توافقات (لقاء القامشلي التشاوري) المنعقد بتاريخ 15 – 9 – 2011

  بتاريخ 15 – 9 – 2011 وبحضور أكثر من مئة شخصية كردية بصفتهم الشخصية، ما بين سياسيين، ومعارضين، ومثقفين، ووجوه اجتماعية معروفة، فضلا عن مشاركة واضحة لفعاليات من الحراك الشبابي، وشخصيات نسائية..
انعقد اللقاء التشاوري بمدينة القامشلي في محافظة الحسكة، تناول المجتمعون ثلاث نقاط أساسية هي:
1-  مسار الانتفاضة الشعبية في البلاد..
2-  دور الكورد في الانتفاضة..

3-  موقع و حقوق الكورد في سوريا المستقبل..
توقف الاجتماع في البداية دقيقة صمت على أرواح شهداء الكورد، وشهداء الحرية والكرامة في سوريا، ثم بدأ الحوار بمداخلات قصيرة عن المواضيع المثبتة للنقاش، والتأكيد على إن اللقاء يندرج في إطار تبادل الرأي والرأي الآخر في الوسط الكردي بعيدا عن أي تخندق حزبي، ولا يحمل أي صفة إلزامية، ولا يشكل مؤتمرا، أو حالة تضع عقبة لبناء موقف كردي موحد، لا بل المساهمة في توحيد الرؤى من أجل ذلك بمشاركة أوسع النخب الجماهيرية في صياغة التصورات، ساد اللقاء مناخ ديمقراطي وشفاف، عبر فيه الجميع عن آرائهم بكل حرية حول النقاط الثلاث الأساسية الآنف الذكر، ومسائل أخرى لاسيما حول المؤتمر الوطني الكردي في سوريا،  ليخرج المجتمعون بعد لقاء استمر قرابة الأربع ساعات بتوافقات عدة نوجزها فيما يلي:
 
1-  دعم الثورة الشعبية السلمية في البلاد، والتي تتجه نحو بناء دولة ديمقراطية على أسس تعددية، يتمتع فيها أبناء سوريا بحقوقهم كاملة، دونما تمييز بسبب العرق أو الجنس أو الدين..
 
2-  إن تردد بعض الأحزاب الكردية المشاركة في المظاهرات، وامتناع بعضها الآخر، أدى إلى عدم توسع المشاركة الجماهيرية، ولابد من ضرورة تجاوز هذه الحالة، لاسيما وان الكورد جزء لا يتجزأ من الحراك الوطني العام، وان قضيتهم هي قضية وطنية ديمقراطية بامتياز، وان الحركة الكردية في سوريا هي جزء من الحركة الوطنية الديمقراطية العامة في البلاد..
 
3-  الدعوة لاستكمال وحدة الموقف الكوردي على أسس ديمقراطية، والتعجيل بذلك دون إقصاء أية قوى من الفعاليات الكردية في سوريا (أحزاب، مثقفون، إعلاميون، حقوقيون، ومن الحراك الشبابي والعنصر النسائي والمناضلين القدامى من شعبنا) لضمان تأمين حقوق الكورد في سوريا المستقبل..
 
4-  القضية الكوردية في سوريا هي قضية وطنية وديمقراطية لشعب يعيش على أرضه التاريخية في إطار الدولة السورية، ولا بد من الاعتراف الدستوري بالكورد، وما يترتب على هذا الاعتراف من إزالة للمظالم، ومنحهم حقوقهم القومية المشروعة في إطار وحدة البلاد..
 
5-  الأحزاب الكوردية..

وعبر نضالها الطويل لتحقيق الديمقراطية في البلاد، استطاعت أن تشغل موقعا أساسيا من الخارطة السياسية السورية، ولابد لهذه الأحزاب من إصلاح أحوالها  الداخلية، وبرامجها السياسية، وبما يواكب المرحلة الراهنة ومستقبل سوريا، وتطلعات الأجيال الجديدة من أبناء الشعب الكوردي في سوريا، كي يتبوأ موقعه الطبيعي في الحياة السياسية في البلاد، من خلال أحزابه السياسية..
 
6-  التأكيد على سلمية التظاهرات، والاستمرار في هذا الخط حتى يتحقق ما تصبو إليه قوى الثورة السورية من بناء نظام ديمقراطي، ينهي الاستبداد، وحكم الحزب الواحد..
 
7-  إعطاء دور رئيسي للفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية والحقوقية والشبابية غير المنضوية في الأحزاب الكردية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الكوردي المزمع عقده..
 
8-  تثمين دور الحراك الكردي الشبابي، ومعظم الفعاليات الكردية الأخرى، المساهمة في التظاهرات باعتبارها  تمكنت من بناء جسور الثقة والأخوة مع المكونات الأخرى من عرب وأشوريين، والمحافظة على السلم الأهلي، ودعا اللقاء إلى المزيد من التواصل مع مختلف القوى الوطنية بغية تعزيز المتحد الوطني، وتعزيز سبل العيش المشترك، والإخوة، ونبذ الفرقة والانقسام أينما وجد..
 
9-  إن بناء الدولة الديمقراطية التعددية هي خير ضمان لحقوق الكورد، وغيرهم من مكونات الوطن السوري،  وقد أثبتت الحياة وخلال أكثر من نصف قرن من الزمن، وعلى الرغم من الدور الكوردي البناء في حياة الدولة السورية، فإن الاستبداد، وحكم الحزب الواحد، كانا بالضد من تطلعات شعبنا الكردي في حياة حرة كريمة في وطنهم سوريا، وتعرضوا لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد..
والجدير ذكره..

إن بعض المشاركين أبدوا عدم ارتياحهم لمواقف بعض القوى السورية المعارضة من القضية الكردية في سوريا، والتوجس من وصول قوى متشددة إلى السلطة..

  
وفي نهاية اللقاء، عبرت اللجنة الإدارية عن تقديرها لهذا الحضور، وأكدت على ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات بشكل مستمر، وخصوصاً في مثل هذه الظروف، للتمكن من اتخاذ المواقف المناسبة والمبنية على أسس  المشاركة العامة من العرب والكورد والأشوريين والأرمن ….


تم الاتفاق على تشكيل لجنة لصياغة التوافقات العامة في هذا اللقاء، قوامها عدد من المثقفين الحضور وجاء اختتام اللقاء بالتأكيد على إن اللقاء كما بدا، يشكل إضافة نحو خلق تصور كردي مشترك للوضع العام في البلاد، والتأكيد من أنه ليس تموضعا حزبيا تخندقيا، بل صيغة مدنية، لتناول شأننا العام، بعيدا عن أي خلفية هنا أو هناك، بل الإصرار على نبذ كل ما يؤدي إلى انشطار الحالة الكردية في محاور حاليا، واعتمد الحضور أن لايكون خلاصة العمل بيانا اوبلاغا كما هو متبع حزبيا، بل توافقات تمخضت عن آراء المجتمعين في هذا اللقاء (لقاء القامشلي التشاوري)..

اللجنة المكلفة
 بصياغة التوافقات للقاء القامشلي  التشاوري 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…