كلمة موجهة للمؤتمر الوطني الكوردي**

 م.رشيد  26 /10/2011
 
     أيها الحضور الكريم ..أسعدتم أوقاتاً
     بداية كل التحية والامتنان والتقدير للرعيل الأول من المناضلين الذين أسسوا الحركة الكوردية والذين يكملون المسيرة من اجل قضيتنا إلى يومنا هذا..

     وهنيئاً لنا ولشعبنا بهذا الانجاز التاريخي الرائد، وإن جاء متأخراً دون مستوى الطموح والأمنيات كونه التجربة الأولى، فقد اعترضتها العديد من المعوقات والمصاعب، وتخللتها الكثير من الأخطاء والهفوات، نأمل تذليلها وتلافيها في المؤتمرات القادمة، فقد تخلف عنه قسم لا بأس به من الأحزاب (وبخاصة أحزاب ميثاق العمل الوطني وحركة الاصلاح وتيار المستقبل) والتنسيقيات كنا نرغب في مشاركتها وحضورها معنا، نأمل ونطالب بترك الأبواب مفتوحة أمامها ونتطلع إلى انضمامها إلى الهيئات والمؤسسات التي سيشكلها المؤتمر فيما بعد، (انطلاقاً من وحدة المصير والشراكة والمساواة في القضية والنضال من أجلها) حفاظاً على وحدة الصف الكوردي وعدم جواز ممارسة الالغاء والإهمال بحق أي كائن كوردي يلتزم بثوابت القضية.
    اليوم تحقق الحلم وانتصرت الإرادة فتحية لكل من بادر وساهم وسعى في إعداد وبناء هذا المؤتمر لأنه هام  وحاجة  وضرورة لنا، وبخاصة ضمن الظروف الاستثنائية الراهنة والمرحلة المفصلية الحالية من تاريخنا.

    أنا سعيد جداً وفخور جداً بوجودي بينكم فشكراً لكل الذين منحونا الثقة وشرف التمثيل والإنابة عنهم نأمل أن نكون أهلاً ً لها وها نحن نوصلكم أصواتهم بكل صدق وأمانة.


     الأخوة والأخوات المؤتمرون
    منذ أن وعينا نعيش آمال القضية وآلامها (ونحن أبناؤها ) ونبحث عن كثب في جذورها وحضورها ونمعن في متونها وشؤونها ونفتش عن أسباب تلكؤ مسيرتها وتعثر حلها أيقنّا دائماً وأبداً أن الإرادة الدولية كانت تقف حائلاً أمام تطلعاتها ورافضاً لطموحاتها تلك الارادة المتمثلة بصانعي القرار في العالم (الدول العظمى) والمبنية على أساس مصالحهم عبر المساومات والتوازنات القائمة بين الأقطاب والأحلاف المتصارعة ويأتي انقسام البيت الكوردي وتفرّق صفوفه قاصماً للظهور ومحطماً فرص العبور بسبب طغيان الايديولوجيا الحزبية وسلطان الروحية المتزمتة وغطرسة الأهواء والنزعات الفردية- العصبوية وهيمنة المصالح الشخصية ..

والتمسك الأعمى بقوالبها والالتزام الحديدي بقواعدها والدفاع المستميت عن أحقيتها وأفضليتها.
     يؤخذ على الكورد في مسيرة نضالهم التحرري بعدم تبنيهم لمختلف أشكال النضال معاً وحصرها في السياسي غالباً وإهمال غيرها وعدم إتقانهم للمناورات والتكتيكات وسط الأطراف المتصارعة-المتوافقة على مصيرها ولم ينجحوا في إيجاد تقاطعات وقواسم مشتركة مع مراكز القرار والإدارة والقوة في العالم لذلك كانوا دائماً يخسرون على طاولة المفاوضات كل ما يحققونه في المعارك لأنهم كانوا يضعون جميع ملفاتهم في سلة واحدة، وتتكرر التجربة في كل مرة أكثر مأساة وفداحة بعد كل منعطف تاريخي يمرون فيه، ثم ينتظرون فرصاً جديدة لينهضوا من كبوتهم ويلملموا جراحهم ويرتبوا أوراقهم استعداداً لخوض جولات أخرى من النضال، التي لم تنته بعد ولن تنتهي طالما بقوا أحياء على وجه البسيطة مضطهدين ومحرومين من أرضهم وسمائهم وثرواتهم.
     الآن ورياح التغيير تهب على المنطقة ومنها سوريا لإسقاط عروش الاستبداد والفساد وتحقيق الحرية والكرامة للعباد وتمكين جميع مكوناتها بمختلف ميولها ومشاربها لتكون شركاء في السلطة والثروة وإدارة البلاد، وهذه فرصة ثمينة للكورد (لاتعوض ولا تتكرر دائماً) ليثبتوا وجودهم وينالوا حقوقهم الوطنية والقومية المسلوبة منهم منذ عشرات السنين بفعل السياسات الشوفينيية والمشاريع العنصرية المقيتة المطبقة بحقهم من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم..

