توابل ديمقراطية بنكهة آلدارية

 

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

في مسيرة المجتمعات البشرية ثبت وبالدليل القاطع : أن فائض العنجهية والإستبداد الممنهج الذي يمارس عمليا، سواء من قبل السلطات أو ادواتها والفئات المهيمنة، ما هي سوى انعكاس باطني لفائض الرعب المتراكم عند هكذا فئات وشرائح وافراد وعليه : فهي تستميت للإبقاء على ذلك الرعب مهيمنا، لابل والدفع المستمر في تفعيل مستلزماتها . اجل ! ان أشد ما يرعب نظم الإستبداد هو ان سعي الناس للتحرر من الرعب، او ما يسمى ( كسر حاجز الخوف ) لذا فهي تصب كل جهدها وتركز على ضغطها الممنهج وبكل الوسائل المتاحة لتبقى مفعلة وتحت  السيطرة ولكن !! هيهات ! . 
إن اشد ما مايقزز في حالات الإستبداد هي ظاهرة الإزدواجية المتناقضة وكمثال : في فترة التسعينيات حاولت اسرائيل فرض جنسيتها على اهل الجولان ومنحهم الهوية الإسرائيلية، إلا ان اهل الجولان رفضوا ذلك، فيما نحن الكرد في سورية تم اعتقال مجموعة منا بذات السنة بتهمة العمل على اقتطاع جزء من الأراضي السورية وتشكيل دولة كردستان، وحينما نفينا ذلك، واكدنا على وحدة سورية لكل ابنائها، وان كنا انفصاليين فلماذا نتمسك بالهوية السورية إذن ؟ كان مصيرنا التسفير الى دمشق ومحاكمتنا من قبل محكمة امن الدولة العليا، والآن : دعونا نقف ونتامل مع بعض من ابداعات السيد آلدار خليل، خاصة بعد ان تسرب الكثير مما قاله في واحدة من ندواته المشهورة بقامشلو : ( لنا الأرض وخلي للتانيين جينيفاتون ) و .. استاذ آلدار ؟ تناسى ( من جديد انتظار صالح مسلم وربعه في ساحة بجينيف مع حقائبهم على امل دخولهم فندق الإجتماعات ) وبومبيو وزير الخارجية الأمريكي الفائت قالها بطراوة لسانه المعروفة مامعناه : لا اية حركة اعمارية في سوريا ولا اي دعم من دون حل سياسي والغطاء أممي أي تحت مظلة الأمم المتحدة وقد قصد بذلك مافهمناه جميعا وتحديدا لقاءات جنيف، ولكنكم وتحديدا شخصكم الكريم، وفي اية ملمح مهما كان بسيطا، لا تقررون وفق ما يلزم، بل تنفذون ما يصدر من اوامر قنديلية، ولتسمح لنا ان نقول : ان مصيبتكم هي دائما انكم تبقون مع الحدث وتمشون معه وفق ما يملونه عليكم , وعليه – صدقنا سيد آلدار خليل – باننا لم ننحز – مطلقا وكشخوص بقدر ضغطنا على الآخرين ليكون لكم موقع كردي، وللأسف حتى هذه وبدون تخدير قطعها زميلكم صالح مسلم بالسكين، ودي مستورا بذاته لم يوقفها للقاءات واكد حينها بان هناك ممثلون كرد موجودون في المفاوضات، هذا الشيء الذي يذكرني دائما وبصراحة في أسباب توقيف امريكا حينها لمبلغ 238 مليون دولار كانت مقررة من جهة وتفعيل الخط السياسي عبر الخارجية وتعيين السفير جيفري في استحداث وظيفي جديد له .. اما ما تبقى من قضايا ماموستا آلدار خليل ! وقصدك بانكم تمثلون القوة الثامنة في العالم والتمدد ؟! فلن نذكرها ! .. إن الحل السياسي مهما طال الزمان وتشعبت المشارب بمساربها ! هو المجال الرئيس والحل المرتجى لها كطريق، ستكون مرادفة لتوجهات النظام منذ ايامات حافظ اسد، ومهما قدمتم من ضحايا، هاهي مآلاتكم تتضح وثقوا : لا إستغراب مطلقا ان تحولتم الى مجرد إدارة شكلية ولن تتجاوز مطلقا عداداتها المادة 107 التي نظمت كديكور مما سمي بالإدارة المحلية في معتقل حافظ الاسد على مساحة سوريا سايكس بيكو . وهنا هل تسمح لي بتذكيرك بامر آخر ! وبالتاكيد لن اقصد مسافة خمسة كيلومترات التي بخششتها لتركيا، ومن جديد مع امل اتمناه الا تجير في ضربها بسبعة فتصبح خمسة وثلاثون، لان اردوغان لن يقبل بثلاثين، وامر آخر ؟ هل علينا ان نستذكر ما اوردته جريدة الحياة عدد الأربعاء ١٧/٨/٢٠١٦ الصفحة الثالثة : واشنطن تقول بأن منبج ستسلم الى سكانها المحليين 
