صلاح بدرالدين
من حق شعب كردستان العراق بعد تقديم دستوره الأول في تاريخه الذي يسمو الى مصاف الانجازات الدستورية الكبرى في التاريخ أن يمارس في كنفه حقه الديموقراطي الأساسي في خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية بكل حرية وارسال ممثليه الى برلمان اقليم كردستان الفدرالي بعد أن تم تعديل قانون الانتخاب قبل أشهر بزيادة نسبة تمثيل المرأة الى ( 30% ) وخفض سن الاقتراع الى ( 18 ) عام وأن لاتقل حصة تمثيل القوميات غير الكردية عن ( 11 ) مقعد من أصل 111 والنتيجة مهما كانت لن تحجب حقيقةحصول الحراك الشعبي العام وتوالي طرح البرامج على الرأي العام وما رافقتها من نقاشات وحوارات وندوات والاهتمام الملحوظ من جانب قطاعات المجتمع المدني بمتابعة وسائل الاعلام وابتكارات الدعاية
من حق شعب كردستان العراق بعد تقديم دستوره الأول في تاريخه الذي يسمو الى مصاف الانجازات الدستورية الكبرى في التاريخ أن يمارس في كنفه حقه الديموقراطي الأساسي في خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية بكل حرية وارسال ممثليه الى برلمان اقليم كردستان الفدرالي بعد أن تم تعديل قانون الانتخاب قبل أشهر بزيادة نسبة تمثيل المرأة الى ( 30% ) وخفض سن الاقتراع الى ( 18 ) عام وأن لاتقل حصة تمثيل القوميات غير الكردية عن ( 11 ) مقعد من أصل 111 والنتيجة مهما كانت لن تحجب حقيقةحصول الحراك الشعبي العام وتوالي طرح البرامج على الرأي العام وما رافقتها من نقاشات وحوارات وندوات والاهتمام الملحوظ من جانب قطاعات المجتمع المدني بمتابعة وسائل الاعلام وابتكارات الدعاية
وخاصة في المدن الكبرى مثل أربيل والسليمانية ودهوك التي فاقت أحدث ما توصل اليه العقل البشري والتكنولوجيا المتطورة وفي خضم هذه المعركة السياسية التي اتخذت أحيانا الطابع الشخصي والمناطقي بين سائر الأطراف التي تستخدم فيها على صعيد كردستان أكثر من عشرة أقنية فضائية تلفزيونية وعشرين أقنية أرضية وعدد مماثل من محطات الاذاعة في مدار الساعة ماعدا تقارير وتغطيات مراسلي الفضائيات العراقية والعربية الى جانب مئات الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية تدنو في بعض الأحيان الى حدود المواجهات الساخنة وطرح الرأي الآخر وتبادل حملات النقد المعززة بالأرقام والوثائق في حالات عديدة بدأت الجماهير الواسعة تتكشف ازاء هذه الشفافية الجديدة أمورا كانت غائبة عنها مما ستعزز من وعيها لمصالحها والمطالبة بما لم تنجز من استحقاقاتها وتعمق مشاركتها في صنع القرار هذا بالاضافة الى تعلم المزيد من وسائل وآليات العملية الانتخابية واكتساب الخبرة في مجال الثقافة الديموقراطية .
