ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا – القسم الثامن

ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا، يُعتبر أحد الملفات الهامة التي تُناقش مستقبل الكورد في سوريا في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة عامة وسوريا بشكل خاص. يركز هذا الملف على تحليل الأوضاع الراهنة والتحديات التي يواجهها الكورد، بالإضافة إلى استعراض السيناريوهات المحتملة لمستقبلهم في ظل الصراعات الإقليمية والدولية. يسلط الملف الضوء على أهمية الوحدة والتعاون بين مختلف الأحزاب والفصائل الكوردية لضمان حقوقهم وتحقيق تطلعاتهم، من خلال تقديم رؤى وتحليلات متعددة الأبعاد. يسعى “ولاتي مه” إلى توفير فهم أعمق لوضع الكورد في سوريا وآفاقهم المستقبلية وتكوين رؤية مشتركة حول مجمل القضايا التي ترتبط بالقضية الكوردية في سوريا.

القسم الثامن: تضم مشاركات كل من السادة :

– جوان يوسف: كاتب وناشط سياسي .

– خورشيد شوزي (3\3) : رئيس تحرير جريدة القلم الجديد (Pênûsa nû) .

– محمود برو : كاتب .

– مشعل اوصمان : كاتب .

=============

جوان يوسف:

  • سوريا دولة لجميع مكوناتها (عرب، كُرد، سريان، آشوريين… إلخ) كسمة للتعددية
  • والحقوق والواجبات تستند إلى المواطنة وليس الانتماء القومي أو الديني كسمة للمساواة.
  • اللامركزية السياسية أو الإدارية لضمان تمثيل عادل للمكونات المختلفة كسمة للتنمية الشاملة.
  • وضمان فصل الدين عن الدولة لضمان حقوق الأقليات الدينية والقومية كسمة لحرية العقائد وحماية الدولة من تدخل الكهنة

 

1- المحور الأول: حول مستقبل الكورد في سوريا:

– كيف ترون مستقبل الكورد في سوريا في ظل التحولات السياسية الإقليمية والدولية الراهنة؟

بلا شك، يبقى مستقبل الكرد معقدًا ومتعدد الأبعاد بسبب تعقيدات الواقع المحلي والإقليمي والدولي. ومع ذلك، فإن الفرص اليوم أكثر مواتاة من أي وقت مضى، وهذا يعتمد بشكل أساسي على قدرة الكرد على تضييق خلافاتهم الداخلية، إذ تُعد الوحدة ركيزة أساسية لتحقيق مكاسب تتماشى مع تطلعاتهم.

أرى أن تحقيق ذلك ممكن، خاصة في ظل المعطيات الدولية التي باتت تنظر إلى الكرد كحليف موثوق، بالإضافة إلى تراجع الثقة في الدور التركي، الأمر الذي يصب في مصلحة الكرد، نظرًا لأن تركيا كانت العائق الأكبر أمام أي انجاز أي تفاهمات مع السوريين.

– ما هي الأولويات التي يجب أن تركز عليها القوى الكوردية لضمان حقوق الكورد في سوريا؟

يمكن اختصار وتكثيف الأولويات في :

التثبيت الدستوري للحقوق الثقافية و ضمان استخدام اللغة الكردية في التعليم والإعلام التمثيل السياسي وتعزيز تمثيل الأكراد في هياكل الحكم السورية والمحافظة على المكتسبات التي أنجزت خلال السنوات الماضية في المناطق الكردية .

وهذا يتطلب الحماية الأمنية وتأمين المناطق الكردية وحمايتها من التهديدات المستقبلية

والتركيز على العدالة الاجتماعية والاقتصادية و ذلك بالبحث تفصيلا عن اليات تحسين الوضع الاقتصادي في المناطق الكردية وتوفير فرص عمل لسكان المنطقة مع الاخذ بعين الاعتبار  أن المكونات الأخرى جزء مهم من هذا الاعتبار .

– ما هي التحديات الأساسية التي تواجه الكورد في سوريا في المرحلة الحالية؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

يواجه الكُرد في سوريا تحديات معقدة، تشمل التهديدات العسكرية من قبل تركيا والفصائل التابعة لها ونسبيا من قبل الحكومة الحالية وان كانت لم تعلن ذلك صراحة حتى الان ، الا ان الية تكوين الجيش السوري و الحكومة و تقلد الشرع رئاسة الدولة بدون مشاركة أغلب السوريين بما فيهم الكرد ، يجعل منسوب القلق اعلى من ذي قبل .

من التحديات الهامة  العزلة السياسية المرتبطة بعدم وجود اعتراف دولي بالإدارة الذاتية وعدم وجود تحالفات حقيقية مع القوى السورية الحقيقية وانهيار الائتلاف السوري الذي كان المجلس الكردي يراهن عليه ، بالإضافة الى  لانقسامات الداخلية لتعقد المشهد وتجعل رغبة الاوربيين والامريكان في دعم المطالب الكردية تعاني من الاهتزاز  .

لذلك يعتبر توحيد الصف الكُردي او على الأقل تشكيل جبهة داخلية الخطوة الأولى لإضعاف هذه التحديات ومن ثم  الانتقال الى القوى الدولية والإقليمية بملف واحد ورؤية متكاملة وواضحة ، ويأتي  تعزيز الامن الداخلي  عبر سياسات متوازنة ومستدامة واشراك مختلف قطاعات المجتمع في السياسات الأمنية والاقتصادية لسكان المنطقة .

