ملفان رسول
بداية استهل كلامي بمفهوم الدروشة ببعدها الديني الذي نبت وتأصّل في الفكر الاسلامي منذ أيام السلطنة العثمانية , لكنها تبدو وكأنها تريد الاستمرارية بنمط آخر وباسلوب جلف , طالما انها أفلحت في اغواء البسطاء من الطبقة الدينية غير الفقيهة بدينها وعبر عقود وقرون من السنين , اذا هي التربع على اعتاب السلاطين لدر عطفهم وشفاعتهم والتبرك حتى بمفرزاتهم الآدمية ظنا منهم انها تقربهم الى الله سبحانه وتعالى وتمحو عنهم سيئاتهم وخطاياهم .
هذا مالحظته في خطاب السيد أردوغان الذي عزم ان يكون فارسا بلا منازع في بلاد الفراعنة وينتصب هرما اعلى وأشمخ من خوفو , يلوح بيديه ويطلق العنان لصوته الصداح ليهز قاعة الدراويش ويلهب عواطفهم ,
وكأني المح الدموع تغرغر في محاجر ومقل الحضور من أصحاب الجاه والمركز في الاصغاء المطلق لما يتفوه به السيد وكأن قلوبهم وجلت من عظيم قوله في توصيف الحالة الاسلامية بل العربية وأنه المخلص الذي أوفد بقافلة مؤن الى غزة وأنه القادم من كينيا حيث البشرية تعذب من ظلم الطبيعة وقد حط به الرحال الى البلاد السعيدة ( أم الدنيا ) ليعلن عن بداية العشق الالهي متمثلا في المنقذ من انساب ارطغرل .
بهذه السردية البسيطة تمكن الرجل من ولوج حرمة قاعة الدراويش وبدأ بالتبهيل والعزم والشكيمة , معلنا التمرد على الظلم والظالمين وقد صفقوا له الدراويش طويلا وتوسموا فيه كل الخير هارعين صاغرين مقدمين له عصا الطاعة .
هذا كان على المستوى العامودي أم المستوى الأفقي وفي أصقاع بلاد العرب فقد هللوا له بالتكبير والمجد والعظمة حتى وصل بهم الأمر الى اعتباره القدوة والمثل الصالح وقد قالها الكثيرون ( الا ليت ولاك الله حاكما عادلا منصفا في بلداننا وجعلك قائدا لنا ومتحدثا باسمائنا ورئيسا لجمعيتنا وجماعتنا ) .
هل يعقل ان توصل القناعة بالشعوب وحكامها ان تنزلق الى هذه الدرجة من عدم الاكتراث والانجرار خلف كل قادم متمكن من جذب قلوب ومشاعر المستمعين دون تبصر , أم أن البصيرة غشيت على قلوبهم وغلفت عقولهم ؟؟؟
أما احالهم الذكرى الى سنين وسنين وقرون منذ عهد السلاجقة وآل عثمان من اباحة الحرمات وافناء الشعوب وارتكاب الموبقات بحق البشرية من كرد وأرمن ويونان ولاز وعلوية ويزيدية واستباحة اوطانها واحتلال أراضيها ولازال , ربما كان يمارسها قديما تحت عباءة أو عمامة مجاهد في سبيل الله لكنه استبدلها اليوم بلباس أكثر رثة من ذي قبلها ولم يستثن احدا الا وشمله القهر والذل والهوان وهو القائل : ( لاتجري في عروقنا دماء السماحة والغفران ) والى اللحظة يفتخر الرجل بمآثر أجداده الموغلين في السفك والقتل والتشريد , أم تناسى المهللون بأن أتاتوركه الماسوني كان اول المؤسسين والمعترفين بالدولة الاسرائيلية وتربطه علاقة متميزة عسكرية وتجارية وفكرية لاتجاريه أي دولة سوى أمريكا , هذا الذي يتقطر قلبه الما على أهل غزة ( فك الله حصارهم ) و جياع الصومال والمتحدث عن المساواة والعدل وكرامة الانسان ومبادىء الديمقراطية , لقد كان الرجل حنونا وأرسل سفينة الحرية مرمرة لفك الحصار عن غزة التي لاتعادل سكانا ومساحة من أصغر الاقاليم في كردستان تركيا الخمسين أقليماَ , واحتضن اولاد كينيا , ونصب الخيم لاستقبال السوريين حتى قبل بدء المظاهرات في سوريا وقد استقطب بداية عدد من التركمان وحث البقية الباقية للنزوح الى بلاده وتحت غطاء حمايتهم اراد أن يستصدر أمرا دوليا لدخول سوريا , لكن ليس لسواد عيون السوريين بل لتمرير مشروع امريكي اسلامي مؤدلج بزعامة فخامة رئيس الوزراء أردوغان واستقطب ضعاف النفوس في عقد المؤتمرات المتتالية من انطاليا واسطمبول وعتبي هنا على الحاضرين من المتقزمين من بني جلدتي الذين هرعوا اليه مخادعين لكنه اذلهم وأهانهم جميعا , ورويدا رويدا تبينت حسن نوايا حكومته العطوفة , ولم ينس ان يتمم معروفه ومنح عطفه وحنانه الإسلامي بارسائل طائراته ودباباته ومدفعيته في اول أيام عيد الفطر لتمطر اولاد كردستان وبلداته وقراه وزخ وابل من العطايا والتبريكات كهدية العيد السعيد من قنابل وصواريخ اسرائيلية الصنع وطائراته ( حرون ) التي يقودها طيارون ومتدربون بايدي اسرائيلية انتهكت ابسط المعايير الدولية وبرعاية امريكية .
