واربعة آلاف دبابة ونحو ألف طائرة وخمسة آلاف بطارية مدفعية ثقيلة من مختلف العيارات ومئات مروحيات الهليكوبتر وترسانة واسعة الارجاء من مختلف انواع صواريخ ارض – ارض التي يبلغ مدى بعضها نحو 700 كيلومتر, أعجز من ان “يزلزل المنطقة ويحرقها”.
وشبهت المصادر تهديداته بتهديدات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي انتهى في أرضية شاحنة بين أقدام الثوار, متوقعة أن يلاقي الأسد وجماعته المصير نفسه إذا لم يوقفوا مجازرهم ضد الشعب السوري الاعزل ومؤامراتهم ضد جيرانهم في تركيا ولبنان والعراق والاردن.
وشددت أوساط في مجلس النواب الاميركي على ضرورة أن “يلقن المجتمع الدولي الأسد درساً لا ينساه مقابل تهديداته هذه, إذ إنه اصغر كثيرا من ان يفعل اي شيء, وعليه ان يفهم ان بلاده بالكاد يمكن رؤيتها بالمجهر على خريطة العالم لدى التدقيق في مساحات الدول واوزانها, وبالتالي فإن حزب البعث الحاكم كذب كذبة امكانية السيطرة على الشرق الاوسط وتخريبه متى شاء, لكنه وحده صدق هذه الكذبة والايام او الاسابيع المقبلة ستظهر سوء تقديره لقوته بين القوى الحقيقية, في الوقت الذي عجز فيه عن التحكم بأمنه الداخلي ومقاومة الشعب السوري الاعزل بكل ما يمتلكه من اسلحة دمار وقتل”.
وكشف ديبلوماسي بريطاني في لندن ل¯”السياسة”, أمس, أن رجال اعمال سوريين واصحاب مؤسسات تجارية ضخمة ورؤساء مجالس ادارات مصارف في سورية, “بدأوا شراء منازل وعقارات ومؤسسات اقتصادية في بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا وبلجيكا ودول اوروبية اخرى, تمهيداً للانتقال إليها لأنهم وان لم يكونوا حزبين تابعين للبعث فإنهم مؤيدون له ولعائلة الاسد التي سمحت لهم بإقامة قواعدهم الاقتصادية في سورية وقاسمتهم أرباحهم ومداخيلهم”.
وحذر الديبلوماسي البريطاني “لبنان الضعيف والهش الواقع تحت وهج النظام السوري حالياً, بأنه قد يكون الدولة الوحيدة المحاذية لسورية المعرضة “لزلازل الاسد وحرائقه” التي يهدد بها من دون ان يتمكن من تجاوز هذا البلد الصغير الى اي دولة اخرى في المنطقة, وان على اللبنانيين الذين مازالوا يتوهمون ان بلدهم عصي على الفتن والاقتتال, ان يدركوا ان الاسد يزرع في بلدهم ألغاماً هائلة مثل “حزب الله” و”حركة امل” وعملاء استخباراته والفصائل والقواعد الفلسطينية داخل وخارج المخيمات, إضافة إلى انه يضمن تأييد الحكم اللبناني, لذلك فإن تهديدات الأسد لا تنطبق على اي دولة في المنطقة سوى لبنان القابل للتقسيم بسرعة, اذا تحرك “حزب الله” بطلب من ايران وسورية ضد القوى السنية والمسيحية اللبنانية التي ستمنعه من السيطرة على اكثر مما لديه الآن بالقوة, الا ان هذا التقسيم لن يدوم طويلا بتدخل دولي وإسرائيلي شامل”.
وفي القاهرة, أكد ديبلوماسي خليجي ل¯”السياسة” أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم والوفد الثلاثي المرافق له, “فوجئوا بالموقف العربي الواضح والمستعجل وغير القابل للتسويف والمماطلة والخداع, فحاولوا تقديم بعض التنازلات المطلوبة في بيان مجلس الجامعة العربية الا انهم جوبهوا بوجوب قبول كل بنود البيان (القرار) وخصوصاً الوقف الفوري للعنف وسحب الجيش من المدن والمناطق الى ثكناته والانخراط في مفاوضات فورية مع المعارضة السورية تحت رعاية الجامعة في القاهرة, لذلك طلبوا العودة الى رئيسهم بشار الذي لم يكن يتصور أن تتمسك الجامعة بهذه المطالب حتى النهاية, والذي قد لا يوافق على سحب الجيش من الشوارع لها في ذلك نهاية نظامه”.

السياسة /  حميد غريافي

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…