قبل كل شيء نحن الكرد في أي مكان نتواجد فيه لسنا دعاة حرب أوهواة قتل وتدمير مثلما هم الحكام الأتراك وزبانية الدولة التركية وما تفعله هذه العصبة في كردستان وشعبها المسالم، ورغم هذه الحرب الظالمة والشرسة على الشعب الكردي لا نملك أنفسنا إلا القول: بأننا نأسف لسقوط أي قتيل سواء من الكرد أم من الجنود الأتراك على السواء ولا نريد أن تتبلل مآقي الأمهات بالدموع وقلوبهن بالمأسي والأحزان، فهذا هو أخلاقنا ومآثرنا على مر التاريخ.
ولكن نأسف أيضاً لضميرهذا العالم المتوحش الذي يساوي بين الظالم والمظلوم والضحية والجلاد في مسيرة حرية الشعوب وانعتاقها، وأسفي مرة أخرى على هؤلاء المحلليين من كل القوميات الذين إما هم ضيقوا الأفق لايستطيعون رؤية ما تحت أقدامهم، أم أنهم انتهازيون وأنصاف رجال باعوا ضمائرهم للشيطان وأبخس الأثمان، يوزعون الإتهامات على حزب العمال الكردستاني جزافاً، ويبحثون عن المواقيت التي نفذت فيها عملية قتل الجنود الأتراك، دون أن يعودوا بتحليلاتهم إلى جذور المشكلة العويصة، ليروا أنها مشكلة شعب وأرض وليست مواقيت يضرب فيها الإرهابيون ضربتهم على حد قول الكثيرين منهم.
نعم ولكننا نقول للسيدين غول وأردوغان بأننا بتنا نعرف إنكما تتخذان الإسلام لبوساً ساسياً مخادعاً فتخادعون الله ورسوله كما هو البيانوني وأمثاله الذين يريدون إرضاء أردوغان على حساب إغضاب رب العالمين، فأنتم جميعاً تنعتون حزب العمال الكردستاني بالإرهاب ولا ترون إرهاب الدولة التركية المنفلت من عقاله ضد الشعب الكردي على أرضه وترابه، أقول هذا لأن الإسلام يقول بصراحة ووضوح: لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن المسلم هو من سلم المسلمون من يده ولسانه، وأنتما أيها السيدان غول وأردوغان لن تحبا يوماً لأخيكما المسلم الكردي ما تحبانه لأنفسكما، كما لن يسلم منكما ومن مدافعكما المسلمون الكرد على مدى حكمكما الناتوي لتركية.
فيا أسفي على الإسلام وأهله على أيدي أمثال هؤلاء المتأسلمين الذين يبيعون دينهم بدنياهم في سبيل مكسب سياسي آني ومنصب رخيص.
ثم أي أرض يا سيد أردوغان هذه التي لاتفرط بذرة منها…فيا عجبي أليست هذه الذرة الوطنية هي من أرض كردستان التي دخلتموها تحت جنح الظلام وفي غفلة من الزمن وفي مؤامرة دبر بليل بعدما ورطتم إدريس البدليسي في حبائلكم الشيطانية؟ فتلك الأرض هي كردستان يا سيدي والتي استبيحت وتستباح اليوم تحت جذمات من تسمونه بالمهمتجيك بوحشية زائدة.
فالأكراد موجودون في وطنهم هذا الذي التي لاتفرط اليوم بذرة من ترابه قبل مجيء حتى الأتراك السلاجقة بمئات بل بآلاف السنين، فلمن إذاً هي الأرض التي لاتفرط بذرة منها ومن أعطاك هذا الحق المبين لتحتل أراضي الآخرين ولتعلن بعدها أنها أرضك لن تفرط فيها…؟ فأين البلاد العربية التي لم تكونوا تفرطوا فيها ولقد فررتم منها فرار الأرانب المذعورة أمام الجنود الإنكليز عام 1916م …؟ إنها الهمجية يا سيدي بل الخديعة والقوة وحدهما جعلتك تستأسد على الكرد المساكين وتتكلم بمثل هذه العنجهية الزائدة عن الحد…؟ وإن كنت مسلماً صحيح الإسلام فسنذكرك بأن الإسلام ينص على أن: (من أحيا ارضاً ميتة فهي له) فمتى أحييت أرض كردستان وذرات ترابها قبل الكرد أيها المبجل…؟ أرجوك سيدي لاتغش المسلمين بادعاءاتك الإسلام فكفى الله المسلمين شر المنافقين، فأنت – كما لايخفى على أحد – قوموي تركي متعصب بليوس إسلامي والإسلام من القومية التركية وغير التركية براء، تدعي الإسلام وفي جعبتك مخطط استعماري جهنمي ترسم به ملامح امتداد دولة الرجل المريض ومعك أسيادك من الإسرائيليين والأمريكان نحو سورية ودول الشرق أوسطية الأخرى.