مع أن ذاكرة شعب كردستان مازالت تحتفظ بنوع من الوفاء للحزبين الكردستانيين الرئيسيين (الديموقراطي والاتحاد الوطني) لدورهما التاريخي البارز في الحركة التحررية الكردية في العراق في مرحلتي الكفاح المسلح والنضال السلمي المرتبطتين أساسا باسم الزعيم القومي الكاريزمي الراحل مصطفى البارزاني وتجربة بناء الكيان الفدرالي ومنح الأفضلية لقائمتهما الموحدة أمام قوائم مجموعات الاسلام السياسي وجماعات قد تكون سهلة المنال في معادلات النفوذ الاقليمي والمجاور وتستخدم كموطىء قدم أوالقيام بدور طابور خامس للأطراف المعادية من الداخل والجوار لشعب كردستان وانجازاته وعلى رأسها كيانه الفدرالي الفتي نقول الى جانب هذه الحقيقة فان النخب الثقافية ونشطاء المجتمع المدني والفئات المستقلة ليسوا بوارد التوقف كثيرا على المسميات الحزبية واهتمامهم غير منصب على تفاضل هذا الحزبي على ذاك الا في حدود مقاييس عملية واقعية ولاشك أن سنوات سلطة الحزبين في بداية تجربة الحكم وعظمة المسؤولية والتعقيدات المرافقة للقضية الكردية عراقيا واقليميا ودوليا وما جلبت تجربة ادارة السلطة من مظاهر الفساد والخروقات القانونية والأخطاء وضعف الخدمات الحياتية الأساسية ورغم تحقيق كل تلك الانجازات التاريخية السالفة الذكر قد خلقت انطباعا سلبيا لدى المواطن العادي وقلل من رصيد الأحزاب في السلطة وخارجها على السواء وهي ظاهرة لاتقتصر على الاقليم فحسب بل تشمل أداء أحزاب الحركة القومية الكردية في سائر الأجزاء وكذلك العراق وبلدان المنطقة عموما في مجال القبول الشعبي وبالتالي تقلص الاهتمام بالمشاحنات الحزبية الضيقة خاصة في أجواء تشابه البرامج والشعارات والوعود الانتخابية وكما يلاحظ فان المزاج العام قد يفضل برلمانا متوازنا تعدديا بعيدا عن الاستقطابية الحادة يجد تحت قبته معارضة نشطة أمام الموالاة حسب الأصول الديموقراطية ومن أجل صيانة مكاسب الشعب والسهر على مصالحه والتقليل من المظاهر السلبية واذا ما تحقق ذلك ستكون باكورة تجربة جديدة واعدة جديرة بالاهتمام في مجتمع كردستان .
من أهم تقديمات مابعد الحرب الباردة في بداية القرن وفي ظل النظام العالمي الجديد الذي يشكل العالم الرأسمالي محركه الرئيسي بما يتعلق بحركات التحرر الوطني تأتي التجربتان الانتخابيتان الديموقراطيتان الفلسطينية والكردستانية في المقدمة من حيث حدوثهما في ساحتين تتجذر فيهما ثقافة الكفاح القومي الثوري والصراع التناحري مع الشوفينية العنصرية مرشحتين لبناء الكيان – الدولتي سلميا بعد مرحلة الثورة والكفاح المسلح تتتشابك فيهما عوامل الداخل والخارج والاحتلال والاستقلال والقومي والديني والمحلي والاقليمي والاقتصاد والسياسة والسلم والحرب والمقاومة والارهاب وذلك كنموذج لآخر ما توصل اليه المجتمع الدولي بشأن معالجة القضية القومية في اطار مبدأ حق تقرير المصير حسب ميثاق الأمم المتحدة ومقاييس حقوق الانسان ولهذا من المفيد جدا ملامسة التجربتين واجراء نوع من المقارنة والمقاربة بين سماتهما العامة والخاصة في منطقتين مازالتا في طور التحرر الوطني حديثتي العهد في الادارة الذاتية وبناء الكيان ترضخان اما للاحتلال كسلطة وطنية منقوصة السيادة في الحالة الاولى او لبنود الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية الملزمة مع بلد اجنبي في ظل البند السابع من ميثاق مجلس الأمن كاقليم فدرالي مرتبط بالمركز في الحالة الثانية .
في فلسطين : جرت الانتخابات الرئاسية في بداية عام 2005 من جانب مليون وربع المليون لمن يحق لهم التصويت وتحت انظار ومراقبة محلية ودولية فاقت اثنين وعشرين الفا من المندوبين وثلاثة آلاف صحفي وكانت المنافسة بين اربعة مرشحين الى الرئاسة والنتيجة حصول مرشح فتح الرئيس محمود عباس على 62% من الأصوات والثلاثة الآخرون وعلى التوالي : 2 و3 و 19 % وجرت الانتخابات التشريعية بداية عام 2006 حول 128 مقعد وكانت النسب 51% لحركة حماس مقابل 35% لحركة فتح و6,% للطرف الثالث مع ملاحظة تفوق رئيس حركة فتح في نسبة التأييد على حركته التي يترأسها والتي هزمت أمام الاسلام السياسي دون حدوث خروقات كبرى وفي أجواء الهدوء وحرية المساءلة القانونية حول النتائج للجميع بخلاف ما يجري في ظل أنظمة بلدان المنطقة من تعتيم وقمع .