/ .. اكدت واشنطن التزام تعهداتها لأنقرة وتسليم مدينة منبج الى – سكانها المحليين – بعد طرد قوات سورية الديمقراطية الكردية / العربية تنظيم داعش منها واعراب الجانب التركي عن ضرورة خروج المقاتلين الأكراد الى شرق نهر الفرات . وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية / بنتاغون / أدريان رانكين غالواي ( الولايات المتحدة ممتنة ليقظة تركيا وشراكتها في معركة مكافحة تنظيم داعش ونحن ملتزمون تنفيذ هذه العمليات بطريقة تتلائم مع التعهدات التي اتفق بلدانا، وسنستمر بالتواصل مع انقرة في هذا المجال وغيره ) وأضاف ( كنا واضحين مع جميع عناصر هذه العملية، بأن الهدف من هزيمة داعش في منبج هو إعادتها الى سيطرة السكان المحليين وحكمهم ) . 
والآن ساذكرك ماموستا آلدار خليل بحكاية صديقكم الذي هرولتم كثيرا إليه، واعني به فراس طلاس في تسريب صوتي : 
 ( – فراس طلاس مؤسس تيار الوعد : النظام سيستعيد السيطرة على ادلب بمساعدة وتنسيق بين الروس والأتراك وهناك مفاوضات جدية روسية وتركية بشأن ملف ادلب يقضي بدخول الشرطة العسكرية الروسية ونظيرتها التركية وشرطة مدنية للنظام تمهيدا بتسليمها نهائيا للنظام . 
– حسب طلاس : سيتم ترحيل هيئة تحرير الشام وفصيلي التركستان وجند الأقصى نحو الداخل السوري وليس نحو تركيا . 
– حسب طلاس : الترحيل سيكون للمناطق التي تسيطر عليها ق س د والأتراك يضغطون لوضع تحرير وجند الأقصى والتركستان في مواجهة ق س د وترحيل هذه الفصائل إلى مناطق جرابلس والباب والراعي والروس متحفظون …
14/8 ,,/ 2018 ) . 
وختاما سنستذكر من جديد ماقاله عضو اللجنة الرئاسية في مجلس قوات سورية الديمقراطية حكمت حبيب حسب موقع بوابة الحسكة عن وفد فني كان مؤلفا من 7 أشخاص التقوا بمعاونين في وزارة الإدارة المحلية بدمشق ولم يحصل خلاف بينهم . حيث اكد حبيب بان الوفد ناقش نقاط الاتفاق والخلاف بينه وبين قانون الإدارة المحلية رقم 107 الصادرة عن النظام وتاكيده بأن هناك توافق إيجابي في بعض النقاط من الطرفين . فيما اكدت رفيقته هيفا عرب الرئيسة المشتركة في كانتون الجزيرة انه في اجتماع بالحسكة طالبوا بتشكيل إدارة مشتركة لجميع كانتونات الإدارة الذاتية لتكون واجهة لهم في الإجتماعات التي ستعقد من أجل إيجاد حل في سوريا . 
ومما قالته هيفا عرب : ( الهدف من اللقاءات مع النظام هو وضع حد للأزمة السورية على اساس سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية 
– هيفا عرب : الاتفاق تم على تشكيل لجان لمناقشة أوضاع المنطقة من الناحية الخدمية ومستقبل المنطقة . 
– لم يصدر عن النظام اي وعد سوى بتوسيع الإدارة المحلية من خلال مشاركة مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي في انتخابات الإدارة المحلية في 16 أيلول المقبل وهي أول انتخابات سيشارك فيها 104 ألف كردي من أجانب الحسكة الذين حصلوا على الجنسية ) . فهل ستنفي ؟ او ستنفون سقف مطالبكم هذه من النظام وآفاق سوريا الديمقراطية ؟! التي تنشدون ؟! . فهل سترسينا على بر لا ما ينطلق من عمق كهف في سفح جبل ؟ .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…