ابراهيم محمود
ما أسهل أن يجد المرء، والكردي الكردي( مضاعفاً لأسباب خاصة، ستتضح لاحقاً)، ما يعيشه الكرد، ومن الداخل تخصيصاً أكثر، أي فيما بينهم، ذلك البؤس الذي يرتد إليهم البؤس المتعدد الأبعاد، ليس في اعتبارهم الشعب الذي يجهد نفسه، ليكون الشعب المعتبَر، الشعب الجدير باسمه كسواه طبعاً، وقد جرى، وما زال يجري تمزيقه وتفريقه هنا وهناك، وادّعاء تمثيله ممزقاً، وبطرق شتى ، لا أظنها مجهولة لدى كل ذي نظر، الشعب الذي يجاهد، على طريقته كذلك، وفي أكثر من مستوى، وعلاقة، ليكون حقيقة الشعب المنتظَر، في كيان سياسي يعرَف به، وليس كما يعرَّف به سائداً، أقل من كونه كردياً، أقل من كونه البائس بتفعيل خارجي: لا كردي !
ما أسهل أن يجد المرء، والكردي الكردي( مضاعفاً لأسباب خاصة، ستتضح لاحقاً)، ما يعيشه الكرد، ومن الداخل تخصيصاً أكثر، أي فيما بينهم، ذلك البؤس الذي يرتد إليهم البؤس المتعدد الأبعاد، ليس في اعتبارهم الشعب الذي يجهد نفسه، ليكون الشعب المعتبَر، الشعب الجدير باسمه كسواه طبعاً، وقد جرى، وما زال يجري تمزيقه وتفريقه هنا وهناك، وادّعاء تمثيله ممزقاً، وبطرق شتى ، لا أظنها مجهولة لدى كل ذي نظر، الشعب الذي يجاهد، على طريقته كذلك، وفي أكثر من مستوى، وعلاقة، ليكون حقيقة الشعب المنتظَر، في كيان سياسي يعرَف به، وليس كما يعرَّف به سائداً، أقل من كونه كردياً، أقل من كونه البائس بتفعيل خارجي: لا كردي !
وفي وضع بائس، يتم تناميه، مثلما تجري تنميته، يبحث في دالات القوة التي تجلو هذا الشعب، مثلما تضعه في واجهة التاريخ، بالقدر الذي يمكن التذكير بالمزيد من الأمثلة الحية، وهذه تفصح عن تلك المنشّطات التي تزيد في تقهقره، والدفع به شعباً طي كتمان التاريخ ذاتياً،إلى أجل غير مسمى، والحوافز متوافرة، مثلما الحريصين، بصور شتى، على ” تأصيلها” موجودون.
بصيرة الناظر التاريخي :
هل من فتح ممكن، ولو جزئي، لهذا الملف ” العتيق” كردياً؟
كما يمكن الحديث عن شعب ما، وهو يعيش أوجه قوته، في منعطفات التاريخ الكبرى، أو ساعات الشدة، في قدرته على مواجهة من ينكّد عليه عيشه، مثلما يجدد فيه طرقه غير السالكة في التوحد، هكذا يمكن الحديث عن هذا الشعب نفسه، وأعني هنا الكردي شعباً، وكيف أنه يعيش التأجيل المستمر لاعتباره شعباً، يريد الحياة، فيستجيب قدره، وأن عدم الاستجابة، بالقدر الذي يكون المتربصون به أعداءً، وهم يمارسون فيه تفكيكاً وتدعيكاً وتشكيكاً، يكون ممثلو أمره، هنا وهناك، وهم يؤصّلون فيه التشكيك بحقيقته الشعب الذي يتحرك نحو المستقبل الموعود، وبقائه رهن قواه المضادة لكل أمل موعود، كما تقول وقائع التاريخ.
فالأعداء، وهذه المفردة ليست شتيمة تاريخية، وإنما حقيقة تاريخية، مذ وجد البشر، وعند كل شعب، وفي كل مجتمع، ليسوا الآخر، كما هو مفروض، أو كما يكون متَّفقاً عليه، ودون التقليل من أهمية الجانب هذا، إنما ما يكون عليه المجتمع أيضاً، ما يتبدى عليه الشعب، أو الساعي لأن يكون شعباً، كما هو حلمه، طموحه الفعلي.