    واليوم وبعد ظهور العولمة بتقنياتها ومفاهيمها ، وهبوب رياح التغيير على العالم ومنطقتنا بشكل ٍ خاص فقد تغيرت الكثير من القواعد والمفاهيم ، و بات من الضروري التغير معها و التفاعل إيجابياً معها ، واستثمارها لصالح القضية الكوردية ، وها نحن نحضر هذا المؤتمر على اعتباره خطوة سليمة على الطريق الصحيح لتثبيت الحضور الكوردي وتفعيل دوره في ظل الظروف الاستثنائية و المفصلية الراهنة، فنأمل أن يكون محطة  انطلاق ٍ رئيسية جديدة لترميم البيت الكوردي وتوحيده وتقويته من خلال تطوير وتجديد كل البنى والهياكل والأنماط في جميع المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية … ومأسسة الحراك الكوردي تحضيراًً لما يتطلبه المستقبل من استحقاقات و مستلزمات ٍ للنهوض والاستمرارية .
وهنا أقترح عدة مبادئ لاتباعها واعتمادها في بناء القرارات والمواقف :
1-  الالتزام بالموضوعية والواقعية في تناول القضايا المطروحة انطلاقاً من الإمكانات والظروف المتوفرة، وكذلك التقيد بالمنهج السلمي والديموقراطي في التعاطي مع الأحداث والأمور، والتخلي عن العنف والعصبية ونبذها بكل ألوانها وأشكالها.
2- توجيه البوصلة الكوردية براغماتيا ً في المنحى القومي والوطني على قاعدة الكورد جزء ٌ من الكل وعليه أن يكون الكوردي في قلب الأحداث لا في المقدمة لينتحر ولا في المؤخرة ليندحر  .
3- الربط دوما ً بين الماضي المليء بالتجارب والعبر ، والمستقبل المحمّل بالمستجدات والمفترضات، أي الدمج بين القديم ذو الحكمة والخبرة، والشباب ذو الكفاءة والقدرة .
4-  الثقة والمصداقية أساس التضافر والتعاون بين كافة مكونات الحركة الكوردية من أحزابٍ سياسية وحركات شبابية وفعالياتٍ مستقلة في خنادق النضال .
        أيها الأخوة والأخوات
     الكورد في سوريا يمتلكون أوراقاً قوية رابحة إذا أجادوا إبرازها في الزمان والكمان المناسبين ونذكر اهمها:

  • الكورد (شعباً وأرضاً) جزء أساسي وأصيل من التاريخ السوري ونسيجه الاجتماعي والسياسي..وحضورهم الوطني فاعل ومشرف في جميع ميادين التحرير والاستقلال والبناء والتطوير..منذ تشكل الدولة السورية بموجب المعاهدات الاستعمارية (سايكس بيكو) وإلى تاريخه.
  • عدالة قضية الكورد ومشروعيتها وفق جميع المعايير الوطنية والإنسانية والأممية تمنح الكورد الثقة بالنفس والجرأة والعناد وتنزع عنهم ثوب الخجل والوجل ودواعي التردد والتهور والتعصب والعنف..في تداول قضيتهم لأنهم يستندون على قاعدة قانونية وشرعية شعبية صلبة تفرض صداها ونبضها على كل من يجد نفسه مسؤولاً أو ممثلاً أومفاوضاً عنهم.
  • حضورهم الديموغرافي(حيث يتجاوز تعداد الكورد الذين يتكلمون الكوردية ثلاثة ملايين ماعدا الذين اندمجوا في طوائف وأعراق أخرى ويعتبرون القومية الثانية في البلاد) وتوزعهم الجغرافي على خارطة الوطن (في مناطقهم وفي المدن الكبيرة) والعالم في الشتات والمهجر.
  • وجود أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وأخرى ثقافية..

