النظام لايهمه أن تنادي تلك القيادات ” الشرعية ..
!! ” بالتغيير طالما أن الأسد باق إلى الأبد ، سيما وأن هذا الشعار هو شعاره المرحلي المُسكن والمؤقت .
لن يرى أولئك لا تغيير ولا اصلاح ، مهما أشاع النظام بأنه تقدم بخطوات حثيثة في هذا المجال .
في كل الأحوال فقد ضمن النظام بقاءه بالتعاون مع المهرولين إلى مؤتمرات السمير ميس وغيرها تحت حماية أجهزته القمعية .
مما يحيل إجراء الحوار الذي يدفع النظام بجماعاته إلى المطالبة به ، أو المحاولة في إقناع الشارع بذلك .
النظام يهمه أن تكون المؤتمرات تحت نظره وسمعه ..
في عقر داره ، لذلك فإن هذه المؤتمرات تعقد بسلام وطمأنينة دون أية مضايقات ، ذلك ليس لأن المؤتمرين حملوا راية الثورة متأخرين وحسب ، بل لأن برامج أحزابهم لم تعد تلبي مطالب الجماهير ، ومن الواضح أنهم سيستمروا على ُنهٌجهم المسالمة – الوديعة ” وداعة الحمل ” لأنهم كانوا أولا وأخيرا ً وفي كل الأحوال أحزابا “شرعية ” حتى ولو كانت بدون ترخيص رسمي ، لأن حزب البعث وكما هو معروف ” شرعي ” بفعل القوة ، وبدون ترخيص حكومي .
أما الأحزاب الكردية “اللاشــــرعية” فهي غير مرغوب بها في مؤتمرات النخــبة ” الشرعية ” ، لا من جانبها ، ولا من جانب النظام .
لذلك ُأستبعدت وُأقصيت ، في الوقت الذي لم تكن فيه الأحزاب عينها بوارد المشاركة بهذا المؤتمر الذي عقد على مقاس الأحزاب ” الشرعية ” لوحدها .
إن ماشهدته جمعة ” الحظر الجوي ” من توتر كان بسبب دخول بعض تلك الأحزاب على خط الثورة بوقت متأخر وبسبب رفعها للافتات تدعي تمثيلها للشعب الكردي ، وتدعي أن المجلس الوطني الكردي يمثل الشعب الكردي في سوريا ، مع العلم أن مطالب المجلس التي انبثقت عن مؤتمرها العتيد كانت تكرارا لما طالب به أحرار سوريا قبل أن يدفع النظام قوات جيشه لمحاربة الشعب ، وقبل إغتيال المناضل مشعل التمو الذي غفل المؤتمر عن إبراز دوره ، النضالي الذي كان سببا ً في إغتياله ، وقبل الإجرام اللامتناهي الذي مورس في قمع المظاهرات السلمية .
لم ينسى المؤتمرون أن يلمحوا إلى الحوار مع النظام قائلين : لن يدخل الكرد في مفاوضات أو حوارات مع النظام لوحدهم ، وهم يعلمون علم اليقين أن بعض المتملقين للنظام قد قرروا الحوار ، وقرروا الدفاع عن النظام ، ووصل الأمر ببعضهم إلى تقديم طلباتهم لإجازة أحزابهم وفق شروط النظام التي مازالت تستبعد وجود أحزاب ذات صفة قومية “غير عربية” أو مذهبية أو دينية ..
!!
يضاف إلى ذلك ورود قرار للمؤتمرين ” الشرعيين ” يقضي بتعليق عضوية أحزابهم ضمن تحالفات المعارضة ، في الوقت الذي وصل فيه عدد القتلى والجرحى وحسب مصادر الامم المتحدة إلى الآلاف ، ناهيك عن المفقودين ، وعدا عن المعتقلين ، وعدا عن الفارين إلى بلاد الجوار ..
!!
من جانب آخر فإن تنسيقيات الشباب الكردي ” داخل وخارج البلاد ” تثابر على القيام بالفعاليات والنشاطات وتطور آليات عملها ، وتنظمه ، بالتعاون مع أحرار سوريا من أجل اسقاط النظام ، وتحويل أقطابه إلى محكمة العدل الدولية جرّاء جرائمه بحق السوريين بمكوناتهم المختلفة .
لم تعد جماهير الشارع ، وأهالي المعتقلين والمفقودين ، ويتامى الشهداء يقبلوا الحوار مع القاتل ..
لقد قررت جماهير الشارع في عامودا وقامشلي ، ودرباسية ، وكوبانية ، وعفرين إسقاط النظام .
= = = = = = = = = = =
* افتتاحية عدد 103 من مجلة الخطوة .
* * عضو قيادي في الميثاق الوطني الكردي .