كُل كوردي لا يؤمن بحق تقرير المصير للأمة الكوردية وبإقامة الدولة الكوردية على أرض كوردستان هو إنسان مخبـول.
لماذا هذا الحكم ؟ لسبب بسيط وهو أننا لسنا أولاد جاريـة والآخرون أولاد سـت.
الشعب موجود، والأرض موجودة، اللغـة واحدة، التاريخ والجغرافيـا مشتركين، الرياضيات، الفيزياء والكيمياء، الموسيقا والرسم، والبصمة الوراثية (دي.إن.أي) واحدة، فما الذي يمنع إيماننا بكوردستان كوطن قومي نهائي لنـا.
يجب ألا يدفعنا خمود بعض الظواهر الصوتية التي كان سقفها لا يقل عن كوردستان وأصبح هدفها الإستراتيجي (التسولي) هو: أطعمـوا هؤلاء المخلوقـات فهم أيضآ بشـر، وقليلآ من الديمقراطية تدفع بـلاء الدولة القومية، وحكمة القائد أو حكته المزمنة التي تقول: لو كان لديكم (وجدان) لما سلحتم هؤلاء، وذلك تعليقـآ على العرس الدامي مؤخرآ في ماردين،هذا من جهة، ومن جهة أخرى وجود ظاهرة (العرب الأكراد) أو الأمة السورية والعراقية وكذلك كلنا أخوة في الدين، كل ذلك يجب ألا يدفعنا الى اليـأس فكوردستان أقرب مما يتصورون وستجرف في طريقها كل بيـوتات الصفيح هذه.
كـذا، أصبح الكورد بقـدرة عبدالقادر من أبنـاء تركيا، لأول مرة تحدث مثل هذه الظاهرة الغير طبيعية: الأبن يكبر الأم بآلاف السنين، لا والأنكى من ذلك يأتي من وصفناه قبل فترة بالحكمة ليتحفنا بالقـول أننا (الكورد) والترك متعايشين منذ آلاف السنين..
إذآ من الذي شـرفنا منذ بضع مئات من السنين من وسط آسيا؟ فعلآ إحترنا يا زرعة من وين نسقيكِ.
كنتُ قبل مدة جالسآ الى أحد الأصدقاء في محله التجاري، أشار صديقي الى رجل يرتدي أسمالآ وفي قدميه حذاءً يثير من الغبـار أضعاف ما كان يخرجه قطار (أبو عيشة)، علق صاحبي: ننتظر الى أن يصبح الأخ ديمقراطي ليمنحنـا حقوقنـا..
وأردف خليك واقعي، خليك كول.
وعلى هذه الشاكلة أكراد هاربون أو مطرودون من سوريا لإسباب تتراوح بين القضية الكوردية ولقمة الخبز، وبدلآ من أن يشتغلوا على قضيتهم أصبح شغلهم الشاغل تعلم اللغة التركية، ليترجموا لنا مدائح بني عثمان في علقم حقلنـا، ظننت لفترة أن قضية حزب العمال التركي قد أصبحت محسومة (كورديآ) في سوريا، حيث أصبحت ذيولها على الشكل التالي: بين الفينة والأخرى يتم القبض على بعض الشباب وتعذيبهم وسجنهم بعد محاكم صورية، والهدف واضح: سوريا تقوم بترميم ماضيها وإرسائل مسجات حسن نوايا الى تركيا، إمتلأت ذاكرة الحفظ على الجانب التركي ولا يكف البلوتوث السوري عن إرسال المزيد.
لكن كل فترة يخرج علينا أحدهم وكأنه قد أستيقظ لتوه وقد فاته كل الأخذ والرد في أصل الحكاية، قرأت قبل فترة أنه بمناسبة عيد ميلاد القائد ـ وليس غيره ـ جرت في الرقة زراعة آلاف الفسائل من قبل عدة منظمات لحزب القائد نفسه، الرقـة بالمناسبة مدينة سورية صغيرة يسكنها الأخوة العرب ويستحيل أن تستوعب بإمكانياتها زراعة بضع مئات من الأشجار في أهم مناسبة سورية إذ أن ذلك يحتاج الى جميع فعالياتها وذلك إذا تم سيحولها الى غابة تضيع فيها الأسود، لا زال البعض يخوض معاركه على الورق وتمر خدعه السينمائية مرور الكرام.
كلما إشتدت الهجمة العنصرية كلما كان ذلك دليلآ على خـوف المهاجمين وضعفهم ودليـلآ على قوتنـا، وكلما صمدنا وقاومنا كان ذلك إشارة الى أننا قريبون من الهدف.
لكن كل كوردي ضعف إيمانه أو تراجع بحق تقرير المصير للأمة الكوردية وبحقها في إقامة دولة كوردستان على الأرض الكوردية التاريخية بحاجة الى علاج من عقدة النقص، وكل من يعارض حق الأمة الكوردية هذا بحاجة هو الآخر الى علاج من مرض العنصرية، قد يكون الكـي آخر الـدواء.
12.05.2009