– كيف يمكن للكورد تحقيق توازن بين الحفاظ على هويتهم القومية والانخراط في بناء دولة سورية جامعة؟

الامر يحتاج الى الكثير من الذكاء والحنكة السياسية لتحقيق هذا التوازن ، فليس من السهل الاندماج في الدولة مع الحفاظ على الخصوصية القومية في بلد عانى من الحرب ل 14 عام ويحمل موروثا سياسيا ينتمي الى ثقافة تعتبر نفسها وريثة آخر الأديان السماوية ممزوج ببعد اثني قوموي لا يمكن اخفاءه، مع ذلك يجب الذهاب بعين ثاقبة وثقة صلبة الى بناء وطن فرض على الجميع بمشرط سايكس بيكو ،يضمن حقوق الجميع دون عزلة او انكفاء

وهذا يتطلب برأيي:

تحقيق التوازن بين الهوية القومية الكُردية والانخراط في بناء سوريا جامعة

من خلال الاعتراف بالحقوق القومية ضمن إطار وطني سوري وصياغة ذلك دستوريا

تضمن للكُرد إدارة شؤونهم  المحلية ضمن دولة سوريا الحديثة ، والمشاركة الفاعلة في الحكومة المؤقتة وفي صياغة دستور يضمن للجميع حقوقهم  في مستقبل سوريا ، بعيدا عن العزلة السياسية او الاكتفاء بالمساهمة والمطالبة بالحقوق القومية فقط دون الاهتمام بالمكونات الأخرى .

وهذا يشترط التفاعل الإيجابي مع باقي المكونات السورية لتعزيز الفهم المتبادل للتعايش المشترك وصياغات السياسات اعتمادا على هذه الشراكة.

 

2- المحور الثاني: حول نظام الحكم في سوريا:

– ما هو نظام الحكم الذي تتطلعون إليه في سوريا المستقبل لضمان حقوق الكورد؟ هل تؤيدون الفيدرالية، الإدارة الذاتية، أو أشكالاً أخرى من اللامركزية؟

بداية دعني أقول أن ما سأقوله يقع ضمن السؤال المطروح ، الذي أعتقد انها مرحلة لابد منها دون التخلي عن حق الكرد في تقرير مصيرهم ، الكرد شعب مثل كل شعوب العالم يحق له ان يبني دولته الوطنية ويجب السعي الى ذلك ، لكن الامر يحتاج الى الامكانيات والممكنات ، وفي هذه المرحلة وفي المدى المنظور لابد من التعامل مع الوقائع التي تقول لابد من التعاون والعمل مع المجتمعات المحلية لإنجاز نظام حكم ديمقراطي تعددي ، الأقرب الى النظام اللامركزي، الذي يحقق التوازن بين الحكم المحلي  في اطار الدولة  السورية، وهذا بلا شك يجب ان يتم تجسيد ذلك  في وحدة إدارية ربما تكون جزءا من إقليم شمال شرق سوريا او الجزيرة والفرات حسب الصيغة التي يمكن الاتفاق عليها مع الحكومة السورية الجديدة .

– كيف يمكن تصميم دستور سوري يضمن حقوق الكورد كمكون رئيسي في البلاد؟

– التصميم الدستوري الجديد يجب تحديد سوريا كدولة متعددة القوميات والثقافات، و تسمية الكرد كقومية رئيسية في البلاد .

– ضمان اللغة الكُردية كلغة رسمية إلى جانب العربية في المناطق ذات الغالبية الكُردية بالإضافة أن تكون اللغة الكردية لغة رسمية في الدوائر والمؤسسات السيادية.

 

– هل تعتقدون أن الدول الإقليمية ستقبل بوجود نظام حكم يضمن حقوق الكورد في سوريا؟ وكيف يمكن إقناعهم بذلك؟

أنا أعتقد أن الوقائع هي التي تفرض وجودها، لذلك وان عارضت الدول الإقليمية وخاصة تركيا في بداية الامر، فإنها ستقبل الوقائع التي باتت تفرض وجودها في المنطقة . الامر ليس سهلا بالنسبة لدولة متل تركيا بنيت على رفض الاخر، ولكن كل المؤشرات تقول انها تعني حجم المتغيرات وتحاول الالتقاء معها، وربما الخطاب الذي يقول  :

بضمان وحدة سوريا والتأكيد أن الحكم الذاتي أو اللامركزية لا تعني الانفصال وهي ليست خاصة بالكرد وانما من أجل كل سوريا يسهل عليها الامر على الفريق الأكثر انفتاحا ضمن القيادة التركية ، وهذا يتطلب مهمة جديدة وهي

إشراك المكونات السورية الأخرى في صياغة نموذج الحكم، بحيث لا يبدو أن المشروع خاص بالكُرد ولا هو ضد تركيا كما تحاول ان تسوق له بعض الأوساط العربية والتركية .

– كيف يمكن بناء توافق بين القوى السياسية السورية حول شكل النظام المستقبلي الذي يضمن المساواة بين جميع المكونات؟

بناء التوافق يتطلب حوارًا شاملًا وصريحا للوصول الى توافقات دستورية أساسية يمكن تلخيصها:

  • سوريا دولة لجميع مكوناتها (عرب، كُرد، سريان، آشوريين… إلخ) كسمة للتعددية
  • والحقوق والواجبات تستند إلى المواطنة وليس الانتماء القومي أو الديني كسمة للمساواة.
  • اللامركزية السياسية أو الإدارية لضمان تمثيل عادل للمكونات المختلفة كسمة للتنمية الشاملة.
  • وضمان فصل الدين عن الدولة لضمان حقوق الأقليات الدينية والقومية كسمة لحرية العقائد وحماية الدولة من تدخل الكهنة

3- المحور الثالث: حول وحدة الموقف الكردي:

– كيف تقيمون مستوى التنسيق والتفاهم بين الأحزاب الكوردية في سوريا اليوم؟

رغم الجهود، لا يزال التنسيق محدودًا وضعيفا ومتذبذبا ، وذلك بسبب الانقسامات السياسية والتأثيرات الخارجية الحادة .

– ما هي الخطوات العملية التي تقترحونها لتحقيق وحدة الموقف الكردي؟

إطلاق حوار وطني كُردي شامل يجمع جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين ذو التأثير الفعلي على العملية السياسية ومشاركة جماهيرية فعلية من خلال تنظيم لقاءات جماهيرية ونقل مجريات المؤتمر الوطني ومخرجاته بشكل شفاف الى الرأي العام .