    تمتلك خبرات وكوادر وطاقات قادرة على تنظيم صفوف الكورد وقيادة نضالاتهم إن توافرت الإرادة لديها.
  • اهتمام الرأي العام العالمي لتطورات القضية الكوردية (لأهميتها وخصوصيتها وحساسيتها..) جعلها ملفاً ساخناً وحاضراً على طاولة المفاوضات والترتيبات والتوازنات..

    الاقليمية والدولية (لا يمكن تجاوزه أو إهماله).

·         البعد الكوردستاني والمكاسب المحققة في الأجزاء الأخرى (الفدرالية في العراق،المكاسب الثقافية والبرلمانية والبلدية في تركيا) تعطي زخماً ودعماً لطبيعة المطالب وسقفها في سوريا مع ضرورة الحفاظ على الاستقلالية والخصوصية.

  • البعد الوطني وتصاعد القوى الديموقراطية والوطنية محلياً وتفهمها واستجابتها لمطاليب الكورد تمنحهم الثقة والشرعية والمصداقية والجدية..

    للعمل معاً وفق برامج ومناهج مشتركة ضمن أطر وتشكيلات وطنية عامة وموحدة.
  • المنهج السلمي والديموقراطي والمدني للكورد في نضالاتهم يكسبهم المزيد من الأصدقاء والأنصار في العالم والمزيد من الفرص والآفاق والأدوار المميزة والفاعلة والراجحة..

    في المواقف والمواقع في شتى الميادين والمجالات .

    أما بشأن الدعوة والسعي لعقد مؤتمرنا هذا لتأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي سبق وقد وطرحنا وجهة نظرنا في مناسبات عديدة على صيغة مشاريع ومقترحات وعبرمقالات نشرناها في جرائد حزبية وأخرى مستقلة وفي بعض المواقع الالكترونية الكوردية  كانت من  أبرزها في مجلة  قضايا وحوارات    عام  1998(التي كان يصدرها حزب يكيتي الكوردي آنذاك)  تناولنا فيها أسباب أزمة الحركة الكوردية وسبل تجاوزها والصيغة المقترحة للنقاش وبعد نشرها بشهر أو أكثر زارني الراحل الأستاذ اسماعيل عمر أبا شيار (الذي نفتقده اليوم فقد كان من أشد الداعين إلى عقد مؤتمر وطني كوردي واقترح عليكم تسمية المؤتمر باسمه)  وأخبرني بالحرف: “لقد جعلنا مقترحك قراراً في التحالف، الذي كان يضم حينذاك أكثر من خمسة أحزاب كوردية وعدّلنا نسبة المستقلين من الثلث إلى النصف” .
    وفي عام  2008 قدمنا مشروعاً موسعاً عن تشكيل مرجعية كوردية ونشرناه في معظم المواقع الالكترونية الكوردية بمقترحات جديدة ومعدلة عن السابقة ثم جاءت أحداث 12 آذار كنقطة تحول كبرى في مسارالقضية وأبعادها تناولناها بموضوعية وواقعية من منطق تحليلي وتوصيفي وتشخيصي..وهنا أشدد على الرجوع دائماً إلى مجرياتها والمفيدة منها على الصعيد المحلي والوطني والخارجي للتخطيط للمستقبل فقد كانت محطة هامة ورئيسية في التاريخ الكوردي، وعندما داهمت ثورة الاصلاح والتحول والتغيير بلدنا منذ 15 آذار الماضي وقفنا ملياً عند بداياتها وفصولها تحت عنوان سقط القناع عن القناع ثم البوصلة الكوردية والبراغماتية اللازمة وأخيراً وضعنا النقاط على الحروف كما نشاهدها ونقرؤها، وشاركنا مع عدد من المثقفين المستقلين في طرح المبادرة باسم الهيئة المستقلة للحوار الكوردي – الكوردي لتأسيس مركز قرار كوردي جامع واستمرينا في محاولاتنا أعلامياً وميدانياً مع الخيرين والغيورين والمخلصين من أبناء شعبنا من أجل عقد هذا المؤتمر والذي تبنته مجموع الأحزاب الكوردية مهمة التحضير والاعداد نقدر عالياً مساعيهم ونشكرهم عليها إلى أن  أثمرت وتحققت ما نصبو إليه .
     الأخوة والأخوات الكرام
     الآن اسمحوا لي التذكير ببعض المقترحات والتوصيات التي نراها هامة وضرورية لبلوغ الغاية المنشودة والمرجوة من هذا المؤتمر الوطني التاريخي:

