أمين كلين
دخل كنعان عكيد معترك الحياة وتحمل مسؤولياتها وهو فتى صغير لايتجاوز الثلاثة عشر من العمر بعد وفاة والده “عكيد آغا” عام 1952.
وبتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا عام 1957, أصبح كنعان أحد الأعضاء النشيطين في صفوفه. عام 1960 ألقت الأجهزة الأمنية لسلطات “نظام الوحدة” القبض على قيادة الحزب والآلاف من أعضائه وكان “كنعان” واحداً من أولئك المعتقلين. وفي عام 1964 ألقي القبض عليه ثانية.
يذكر مؤسس ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا الدكتور نور الدين ظاظا (الذي كان معتقلاً معه في نفس الزنزانة) في كتابه “حياتي الكوردية أو صرخة الشعب الكوردي): أبدى كنعان عكيد شجاعة فائقة في السجن رافضاً تنفيذ أوامر أحد جلاديه بضرب رجل يهودي مسن كان معتقلاً معهم, مما دفع ذلك الجلاد إلى توجيه مزيداً من ضرباته الموجعة إلى وجه وجسد كنعان.
وفي عام 1970 تم انتخاب المناضل كنعان عكيد عضواً في القيادة المرحلية للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا, حينها بدأت مرحلة جديدة من النضال من أجل حقوق الشعب الكوردي في سوريا. كان كنعان عكيد عندئذ في أوج عطائه الحزبي والسياسي, ولكن السلطات البعثية-الأسدية وضعت حداً لذلك النشاط والحماس, لاسيما كان الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – “البارتي” – قد أصدر بياناً حول مشروع الحزام العربي الذي كان يهدف إلى: حرمان الكورد من أراضيهم ثم تهجيرهم, حيث طالب البيان بإيقاف هذه المأساة. فكان الرد سريعا, حيث اعتقلت السلطات عام 1973 أعضاء القيادة (السكرتير حاج دهام ميرو – كنعان عكيد – محمد نذير مصطفى – محمد أمين شيخ كُلين، وثلاثة من اللجنة الاستشارية هم: خالد مشايخ – عبدالله ملا علي – محمد فخري، وبعد أربعة أعوام اعتقل القيادي حميد السينو.وبقي الجميع في السجون ثمانية أعوام. كانت تلك ضربة قوية للحزب الديمقراطي الكوردي ولمجمل نشاطه في وسط المجتمع الكوردي.
توفي كنعان عكيد آغا في حلب 11 أيار عام 1996 بعد معاناة طويلة مع مرض عضال. وشييع جثمانه في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مقبرة مدينة ديريك بكوردستان سوريا.