– ما هي العقبات التي تعترض طريق توحيد الصف الكردي؟ وكيف يمكن تجاوزها؟

1باعتقادي ان أهم العقبات هي التدخلات الخارجية وبشكل خاص تركيا، اما العقبة الثانية فهو الانقسام الحاد سياسيا وايديولوجيا بين التيارين الرئيسيين حزب الاتحاد الديمقراطي والبارتي وهذا الانقسام ينعكس بطبيعة الحال على كل توحيد الجهود.

لكن لا استحالة ويمكن تجاوزها، لكنها تتطلب إرادة سياسية قوية من الطرفين، وهذا بالضرورة يتطلب تحييد التدخلات الخارجية وإعطاء أهمية ودور فاعل لمؤسسات المجتمع المدني .

 

– هل ترون أن هناك دوراً لجهات دولية أو إقليمية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الكوردية المختلفة؟

نعم يمكن للجهات الدولية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا لعب دور إيجابي وهي تحاول منذ فترة في تقريب وجهات النظر الا انها ماتزال في اطار النصائح ويبدو ان ذلك لن ينجح الا اذا تحولت هذه الجهود الى شكل من الالزام ، مع ذلك يجب الانتباه  والحذر الى ان هذه الجهود يجب ان  تكون محايدة وداعمة للحوار الداخلي، بينما تبقى الجهات الإقليمية عاملاً معقدًا ومن الصعب أن تكون عاملا إيجابيا في تقريب وجهات النظر نظرا لتعقيدات المشهد الإقليمي وتداخل وتناقض المصالح بين تركيا وايران وحكومة الإقليم و حزب العمال الكردستاني.

 

4- المحور الرابع: حول المؤتمر الوطني السوري المرتقب:

– ما هي الخطط التي يجب أن تضعها القوى الكوردية للاستعداد للمؤتمر الوطني السوري؟

تحتاج القوى الكُردية إلى وحدة الصف أو على الأقل اطار عام يجمع الاغلبية، و من المهم جدا أن تمتلك رؤية سياسية موحدة وواضحة، والعمل بجدية من اجل تحالفات وطنية من القوى السياسية التي تتقاطع مع الرؤية الكردية فيما يتعلق بشكل النظام .

وباعتبار ان القضية السورية تم تدويلها بقوة وصارت ساحة صراع لقوى إقليمية متعددة الأطراف  لابد من دعم دولي لتثقيل الوزن الكردي ويمكن ذلك من خلال ابراز  دور هم في محاربة الإرهاب .

– كيف يمكن ضمان تمثيل عادل للكورد في المؤتمر الوطني السوري؟

يمكن ضمان التمثيل العادل للكُرد في المؤتمر الوطني السوري عبر وحدة الموقف، تشكيل تحالفات وطنية، دعم دولي،  وتقديم رؤية ديمقراطية شاملة تخدم مصلحة جميع السوريين وتوزيعها ، التسويق الإعلامي الجيد وتقديم رؤيا تجعلهم جزء من الحل الوطني وليس طرف مستقل ، وعدم التنازل عن أوراق القوة التي امتلتها خلال السنوات الماضية منها السلاح والتحالف ضد الإرهاب يجب ان تكون أوراق قوة وليست أوراق تهديد يمكن تركها كضمانات لتنفيذ أي مخرجات .

– ما هي القضايا الرئيسية التي ينبغي طرحها باسم الكورد في المؤتمر؟

هناك محورين الأول وطني يتعلق بطبيعة النظام السياسي وضرورة ان تكون سوريا دولة متعددة القوميات وحيادية اتجاه الأديان والمسائل المتعلقة بالحريات وقانون الأحوال الشخصية الذي يستند الى الشرعة الدولية لحقوق الانسان

والمحور الاخر الذي يخص الكرد يجب التركيز على

  • تضمين الدستور الجديد نصًا يعترف بالكُرد كجزء أصيل من النسيج الوطني السوري.
  • محاولة إقرار النظام الفيدرالي أو لامركزي يمنح الأقاليم صلاحيات موسعة في إدارة شؤونها و يضمن للكُرد حقوقهم السياسية والإدارية مع ضمان الحقوق الثقافية واللغوية لجميع المكونات و اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في البلاد.
  • الشراكة السياسية والتمثيل العادل للكرد في مؤسسات الدولة مسألة مهمة ويجب التركيز عليها وانهاء سياسة الاقصاء والتهميش بحق جميع المكونات.
  • هناك نقطة بالغة الأهمية وهي ضمان حياد سوريا اتجاه القضايا الكردية الإقليمية وإلغاء جميع الاتفاقيات الإقليمية التي تعطي الحق لدول الجوار الدخول الى الأراضي السورية بحجة ملاحقة الكرد
  • الغاءات السياسات التمييزية بحق الكرد كالإحصاء والبحث بجدية في مسألة المستوطنات ووضع اليات لتفكيكها وتعويض المتضررين من كلا الطرفين.

–       وعودة المهجرين الكرد الى مناطقهم وخاصة عفرين وسري كانييه

– كيف يمكن تعزيز التحالفات مع المكونات السورية الأخرى لضمان حضور قوي وصوت فاعل للكورد في المؤتمر؟

في واقع الامر ان الكرد لديهم بعض التحالفات التي يمكن الاستناد عليها وتعزيزها كمجلس سوريا الديمقراطية على سبيل المثال وهناك بعض القوى السياسية الليبرالية كتيار مواطنة والحزب الدستوري السوري وبعض القوى الأخرى لكن باعتقادي هذا غير كافي لهذه المرحلة المعقدة وخاصة في ظل هذا السعير الطائفي والقومي ولذلك يحتاج الكرد الى المزيد من العمل

لتعزيز حضور الكُرد وضمان شراكة فعالة في المؤتمر ومستقبل سوريا، وذلك بوضع بعض الاليات الضرورية مثل

تشكيل لجنة للتحالفات تضم بعض السياسيين واعلاميين ونشطاء المجتمع المدني اللذين يمتلكون قدرات وامكانيات جيدة للحوار وصياغة التفاهمات مع الاخرين

تقوم بأعداد وثيقة مبادئ وطنية تتضمن الحقوق القومية للكُرد ويتم مع المجتمعات المحلية والقوى السياسية

ذلك تحرك اعلامي نشط عبر تنظيم مؤتمرات وندوات إعلامية وورشات عمل تجمع ممثلي المكونات السورية.