أتحدث هنا، وحتى لا نبتعد عن عتبة النظر الكبرى للموضوع هذا، عما نعيشه نحن ككرد، ومنذ أحداث 12 آذار، وما قيل، أو سطّر فيها، أو أثير حولها، ومن تحدَّث، ومن اعتصم داخل نفسه، ومن برر لنفسه السكوت، دون أن يبرر لكرديّه الآخر: المتحدث، والمضحي بنفسه، والفاعل في أوجه الحدث، بداية ولاحقاً، وحتى اللحظة، مساهمتَه الحية، كما يقول صمته، بُعده عما جرى، تجاهله لما يجري، من ذوي الشأن السياسي، والمكانة الثقافية المعطاة كثيراً، وما ترتَّب على حالة اللا تبرير هذه، من إشكاليات نظر كردية في العلاقة، وفي موقف ذوي الشأن السياسي والثقافي .
وما يجري الآن ومنذ مدة، بصدد محاولة جلب كم كبير من العائلات العربية، من منطقة الشدادي لتستوطن منطقة ديريك، في ( فتح معلوم مجدداً)، كما يقول المرسوم الوزاري الزراعي الرسمي( الأمني العروبي بامتياز)، ومنذ شهور عدة، يستحضر الأحداث التي سلفت، لا بل، يعمّق في خاصية الأحداث التي ما زالت تمارس حضورها، في تداعياتها المفصلية الكبرى.
ليس الموضوع تجييشاً لوعي دون آخر، ولا دعوة إلى المواجهة بالهراوة، وبالعصيان المتعدد الأوجه! إنني أتحدث عن ممارسة الحد الأدنى من الحقوق الكردية الكردية، ومن الداخل، كما ذكرت، عن الكردي الذي يحق له الحديث عما يلحق به من ضيم، ويسميه ضيماً، حتى يظل الكردي الذي يستحق اسمه، ويسمي بؤسه بؤساً، بأسبابه، مثلما يسمي العنف الصاعد فيه بأوجهه، ومن يصعّد فيه بأسمائه، وصفاته، ومفاعيله، وجهاته، وطرق تمثيله العنفي: ضادياً وسواه، بلسانه الكردي، أو بلسان الآخر الذي استحال لسانه التاريخي، بحكم الظروف التاريخية، أعني العربي هنا، وبأي لسان آخر، طالما أنه يؤكد كائنيته، وقدرته في التعبير عن الملحق به عسفاً وغبناً وتجريد ذات تاريخية: إثنية مختلفة، مثلما يسمي دمه النازف دماً، وكيف ينزف، لكل المحيطين به، وبالطرق التي تظهره نازفاً دمه التاريخي، ومتوجعاً، ومطعوناً في أرضه، وليس في مستوطنة كان نزيلها في يوم ما، أتحدث عن تجسيد الحد من التعبير عن ذات، لا بد أن تدع صمتها المشكوك فيه جانباً، تبريرها اللا مبرر جانباً، ولا تبريرها هو الآخر أكثر، لأن الحلال والحرام الكرديين هنا بينان، في أسبابهما الذاتية والموضوعية، كماهي إحداثيات النظر والتناظر.
هل من بؤس أكثر ترويعاً للكردي الكردي ذاته، وهو يعيش هذا التصعيد بالموقف ضده من الخارج، بينما هو محبوك فيما يعتبره الأهم له تحزبياً أو ثقافياً: تفضيلاً؟
أي غبن يلحَق بالكردي، أكثر من هذا التصعيد الجانبي، من جهة الكردي على الكردي، بينما يعيش الإثنان وطأة عنف الآخر، فيما تم تحديده؟ هل كلما شعر الكردي بدنوّ وجه جديد من أوجه العنف الآخر الملازم له، وفي محيطه، وبوصفه العنف القومي والانساني، استشعر حاجة أكثر للالتفاف إلى نفسه، وتفكَّر كرديه الآخر، ليحاسبه على جهله له أو تجاهله، في مقام حزبي ، تحزبي، بتخوينه، أو بتدجينه، أو بتسفيهه( للرأي العام الكردي، ويا سطحية عبارة كهذه!)، أو تذكيرٍ بقيمة كتابية، أو استشعر ضرورة كتابة في شعر، يشهد موت أو ضمور شعور صاحبه القومي، أو إحساسه بتاريخه القريب، فما بالك بالبعيد، أو تدبيج مديح كردي مصفَّى، في من يعيش إقصاء ذاتياً، عن كل بادرة، تخص الجانب الجاري مدحه( أعني فضحه)؟
إن قائمة الأنشطة( المكتوبة، مقالات، وما أقلها، البيانات، وما أكثرها خلَّبيةً، الندوات، وما أبأسها داخلاً وخارجاً)، تشهد، على هذا الضمور في الوعي التاريخي، والاستهانة بالجغرافيا ذاتها.