احسنت ياصاحب الفخامة وياكلمة الحق القدسي التي لم تقلها ولم تخرج من مبارح السنتكم لا انت ولا غيرك من أسيادك واسلافك وحاضرك الا ماندر .
يالسخرية القدر وشماتتي بالمؤتمرين الذين يشكلون 22 دولة ( عرب اقحاح ) وقاداتهاعاجزين صاغرين من الحركة الا من تحريك عباءاتهم وشماغاتهم ومؤخراتهم التي لاتتوقف عن نفث الكريهة على الارائك الموثورة وقد اصغوا الى نفاق أردوغان الذي أصر على رفع علم فلسطين الآن وليس غدا وأن القدس هي عاصمة فلسطين الابدية لكنه وقف وقفة كهذه في مدينة آمد الكردية وخاطب اهلها وصرخ بملىء فيّه : (دولتنا واحدة ولغتنا واحدة وشعبنا واحد وعلمنا واحد ومن لايرضى بذلك ان كان شيخا او طفلا فهو ارهابي وستصب عليه جام غضبنا ) وعادت بي الذكرى عن الوحشية في اخماد الثورات الكردية وابادة اليونان والأرمن وارتسم امامي ملامح 4500 قرية كردية مهدمة وفظاعة القتل والدمار بحق شعب يرزح تحت وصايته ومحرّم عليه انسانيته وكرامته الوطنية والقومية والرجل يمارس غطرسته يوميا دون وازع اخلاقي أو رادع ضميري , علّ الرجل خلع بردته الدينية كما خلعها من ذي قبل علماء أفاضل مثل القرضاوي وغيرهم كثر , وبدأ يتحدث بمنطق السياسة ومصلحة بلده لكن حتى السياسة لها اخلاقيات ياأمير الدراويش .
13/9/2011
وكأني المح الدموع تغرغر في محاجر ومقل الحضور من أصحاب الجاه والمركز في الاصغاء المطلق لما يتفوه به السيد وكأن قلوبهم وجلت من عظيم قوله في توصيف الحالة الاسلامية بل العربية وأنه المخلص الذي أوفد بقافلة مؤن الى غزة وأنه القادم من كينيا حيث البشرية تعذب من ظلم الطبيعة وقد حط به الرحال الى البلاد السعيدة ( أم الدنيا ) ليعلن عن بداية العشق الالهي متمثلا في المنقذ من انساب ارطغرل .
بهذه السردية البسيطة تمكن الرجل من ولوج حرمة قاعة الدراويش وبدأ بالتبهيل والعزم والشكيمة , معلنا التمرد على الظلم والظالمين وقد صفقوا له الدراويش طويلا وتوسموا فيه كل الخير هارعين صاغرين مقدمين له عصا الطاعة .
هذا كان على المستوى العامودي أم المستوى الأفقي وفي أصقاع بلاد العرب فقد هللوا له بالتكبير والمجد والعظمة حتى وصل بهم الأمر الى اعتباره القدوة والمثل الصالح وقد قالها الكثيرون ( الا ليت ولاك الله حاكما عادلا منصفا في بلداننا وجعلك قائدا لنا ومتحدثا باسمائنا ورئيسا لجمعيتنا وجماعتنا ) .