1-  أرى أن المطالب الكوردية القومية تتركز في الاعتراف الدستوري بالكورد(أرضاً وشعباً) كمكون رئيسي لسوريا، وإعادة حقوقهم المسلوبة منهم بفعل السياسات الشوفينية والمشاريع العنصرية المطبقة بحقهم وإلغاء جميع القوانين والمشاريع الاستثنائية ومرجعياتها وتبعاتها والتعويض عن المتضررين من جراء تطبيقها، وهو شعاراسترتيجي ثابت(شعار حق تقرير المصير) لا يجوز النقاش فيه، ومطلب جماهيري عام  يفرض على الجميع الالتزام به والنضال من أجل تحقيقه، أما تحديد شكل وآلية التطبيق فيجب أن يكون في إطار التوافق الوطني والتلاؤم مع الظروف الموضوعية المتوافرة والامكانات الذاتية المتاحة وما يقرره مؤتمرنا هذا من صيغة مناسبة بما فيه الفدرالية.

2-  تتلخص المطالب الكوردية الوطنية بوضع دستور جديد يلغي هيمنة أية قومية أو طائفة أوأية  قوة سياسية أو دينية..على مقاليد السلطة ويبنى على أساس الانتماء الوطني دون تمييز أوتفضيل بسبب العرق أوالدين أوالمذهب لتشكيل دولة علمانية ديمقراطية تعددية يكون الشعب فيها مصدراً للشرعية والسلطة، وتتوفر في ظلها المساواة التامة (أمام القانون) في الحقوق والواجبات والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة وتتحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وفصل السلطات الثلاثة عن بعضها وفصل الدين عن الدولة على مبدأ الدين لله والوطن للجميع فالأخوة والمواطنة والشراكة تتطلب تحديد التخوم والشروط بين أفرادها وجماعاتها، لتوفير الأمان والضمان والمصداقية والاستمرارية لها.
3-  بسبب فشل جميع المحاولات الرامية لتأطير قوى الحركة التحررية الكوردية وتوحيدها ابتداء من المؤتمر التوحيدي الذي أشرف عليه البارزاني الخالد في ناوبردان عام 1970 ومشروع الجبهة بين البارتي واليساري في 1978 مروراً بالتنسيق بين اليساري والتقدمي والديموقراطي السوري آنذاك، ثم التحالف الأول والتحالف الثاني ثم المجلس السياسي بمكوناته (الجبهة والتحالف والتنسيق) وأخيراً مجموع الأحزاب الكوردية التي تترنح أوصالها عند أي محكّ عملي واختبار فعلي بالرغم من توقيع جميعها على المبادرة الكوردية، لذلك لابد من الركون إلى الثوابت والاتفاق على القواسم المشتركة مع جواز حرية العمل والنشاط في الشكل والأسلوب وفق خصوصية كل فصيل وامكاناته وتحالفاته وظروفه على أرض الواقع..

مع الالتزام بما يقرره المؤتمر من خطوط عريضة على الأصعدة كافة، وهنا اشير وأشيد بتجربة منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأدعو إلى الاستفادة منها.

4-  التأكيد على أن الحركة التحررية الكوردية تتكون إلى جانب الأحزاب السياسية  من التنسيقيات الشبابية التي أوجدتها ثورة التغيير حديثاً وكذلك الذين أثبتوا حضورهم في المجال الثقافي والإعلامي والسياسي والحقوقي ..

من المهتمين والمتعلقين فعلياً بالقضية من النخب والفعاليات الاجتماعية والدينية والمهنية..

ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني..وبأن الكل شركاء في القضية بما لها وماعليها ويجب عدم اقصاء أو تهميش أي مكوّن مهما كان حجمه أو شكله.
5- ضرورة  منح الاعتبار وتقديم الدعم والرعاية للحركات الشبابية (تبنيها) لتوحيد صفوفها وترتيب أمورها وتحسين أدائها ومنعها من التشظي أوالتهورأوالانفعال أوالانزلاق في مواقع لا تخدمها وأهدافها، تلك الحركات التي فوتت الفرصة على الشوفينيين والطائفيين والمتعصبين في الأوساط الشعبية والرسمية وأخفقت مساعيهم الرامية لتأليب بعض المكونات على الكورد وتخوينهم وعزلهم وطنياً فأنجزت اللحمة الوطنية برمزية جمعة آزادي على امتداد الخارطة الســــورية..

