نهـاية نـــادٍ شـجاع*

 إبراهيم حسين

مبارك لكل من أراد أن يذبح نادي الجهاد..

وهنيئاً له لأنه على ما يبدو نجح فيما سعى إليه..

فالقامشلي التي اقترب عدد سكانها مع ريفها من نصف مليون نسمة نسيت شيئاً اسمه نادي الجهاد ونسيت معه الدوري السوري، وتعيش اليوم وهي تتابع أخبار ريال مدريد ومانشستر يونايتد بدلاً من متابعة الكرامة والاتحاد وحطين..

بدأ دوري الدرجة الثانية ولا أحد حتى من المدمنين على الرياضة يعرف أنه بدأ..

يخسر الجهاد ويسقط سقوطاً مريعاً أمام الرميلان والميادين وأمية ولا يتحرك نحوه أحد..

الطريق نحو الدرجة الثالثة سالك بسهولة لأن العوامل كلها ساهمت في تعبيد هذا الطريق وتهيئته كي يرتاح البعض من أصحاب (اللاموقف)..

نعم سيهبط الجهاد ولن يتكلم عنه أحد وسيرتاح أولئك الذين جاؤوا بقرار ليجلسوا على كرسي القرار ويقودوا رياضة الوطن..

فالمكتب التنفيذي حفظه الله ورعاه جنّد كل طاقاته للرد على منتقديه داخل البيت أو من الأسرة الإعلامية فكثرت القرارات وصفيت الحسابات وتواترت المهاترات في وسطنا الرياضي إلى حد لا أظن أن تاريخ المنظمة شهد مثله..

ويا حبذا لو أن أعضاء المكتب التنفيذي انشغلوا (برعاياهم) من أندية الوطن مثلما انشغلوا بقراءة الصحف..

ويا حبذا لو أن المكتب التنفيذي فكر بإرسال عضو من أعضائه للقامشلي ليشهد عن قرب (كارثة) نادي الجهاد مثلما فكر بقصقصة أجنحة البعض من كوادرنا الرياضية التي خرجت عن الطريق..

لكن كل هذا لم يحصل..

وكان الجهاد ينزف رويداً رويداً متألماً لأن (الأب) الحنون لم يكن أباً ولم يكن حنوناً..

عذراً أيها السادة في قيادتنا الرياضية فسيقرأ أولادنا وأحفادنا في صفحات تاريخ رياضة القامشلي أنه في ظل رعايتكم الكريمة لرياضة الوطن شهدنا نهاية نادٍ شجاع.

ولأننا تعودنا على أن يكون التفاؤل حاضراً حتى في أشد الأزمات، فإني أتوجه لكافة عشاق الجهاد كي يتخلصوا من حالة اللا اهتمام التي تسيطر عليهم بعد أن أصابهم اليأس من قيادتنا الرياضية وأرجو منهم أن يتقدموا لإنقاذ النادي ليبقى على الأقل في دوري المظاليم..

وهذا ممكن إذا عاد البعض عن قراره بعدم العمل في الأجواء الحالية وإذا غيّر القائمون على الأمر في إدارة النادي من طريقتهم في التعامل وأعادوا فتح أبواب الحوار مع الكوادر المبتعدة وعملوا على تشكيل لجنة إنقاذ، وقد دعونا أبناء الجهاد في الكثير من السنين السابقة إلى نسيان كل الخلافات والملاحظات إن تكالبت الظروف على ناديهم..

وحتى لا يفهم البعض أننا ننسى ما قدمه أبناء الجهاد لناديهم طوال رحلة الغربة في المواسم الثلاثة السابقة فإننا نذكر بما قدمته الإدارة الحالية من جهود في الموسم السابق، حيث نحتت في الصخر وكاد الجهاد أن يفلت من الهبوط لو أن الأمور في الدوري سارت بشكل رياضي بحت..

ولابد من أن نتذكر أولئك الذين مارسوا (التسول) المبرر ليؤمنوا مالاً يمكن النادي من السير في دوري الدرجة الثانية وأعادوه بقوة لدوري الأضواء..

لن ننسى كل ما قدمه جمهور الجهاد من متابعة ومؤازرة في المواسم السابقة بيد أننا نطمع وحرصاً على نادٍ قدم الكثير للمدينة حتى بات سفيراً فوق العادة لها أن تستمر رحلة الدعم وألا نتوقف أبداً عن تقديم ما يمكن تقديمه من دعم..

عليكم أن تفعلوا ذلك وأن تنسوا أن هناك قيادة رياضية من واجبها أن تفعل هي ما نطلب منكم الآن أن تفعلوه..

أنقذوا ناديكم قبل أن يأتي يوم لا جهاد فيه ولا من يحزنون

 

*  جريدة الرياضية

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…

شادي حاجي في عالم يتزايد فيه الاضطراب، وتتصاعد فيه موجات النزوح القسري نتيجة الحروب والاضطهاد، تظلّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) طوق النجاة الأخير لملايين البشر الباحثين عن الأمان. فمنظمة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت اليوم إحدى أهم المؤسسات الإنسانية المعنية بحماية المهدَّدين في حياتهم وحقوقهم. كيف تعالج المفوضية طلبات اللجوء؟ ورغم أن الدول هي التي تمنح…

  نظام مير محمدي * شهد البرلمان الأوروبي يوم العاشر من ديسمبر/كانون الأول، الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان، انعقاد مؤتمرين متتاليين رفيعي المستوى، تمحورا حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران وضرورة محاسبة النظام الحاكم. وكانت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المتحدث الرئيسي في كلا الاجتماعين. في الجلسة الثانية، التي أدارها السيد ستروآن ستيفنسون،…

المهندس باسل قس نصر الله بدأت قصة قانون قيصر عندما انشقّ المصوّر العسكري السوري “فريد المذهّان” عام 2013 — والذي عُرف لاحقاً باسم “قيصر” — ومعه المهندس المدني أسامة عثمان والمعروف بلقب “سامي”، حيث نفذ المذهان أضخم عملية تسريب للصور من أجهزة الأمن ومعتقلات نظام الأسد، شملت هذه الصور آلاف المعتقلين بعد قتلهم تحت التعذيب وتعاون الإثنان في عملية…