5- المحور الخامس: حول دور المثقفين والكتاب الكورد:

ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه المثقفون والكتاب الكورد في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي خلال المرحلة المقبلة؟

يمكن ان يلعب المثقفين والكتّاب الكُرد  دورا مهما وجيدا من خلال توجيه الخطاب السياسي نحو الوحدة، والتأكيد على تعزيز الشراكة الوطنية و تقديم حلول سياسية أو على الأقل طرح القضايا العالقة بطريقة سهلة على صناع القرار ، والعمل على نشر الوعي المجتمعي والإنساني وتجنب خطاب الكراهية او التشكيك لفتح افاق امام الجميع للمساهمة في صياغة رؤى مشتركة .

بالمناسبة هذا الجهد من قبل موقع ولاتي مه يصب في ذات السياق الذي نتحدث عنه سواء في مسألة الاعلام أو اليات مساهمة الكتاب والمثقفين في توضيح رؤية مشتركة

كيف يمكن للمثقفين الكورد المساهمة في توضيح رؤية مشتركة لمستقبل الكورد في سوريا؟

من خلال الحوار الفكري والتنسيق مع صناع القرار، اللقاءات المفتوحة مع المجتمع وطرح الأسئلة الحارقة وإعادة صياغتها في مواد مقروءة ومسموعة، وطرح الأفكار بلغة قريبة الى الناس .

ما هي الاستراتيجيات الإعلامية التي يمكن تبنيها لمخاطبة الرأي العام السوري والدولي حول قضية الكورد؟

الاعلام يعتبر جزءًا أساسيًا في التأثير على الرأي العام الداخلي والدولي حول قضية الكُرد في سوريا. وهذا يتطلب خطط إعلامية مدروسة ترتكز على رؤية واضحة وبسيطة وهذا يتطلب:

  • خطاب اعلامي موحد ومهني يرتكز على الجانب الإنساني والسياسي للقضية الكردية بشكل متوازن وواقعي
  • الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية وتقديمها كنموذج للعيش المشترك .
  • تحقيق شراكات مع وسائل الاعلام الدولية لتغطية الأنشطة في المناطق الكردية وإبراز الجانب الإنساني والقانوني للمسألة الكردية.
  • إطلاق حملات إعلامية لجذب الدعم الدولي للقضية الكُردية عبر المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان.

تنظيم مظاهرات ومؤتمرات دولية ومحلية لكسب الرأي الدولي والمحلي، بالتعاون مع المنظمات الحقوقية والإنسانية.

 

6- المحور السادس: حول العلاقات مع المكونات السورية الأخرى:

– ما هي استراتيجياتكم لتعزيز التفاهم والتعاون مع المكونات الأخرى في سوريا؟

– كيف يمكن للكورد بناء تحالفات مستدامة مع القوى السياسية السورية الأخرى؟

– ما هو موقفكم من ضرورة الاعتراف بحقوق بقية المكونات كجزء من بناء دولة ديمقراطية شاملة؟

هذا المحور يمكن دمجه في سياق الحاجة الى مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار التعقيدات السياسية والاجتماعية للصراع السوري ويحتاج الى الكثير من الجهد للوصول الى تفاهمات حقيقية تضع سنوات الدم خلفها ، لكن يمكن الحديث عن اليات ممكنة لفتح طريق امام ذلك

  • كإنشاء منصات حوار تضم ممثلين عن جميع المكونات السورية عموما، مع ضمان تمثيل عادل يؤكد على حماية التنوع وتعزيز الثقة بين المكونات من خلال الاعتراف المتبادل بالمظالم التاريخية ومحاولة إيجاد تعويضات رمزية.
  • في الجانب الاخر بناء تحالفات على المصالح المشتركة على سبيل المثال التوجه الى القوى التي تدعم اللامركزية والتنوع، والتعدد القومي، والاثني والديني.
  • هذا يتطلب استيعاب مطالب الشركاء المحتملين، مثل ضمان تمثيل العرب والاشوريين في مناطق الإدارة الكردية، والعكس بالعكس.

كل ذلك لا يمكن حمايته او تجسيده بدون

دستور يُكرس المساواة بين جميع المكونات، ويحظر التمييز على أساس العرق أو الدين، ويجرم انتهاكات الحقوق الثقافية أو السياسية لأي مجموعة كانت.

بالمحصلة النجاح يعتمد على رؤية تتجاوز الدم عبر اليات حقيقية للعدالة الانتقالية نحو سوريا ديمقراطية تُدار بتوازن بين الهوية الوطنية الجامعة والخصوصيات المحلية. هذا يتطلب نضالًا مشتركًا ضد الاستبداد من أي جهة، وإرادة لبناء عقد اجتماعي جديد يعترف بالجميع كشركاء لا كأقليات او اكثريات .

7- المحور السابع: حول العمل مع المجتمع الدولي:

– كيف يمكن للكورد تعزيز علاقتهم بالمجتمع الدولي لضمان دعم مطالبهم في سوريا؟

– ما هي القضايا الأساسية التي يجب طرحها على الأطراف الدولية لدعم حقوق الكورد؟

– كيف يمكن للكورد الاستفادة من التجارب الدولية المشابهة في الحصول على حقوقهم الدستورية؟

 

ربما اهم خطوة تقديم المطالب الكردية في إطار قيم عالمية مثل الديمقراطية، وحقوق الانسان وحماية الأقليات ومحاربة الإرهاب وإبراز دور الكرد في محاربة داعش، هذا يخلق تقاربًا مع الأجندات دولية التي ترى في الإرهاب تهديدا لمصالحها , وهذا يتطلب إنشاء مكاتب تمثيلية وتوظيف اللولبيات الحقوقية في العواصم المؤثرة للتواصل المباشر مع الحكومات والبرلمانات وصانعي القرار.

