صلاح بدرالدين: اهتمام أميركي بدور اقليم كردستان بالمنطقة وما يجري في العراق سيؤثر في سوريا

زار آشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي أربيل أمس واجتمع والوفد المرافق له مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني  وأركان قيادته وذلك بعد جولة في أنقرة وبغداد.
وقال القيادي الكردي السوري صلاح بدر الدين في لقاء مع “إيلاف” إنها ليست الزيارة الأولى للمسؤولين الأميركيين ولن تكون الأخيرة حيث هناك علاقات وثيقة بين الجانبين، ويشكل اقليم كردستان الحليف الموثوق لدى الادارة الأميركية “ليس بما يتعلق بكون الرئيس بارزاني مرجعية قومية كردية تحظى بالإحترام على مستوى الحركة الكردية والعراق والاقليم والعالم فحسب بل بشأن التعاون والعمل المشترك أيضا حول مستقبل العراق ومواجهة الارهاب خاصة وأن هناك بروتوكولا رسميا موقعا بين الجانبين منذ أشهر للتعاون الأمني والعسكري والسياسي” .
 وأشار الى أن الجانب الأميركي “هو الضامن الفعلي لسير العلاقات الحسنة بين أربيل وبغداد وقام بدور ناجح في المصالحة الأخيرة بين بغداد وحكومة الاقليم التي توجت بزيارة الرئيس بارزاني الى بغداد بعد انقطاع دام لسنوات” .
تهنئة 
ومن الملفت وبعد بدء معركة الموصل بيومين اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما من مكتبه عبر الأقمار الصناعية بالجنرال منصور بارزاني القائد العام لقوات البيشمركة المهاجمة ونجل الرئيس مسعود بارزاني ليهنئه على الانتصارات وتقدم قواته باتجاه المدينة .
واعتبر بدر الدين أنه لاشك في أن الزيارة الأخيرة لها طابع أكثر أهمية “حيث تتزامن مع بدء معركة تحرير الموصل التي تشكل قوات البيشمركة الكردية الطرف الأساسي في العملية والتي بدأت بطرد مسلحي – داعش – من معظم المدن والبلدات والمناطق الكردستانية في محافظة نينوى والمجاورة للموصل من الشمال والشرق منذ أشهر من سنجار أولا ثم قرى محاور الخازر والغوير وسائر مناطق سهل نينوى” .
ومن الواضح كما يؤكد بدر الدين أن “هناك اهتماما كبيرا من جانب الأميركيين بدور الاقليم الكردستاني ليس في جانبه العسكري فقط بل أيضا في مستقبل المنطقة ما بعد داعش حيث القيادة الكردستانية تشكل صمام أمان في السلم الأهلي والعيش المشترك بين المكونات القومية والدينية والمذهبية التي تتميز بها أهالي المنطقة خاصة وأن هناك مشاريع وخططا اقليمية من جانب ايران بشكل أساسي لتوتير الأجواء وتغيير التركيب الديموغرافي في الموصل وتلعفر وما حولها تمهيدا لتأمين ( الممر الشيعي ) الذي أشارت اليه وسائل اعلام عالمية أيضا منها صحيفة الغارديان البريطانية، و الذي يربط جمهورية ايران الاسلامية بالبحر الأبيض المتوسط من خلال جيوب مذهبية في العراق ومناطق سورية خاضعة اما لمواليها من جماعات – ب ي د – أو لنظام الأسد” .
الإستقرار
ولم ينس القيادي الكردي أن يركز على ما يحدث في المقابل حيث “تتحرك تركيا أيضا لمواجهة النفوذ الايراني في العراق ومجاميعه المسلحة من الحشد الشعبي ( الشيعي ) ومن خلال معركة الموصل والتواجد التركي العسكري في تلك المنطقة  لذلك فإن قيادة اقليم كردستان تواجه تحديات اضافية من نتائج الصراع الايراني – التركي وانعكاساته على أمن وسلامة واستقرار أوضاع شعب كردستان العراق مابعد تحرير محافظة نينوى”. .
 لذلك ينتهي الى القول إن كل مايجري في العراق وتحديدا افرازات معركة الموصل وما بعد التحرير سيكون ذا صلة وثيقة “بالوضع في سوريا ان كان بشأن دحر داعش  وترتيب الأوضاع  وتوازناتها بالموصل أو الصراع التركي – الايراني وملحقاته الميليشياوية ومستقبل حلب والقضية السورية عموما” .
وسبق أن عقد وزير الدفاع الأميركي في بغداد سلسلة لقاءات جمعته وعددا من المسؤولين رفيعي المستوى في التحالف الدولي ضد داعش، فضلا عن اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي أكد رفض بلاده القاطع للوساطة الأميركية بين بغداد وأنقرة بشأن إيجاد دور لتركيا في استعادة الموصل. وشدد العبادي على أن العراق لن يسمح لأي قوة خارجية التدخل في هذه العملية من دون موافقته.
وكان كارتر وصل إلى العراق قادما من أنقرة حيث أجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتهدف رحلة رئيس البنتاغون إلى بحث الحرب على داعش مع حلفاء واشنطن والاطلاع على النجاحات التي أحرزتها القوات العراقية التي تتجه حاليا نحو استكمال تطويق الموصل للقضاء على من يتبقى داخلها من مسلحي داعش.
بهية مارديني / ايلاف

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…