في الوقت الذي تدعي فيه – وهذا اغرب من الخيال – أن حزب العمال الكردستاني يتلقى الدعم من إسرائيل وما نعلمه هو تحالفك مع حماة إسرائيل بل الإسرائيل نفسها، لكن افتعلت حادثة سفينة المساعدات التركية إلى غزة لتغش بها بسطاء العرب والمسلمين وخبثائهم على السواء بل الكثيرين من المححللين السياسيين الأشاوس، أما عن الخبراء العسكريين الإسرائيليين الذين يطورون الأسلحة التركية ليقتلوا بها المسلمين الكرد وعن المستعمرة الإسرائيلية في أورفة قرب الحدود السورية فحدث ولاحرج.
فإسرائيل هي التي تطورالأسلحة التركية التي تقتل بها اليوم أبناء الشعب الكردي المسلم، أليست إسرائيل وأمريكا هما ممن سلماك عبد الله أوجلان في وضح النهار؟ من كينيا العبودية التي كان أسلاف الأمريكان يسوقون أجدادهم سوق النعاج إلى مراكز تجمع الرقيق وأماكن امتهان كرامة الإنسان، وكأن هذا لايكفي لعبوديتهم وامتهان كرامة شعبهم ليسلموا ضيفهم أوجلان أذلاء صاغرين إلى مالكيهم أسياد العبيد فمرحى لعبوديتكم أيها الحكام الكينيون المهانون دوماً.
ومن أعجب العجاب ما نلاحظه هو هذه التحليلات العجاف التي كان غالبية المحللين السياسيين يقدمونها من على الفضائيات العالمية ويتساءلون عن توقيت مهاجمة حزب العمال الكردستاني للجنود الأتراك في كردستان وفي هذا الوقت بالذات، وأن الهجوم جاء بتحريض من سورية وإسرائيل أو إيران وحتى الولايات المتحدة وألمانيا، تلك الدول التي يزعمون أن الدولة التركية هي على خلاف مع الثلاثة الأولى منها بينما الرابعة والخامسة فهما من حلفائها الإستيراتيجين بدون منازع.
ولكن نسأل هؤلاء المحللين الفهلويين الذين لم يصدق فيما مضى ولو تحليل واحد من تحليلاتهم حول الحرب الأخيرة على العراق، وهم يختلقون الأسباب والمواقيت لكل عملية يدافع بها الكرد عن أنفسهم وممتلكاتهم ضد هجمات الذئاب الرمادية التي ما فتأت تفترس شعب كردستان منذ عقود ودهور دون أن تتحرك ضمائرهم وتستيقظ من سبات الشقاق والنفاق، ونقول لهؤلاء: أنتم أطباء فاشلون تعالجون المرض قبل تشخيصه فالقضية ليست قضية مواقيت هجمات بل هي قضية شعب ووطن يترنح تحت وطأة قوانين الصهر والذوبان لشعب بكامله، فلم لاتسألون: ماذا يفعل جنود الجندرمة التركية في قرى وقصبات كردستان الآمنة بكل الأسلحة الفتاكة التي زودتهم بها الغرب وأمريكا وإسرائيل ياترى..؟ وفي أي توقيت استباح الحكام الأتراك أرض كردستان من شرقيها إلى غربيها ومن شماليها إلى جنوبيها…؟ وفي أي توقيت أزال هؤلاء الحكام أكثر من(4500) قرية كردية من على وجه الأرض بأسلحتهم الفتاكة…؟ وفي أي توقيت اختطفوا أوجلان…؟ وفي أي توقيت قتلوا محمد سنجار والطفلة الكردية جيلان و..و..و..
فليعلم المدافعون عن الظلم ومن يصفون حزباً يدافع عن شعبه بالإرهاب، بأن حزب العمال الكردستاني يؤيده معظم الشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان فهو حزب جماهيري بامتياز والحزب الجماهيري لايمكن أن يوصف بالإرهاب، بل الإرهابي هو من يمارس إرهاب الدولة على شعب أعزل ويملأ به السجون والزنازين بدون عدل أو قانون.
فكلمة إرهابي اليوم باتت تسيء إلى مشاعر شعب بكامله، وليعلم الراجفون والمرتجفون من حكام الأتراك ومن لف لفهم أن حزب العمال الكردستاني مدعوماً من جماهيره لن يحارب الجيش التركي منذ عمليات لواء اسكندرونة أو منذ مقتل الستة والعشرين جندياً، بل منذ عام 1984م تحديداً، وقبل هذه العملية الأخيرة كانت هناك معركة الزاب الخالدة، ومعارك أورامار، وحفتانين…الخ.
فكونوا أصحاب ضمائر ومنصفين أيها المسلمون والعالم فهناك شعب كردي في كردستان الشمالية يذبح على أرض وطنه المحتل من قبل الحكام الأتراك بباعهم الطويل في الحروب والإجرام(وأنا لا أقصد الشعب التركي طبعا بل حكامه وأحزابه المتطرفة)، حيث لازال الشعب الكردي محروماً من حقوقه المدنية والإنسانية يئن تحت سياط الجلادين حكام تركية وسورية وإيران والعراق نوعاً ما، دون أن يتحرك ضمير حي أو يرف لأحد جفن، اللهم إلا من العدد الأقل من شرفاء العالم.
……………………………………………………..
20/10/2011