في كردستان العراق جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الخامس والعشرين من تموز 2009 بمشاركة مليونين ونصف المليون لمن يحق لهم التصويت ومنافسة خمسة مرشحين على الرئاسة و20 كيان سياسي وخمس ائتلافات على 111 مقعد بمراقبة ومواكبة 45 ألف من المندوبين من الداخل والخارج و1300 صحفي اضافة الى آلاف الصحفيين المحليين وتفوق رئيس الاقليم في نسبة التصويت على منافسيه 69% مقابل وعلى التوالي 59, 0% و 1% و 3% و 25% وحصول قائمة الرئيس الكردستانية المؤتلفة بين الحزبين الحاكمين 57% تليها قائمة التغيير 23% والاصلاح 12% وظهور معارضة علمانية قوية في البرلمان القادم من دون وقوع مخالفات مؤثرة على النتائج الرئيسية أو وقوع ضحايا وتوفر آليات دستورية وقضائية وصلاحيات من جانب المفوضية العليا للانتخابات وممثلي الكيانات والقوائم للمساءلة والمتابعة القانونية في حال توفر ادلة حول الخروقات في العملية الانتخابية بعكس الآليات القمعية المتبعة في معظم بلدان المنطقة وبهذه التركيبة التعددية الجديدة ستفتتح أمام شعب كردستان آفاق انتقاله الى حقبة ” الفدرالية الثانية ” والتي سنتابع في حلقة قادمة مالها وماعليها .
مع أن ذاكرة شعب كردستان مازالت تحتفظ بنوع من الوفاء للحزبين الكردستانيين الرئيسيين (الديموقراطي والاتحاد الوطني) لدورهما التاريخي البارز في الحركة التحررية الكردية في العراق في مرحلتي الكفاح المسلح والنضال السلمي المرتبطتين أساسا باسم الزعيم القومي الكاريزمي الراحل مصطفى البارزاني وتجربة بناء الكيان الفدرالي ومنح الأفضلية لقائمتهما الموحدة أمام قوائم مجموعات الاسلام السياسي وجماعات قد تكون سهلة المنال في معادلات النفوذ الاقليمي والمجاور وتستخدم كموطىء قدم أوالقيام بدور طابور خامس للأطراف المعادية من الداخل والجوار لشعب كردستان وانجازاته وعلى رأسها كيانه الفدرالي الفتي نقول الى جانب هذه الحقيقة فان النخب الثقافية ونشطاء المجتمع المدني والفئات المستقلة ليسوا بوارد التوقف كثيرا على المسميات الحزبية واهتمامهم غير منصب على تفاضل هذا الحزبي على ذاك الا في حدود مقاييس عملية واقعية ولاشك أن سنوات سلطة الحزبين في بداية تجربة الحكم وعظمة المسؤولية والتعقيدات المرافقة للقضية الكردية عراقيا واقليميا ودوليا وما جلبت تجربة ادارة السلطة من مظاهر الفساد والخروقات القانونية والأخطاء وضعف الخدمات الحياتية الأساسية ورغم تحقيق كل تلك الانجازات التاريخية السالفة الذكر قد خلقت انطباعا سلبيا لدى المواطن العادي وقلل من رصيد الأحزاب في السلطة وخارجها على السواء وهي ظاهرة لاتقتصر على الاقليم فحسب بل تشمل أداء أحزاب الحركة القومية الكردية في سائر الأجزاء وكذلك العراق وبلدان المنطقة عموما في مجال القبول الشعبي وبالتالي تقلص الاهتمام بالمشاحنات الحزبية الضيقة خاصة في أجواء تشابه البرامج والشعارات والوعود الانتخابية وكما يلاحظ فان المزاج العام قد يفضل برلمانا متوازنا تعدديا بعيدا عن الاستقطابية الحادة يجد تحت قبته معارضة نشطة أمام الموالاة حسب الأصول الديموقراطية ومن أجل صيانة مكاسب الشعب والسهر على مصالحه والتقليل من المظاهر السلبية واذا ما تحقق ذلك ستكون باكورة تجربة جديدة واعدة جديرة بالاهتمام في مجتمع كردستان .
