“أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين”
ومن المؤلم أن يظهر بين مثقفينا الكورد من ينتهج هذا السلوك المرضي كما لو أنهم بلغوا ذروة المعرفة وهذا ما يكتشفه القارئ من مقالة برزومحمود (من مفارقات الزمن الكوردي السياسي صلاح بدرالدين) المنشورة في موقع ولاتي مه -18 أيلول 2011 حيث ينتهك الآخر ويسلب أفكاره دون مراعاة لقيم أو أخلاق هم من يرعونها في المقام الأول نظرا لإنتماءاتهم الأدبية والسياسية وحملهم للرسالة في مجتمعاتهم …
يبدأ برزو مقاله بالحديث عن السياسي صلاح بدرالدين أنه يتميز “بمؤهلات سياسية وثقافية ذات مستوى جيد، بالإضافة إلى أنه أمضى معظم حياته يناضل في سبيل قضية شعبه وفق رؤيته وإمكانياته المتاحة، ولا يمكن أن نتجاوز اسمه عند الحديث حول الحركة الكوردية في سوريا منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن” لكنه ارتكب جريمة بحقه ِحين لم يتوقف عند مقالاته المنشورة وخاصة مقاله “اللغة الكوردية وانعدام التواصل الثقافي الكوردي” المنشور في موقع (ولاتي مه) الذي يعتبرها من فتوحاته بالرغم من أنها مقالة عادية مكررة يطرح فيها أفكارا مطروقة منذ سنوات وكيف يتوقف بدرالدين عند رسالة الكاتبة المبتدئة نارين متيني ومقالات سيامند إبراهيم المتواضعة – تصوروا – !!؟
لن أتحدث عن مؤهلات السياسي صلاح بدرالدين المعروفة وخدماته للثقافة الكردية وكما يعترف برزو بأنه يعرفها بل سأوضح نقطة هامة غابت عن ذهن ناقدنا الجهبذ يرزو وهي بأن السياسي صلاح بدرالدين يعالج ظاهرة ليس بمنظور برزو الضيق بل أنه يعالج قضية مصيرية للشعب السوري وهي الثورة وموقف المرأة الكوردية منها تجلت واضحة في رسالة نارين – وهي شاعرة معروفة لها حضورها بين المثقفين الكورد وناشطة في الحراك الشبابي – كذلك موقف المثقف الكردي من هذه الثورة فالكاتب سيامند إبراهيم مع إمكانياته المتواضعة ظل ملازما للحراك الشبابي قولا وعملا ترجمها على أرض الواقع من خلال مشاركته في معظم المظاهرات الجمعية والليلية – في الوقت الذي غاب برزو وأمثاله عن هذا الحراك –
ويعتبرالكاتب سيامند إبراهيم من أبرز المنتقدين للمارسات الخاطئة للساسة الكورد في أحاديثه وكتاباته منذ انتفاضة قامشلو 2004 وحتى يومنا هذا دفع ثمن مواقفه الملاحقة والاعتقال أي أنه متصالح مع ذاته وله وجه واحد على عكس برزو وأمثاله ..؟
أخيرا أريد أن أهمس في إذن برزو :
لماذا تملك حق الإعجاب بأسماء مقربة منك مثل : دهام حسن وخالص مسور وسربست نبي وتنتهك حق الآخر بالإعجاب بأسماء أخرى
أيها الناقد العظيم كم فرحت بمقالاتك الأخيرة عن الموسيقا ومؤهلاتك في عالم الغناء – كانت مفاجأة لنا – واكتشافاتك الرائعة في عالم النوطة الموسيقية وكنا نتوقع أن تتحفنا بمقالات عن الأصوات النشاز في الموسيقا الشرقية أو دراسة عن الكمنجة وعمالقتها أمثال: أولاد كني ورمو وبكرو وتترك هؤلاء الكتاب في مواجهة القمع دون المساس بقناعاتهم
أننا نعيش في مرحلة جد مفصلية في تاريخ شعبنا وخطيرة للغاية وعلينا أن نسارع إلى إيجاد دواء لمعالجة هذا المرض الخطير (الأنا) ونكرس ثقافة مغايرة للثقافة التي كرستها السلطة خلال أربعين سنة وهي ثقافة الإقصاء والاستعلاء وعدم قبول الآخر