وأوجدت شروطاً وأجواء جديدة لتداول القضية الكوردية على الصعيدين الوطني والقومي، وأثبتت الحضور الكوردي في الشارع محتجاً ومتظاهراً ضد  نظم الاستبداد والفساد.

6- من الأهمية بمكان تحديث وتطوير الأحزاب تنظيمياً وفكرياً وحراكاً وخطاباً..

لتلائم ظروف المرحلتين الراهنة والقادمة والتخلص من النمط السلطوي الشمولي العقائدي..وتفكيك عقد الخصومة المزمنة بين أقطابها وخروجها من أحضان الأوصياء والأولياء والحلفاء (الانسحاب من جميع الأطر والتحالفات الأخرى) واختزال أعدادها غير المنطقية وتكتلاتها غير المبررة في وحدات تجميعية تناسب حجم وطبيعة الشعب الكوردي، وذلك لتكون مقدمة سليمة لمأسسة  الحراك والنشاط الكورديين في كل النواحي والاصعدة.


7- ضرورة الحضورالكوردي في كل اللقاءات والمبادرات والمؤتمرات والحوارات..

التي تعقد في الداخل والخارج وعدم التغيب عنها جماعياً كان أوإفردياً وعلى كل الجبهات والاتجاهات ..

فمن المهم والضروري التمثيل الكوردي بحقوقه ومطاليبه من دون تنازل أو تفريط بها وتحقيق مكاسب للقضية وهنا تبرز أهمية التنسيق والتوحيد في الجهود واستنفار كل الاحتياط واستغلال كل الطاقات دون استثناء أو تهميش..

وزجها في المعركة المصيرية في المرحلة الانتقالية الحالية(فترة المخاض)..
8- ضرورة الاستئناس والاستفادة من تجربة كوردستان العراق أثناء العاصفة التي سبقت الإطاحة بنظام صدام الدكتاتوري حيث وحّد الكورد صفوفهم وخطابهم آنذاك (ضمن الجبهة الكوردستانية)، ووجهوا بوصلتهم وفق ما تقتضيه مصالحهم ومطاليبهم فتحاوروا مع كل الأطراف ونسقوا مع المعارضة بمختلف أطيافها وتحالفوا مع القوى الداعمة للحرية والديمقراطية في العالم وذلك لتثبيت حقوقهم وبلوغ أهدافهم وهذا ماحصل فعلاً.
9-  الثورة لا تعني كنس الماضي دفعة واحدة بل تحتاج إلى تغيير تدريجي سلمي لكل ما بني وتراكم طوال عقود من الفساد والاستبداد فلا يمكن شطب حقبة من التاريخ واقصاء شريحة من المجتمع بمقالة في صحيفة أو هتاف في الشارع أو مقابلة في التلفزيون أو مشاركة في مؤتمر …لأن الكنس يكلف الوطن العديد من التضحيات وهدر الكثير من الطاقات وبالتالي تدمير أركان الدولة ودفع البلاد إلى مصير مجهول لن ينجو من عواقبها أحداً…،لأن الحفاظ على أمن الوطن والسلم الأهلي والتعايش الأخوي من أولويات النضال وضروراته .
10- يجب التنبه للتدخلات المتعددة في الشأن الداخلي (الاقليمية والدولية) فلكل منها أجنداتها الخاصة بها فهي مدروسة ومخططة على أسس اقتصادية أوطائفية أوسياسية أو أمنية..

يتطلب الحذر من الانخراط فيها أوالانجرار وراءها فكفانا ثواراً تحت الطلب كما يقوله كاك مسعود البارزاني وكفانا تمثيل دور حصان طروادة في النزاعات والصراعات الاقليمية والمحلية وتجنب ارتكاب أخطاء تاريخية لا تندمل جروحها ولاتمحى آثارها بسهولة من ذاكرة الشعوب (ابتداء من سقوط الدولة الفاطمية ومروراً بمجازر الأرمن وقمع الدروز في الخمسينات وانتهاء بأحداث حماه 1982 والتي كانت وبالاً ثقيلاً على الأجيال اللاحقة من الكورد ولم نجنِ ِ نحن  الكورد منها سوى الانتقام والندم والحقد ودفع الثمن (…؟!).
11-  يجب توخي الحذر والحيطة من سرقة التضحيات والجهود المبذولة من قبل الجهات المتسلقة والانتهازية التي لن تبرح أوكارها إلا بعد أن توضع الأحداث أوزارها وتفصح عن أسرارها وأضرارها وحينها ستكثر تنظيراتها وتفسيراتها وتحليلاتها ..