من أهم تقديمات مابعد الحرب الباردة في بداية القرن وفي ظل النظام العالمي الجديد الذي يشكل العالم الرأسمالي محركه الرئيسي بما يتعلق بحركات التحرر الوطني تأتي التجربتان الانتخابيتان الديموقراطيتان الفلسطينية والكردستانية في المقدمة من حيث حدوثهما في ساحتين تتجذر فيهما ثقافة الكفاح القومي الثوري والصراع التناحري مع الشوفينية العنصرية مرشحتين لبناء الكيان – الدولتي سلميا بعد مرحلة الثورة والكفاح المسلح تتتشابك فيهما عوامل الداخل والخارج والاحتلال والاستقلال والقومي والديني والمحلي والاقليمي والاقتصاد والسياسة والسلم والحرب والمقاومة والارهاب وذلك كنموذج لآخر ما توصل اليه المجتمع الدولي بشأن معالجة القضية القومية في اطار مبدأ حق تقرير المصير حسب ميثاق الأمم المتحدة ومقاييس حقوق الانسان ولهذا من المفيد جدا ملامسة التجربتين واجراء نوع من المقارنة والمقاربة بين سماتهما العامة والخاصة في منطقتين مازالتا في طور التحرر الوطني حديثتي العهد في الادارة الذاتية وبناء الكيان ترضخان اما للاحتلال كسلطة وطنية منقوصة السيادة في الحالة الاولى او لبنود الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية الملزمة مع بلد اجنبي في ظل البند السابع من ميثاق مجلس الأمن كاقليم فدرالي مرتبط بالمركز في الحالة الثانية .
في فلسطين : جرت الانتخابات الرئاسية في بداية عام 2005 من جانب مليون وربع المليون لمن يحق لهم التصويت وتحت انظار ومراقبة محلية ودولية فاقت اثنين وعشرين الفا من المندوبين وثلاثة آلاف صحفي وكانت المنافسة بين اربعة مرشحين الى الرئاسة والنتيجة حصول مرشح فتح الرئيس محمود عباس على 62% من الأصوات والثلاثة الآخرون وعلى التوالي : 2 و3 و 19 % وجرت الانتخابات التشريعية بداية عام 2006 حول 128 مقعد وكانت النسب 51% لحركة حماس مقابل 35% لحركة فتح و6,% للطرف الثالث مع ملاحظة تفوق رئيس حركة فتح في نسبة التأييد على حركته التي يترأسها والتي هزمت أمام الاسلام السياسي دون حدوث خروقات كبرى وفي أجواء الهدوء وحرية المساءلة القانونية حول النتائج للجميع بخلاف ما يجري في ظل أنظمة بلدان المنطقة من تعتيم وقمع .
في كردستان العراق جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الخامس والعشرين من تموز 2009 بمشاركة مليونين ونصف المليون لمن يحق لهم التصويت ومنافسة خمسة مرشحين على الرئاسة و20 كيان سياسي وخمس ائتلافات على 111 مقعد بمراقبة ومواكبة 45 ألف من المندوبين من الداخل والخارج و1300 صحفي اضافة الى آلاف الصحفيين المحليين وتفوق رئيس الاقليم في نسبة التصويت على منافسيه 69% مقابل وعلى التوالي 59, 0% و 1% و 3% و 25% وحصول قائمة الرئيس الكردستانية المؤتلفة بين الحزبين الحاكمين 57% تليها قائمة التغيير 23% والاصلاح 12% وظهور معارضة علمانية قوية في البرلمان القادم من دون وقوع مخالفات مؤثرة على النتائج الرئيسية أو وقوع ضحايا وتوفر آليات دستورية وقضائية وصلاحيات من جانب المفوضية العليا للانتخابات وممثلي الكيانات والقوائم للمساءلة والمتابعة القانونية في حال توفر ادلة حول الخروقات في العملية الانتخابية بعكس الآليات القمعية المتبعة في معظم بلدان المنطقة وبهذه التركيبة التعددية الجديدة ستفتتح أمام شعب كردستان آفاق انتقاله الى حقبة ” الفدرالية الثانية ” والتي سنتابع في حلقة قادمة مالها وماعليها .