المؤتمر الكردي السوري مصدر شرعية التمثيل (١١)

صلاح بدرالدين
لاعودة الى الوراء 
محاولات ( خارجية ) لجمع أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ، ليس تحت عنوان توحيد او إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، والخروج ببرنامج سياسي يعبر عن مصالح الكرد ، او مشروع مؤتمر كردي سوري جامع لاعادة بناء الحركة الكردية ، او خارطة طريق للانسجام مع متطلبات المرحلة الجديدة مابعد الاستبداد ، والرضرخ لاستحقاقاتها ومنها انعكاس ماحصل على الحالة الكردية الخاصة وبمعنى أوضح التشبث بالقديم الذي افرزته الأعوام العشرة الأخيرة ، فبعض ذلك القديم ذهب برحيل – الائتلاف – والبعض الآخر من المفترض ان ينتفي مع رحيل النظام ، التعامل مع الحالة الكردية السورية من جانب أي كان يجب ان لايكون بمواصفات ظروف ماقبل عقد من الزمان ، فاتفاقيات أربيل ودهوك صيغت على قاعدة – المحاصصة – في سلطة الامر الواقع ، وفي وقت كان الحكم لنظام الأسد ، ولم يكن الوطنييون المستقلون كما هم عليه الان من توسع لصفوفهم ، وتوفر مشروع متكامل ، ورؤا ، وخارطة طريق ، وموقف منسجم مع العهد الجديد بدمشق ، والان هذه السلطة الامر واقعية قيد الزوال والارتباط بحكومة المركز ،    ومن جملة ما كا ن طرفا – الاستعصاء – يتنافسان حوله سابقا التقرب اكثر من نظام الاستبداد المقبور ، وهناك وثائق ، ومحاضر جلسات بهذا الخصوص لدى الإدارة الانتقالية بدمشق .
مع تسوية المسائل العسكرية لخدمة السلام المجتمعي
   ماجرت حتى الان من محادثات بين ( قسد والإدارة الانتقالية بدمشق ) دارت حول مايشبه – تسوية – الأمور العسكرية ، ومسالة تسليم السلاح ، وسلطة – ب ي د – وخضوع كل المناطق للعهد الجديد ، وعملية – التسوية – من جانب المجموعات والافراد جارية على قدم وساق وبآلاف الحالات في جميع المناطق وحتى الان شملت محافظات الساحل ، وقسما من الشمال ، والقنيطرة ، وريف دمشق ،  وكل ذلك لايعني كثيرا الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، ولايدور حول قضيتهم الرئيسية ، وحقوقهم القومية في ظل العهد الجديد سوى جانب واحد وهو إزالة السلاح ، وإلغاء العسكرة في المناطق الكردية ، وقطع الطريق على حروب جديدة ، وهذا بانتظار التئام المؤتمر الكردي السوري ، وانتخاب من يمثل الكرد في المؤسسات الوطنية لاحقا .
السيادة الكاملة لسوريا الجديدة
   اما بشان ما يتردد حول استقدام – جيوش احتلال– جديدة الى الحدود الشمالية فان من مصلحة الكرد السوريين ، والسوريين جميعا مغادرة كل الاحتلالات الأجنبية ، واستعادة سيادة سوريا بعد ان انتهكها نظام الاستبداد البائد .
طوي صفحة التجارب السابقة الفاشلة
  الكرد السورييون يعلمون بحكم تجربتهم الطويلة ان إرادة الاتفاق الداخلي يجب ان تنبع ذاتيا ، وجميع التجارب السابقة من ( ناوبردان الى أربيل ودهوك وبينهما ) لم تحقق الهدف بل في بعض الأحيان – زاد الطين بلة – وهناك إمكانية لتحقيق مؤتمر كردي سوري لهذه الغاية اذا توافق الفرقاء وهو الخيار الأفضل ، لان أي تدخل خارجي حتى لو اتخذ دور الوساطة لن يكون محايدا وسياخذ بعين الاعتبار المصالح الحزبية ، وسياسة المحاور بعين الاعتبار ، من جهة أخرى وبالرغم من انحسار نفوذ ايران عن سوريا الجديدة ، وتلقيها صفعة قوية الا ان ايران مازالت تشكل تهديدا للعهد الجديد في سوريا ومازالت تحتفظ باوراق ( كردية ) بل مازالت مسيطرة تماما على مصادر السلطة والقرار في كل العراق .