الحضور الدائم والمنظم في الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان، وتقديم الكرد كشعب اصيل يفتقر الى الحقوق الاساسية والتركيز مع الأطراف الدولية على قضايا أساسية تتعلق بالاعتراف الدستوري بالهوية الكردية وتكريس اللغة الكردية كلغة رسمية في المناطق الكردية، المطالبة باليات دولية لتنفيذ العدالة الانتقالية والمحاكمات والانتخابات و ضمان حصة عادلة من المساعدات الأممية و إعادة الاعمار.

وفي هذا السياق يمكن الاستفادة من التجارب الدولية في دعم هذه الرؤية ربما تجربة إقليم كردستان العراق تجربة عيانيه يمكن الاستفادة منها في التأكيد على ان الفيدرالية هي معادل لوحدة البلاد وليس تقسيما لها.

وهناك تجارب متعددة يمكن الاستناد اليها في تحقيق التوازن بين الهوية المحلية والانتماء الوطني على سبيل المثال تجربة كندا او اتفاقية الجمعة العظيمة في ايرلندا الشمالية أو اعلان الأمم المتحدة فيما يتعلق بالشعوب الاصلية كما تم في بوليفيا ونيوزلندا

بالمحصلة نجاح ذلك يعتمد على القدرة في تحويل القضية الكردية من قضية محلية الى قضية إنسانية تهم المجتمع الدولية .

=============

خورشيد شوزي :

((لا شك أن المثقفين والكتاب الكرد يمتلكون دوراً حاسماً في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي خلال المرحلة المقبلة في سوريا.))

 

3\3

 

دور المثقفين والكتاب الكرد في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي

 

دور المثقفين والكتاب الكرد في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي خلال المرحلة المقبلة في سوريا يحمل أهمية بالغة، نظراً للتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة الكردية وما يحيط بها من تحديات سياسية واجتماعية. يقع على عاتق المثقفين مسؤولية المساهمة في تشكيل وعي المجتمع وتوجيهه نحو مستقبل أكثر استقراراً وعدالة.

إن الحفاظ على الهوية الثقافية الكردية وتعزيزها يشكل أحد أهم الأدوار التي يجب أن يضطلعوا بها، وذلك من خلال الأدب والفنون والإعلام الرقمي التي يمكن أن تساهم في إعادة تعريف التراث الكردي في سياقات حديثة، فضلاً عن توثيق التاريخ الشفوي، نشر الأعمال الأدبية والفكرية، وتنظيم الفعاليات الثقافية للحفاظ على الموروث الثقافي.

إلى جانب الدور الثقافي، يقع على عاتق المثقفين الكرد مسؤولية معالجة القضايا الاجتماعية الملحة مثل حقوق المرأة، التعليم، الفقر، والتنوع الاجتماعي. يمكنهم من خلال كتاباتهم وأنشطتهم الإعلامية نشر الوعي وتحفيز المجتمع على مواجهة هذه التحديات، مما يعزز من فرص التقدم والتنمية. كما أن للمثقفين دوراً جوهرياً في بناء خطاب سياسي ناضج يعكس تطلعات مجتمعهم، حيث يمكنهم تسليط الضوء على حقوق الشعب الكردي في سوريا، بما في ذلك قضايا الحكم الذاتي وحقوق الإنسان، فضلاً عن تطوير رؤى سياسية متكاملة تُوحّد مختلف الأطراف الكردية ضمن مشروع سياسي مشترك. وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية، خاصة بين الشباب، أمر ضروري لضمان خلق جيل واعٍ قادر على المساهمة في صنع القرار السياسي والمجتمعي.

النقد الأدبي والفكري من أهم الأدوات التي يمكن للمثقفين استخدامها لتحفيز التفكير النقدي داخل المجتمع، ما يساعد على فهم أعمق للقضايا المعقدة ويسهم في إحداث تغييرات إيجابية. في ظل التحديات السياسية الحالية، يتحتم على المثقفين التحلي بالشجاعة لنقد الأنظمة والسياسات غير العادلة، والعمل على توجيه الخطاب السياسي نحو مزيد من الشفافية والمساءلة. إضافة إلى ذلك، يعد تعزيز الحوار بين مختلف الفئات في المجتمع الكردي وسيلة مهمة لبناء وحدة وتماسك مجتمعي، حيث يمكن للمثقفين تسهيل النقاشات البنّاءة بين القوى السياسية، وتعزيز التواصل مع الشعوب والجماعات الأخرى في المنطقة للمساهمة في إيجاد حلول مشتركة للقضايا العالقة.

الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية يمثل جزءاً أساسياً من مسؤوليات المثقفين الكرد، حيث يمكنهم توثيق الانتهاكات وتسليط الضوء على أهمية حرية التعبير وحقوق الأقليات، فضلاً عن استخدام المنابر الإعلامية لنشر الوعي بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ومع تطور التكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية، أصبح من الضروري توجيه الخطاب نحو الجيل الجديد، حيث يمكن استثمار وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والبودكاستات لإشراك الشباب في النقاشات المجتمعية والسياسية، وتعليمهم مهارات التفكير النقدي والمشاركة الفعالة في بناء مستقبلهم.

لا يقتصر دور المثقفين والكتاب الكرد على الحاضر فقط، بل يمتد إلى المستقبل من خلال رسم ملامح رؤية استراتيجية لمجتمعهم. من المهم أن يعملوا على تطوير مناهج تعليمية تتناسب مع متطلبات العصر، وتشجع البحث العلمي والابتكار. الاستثمار في التعليم والبحوث الأكاديمية يمكن أن يسهم في تطوير البنية الثقافية والعلمية للمجتمع، مما يساعد في تعزيز دور الكرد في الساحة الوطنية والإقليمية.