وخاصة الذين غابوا طيلة الأشهر الماضية عن وعي وتصميم بعد أن كانوا أسوداً و ديكة على جميع المنابر الاعلامية بمناسبة أو بدونها  حتى قبل نشوب الثورة بقليل..
12-  ضرورة الاستشارة والاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة..

في كل المواضيع والمشاريع والقوانين المطروحة للنقاش والبحث..

قبل إقرارها أوالتوقيع عليها كما ينبغي الجمع بين القديم (الشيخ) ذوالخبرة والجديد(الشاب) ذو القدرة وكذلك التواصل والتنسيق بين الداخل والخارج على مبدأ التكامل وتوزيع المهام وتبادل الأدوارفي الحراك والنشاط ولهذا لا بد من إعداد  وتأهيل كوادر اختصاصية وإسنادهم المهام اللازمة والمناسبة .
13-  ينبغي على من يدعي الحرص والاهتمام بالقضية الاحتكام إلى الضمير والعقل والواجب الوطني والقومي والإنساني والانطلاق من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية والترفع عن المصالح الشخصية والأنانيات الحزبية والتسامي فوق الصراعات والإصطفافات والتكتلات والتحلي بالجدية والصدق والإخلاص (لمصلحة القضية فقط) وأي استهتار أو إهمال لهذه المقتضيات سيجلب العجز والعقم والعار لأن شروط اللعبة قد تغيرت وباتت مكشوفة للقاصي والداني في ظل العولمة وتقنياتها الهائلة وخاصة في مجال التواصل والأعلام ولايستطيع الصمود في الميدان سوى الجدير و القدير.

أما على الصعيد الهيكلي والتنظيمي داخل المؤتمر وما بعده اقترح مايلي:
1-  انتخاب مجلس وطني كوردي من المؤتمر ليصبح مرجعية مصغرة للهيئة التنفيذية التي ستنتخب من المؤتمر.
2-  تشكيل مكاتب تنفيذية (ميدانية ) مناطقية بنفس نسب ومعايير بناء المؤتمر وتشكيل الهيئة التنفيذية المركزية، وتعمل تحت إشرافها ووفق مقررات المؤتمر وتوصياته.
3-  التحضير والإقرار بتشكيل نقابات مهنية تخصصية ومؤسسات مدنية ومكاتب اجتماعية وخدماتية وتربوية ومراكز ثقافية وبحوث ودراسات ومنظمات حقوقية ..مركزية ومناطقية وذلك لتنظيم وترتيب البيت الكوردي وتوحيده.
4-  اعتماد مبادئ الديموقراطية العملية والواقعية في انتخاب وتشكيل اللجان والهيئات ووفق الإمكانات والخبرات والمؤهلات.
5-  يجب ترك الأبواب مفتوحة أمام كل القوى الوطنية الكوردية بل السعي الحميم والجدي  لضمها وإشراكها في الهيئات والمؤسسات التي سيشكلها المؤتمر.
 
     وفي الختام: لا بد من جدولة المهام وترتيب الأولويات بإعداد وثيقة شرف ومبادئ وإقرارها ليلتزم بها الجميع على أساس الشراكة في القضية والنضال من أجلها  دون أي تفضيل أو تمييز أو إلغاء ،على اعتبارها ثوابت وطنية وقومية لها تحدد لها خصائص ووسائل وأهداف ..

وعدم المساومة عليها أو التفريط بها تحت أي ظرف أو دافع أو مبرر…
    وأخيراً: أتمنى لمؤتمرنا النجاح في أعماله وجلساته ونقاشاته لصالح قضية شعبنا ووطننا نحو الحرية و الديموقراطية والأمن والسلام والازدهار..
     وشكراً على إصغائكم وعذراً على الإطالة عليكم.
 —————-  انتهت  —————-

**  الكلمة كانت معدة للمؤتمر، لكن ضيق الوقت حال دون قراءتها ، لذا أردت ايصال مضمونها للمؤتمرين والمهتمين والمتابعين على حد سواء.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…