التحالفات السابقة قيد التبديل
  ومن الناحية الخارجية فان تركيا كفاعل رئيسي بالمسالة السورية ، بدلت تحالفاتها على وقع الزحف نحو دمشق ، وبالنسبة لها حليفها السابق – الائتلاف – ليس موجودا ، ويسري ذلك على المجلس الكردي لانه جزء تابع  للائتلاف ، والمحاولات التركية منذ فترة لاعادة تلميع دور زعيم – ب ك ك – بهدف إيجاد نوع من الحل ؟! للقضية الكردية في تركيا بحسب رؤية أصحاب القرار في انقرة  والهدف منه هو سحب البساط من تحت ارجل مسؤولي مركز – قنديل – وفروع ب ك ك خارج تركيا وخصوصا في سوريا ، وهذا وجه من أوجه التعاون التركي – السوري في العهد الجديد  .
نحو تطوير الخطاب الثقافي الكردي
   مااسهل ان يختبئ أي – مثقف – كردي وراء عجزه المزمن ، واغترابه ، وعدم فهمه المعادلة الراهنة التي تتحكم بالحالة الكردية الخاصة في ظل عهد الحرية مابعد الاستبداد ، وذلك بملئ الصفحات بعبارات – المظلومية التاريخية ، والعتاب على الاخر السوري لانه غير منصف ، او يتجاهل القضية الكردية ، او يقلل من شان الحقوق ، اليس على هذا – المثقف –  ان كان حريصا جدا على الشعب والقضية ان يبدأ أولا من نفسه ، بتوضيح موقفه ومع أي طرف من طرفي – الاستعصاء – يقف ، ومن أحوال حركته السياسية ، وأزمة حركته الوطنية الكردية المفككة ، والمنقسمة ، وان يخرج من العموميات الانشائية المملة ، ويشخص الداء والدواء كرديا أولا ، ويساهم فكريا ، وثقافيا بطرح ومناقشة البديل ، والخيارات الأخرى لحل الازمة ، ويحدد من يرفض عملية إعادة بناء الحركة ، ولايوافق على مشروع مطروح لتوحيد الصف والقرار ، نحن في ظروف معقدة ، ودقيقة ، وشديدة الخطورة ، ولاينفع التعميم والعموميات ، ولاوقت للمجاملات الفارغة ، وسياسة إرضاء الجميع ، وموقف ( اللاموقف ) ، نحن امام ( اللحظة التاريخية ) ان لم نتعامل معها بجدية ، وعقلانية ، ومبدئية ، وكامل المسؤولية سنلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا ، ووطننا .
نحو بلورة المشروع الكردي للسلام
  عندما نتكاتف جميعا ، ونتعاهد على المضي قدما نحو توفير شروط عقد مؤتمرنا الجامع الذي لن يستثني أحدا ، ونحقق مهامه في التوافق على المشروع الكردي للسلام ، ونختار من يكون اهلا لمواجهة كل التحديات ، حينذاك لن نسمع كثيرا استهانة الاخرين في قدراتنا ، او رفض حقوقنا ، او تجاهل وجودنا الى جانب المكونات الوطنية الأخرى ، وعند ذلك فقط لن نرى حاجة في الانشغال بالرد على هذا وذاك بل سننخرط في البناء الإيجابي القومي والوطني .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Nisrin
Nisrin
10 شهور

أحييك ماموستا والمؤتمر هو الحل و يعقد بمن حضر لك التقدير والاحترام

صلاح بدرالدين
صلاح بدرالدين
10 شهور
Reply to  Nisrin

مع التحية والتقدير

اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…