بالإضافة إلى تشكيلاته المختلفة، ومن ثم ترك الباب مفتوحاً أمام الذين لم يشاركو او لم يتسنى لهم المشاركة في أعمال تشكيلة هذا المجلس الذي يشكل في مضمونه بمثابة حكومة إنتقالية.
إن الإقدام على خطوة مصيرية، وبهذه الطريقة الإرتجالية تشكل خطورة حقيقية على عملية توحيد المعارضة في إطارها الصحيح ، وخاصة في حالة غياب الحركة الوطنية الكردية ، مع احترامي لمشاركة الحزبين الكرديين (يكيتي الكردي و آزادي الكردي) إلا أنهما لا يمثلان الشارع الكردي لوحدهما في حالة غياب خمسة عشر حزباً كردياً لأعمال تشكيل هذا المجلس.
وأن عملية ترك الباب مفتوحاً، يعني من حق أية كتلة اجتماعية كانت أو إقتصادية أوسياسية ، الإنضمام إلى المجلس في حال قبول البرنامج السياسي والتنظيمي .
قد يصلح ذلك عندما يمثل المجلس غالبية المعارضة السورية، إلا أن الحقيقة لا تؤكد على ذلك ، ولا ندري كيف تسمح الأقلية من المعارضة لنفسها تحديد إطار تنظيمي وسياسي واستراتيجي وتعيين51% من اعضاء المجلس ، ومن ثم تترك الباب للأغلبية من المعارضة مفتوحة للمشاركة.
وكأن في إعتقاد المشاركين لهذا التأسيس هو المشاركة النسبية لأطراف المعارضة بعدد الأعضاء في المجلس، من دون أن يعطي أهمية المشاركة في صياغة سياسة المجلس واستراتيجيته لمواكبة التطورات، وقيادة العمليات السياسية والدبلوماسية، الى جانب البحث عن آليات من شأنها حماية المتظاهرين من ممارسة عنف النظام مع استمرارية التظاهر السلمي وتفكيك انظمة الإستبداد للنظام واسقاطه.
إننا سنواجه اطراً أخرى من المعارضة، وهي في طور التشكيل.
أعتقد اننا سنرى إطارين أخريين على الأقل ، من الممكن تشكيل تحالف أو جبهة تؤطر الكتل داخل تحالف او جبهة واحدة لإدارة عملية التغيير.
ولا اعتقد ان اية كتلة تستطيع قيادة الشارع لوحدها، في حين أننا نواجه صراعاً دولياً وإقليمياً على سوريا ، ومن الطبيعي ان تختلف المعارضة فيما بينها على أجندات دولية وتحقيق مصالحها قد توافق او تتناقض مع الآخرين من المعارضة، وخصوصاً الدور التركي واطماعها في سوريا المستقبل ، والتي تتناقض مع الرؤية الكردية، في الوقت الذي تتنكر لحقوق الشعب الكردي في كردستان تركيا وشن حرب همجية على كردستان.
ارى ان من حق الكرد التحفظ على الدور التركي ، في حين ، ان الإخوان المسلمين يراهن على دو( اردوغان) رئيس حكومة تركيا، للتغيير في سوريا.
لذلك ارى ان المعارضة تختلف ايديولوجياً واستراتيجياً فيما بينها ، عليها ان تلتقي في منتصف الطريق لتوحيد وتأطير صفوفها، علماً بأن النظام يدرك تلك الخلافات جيداً وهو يحاول تعميقها كما كان يعمل عليها في مراحل سابقة.
ولنزع الموانع امام وحدة المعارضة ، تتوجب عليها انعقاد مؤتمرتشمل كافة قوى المعارضة الداخلية والخارجية لمناقشة الراهن المتأزم ، والإتفاق على الخطوط العريضة لسوريا المستقبل في إطارها الإستراتيجي ، وتطمين كافة المكونات للشعب السوري على انهم شركاء في بناء الوطن دستورياً، وأخص بالذكر المكون الكردي الذي عانى منذ تأسيس الدولة السورية من الإضطهاد القومي ، والتدابير العنصرية بحقه من قبل الحكومات المتعاقبة، والتي زادت من حساسية الكرد وعدم ثقته بالمكون العربي الذي حكم سوريامنذ ستة عقود.
ولكي نزيل مثل هذه الشكوك ، من المفترض ان يثبت حقوق الكرد في ميثاق وطني توافقي منبثق من المؤتمر ، للعمل به بعد سقوط النظام وتثبيته في بنود الدستور الجديد للبلاد.
كاتب وسياسي كردي سوري