كما أن المثقفين يمكنهم أن يلعبوا دوراً أساسياً في إعادة بناء الروابط الاجتماعية المتأثرة بالنزاعات، عبر تشجيع مبادرات المصالحة والحوار بين مكونات المجتمع المختلفة. يمكنهم تسليط الضوء على التجارب الناجحة في حل النزاعات من خلال العمل المشترك، وتقديم بدائل سلمية للمواجهات السياسية والعسكرية.

في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، ينبغي على المثقفين الكرد أن يكونوا على دراية واسعة بتطورات السياسة العالمية وتأثيرها على قضيتهم، مما يمكنهم من تقديم قراءات تحليلية دقيقة تساعد في اتخاذ مواقف سياسية متوازنة ومبنية على رؤية إستراتيجية طويلة الأمد.

لا شك أن المثقفين والكتاب الكرد يمتلكون دوراً حاسماً في توجيه الخطاب السياسي والمجتمعي خلال المرحلة المقبلة في سوريا. عبر تعزيز الهوية الثقافية، معالجة القضايا الاجتماعية، بناء خطاب سياسي متزن، وتشجيع الحوار، يمكنهم الإسهام في خلق بيئة أكثر استقراراً وعدالة. مسؤوليتهم لا تقتصر على الكتابة والنشر فقط، بل تشمل التأثير في تشكيل الوعي المجتمعي والمساهمة في رسم ملامح المستقبل بما يخدم الأجيال القادمة. من الضروري أن يظل المثقف الكردي عنصراً فاعلاً في المشهد العام، يعمل بلا كلل على إرساء قيم الديمقراطية والعدالة والحرية، واضعاً نصب عينيه تطلعات مجتمعه نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

 

* كاتب و باحث

رئيس تحرير جريدة Pênûsa nû

=============

محمود برو:

((الآن جاء دور المجتمع الدولي بأن ينظروا إلى القضية الكوردية كقضية سياسية وأن يتعاملوا معها كقضية أرض وشعب أصيل يستحق أن يقرر مصيره بنفسه))

الكورد يعيشون على أرضهم التاريخية الملحقة بسوريا وفق اتفاقية سايكس بيكو. آن الأوان ان يقرروا مصيرهم بنفسهم بعد سقوط نظام الأسد المجرم.

انا متفائل جدا بأن الكورد لهم مستقبل جيد في سوريا شريطة ان يوحدوا رؤيتهم السياسي ويشكلوا هيئة عليا من مختلف الاختصاصات تمثلهم وتدافع عن وجودهم التاريخي وحقوقهم القومية المشروعة في سوريا لامركزية سياسية تعددية برلمانية.

اعتقد أن هذه الخطوة تعتبر هامة جدا ومن أولويات العمل السياسي في هذه المرحلة.

مازلنا نعاني من سياسة المحاور الكوردستانية، والتي يجب ان نتعامل معها على اساس احترام خصوصية كوردستان الغربية وقرارهم السياسي. الواجب القومي والوطني الكوردستاني للقوى الكوردستانية والذي يقومون به مشكورين جدا لايعني مصادرة قرارنا وتحديد سقف المطالبة بحقوقنا القومية والتقليل من قيمتنا كشعب على ارضه والذي عانى من الظلم والقمع والتشريد والتهجير والمشاريع الشوفينية وسياسة التغيير الديموغرافي طيلة مرحلة حكم الاسد وقدم آلاف الضحايا من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير.

الظروف الموضوعية مؤاتية جدا لنا نحن الكورد، لكننا مازلنا نعاني من الظروف الذاتية حيث تشرزم حركتنا السياسية و سيطرة العقلية القديمة التي لا تتناسب مع شروط المرحلة الراهنة واشكالية العمل الجمعي بين الاطر السياسية بسبب الذهنية التفردية والاقصائية لاسيما بين صفوف ما تسمى بقيادات الصف الأول الذين ولت زمانهم. هؤلاء الذين يفضلون الولاءات على الكفاءات.

يجب العمل السريع من اجل فتح المجال للكفاءات والعمل المؤسساتي للتغلب على شرذمة الصفوف وزرع ثقافة تقبل الآخر وقدسية أرض كوردستان وتفتح الوعي القومي وتنمية مدارك الإنسان الكوردي واعادة شخصيته الاعتبارية في الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا.
كل ذلك سيفتح الباب امام بناء جبهة إنقاذ الشعب الكوردي في روجآفاي كوردستان التي تضع في أولى مهامها (( روجافا أولا))
هذا انطلاقا من مبدأ بناء الإنسان اولا ثم بناء الأوطان.

بهذا الشكل يستطيع الكورد تحقيق توازن حقيقي في الحفاظ على هويته القومية وتامين حقوقه القومية المشروعة ويصبح ايضا صاحبة ورقة قوية ضاغطة وفاعلة في بناء سوريا الجديدة لكل السوريين..

الدولة المركزية اثبتت فشلها التام في سوريا لذلك اعتقد أن الحل الامثل هو نظام الحكم الفيدرالي، وتثبيت مبدأ حق تقرير المصير في الدستور السوري الجديد.
الكورد شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية، فمن حقه الطبيعي ان يقرر مصيره السياسي بنفسه ودون رقيب.

ان هذا الأمر بالتأكيد لن يكون موضع الراحة لدى الدول المحتلة لكوردستان لاسيما تركيا وايران، لكنني اعتقد انه آن الآوان للدول الكبرى ان تخطوا خطوات عملية حاسمة تضع الحد النهائي للدول المحتلة وتصحح خطأها التاريخي بحق الشعب الكوردي وبقائه تحت الظلم عشرات السنين، وذلك لينعم بحريته أسوة بجميع شعوب العالم الحر.

التنسيق مازال ضعيفا جدا بين الأطراف الكوردية والسبب يعود إلى تبعية القرار السياسي لأجندة المحاور الكوردستانية.

