الكورد السوريين نعتذر منكم لازلنا نريدكم حصانا نركبه

فارس تمو

بعد طول غياب وعدم الاعتراف بالاخر…جاء  ” العم ” ليلتقي اخوته…متناسيا سنوات الاتجار بكرامتهم ووجودهم القومي في سوريا في سبيل مصالحه الحزبوية التي لا ناقة لهم بها ولا جمل، وكانهم رقيق خلقوا ليكونوا “حصان طروادة” لكن ليس للاختباء في داخله كما تقول الملحمة التاريخية، بل لامتطائه علنا بغاية الوصول الى دمشق الاسد (الاب سابقا…والابن ايضا سابقا)، يركبه العم والمام والاخ، لا لشيء فقط لقضاء حاجة، يقال عنها دبلوماسية سياسية، او استراتيجية تخدم المصالح القومية العليا، تلك المصالح التي لاتشمل الكورد السوريين لانهم الاخ الاصغر ويجدر الاكتفاء بوجودهم القومي كحصان للتنقل والترحال بين العواصم في رحلة البحث عن الدولار، ويريدوننا دائما راكعين لادعائاتهم، مصفقين مصدقين بان المصالح القومية العليا هي “هم ” فقط بعد ان اختزلوها باحزابهم وشخوصهم،
اما نحن لاحق لنا عليهم، ولا منطق من وجهة نظرهم القومية العليا في ان نثور على مصدر رزقهم ونحرمهم من خزائن واستراتيجيات وسياسات الـ الاسد ” الاب المقبور….والابن الذي سيقبره الشعب السوري الثائر الحر شاء المستفيدون والحلفاء ام آبو.
 جاء ” العم” منذ بداية الثورة السورية بحلة جديدة، ونغمة جديدة تسخر المرحلة لتلائم اذان المصفقين والمريدين، وتخدم الاسياد، وتحافظ على حصان قامشلو وعفرين وكوباني الذي تم ترويضه وتدجينه خلال اربع عقود على نسيان نفسه والاكتفاء بالتضحية فقط في سبيل الاشقاء في باقي الاجزاء الكوردستانية، واختزال نضاله السياسي في قوقعة عنصر الخدمة الذي لا يحضر على الطاولة السياسية القومية الا لمعرفة طلبات الاشقاء وما تشتهيه بطونهم” نادل” حين الطلب، للحفاظ على مصالحهم القومية العليا المفصلة على مقاس احزابهم وشخوصها……قدس  الله سرهم…واكرم علينا بنعمة رضاهم عنا….بشكل خاص …قدس الله سره ” العم اوجلان” المبجل المعصوم عن الخطأ وقائد الشعب الكوردي وفق ادعائات مريدوه الذين انعم “العم” عليهم وهداهم الى الطريق القويم.
تكرم ” العم” علينا نحن الكورد السوريين في بداية الثورة السورية واعترف ببعض احزابنا وتحالف معها بعد ان كان يرى نفسه الحزب الواحد الاوحد الذي لابديل له في تمثيل الشعب الكوردي، ولا احد من مقامه، هذه نعمة وهبة نزلت علينا نحن الفقراء السوريين من خيرات المبجل….قدس الله سره، اثلجت قلوب مساكيننا الذين تحالفو معه وزادتهم تفاخرا، فهم الان حلفاء المبجل الذي يريد بهم ومن خلالهم عقد مؤتمر لسحب النعمة التي اغدقها عليهم، واستعادت عنجهيته وتباهيه وتمثيله الواحد الاوحد للشعب الكوردي لكن هذه المرة بشرعية وتصفيق بعض المساكين والفقراء من غير المريدين، لانه مؤتمر بشروطه، ولايحضره سوى من يقدم السمع والطاعة لولي الامر” العم ” المبجل.
حركات وخطابات بهلوانية متذاكية يستخدمها اعمامنا واخوتنا لتحييد الكورد السوريين عن ثورة الحرية والكرامة السورية لحماية ارزاقهم، ومعهم كل الحق في ذلك فهذه ارزاقهم لا ارزاقنا، اما كرامتنا القومية كشعب كوردي سوري اصيل له تاريخ نضالي عريق لاقيمة لها عند حضرتهم لانها لاتجلب لهم الدولار المدلل والغالي على قلوبهم ولا تضيف شيء يذكر على مزارعهم الا اذا بقينا كما نحن الحصان الذي روضوه، لذا هم يعملون بمقولة ” الف كلمة خونة واذناب بيت الاسد عليكم، ولا حرمان من خزينة بيت الاسد علينا”، وليذهب تاريخنا النضالي العريق الحافل بالتضحيات والمعتقلين والشهداء في مقارعة الذل والظلم والاضطهاد الى الجحيم.
يستهزئون بنا ويخدعوننا عندما يقولون بان الدم الكوردي امانة في اعناقهم ويجب ان لايهدر، ولا مانع في ان نثور كأشقائنا في باقي انحاء سوريا لكن بدون قطرة دم كوردية واحدة، متناسين الثمانية الاف شهيد من خيرة الشباب الكورد السوريين الذين قادوهم لثورتهم “هم”، متناسين مئات الاف من الشهداء الكورد في صراعاتهم الشخصية بين “العم والمام والاخ”، فهل التاريخ ينسى، فأي مؤتمن على دمائنا هذا الذي يحولنا الى شعب خانع مطيع متخاذل مجرد من الكرامة.
ويطلبون منا ان نثور بدون دماء ملتزمين بالمفهوم الجديد للثورة الذي فصلوه لنا وفق شارع التظاهر المحدد من قبل اسيادهم (عفوا…حلفائهم سياسيا، واصحاب الفضل عليهم في ثوراتهم وفق مفهوم المصلحة القومية العليا) وممنوع علينا تجاوز هذا الشارع، والا سيكون الرد قويا من قبلهم ومن قبل اسيادهم، حتى ان وصل الامر لهدر دم شبابنا على ايديهم بالانابة عن اسيادهم، الدم الذي من المفترض وحسب ادعائهم هو امانة بالنسبة لهم لدرجة استعدادهم لقتلنا من اجل حمايتنا وحماية دمنا من الهدر.
اي سخرية هذه التي وضعنا امامها القدر، كيف تكون ثورة بدون تضحيات، وكيف ننال حرية على طبق من ذهب بدون اي قطرة دم واحدة، وكيف نصون كرامتنا وشرفنا بدون المواجهة والتصدي لمن ينتهك كرامة كل سوريا، كيف نكون ابناء الشعب السوري الكوردي الرافضين للذل والاضطهاد والظلم وعشاق الحرية ولازالت صور واصنام الديكتاتور “منتهك الاعراض” قائمة ومصانة في شوارعنا، هل هي سخرية القدر، ام اصبحنا مدعاة سخرية، فما يطلبه ” العم ” وحلفائه هو ان ننسى باننا ذات الشعب الذي انتفض في 12 اذار 2004 ، هو ان ننسى معنى الثورة الحقيقية ونتعلم معنى ثورة الجبناء المتوكلين على دماء الغير، فاي حرية هذه التي سننالها بدون الثورة الحقيقية.
لكن مهما طال حبل تمسكهم بزمام الامور، وتخندقهم خلف بعض المخنثين سياسيا اصحاب المواقف الضبابية التي لاجنس لها، سوف يصعد الاحرار شباب الكورد السوريين الابطال من ثورتهم ويقولون لكل متسول على حساب كرامتنا… كفى….نحن نريد حريتنا وهذه الثورة هي ثورتنا ايضا..وسوريا لنا…ودمشق دمشقنا كما هي ملك لكل سوري…وسنستعيد كرامة كوردستاننا السورية التي تاجرتم ولا زلتم تتاجرون بها بيعا وشراء…كفى ايها الاشقاء…نحترمكم ونحترم نضالكم ومنجزاتكم على حسابنا، لكن اتركونا وابحثوا عن حصانكم بعيدا عن كوردستاننا السورية…..فقد شبعنا من كوننا طاقم سخرة عند الحاجة.
dostocan@gmail.com
https://www.facebook.com/dostocan

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…