بالمقابل، تشهد كتابات، هي بيانات، تصريحات، كتابات لغير الكرد، كما تشهد مجموعة مواقع كردية( عفرين ميت، ولاته مه، روز آفا…الخ)، وبالعربية هنا، على وعي بحقيقة الكردايتي، وحق الكردي الممثَّل فيه، مثلما هو وضع الكردي المساوم عليه بضراوةٍ واقعاً، من خلال المعاش، أكثر بكثير، من كثير مما كتِب أو اُعتبر بياناً، أو تقريراً عما يجري هنا وهناك كردياً.
ما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه الأمس بأمس أمسه، في الكثير من بؤسياته المستفحلة، ومن خلال فحوله المعتبَرين، كما لو أن الحفاظ على الثوابت البؤسية هذه، علامة الكردية الفارقة، والتي يبصرها الناظر التاريخي العادي، أي من يريدون التحرك، وفق المستجدات أكثر !
ماذا يقول ( القصريون ؟) في المجمل، وماذا يقول منظرو القصريين في وضع هكذا؟
ماذا لدى سدنة قواعد اللغة الكردية، الذين يعتبرون البحث في الفارق بين الحرفيين الصوتيين: A، وệ، أهم من البحث في التعريب الجاري في المنطقة، ومن استملاك الأراضي، وإقصاء سكانها الكرد عنها، ومن الحديث عمن يُسجنون، وتهتَك أعراضهم، ويقتَلون من الكرد، ليقولوه، وهم يعززون مواقعهم، ويؤكدون كرديتهم، كما لم تنجب أرحام كردية، أنثوية أشباهاً لهم؟!
ماذا لدى كهنة الثقافة الكردية، في الكتابة الشكلية الباذخة، والمأخوذين بأسماء عائلات، أسماء ذوات، كما لو أن الحديث في ذلك مشتهى الكردية وسدرة منتهاها، أنهم كلما ذهبوا بعيداً، حققوا فتوحاً أكثر،هم الآخرون بدورهم، ونالوا صيتاً أكثر، وأمنوا شر من هم محتسبون عندهم؟
ماذا يقول الذين يفتتنون بالأنثى الكردية، وهي تكتب شعراً، وخصوصاً، حين تصرح بشعور حبي، أو تدغدغ عواطف حبية، ليعيلوا فيها بؤسها العاطفي واقعاً، وليسموا في أنفسهم بؤسهم الذكوري، عطشهم الكتابي الخاص، لأنثى ممثَّل فيها، كما هي ذكورتهم المعنَّاة بهم؟
ماذا يقول الذين يكتبون مدائح في بعضهم بعضاً، دون وجود أي تبرير، وبتبرير يتناسب وهشاشة صورة العالم داخلهم، كما هي جيلَّتهم في تصريف أفعالهم، وبهرجة كشوفاتهم، وفي وضع كهذا، مع صور، تظهر مدى انتعاش الكردي، حفاوة الكردي بما يجري، جنون الكردي الخاص هنا بجغرافيته المهتوكة، غبطته العظيمة بالمناسبة، حيث تقاسيم الوجه تطفح بابتسامات ” فالتة”؟
ماذا يقول الضالعون في الكتابة الشعرية، ويختلفون في الشعر والموقف من الشعر، المقفى، والمنثور، والمشطور، والذين يؤخَذون بالأضواء التلفزيونية المحسوبة، والندوات المضروبة على جوانبها، أصحاب القصص الجانحة والملفات العارضة المغرضة” حرفياً”، والمقابلات المضحكة كأهليها في الجانبين، فيما يجري قبلها، فيما يقال، أو يجب أن يقال، وفيما يسمى، وفيما هو متفق عليه تصحيحاً وتنقيحاً وتقييحاً؟ بينما الوجع الكردي على أشده، والمجتمع الذي يعيشون فيه، أي جملة هؤلاء، على أشد ما يكون من التضعضع، والجرح الكردي في محيطه الكردي على أشد ما يكون نزف دم وإيلاماً ، وفضحاً لعورات الصامتين دون حكمة معتبَرة!
في النقاش البيزنطي الكردي الكردي،أي في الحديث عن أسبقية البيضة الكردية على الدجاجة الكردية، أو بالعكس، نشهد فورة الدم الكردي، رخص الكردي المرئي، جنوح الكردي، في سفينة( تيتانيك ) الكردية العصية على الغرق، وهي تغرق على مرأى ممن يشربون نخب بعضهم بعضاً، في انتصار لحرف كردي، واعتباره الأسلم على سواه، للهجة كردية على سواها، لعائلة كردية، لها تاريخها الكردي الجلي، أكثر من غيرها، لجهة كردية جغرافياً، أكثر من غيرها، ليست بحاجة، إلى طفرة مشاعرية ، مشكوك في ( سَورتها) الذاتية، ودائماً في وضع كردي حرج كالذي نعيش، مثلما نشهد استهتار الكردي بكرديته، بانتصاراته المزيفة على سواه، باعتباره كاتباً، يفتقد مثيله الكردي، مثلما نشهد سخرية الكردي من ذاته بذاته، فيما يقول ويكتب، بينما الجاري، وهو في فداحة أمره، هو الإمكان الوحيد لجعله الكردي الحق، أو لفرزه الكردي الجبان بامتياز، حتى لو امتلك أساطيل من الكلمات والصور الاستعراضية المتختخة والمبخبخة.
بصيرة الناظر التاريخي :
هل من فتح ممكن، ولو جزئي، لهذا الملف ” العتيق” كردياً؟
كما يمكن الحديث عن شعب ما، وهو يعيش أوجه قوته، في منعطفات التاريخ الكبرى، أو ساعات الشدة، في قدرته على مواجهة من ينكّد عليه عيشه، مثلما يجدد فيه طرقه غير السالكة في التوحد، هكذا يمكن الحديث عن هذا الشعب نفسه، وأعني هنا الكردي شعباً، وكيف أنه يعيش التأجيل المستمر لاعتباره شعباً، يريد الحياة، فيستجيب قدره، وأن عدم الاستجابة، بالقدر الذي يكون المتربصون به أعداءً، وهم يمارسون فيه تفكيكاً وتدعيكاً وتشكيكاً، يكون ممثلو أمره، هنا وهناك، وهم يؤصّلون فيه التشكيك بحقيقته الشعب الذي يتحرك نحو المستقبل الموعود، وبقائه رهن قواه المضادة لكل أمل موعود، كما تقول وقائع التاريخ.
فالأعداء، وهذه المفردة ليست شتيمة تاريخية، وإنما حقيقة تاريخية، مذ وجد البشر، وعند كل شعب، وفي كل مجتمع، ليسوا الآخر، كما هو مفروض، أو كما يكون متَّفقاً عليه، ودون التقليل من أهمية الجانب هذا، إنما ما يكون عليه المجتمع أيضاً، ما يتبدى عليه الشعب، أو الساعي لأن يكون شعباً، كما هو حلمه، طموحه الفعلي.
أتحدث هنا، وحتى لا نبتعد عن عتبة النظر الكبرى للموضوع هذا، عما نعيشه نحن ككرد، ومنذ أحداث 12 آذار، وما قيل، أو سطّر فيها، أو أثير حولها، ومن تحدَّث، ومن اعتصم داخل نفسه، ومن برر لنفسه السكوت، دون أن يبرر لكرديّه الآخر: المتحدث، والمضحي بنفسه، والفاعل في أوجه الحدث، بداية ولاحقاً، وحتى اللحظة، مساهمتَه الحية، كما يقول صمته، بُعده عما جرى، تجاهله لما يجري، من ذوي الشأن السياسي، والمكانة الثقافية المعطاة كثيراً، وما ترتَّب على حالة اللا تبرير هذه، من إشكاليات نظر كردية في العلاقة، وفي موقف ذوي الشأن السياسي والثقافي .
وما يجري الآن ومنذ مدة، بصدد محاولة جلب كم كبير من العائلات العربية، من منطقة الشدادي لتستوطن منطقة ديريك، في ( فتح معلوم مجدداً)، كما يقول المرسوم الوزاري الزراعي الرسمي( الأمني العروبي بامتياز)، ومنذ شهور عدة، يستحضر الأحداث التي سلفت، لا بل، يعمّق في خاصية الأحداث التي ما زالت تمارس حضورها، في تداعياتها المفصلية الكبرى.
ليس الموضوع تجييشاً لوعي دون آخر، ولا دعوة إلى المواجهة بالهراوة، وبالعصيان المتعدد الأوجه! إنني أتحدث عن ممارسة الحد الأدنى من الحقوق الكردية الكردية، ومن الداخل، كما ذكرت، عن الكردي الذي يحق له الحديث عما يلحق به من ضيم، ويسميه ضيماً، حتى يظل الكردي الذي يستحق اسمه، ويسمي بؤسه بؤساً، بأسبابه، مثلما يسمي العنف الصاعد فيه بأوجهه، ومن يصعّد فيه بأسمائه، وصفاته، ومفاعيله، وجهاته، وطرق تمثيله العنفي: ضادياً وسواه، بلسانه الكردي، أو بلسان الآخر الذي استحال لسانه التاريخي، بحكم الظروف التاريخية، أعني العربي هنا، وبأي لسان آخر، طالما أنه يؤكد كائنيته، وقدرته في التعبير عن الملحق به عسفاً وغبناً وتجريد ذات تاريخية: إثنية مختلفة، مثلما يسمي دمه النازف دماً، وكيف ينزف، لكل المحيطين به، وبالطرق التي تظهره نازفاً دمه التاريخي، ومتوجعاً، ومطعوناً في أرضه، وليس في مستوطنة كان نزيلها في يوم ما، أتحدث عن تجسيد الحد من التعبير عن ذات، لا بد أن تدع صمتها المشكوك فيه جانباً، تبريرها اللا مبرر جانباً، ولا تبريرها هو الآخر أكثر، لأن الحلال والحرام الكرديين هنا بينان، في أسبابهما الذاتية والموضوعية، كماهي إحداثيات النظر والتناظر.
هل من بؤس أكثر ترويعاً للكردي الكردي ذاته، وهو يعيش هذا التصعيد بالموقف ضده من الخارج، بينما هو محبوك فيما يعتبره الأهم له تحزبياً أو ثقافياً: تفضيلاً؟
أي غبن يلحَق بالكردي، أكثر من هذا التصعيد الجانبي، من جهة الكردي على الكردي، بينما يعيش الإثنان وطأة عنف الآخر، فيما تم تحديده؟ هل كلما شعر الكردي بدنوّ وجه جديد من أوجه العنف الآخر الملازم له، وفي محيطه، وبوصفه العنف القومي والانساني، استشعر حاجة أكثر للالتفاف إلى نفسه، وتفكَّر كرديه الآخر، ليحاسبه على جهله له أو تجاهله، في مقام حزبي ، تحزبي، بتخوينه، أو بتدجينه، أو بتسفيهه( للرأي العام الكردي، ويا سطحية عبارة كهذه!)، أو تذكيرٍ بقيمة كتابية، أو استشعر ضرورة كتابة في شعر، يشهد موت أو ضمور شعور صاحبه القومي، أو إحساسه بتاريخه القريب، فما بالك بالبعيد، أو تدبيج مديح كردي مصفَّى، في من يعيش إقصاء ذاتياً، عن كل بادرة، تخص الجانب الجاري مدحه( أعني فضحه)؟
إن قائمة الأنشطة( المكتوبة، مقالات، وما أقلها، البيانات، وما أكثرها خلَّبيةً، الندوات، وما أبأسها داخلاً وخارجاً)، تشهد، على هذا الضمور في الوعي التاريخي، والاستهانة بالجغرافيا ذاتها.
بالمقابل، تشهد كتابات، هي بيانات، تصريحات، كتابات لغير الكرد، كما تشهد مجموعة مواقع كردية( عفرين ميت، ولاته مه، روز آفا…الخ)، وبالعربية هنا، على وعي بحقيقة الكردايتي، وحق الكردي الممثَّل فيه، مثلما هو وضع الكردي المساوم عليه بضراوةٍ واقعاً، من خلال المعاش، أكثر بكثير، من كثير مما كتِب أو اُعتبر بياناً، أو تقريراً عما يجري هنا وهناك كردياً.
ما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه الأمس بأمس أمسه، في الكثير من بؤسياته المستفحلة، ومن خلال فحوله المعتبَرين، كما لو أن الحفاظ على الثوابت البؤسية هذه، علامة الكردية الفارقة، والتي يبصرها الناظر التاريخي العادي، أي من يريدون التحرك، وفق المستجدات أكثر !
ماذا يقول ( القصريون ؟) في المجمل، وماذا يقول منظرو القصريين في وضع هكذا؟
ماذا لدى سدنة قواعد اللغة الكردية، الذين يعتبرون البحث في الفارق بين الحرفيين الصوتيين: A، وệ، أهم من البحث في التعريب الجاري في المنطقة، ومن استملاك الأراضي، وإقصاء سكانها الكرد عنها، ومن الحديث عمن يُسجنون، وتهتَك أعراضهم، ويقتَلون من الكرد، ليقولوه، وهم يعززون مواقعهم، ويؤكدون كرديتهم، كما لم تنجب أرحام كردية، أنثوية أشباهاً لهم؟!
ماذا لدى كهنة الثقافة الكردية، في الكتابة الشكلية الباذخة، والمأخوذين بأسماء عائلات، أسماء ذوات، كما لو أن الحديث في ذلك مشتهى الكردية وسدرة منتهاها، أنهم كلما ذهبوا بعيداً، حققوا فتوحاً أكثر،هم الآخرون بدورهم، ونالوا صيتاً أكثر، وأمنوا شر من هم محتسبون عندهم؟
ماذا يقول الذين يفتتنون بالأنثى الكردية، وهي تكتب شعراً، وخصوصاً، حين تصرح بشعور حبي، أو تدغدغ عواطف حبية، ليعيلوا فيها بؤسها العاطفي واقعاً، وليسموا في أنفسهم بؤسهم الذكوري، عطشهم الكتابي الخاص، لأنثى ممثَّل فيها، كما هي ذكورتهم المعنَّاة بهم؟
ماذا يقول الذين يكتبون مدائح في بعضهم بعضاً، دون وجود أي تبرير، وبتبرير يتناسب وهشاشة صورة العالم داخلهم، كما هي جيلَّتهم في تصريف أفعالهم، وبهرجة كشوفاتهم، وفي وضع كهذا، مع صور، تظهر مدى انتعاش الكردي، حفاوة الكردي بما يجري، جنون الكردي الخاص هنا بجغرافيته المهتوكة، غبطته العظيمة بالمناسبة، حيث تقاسيم الوجه تطفح بابتسامات ” فالتة”؟
ماذا يقول الضالعون في الكتابة الشعرية، ويختلفون في الشعر والموقف من الشعر، المقفى، والمنثور، والمشطور، والذين يؤخَذون بالأضواء التلفزيونية المحسوبة، والندوات المضروبة على جوانبها، أصحاب القصص الجانحة والملفات العارضة المغرضة” حرفياً”، والمقابلات المضحكة كأهليها في الجانبين، فيما يجري قبلها، فيما يقال، أو يجب أن يقال، وفيما يسمى، وفيما هو متفق عليه تصحيحاً وتنقيحاً وتقييحاً؟ بينما الوجع الكردي على أشده، والمجتمع الذي يعيشون فيه، أي جملة هؤلاء، على أشد ما يكون من التضعضع، والجرح الكردي في محيطه الكردي على أشد ما يكون نزف دم وإيلاماً ، وفضحاً لعورات الصامتين دون حكمة معتبَرة!
في النقاش البيزنطي الكردي الكردي،أي في الحديث عن أسبقية البيضة الكردية على الدجاجة الكردية، أو بالعكس، نشهد فورة الدم الكردي، رخص الكردي المرئي، جنوح الكردي، في سفينة( تيتانيك ) الكردية العصية على الغرق، وهي تغرق على مرأى ممن يشربون نخب بعضهم بعضاً، في انتصار لحرف كردي، واعتباره الأسلم على سواه، للهجة كردية على سواها، لعائلة كردية، لها تاريخها الكردي الجلي، أكثر من غيرها، لجهة كردية جغرافياً، أكثر من غيرها، ليست بحاجة، إلى طفرة مشاعرية ، مشكوك في ( سَورتها) الذاتية، ودائماً في وضع كردي حرج كالذي نعيش، مثلما نشهد استهتار الكردي بكرديته، بانتصاراته المزيفة على سواه، باعتباره كاتباً، يفتقد مثيله الكردي، مثلما نشهد سخرية الكردي من ذاته بذاته، فيما يقول ويكتب، بينما الجاري، وهو في فداحة أمره، هو الإمكان الوحيد لجعله الكردي الحق، أو لفرزه الكردي الجبان بامتياز، حتى لو امتلك أساطيل من الكلمات والصور الاستعراضية المتختخة والمبخبخة.