قد نتشائم عقليا احيانا لكننا نملك ارادة عالية وقوية، ونؤمن  بان الدول العظمى لاسيما امريكا وفرنسا جادين هذه المرة في ان يساهموا في تحقيق التقارب الكوردي، لاسيما وأن الزعيم مسعود بارزاني ايضا دخل على الخط بكل قوته وارادته الحقيقية ناهيك عن دلالات سياسية وتحركات فريدة من نوعها في اوساط الحكومة التركية واحزاب المعارضة في الآونة الأخيرة.

اهم نقطتين يجب القيام بهما بسرعة البرق هما:
١- توحيد الرؤية السياسية.
٢-تشكيل هيئة تمثيلية عليا للكورد من جميع الأطراف السياسية والمدنية في روجآفاي كوردستان.
وتحديد مطاليب الكورد ووضع خطة مفاوضات مستندة على المبادئ القانونية والدستورية وفق شرعنة الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

قد نختلف على نسبة الكورد المئوية في عموم سوريا، وهنا لابد أن يتم تثبيت مبدأ التوافق في اتخاذ جميع القرارات، وإلا فأن ديمقراطية العدد ومبدا التصويت والاكثرية والاقلية لايضمن تمثيل عادل للكورد في المؤتمر الوطني السوري.
لذلك على الكورد ان يتفاعلوا مع الاطياف الأخرى وبناء تحالفات استراتيجية معهم تخدم القضية الكوردية.

اهم مبدأ يجب على الكورد طرحه في المؤتمر هو سوريا لامركزية وتثبيت مبدأ حق تقرير المصير في الدستور الجديد.

يوجد نوعان من المثقفين  والكتاب الكورد، منهم من يعيش تحت تأثيرات الاجندات الحزبية الضيقة، من أولويات عملهم التصفيق لاشباه القيادات المنعزلة عن الواقع الكوردي مقابل امتيازات رخيصة. ومنهم من بقي عزلته متحيرا ماذا يعمل،
هؤلاء يتجاهلون ان مهمتهم الأساسية هي قول الحقيقة وتنوير الدرب ونشر الوعي القومي والوطني ليطفوا على الوعي الحزبي الضيق.
حالة المثقفين والكتاب تشبه تماما حالة الاحزاب السياسية المتشرزمة، انهم منقسمين ومتناحرين بسبب العقلية الأنانية والثقافة الاقصائية المكتسبة.

اذا اراد المثقفين ان يعملوا بإخلاص من اجل القضية بعيدا عن التفرد والانانية فإنهم سيشكلون نواة الثورة والتغيير، وسيكونوا قادرين في لعب دور رئيسي في تقارب الصفوف وتشكيل رؤية مستقبلية مشتركة واضحة المعالم ومستندة على أسس علمية متينة.

على الإعلام الكوردي ان يركز على مبدأ ” معا نبني الوطن” وان يوجه بوصلته الاعلامية على المعاناة والمآسي التي حلت بالكورد طيلة حكم الاسد الدكتاتوري. والتركيز على فشل نموذج الدولة المركزية  التي نتج عنها الدمار الكامل لسوريا أرضا وشعبا.
كذلك تشجيع ثقافة الحوار وسياسة التوافق في بناء سوريا الجديدة ومبدأ التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والقوميات.
على الإعلام الكوردي ايضا ان يبين للعالم التضحيات الكبيرة التي قدمها الكورد في معركته ضد الإرهاب نيابة عن العالم اجمع.
والآن جاء دور المجتمع الدولي بأن ينظروا إلى القضية الكوردية كقضية سياسية وأن يتعاملوا معها كقضية أرض وشعب أصيل يستحق أن يقرر مصيره بنفسه.

نحن الكورد نقر بحقوق الآخرين كما نقر بحقوقنا. المساواة والتعاون والتفاهم والتوافق  والحوار الاخوي البناء هو مبدأنا الأساسي في التعامل مع الآخر الذي هو شريكنا في الوطن.

جغرافيتنا وموقعنا الجيواستراتيجي وثرواتنا السطحية والباطنية وقواتنا العسكرية وذهنيتنا الثقافية المحبة للديمقراطية والسلام ونبذ الارهاب مرغوبة فيها باعلى الدرجات من قبل المجتمع الدولي لاسيما امريكا والاتحاد الاوروبي. يمكن بناء العلاقات مع الدول التي تتقاطع مصالحها مع مصالحنا و تخدم حماية امننا القومي. من خلال التواصل والتعاون المفتوحين، والدول المذكورة اعلاه هي في مقدمة الدول لبناء العلاقات الاستراتيجية معها.
.
كذلك يمكن تعزيز العلاقات مع المنظمات العالمية  من خلال الاحترام المتبادل والتفاهم واتقان المعايير الثقافية والقانونية لها.
كل ذلك يتم تحقيقه من خلال مأسسة العمل التنظيمي واستخدام الكادر المختص الذي يتقن مهارات العمل الدبلوماسي ويملك المفاتيح الصغيرة لفتح الأبواب الكبيرة.

=============

مشعل أوصمان:

((مع التطورات السياسية الأخيرة واللقاءات المتتالية بين الزعماء الكُرد، تبدو الفرصة سانحة لاتخاذ خطوات أكثر جدية نحو الوحدة))

 

الكُرد في سوريا.. بين رهانات الوحدة والتحديات

 

في قلب المشهد السوري المتشابك، حيث تتقاطع المصالح وتتصادم الإرادات، يقف الكُرد أمام اختبار مصيري بين ضرورة التوحد وواقع الانقسام.

فبينما تدفعهم الجغرافيا والسياسة إلى التكاتف، تشدهم الخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية نحو مسارات متباعدة، مما يجعل وحدة الصف الكُردي معادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة.

ورغم المحاولات المستمرة لرأب الصدع وتعزيز لغة الحوار بين القوى الكُردية المختلفة، تبقى المصالح المتباينة والتجاذبات السياسية كجدران فاصلة تحول دون الوصول إلى رؤية موحدة.