هل يعقل ان توصل القناعة بالشعوب وحكامها ان تنزلق الى هذه الدرجة من عدم الاكتراث والانجرار خلف كل قادم متمكن من جذب قلوب ومشاعر المستمعين دون تبصر , أم أن البصيرة غشيت على قلوبهم وغلفت عقولهم ؟؟؟
أما احالهم الذكرى الى سنين وسنين وقرون منذ عهد السلاجقة وآل عثمان من اباحة الحرمات وافناء الشعوب وارتكاب الموبقات بحق البشرية من كرد وأرمن ويونان ولاز وعلوية ويزيدية واستباحة اوطانها واحتلال أراضيها ولازال , ربما كان يمارسها قديما تحت عباءة أو عمامة مجاهد في سبيل الله لكنه استبدلها اليوم بلباس أكثر رثة من ذي قبلها ولم يستثن احدا الا وشمله القهر والذل والهوان وهو القائل : ( لاتجري في عروقنا دماء السماحة والغفران ) والى اللحظة يفتخر الرجل بمآثر أجداده الموغلين في السفك والقتل والتشريد , أم تناسى المهللون بأن أتاتوركه الماسوني كان اول المؤسسين والمعترفين بالدولة الاسرائيلية وتربطه علاقة متميزة عسكرية وتجارية وفكرية لاتجاريه أي دولة سوى أمريكا , هذا الذي يتقطر قلبه الما على أهل غزة ( فك الله حصارهم ) و جياع الصومال والمتحدث عن المساواة والعدل وكرامة الانسان ومبادىء الديمقراطية , لقد كان الرجل حنونا وأرسل سفينة الحرية مرمرة لفك الحصار عن غزة التي لاتعادل سكانا ومساحة من أصغر الاقاليم في كردستان تركيا الخمسين أقليماَ , واحتضن اولاد كينيا , ونصب الخيم لاستقبال السوريين حتى قبل بدء المظاهرات في سوريا وقد استقطب بداية عدد من التركمان وحث البقية الباقية للنزوح الى بلاده وتحت غطاء حمايتهم اراد أن يستصدر أمرا دوليا لدخول سوريا , لكن ليس لسواد عيون السوريين بل لتمرير مشروع امريكي اسلامي مؤدلج بزعامة فخامة رئيس الوزراء أردوغان واستقطب ضعاف النفوس في عقد المؤتمرات المتتالية من انطاليا واسطمبول وعتبي هنا على الحاضرين من المتقزمين من بني جلدتي الذين هرعوا اليه مخادعين لكنه اذلهم وأهانهم جميعا , ورويدا رويدا تبينت حسن نوايا حكومته العطوفة , ولم ينس ان يتمم معروفه ومنح عطفه وحنانه الإسلامي بارسائل طائراته ودباباته ومدفعيته في اول أيام عيد الفطر لتمطر اولاد كردستان وبلداته وقراه وزخ وابل من العطايا والتبريكات كهدية العيد السعيد من قنابل وصواريخ اسرائيلية الصنع وطائراته ( حرون ) التي يقودها طيارون ومتدربون بايدي اسرائيلية انتهكت ابسط المعايير الدولية وبرعاية امريكية .
احسنت ياصاحب الفخامة وياكلمة الحق القدسي التي لم تقلها ولم تخرج من مبارح السنتكم لا انت ولا غيرك من أسيادك واسلافك وحاضرك الا ماندر .
يالسخرية القدر وشماتتي بالمؤتمرين الذين يشكلون 22 دولة ( عرب اقحاح ) وقاداتهاعاجزين صاغرين من الحركة الا من تحريك عباءاتهم وشماغاتهم ومؤخراتهم التي لاتتوقف عن نفث الكريهة على الارائك الموثورة وقد اصغوا الى نفاق أردوغان الذي أصر على رفع علم فلسطين الآن وليس غدا وأن القدس هي عاصمة فلسطين الابدية لكنه وقف وقفة كهذه في مدينة آمد الكردية وخاطب اهلها وصرخ بملىء فيّه : (دولتنا واحدة ولغتنا واحدة وشعبنا واحد وعلمنا واحد ومن لايرضى بذلك ان كان شيخا او طفلا فهو ارهابي وستصب عليه جام غضبنا ) وعادت بي الذكرى عن الوحشية في اخماد الثورات الكردية وابادة اليونان والأرمن وارتسم امامي ملامح 4500 قرية كردية مهدمة وفظاعة القتل والدمار بحق شعب يرزح تحت وصايته ومحرّم عليه انسانيته وكرامته الوطنية والقومية والرجل يمارس غطرسته يوميا دون وازع اخلاقي أو رادع ضميري , علّ الرجل خلع بردته الدينية كما خلعها من ذي قبل علماء أفاضل مثل القرضاوي وغيرهم كثر , وبدأ يتحدث بمنطق السياسة ومصلحة بلده لكن حتى السياسة لها اخلاقيات ياأمير الدراويش .
13/9/2011