د.
علاء الدين جنكو
لم يخطئ جوناثان راندل عندما وصف الشعب الكردي بأنه (أمة في شقاق)، وكانت آثار هذه الصفة اللعينة علينا – نحن الكرد – سلبية على جميع الأصعدة لا سيما على مستوى العلاقات الداخلية ( بين الكرد أنفسهم ) والخارجية ( بين الكرد وغيرهم ) .
لا أريد رسم لوحة تشاؤمية للوضع الكردي الداخلي في سوريا، ولكني كغيري أرى واقعاً مؤلماً نلمسه يتميز بالتفكك والتشتت تتراوح فيها المغازلات الكلامية والشعارات البالونية الفارغة من مضامينها، حتى وصل بنا الحال إلى عجزنا عن تمييز حزب عن آخر أو مؤسسة عن أختها إلا بشخصية رئيسها أو رمزها الأبدي الذي بات كالزعيم الأوحد المستعد لاقصاء كل من حوله للحفاظ على حرارة كرسيه! ولا أريد ان أكون قاسياً في حكمي لو قلت: إن الغالبية من مؤسساتنا السياسية في هذه المسألة – وأقصد تفرد الشخص في القيادة – هي الصورة الكردية لحزب البعث !!
علاء الدين جنكو
لم يخطئ جوناثان راندل عندما وصف الشعب الكردي بأنه (أمة في شقاق)، وكانت آثار هذه الصفة اللعينة علينا – نحن الكرد – سلبية على جميع الأصعدة لا سيما على مستوى العلاقات الداخلية ( بين الكرد أنفسهم ) والخارجية ( بين الكرد وغيرهم ) .
لا أريد رسم لوحة تشاؤمية للوضع الكردي الداخلي في سوريا، ولكني كغيري أرى واقعاً مؤلماً نلمسه يتميز بالتفكك والتشتت تتراوح فيها المغازلات الكلامية والشعارات البالونية الفارغة من مضامينها، حتى وصل بنا الحال إلى عجزنا عن تمييز حزب عن آخر أو مؤسسة عن أختها إلا بشخصية رئيسها أو رمزها الأبدي الذي بات كالزعيم الأوحد المستعد لاقصاء كل من حوله للحفاظ على حرارة كرسيه! ولا أريد ان أكون قاسياً في حكمي لو قلت: إن الغالبية من مؤسساتنا السياسية في هذه المسألة – وأقصد تفرد الشخص في القيادة – هي الصورة الكردية لحزب البعث !!
مرت القيادة الكردية السياسية – التي أحترمها – بتجربتين أظهرت عجزها في السيطرة على مجريات الأمور وكأنها تسير في وادٍ وقاعدتها تمشي في آخر.
وإن كنت أثمن بعض الجهود الفردية لبعض القيادات في العمل الجاد والمؤثر للصالح العام ، على أن الأمر لا يتعلق بشخصنة المهمة فقضيتنا الكردية في سوريا بطموحاتها وتطلعاتها القومية والوطنية أكبر من اختزالها بجهود شخصية وإن كانت أحيانا مؤثرة ..
المصيبة التي تزيدنا ألماً وحسرة أن الجميع يدرك هذه الحقيقة المرة والكل يشعر بضرورة حلها، والكثير منا بات يعيش يئس تجاوزها .
كنت وما زلت أتجنب رمي الآخرين باتهامات لا تليق بنا جميعاً ، على أن الإنسان العادي ماذا يتوقع من حركة سياسية متعددة الأطراف لا تجمعها كلمة سواء بالرغم من اتحادهم في الهدف القومي والتزامهم بالتوجه والمنهج العلماني !!
إننا نمر بمرحلة حرجة حريٌّ بأطراف الحركة السياسية الكردية أن يتجاوزوا خطاب البيانات إلى برامج تليق بثقل قضيتنا العادلة في دولة الكل يسعى لإثبات ثقله!
أما المعضلة الثانية التي يواجهها الكردي في بلده ووطنه سوريا هي إنكار أخيه العربي له، وفي أحسن الأحوال إظهار المنة عليه في حالة القبول بالتعايش معه، على الرغم من التاريخ المشترك الطويل بين الشعبين العربي والكردي، واتحادهم في الأفراح الأتراح والهموم والأحزان .
حتى باتت كلمة ( كردي ) تهز الإنسان العربي وكأنه يصاب بصعقة كهربائية !!
لا أدري هل يجهل العربي شقيقة الكردي شريكه في الوطن والمصير أم يراه خنجراً يهودياً في صدره على زعم بعض العنصريين والقوميين العرب !!
والمحزن حقاً أن الكثير من العلمانيين العرب بدأوا باحتواء اليهود وتقبل مشروع دولتهم وكيانهم على أساس حل الصراع سلمياً !! لكنهم مع كل أسف ما زالوا يرون حرمان الكردي من هبات ربه له ابتداءا بحق النطق وانتهاءاً بحق الكيان الموازي لكيانات غيرهم .
لم يكن الكردي يوماً سبباً في فتح ثغرات الاعتداء على الوطن ولا كانوا يوما دعاة لتصدعها ولا أدري كيف يفهم من مطالبتي في أن أمارس حقي المشروع الموهوب من الله دعوة للإنفصال !!
لقد أثبتت الوقائع المتكررة تعامل المعارضة العربية السورية مع الجانب الكردي وكأنه طائر يرفرف خارج السرب !!
قد يتحمل القادة الكردية جزءاً من هذه النتيجة ومع ذلك لم يتجاوزوا في طرحاتهم الصالح العام لجميع أبناء الوطن .
آلمني جداً عندما علمت بأن الطرف الكردي لم يستدع إلى الدوحة واستبعدوا عن اجتماعات المعارضة السورية في قطر .
أعود للقيادات والساسة الأكراد لأقول لهم في ختام مقالتي هذه : إن لم يوحدكم هذا التصرف من المعارضة الشقيقة لكم ، فماذا تنتظرون ؟!
تخلي الشارع عنكم بشكل نهائي أم تريدون أن تتصدر أسماؤكم قائمة أصحاب الدوائر والمربعات، ومن رمي بالنعال يوم زار قريته، أتمنى من قلبي أن لا يكون هذا ولا ذاك ..
فدماءكم تجري في عروقي ، وأدعو الله أن يجعلها من قبيل صلة الرحم لا نتانة التعصب القومي … فالقومية حلقة تفرق البشر ولا تجمع بينهم ولا تحقق أمجاداً خالدة ….
وخير دليل أننا أمة في شقاق …
وإن كنت أثمن بعض الجهود الفردية لبعض القيادات في العمل الجاد والمؤثر للصالح العام ، على أن الأمر لا يتعلق بشخصنة المهمة فقضيتنا الكردية في سوريا بطموحاتها وتطلعاتها القومية والوطنية أكبر من اختزالها بجهود شخصية وإن كانت أحيانا مؤثرة ..
المصيبة التي تزيدنا ألماً وحسرة أن الجميع يدرك هذه الحقيقة المرة والكل يشعر بضرورة حلها، والكثير منا بات يعيش يئس تجاوزها .
كنت وما زلت أتجنب رمي الآخرين باتهامات لا تليق بنا جميعاً ، على أن الإنسان العادي ماذا يتوقع من حركة سياسية متعددة الأطراف لا تجمعها كلمة سواء بالرغم من اتحادهم في الهدف القومي والتزامهم بالتوجه والمنهج العلماني !!
إننا نمر بمرحلة حرجة حريٌّ بأطراف الحركة السياسية الكردية أن يتجاوزوا خطاب البيانات إلى برامج تليق بثقل قضيتنا العادلة في دولة الكل يسعى لإثبات ثقله!
أما المعضلة الثانية التي يواجهها الكردي في بلده ووطنه سوريا هي إنكار أخيه العربي له، وفي أحسن الأحوال إظهار المنة عليه في حالة القبول بالتعايش معه، على الرغم من التاريخ المشترك الطويل بين الشعبين العربي والكردي، واتحادهم في الأفراح الأتراح والهموم والأحزان .
حتى باتت كلمة ( كردي ) تهز الإنسان العربي وكأنه يصاب بصعقة كهربائية !!
لا أدري هل يجهل العربي شقيقة الكردي شريكه في الوطن والمصير أم يراه خنجراً يهودياً في صدره على زعم بعض العنصريين والقوميين العرب !!
والمحزن حقاً أن الكثير من العلمانيين العرب بدأوا باحتواء اليهود وتقبل مشروع دولتهم وكيانهم على أساس حل الصراع سلمياً !! لكنهم مع كل أسف ما زالوا يرون حرمان الكردي من هبات ربه له ابتداءا بحق النطق وانتهاءاً بحق الكيان الموازي لكيانات غيرهم .
لم يكن الكردي يوماً سبباً في فتح ثغرات الاعتداء على الوطن ولا كانوا يوما دعاة لتصدعها ولا أدري كيف يفهم من مطالبتي في أن أمارس حقي المشروع الموهوب من الله دعوة للإنفصال !!
لقد أثبتت الوقائع المتكررة تعامل المعارضة العربية السورية مع الجانب الكردي وكأنه طائر يرفرف خارج السرب !!
قد يتحمل القادة الكردية جزءاً من هذه النتيجة ومع ذلك لم يتجاوزوا في طرحاتهم الصالح العام لجميع أبناء الوطن .
آلمني جداً عندما علمت بأن الطرف الكردي لم يستدع إلى الدوحة واستبعدوا عن اجتماعات المعارضة السورية في قطر .
أعود للقيادات والساسة الأكراد لأقول لهم في ختام مقالتي هذه : إن لم يوحدكم هذا التصرف من المعارضة الشقيقة لكم ، فماذا تنتظرون ؟!
تخلي الشارع عنكم بشكل نهائي أم تريدون أن تتصدر أسماؤكم قائمة أصحاب الدوائر والمربعات، ومن رمي بالنعال يوم زار قريته، أتمنى من قلبي أن لا يكون هذا ولا ذاك ..
فدماءكم تجري في عروقي ، وأدعو الله أن يجعلها من قبيل صلة الرحم لا نتانة التعصب القومي … فالقومية حلقة تفرق البشر ولا تجمع بينهم ولا تحقق أمجاداً خالدة ….
وخير دليل أننا أمة في شقاق …