المشهد الكُردي السوري مقسم بين تيارين رئيسيين: المجلس الوطني الكردي (ENKS) والإدارة الذاتية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، إلى جانب أحزاب أخرى تتبنى مواقف مستقلة، مما يعقد المشهد ويزيد من تداخل الحسابات الإقليمية والدولية في القضية الكُردية.

الخلافات لا تتوقف عند طبيعة العلاقة مع النظام السوري أو أشكال الحكم الذاتي المطلوبة، بل تمتد إلى التدخلات الإقليمية التي تلقي بثقلها على أي محاولة للوحدة.

تركيا، التي ترى في أي مكسب كردي تهديدا استراتيجيا، تسعى جاهدة لمنع نشوء كيان كُردي مستقر، فيما تبقى العلاقة مع دمشق محكومة بحسابات معقدة بين الضغوط والمفاوضات، في ظل استمرار الحكومة السورية في فرض واقع يجعل وحدة الصف الكُردي أكثر صعوبة.

وفي ظل هذه التعقيدات، حمل يناير 2025 تطورات سياسية لافتة، كان أبرزها لقاء جمع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، برئيس الحكومة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق.

اللقاء حمل دلالات رمزية، حيث استقبل عبدي بعبارات كردية، في خطوة وصفها بالإيجابية.

وفي السياق ذاته، استضافت مدينة هولير اجتماعا بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني والجنرال مظلوم عبدي، حيث ناقش الطرفان سبل توحيد الصف الكردي وتعزيز الحوار مع الحكومة السورية، إلى جانب أهمية بناء تحالفات دولية راسخة لضمان دعم مستدام للقضية الكُردية.

أما على صعيد المطالب السياسية، فيتمسك حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بالاعتراف بالإدارة الذاتية ضمن نظام لامركزي، مع دمج قوات (قسد) في الجيش السوري مع ضمان استقلاليتها، إضافة إلى تقاسم الثروات مع دمشق.

في المقابل لم يعقد المجلس الوطني الكردي لقاء رسميا مع الحكومة السورية الجديدة حتى الآن، لكنه أجرى مباحثات مع قيادة (قسد) حول تعزيز الوحدة الكُردية ووضع خارطة طريق للتفاوض مع دمشق.

ويؤكد المجلس على ضرورة تضمين الحقوق القومية للكُرد في الدستور السوري المستقبلي، ضمن إطار فيدرالي يحفظ وحدة البلاد واستقرارها، معتبرا أن توحيد الموقف الكُردي خيار استراتيجي لا غنى عنه.

ورغم التحديات العميقة، يبقى الأمل قائما، إذ إن تجاوز الخلافات الداخلية والانطلاق نحو حوار جاد بين المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية قد يكون مفتاحا لبناء رؤية مشتركة تلبي تطلعات الشعب الكردي في سوريا.

ومع التطورات السياسية الأخيرة واللقاءات المتتالية بين الزعماء الكُرد، تبدو الفرصة سانحة لاتخاذ خطوات أكثر جدية نحو الوحدة. وإن حظي هذا المسار بدعم دولي فعال، فقد لا يكون تحقيق الحل السياسي العادل للكُرد مجرد طموح، بل واقعا قابلا للتجسد على أرض الصراع السوري الطويل.

=============

ملاحظة: تم ترتيب الأسماء في كل قسم وفق أحرف الأبجدية العربية.

=============

القسم التاسع: تضم مشاركات كل من السادة :

– حواس محمود: كاتب وباحث .

– عبدالعزيز قاسم: كاتب .

– لازكين ديروني: كاتب .

– نذير عجو : كاتب .

=============

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عشرون سنة مضت، وشعبنا الكردي في سوريا يستذكر انتفاضته المجيدة، التي هبّت في 12 آذار 2004م، على امتداد الجغرافيا الكردية من مناطق وتواجدٍ في سوريا، مروراً بكوباني وعفرين، بما فيها العاصمة دمشق ومدينة حلب، حيث استمرّت لأسبوعٍ واحدٍ، راح ضحيتها حوالي ٤٠ شهيداً، ومئات الجرحى، واعتقال وملاحقة الآلاف من النشطاء الكرد. وبحكم مشاهداتي ومتابعتي ليوميات الانتفاضة، وخاصةً في حلب وعفرين،…

عبد الجابر حبيب   مقدمة   لا تزال سوريا تواجه واقعاً مريراً مليئاً بالتحديات الداخلية والخارجية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. في هذا السياق، يظهر جلياً أن الحكومة السورية الحالية تستمر في إقصاء العديد من المكونات الاجتماعية والثقافية في البلاد، محاولات ترقيع لا تلبث أن تُظهر أخطاءً أكبر. وبينما يترقب السوريون حلولاً حقيقية تسهم في بناء سوريا المستقبل، نجد…

أزاد فتحي خليل   لم يكن قرار العودة إلى سوريا بعد سنوات من المنفى السياسي في السويد مجرد رغبة في رؤية ما يجري عن قرب، بل كان استجابة طبيعية لنداء الوطن الذي يعيش مخاضًا جديدًا بعد أربعة عشر عامًا من الحرب والصراعات الدموية. كان المشهد الدولي والإقليمي متغيرًا، فبعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والهدنة الهشة بين حزب الله وإسرائيل،…

عبدالله كدو كثيرون يؤكدون ضرورة انتظار أفعال الحكومة الانتقالية الجديدة قبل تقييمها، خاصة مع حداثة عهدها وثقل إرث النظام السابق. ومع ذلك، توجد قضايا أساسية تمس قطاعات واسعة من الشعب السوري وتستحق النقاش الفوري. غياب مصطلح “الديمقراطية” : هل يعكس الإصرار على عدم استخدام الإدارة كلمة “الديمقراطية” تعارضًا مع نسخة الفقه الإسلامي المثبتة في الإعلان الدستوري ؟ تمثيل المرأة المحدود: