عقد مؤتمر دولي لحل القضية الكردية في منطقة الشرق الأوسط

د .

عدنان جواد الطعمة

 

تسعى الشعوب و الأمم على وجه المعمورة إلى التمتع  بحرياتها و استقلالها و بحقوقها الإنسانية الكاملة  في جميع  النواحي الإجتماعية و الإقتصادية و الصحية و الثقافية والتعليمية و السياسية و المساهمة الفعلية في الإنتخابات و تقرير مصيرها السياسي  و التعبير عن آرائها و معتقداتها بالطرق السلمية  مستهدفة مصالحها الوطنية للعيش مع باقي الدول و الشعوب بسلام  و تبادل المصالح المشتركة بينها .

و في منطقتنا العربية كانت الشعوب العربية و الكردية و التركمانية و غيرها خاضعة  للدولة العثمانية لعدة قرون مضت ، حيث  شهدت المنطقة حروبا و غزوات حدثت بين الإمبراطوريتين  الفارسية و العثمانية وكذلك بين الدول العربية .

و يعتبر الشعب الكردي الشقيق  رابع شعب من ناحية عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط  بعد العرب و الفرس و الأتراك، حيث يتراوح عدد سكانه ( الأكراد ) ما بين  أربعين إلى خمسين مليون نسمة موزعين على خمس دول : العراق و سوريا و تركيا و إيران و روسيا بالإضافة إلى المهاجرين و المهجرين إلى دول أوروبا و العالم أجمع .

و الأكراد حرموا من أبسط الحقوق الأنسانية في معظم الدول و كذلك  من إشتراكهم  و تمثيلهم في هيئة الأمم المتحدة أو بمعنى آخر أنهم حرموا من كيان مستقل يتمتعون بحقوق إنسانية كباقي الأمم  رغم  محاولات موثقة بمعاهدات و اتفاقات سابقة في هذا الشأن .

( راجع :  محمد إحسان : كوردستان و دوامة الحرب ، صفحة 19 ) .

و للشعب الكردي الكريم تاريخه المشرق و ثقافته العالية في الفنون و الآداب و المعرفة كبقية شعوب  المنطقة .

و أكثرهم إخواننا في الدين و المواطنة ( سنة و شيعة ) في العراق .

وقد قدم الأكراد آلاف الضحايا نتيجة للسياسات الفاشية و العنصرية للأنظمة الرجعية  الإستبدادية في المنطقة ، وتعرضوا مرات عديدة إلى عمليات الإبادة  الجماعية و التهجير منذ أكثر من قرن ،  نذكر منها إنتفاضات الشيخ سعيد بيران و 1923 في تركيا راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد و هجر أكثر من مليون نسمة من الأكراد و أحرقت قراهم و حقولهم ، و انتفاضة درسيم عام 1936 م راح ضحيتها 50 ألف مواطن كردي و غير إسم منطقة درسيم إلى تونجيلي ( القبضة الحديدية ) من قل الأتراك  و انتفاضة آرارات 1927 – 1930 م راح ضحيتها أكثر من 30 ألف نسمة من الأكراد و دمرت 4500 قرية كردية ، و في العراق مجزرة حلبجة البشعة  بالغازات السامة والتي  راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف  نسمة ( أطفال و نساء و شيوخ ) و عمليات الأنفال القذرة  التي بلغت ضحاياها أكثر من مائة و اثنين و ثمانين ألف مواطنة و مواطن من الكراد .

شاهدنا بعد الإنتفاضة الشعبانية المباركة في شهر آذار عام 1991 أي بعد تحرير دولة الكويت الشقيقة من الغزو البربري الصدامي ،  الهجرة المليونية لإخواننا الأكراد الذين فروا مع  عوائلهم و أطفالهم إلى أعالي الجبال بعد مجزرة حلبجة  التي هزت ضمير العالم كله ، حيث أصدرت قوات التحالف أمريكا و فرنسا و بريطانيا قرارا من قبل هيئة الأمم المتحدة بجعل منطقة خط عرض 36 منطقة آمنة للإخوة الأكراد جوا و أرضا .

وقد زار وزير خارجية أمريكا آنذاك السيد جيمس بيكر الأكراد  المهاجرين  للإطلاع على مآسيهم التي فاقت تصورات العقل البشري .

و في القرن الماضي قامت الحكومات التركية  بعمليات تطهير عرقية و إبادة للأكراد و تم ترحيلهم من مناطقهم و مزارعهم إلى المدن التركية لإجبارهم على التتريك و تغيير أسمائهم و هويتهم و طمس قوميتهم و وجودهم الأمر الذي أدى إلى قيام الأكراد بانتفاضات و ثورات ضد القهر و الظلم و الترحيل  منذ تاريخ 1880 ضد الدولتين الإيرانية و التركية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

1 – ثورة الشيخ عبد النهري في سنة 1880 ميلادية ، كانت أول ثورة كردية ضد حاكم القاجار ، و سحقت الثورة بعنف و نفي الشيخ إلى مكة المكرمة مع أسرته ، حيث وافاه الأجل في أكتوبر عام  1883 م .

2 – ثورة بدرخان في السنتين ( 1842 – 1843 م ) ضد الدول الدولتين التركية و الإيرانية ، حيث لعب رجال الدين المسلمين  دورا مهما في تلك الثورة .

3 – ثورة هكاري و بوتان في السنوات ( 1853 – 1856 م )  بقيادة القائد يزدان شير الذي حرر منطقتي هكاري و بوتان ، تم قمع  تلك الثورة بمساعدة القوات الروسية .

4 – إنتفاضة درسيم في السنتين ( 1877 – 1879 م )  بقيادة رجال الدين .

5 –  حركة بدليس في سنة ( 1912 م ) بقيادة الشيخ سليم و الشيخ شهاب الدين النقشبندي ، و كانت جمعية ( هيفي – الأمل ) التي تأسست  عام 1910 م هي الجهة الموجهة لتلك الحركة الثورية التي قمعها الجيش التركي بقسوة بالغة بعد فترة قصيرة .
6 –  ثورة عام 1917 م ، حيث انتفض الأكراد في مدن ديار بكر و خربوط و الموصل و بوتان و ماردين  و السليمانية للمطالبة  بتوحيد مناطقهم  تحت إدارة كردية من أهالي المنطقة  لإبعاد شبه الإبادة الجماعية و التصدي لمعاهدة سايكس بيكو سازانوف في عام   1916 م التي تم بمو جبها تقسيم مناطق الأكراد إلى خمسة أقسام .

7 – ثورة السليمانية في  السنتين ( 1918 – 1919 م ) و تأسيس مملكة كردستان في مدينة السليمانية بقيادة الشيخ محمود الحفيد و قمعت بعنف من قبل الحكومة البريطانية .

8 – ثورة الشيخ سعيد بيران في السنوات ( 1920 – 1925 م )  بقيادة جمعية إستقلال كردستان الثورة .

9 – ثورة سمكو الشكاكي في السنوات (  1921 – 1924 م ) التي اندلعت في كردستان إيران و شملت كردستان العراق أيضا ، حيث أخمدت من قبل شاه رضا بهلوي .

10 – ثورة الشيخ محمود الحفيد في السنتين ( 1922 – 1924 م ) بعد رجوعه منفاه الذي قام بقيادة ثورة جديدة للمطالبة بالحرية و العدالة و أعلن الشيخ محمود الحفيد عن تشكيل الحكومة في 1 / 1 /  1923 م ، و كانت السليمانية عاصمة لها .

11 – إنتفاضة جبال آرارات في السنوات ( 1927 – 1930م ) بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا و سميت بانتفاضة ( أكري داغ ) و قمعت من قبل قوات أتاتورك .

12 – إنتفاضة البارزانيين في سنة  1932 م بقيادة الشيخ أحمد البارزاني ضد الإنكليز في العراق .

13 – إنتفاضة درسيم في سنة 1937 م بقيادة سيد  رضا .

14 – إنتفاضة بارزان في السنوات ( 1943 – 1945 م ) بقيادة الزعيم المرحوم ملا مصطفى البارزاني .

15 – جمهورية كردستان في مهاباد في السنتين ( 1946 – 1947 م ) برئاسة القاضي محمد .

16 – ثورة كردستان العراق في السنوات ( 1961 – 1975 م ) يططلق عليها بثورة أيلول ، نظرا لإندلاعها في 11 أيلول 1961م بقيادة الملا مصطفى البارزاني ، تعد أكبر ثورة في تاريخ الشعب الكردي المعاصر من حيث السعة و القدرة النضالية و السياسية و التنظيم الإجتماعي السياسي ، إنتكست الثورة بعد تفاهم العراق مع شاه إيران في الجزائر و توقيع صدام و شاه إيران على الإتفاقية المعقودة بينهما في الجزائر بتاريخ 6 آذار عام 1975 م ، حيث قام صدام بموجب الإتفاقية بالتنازل لشاه إيران عن السيادة العراقية على شط العرب مقابل أن تقوم إيران بالتعاون مع العراق للقضاء على الثورة الكردية في منطقة كردستان العراق ، حيث حصلت النكسة .

17 – إنتفاضة الأكراد في منطقة كردستان العراق في أوائل آذار عام 1991 م أدت إلى تحرير المناطق الكردية  من بطش صدام و نظامه الدموي في كردستان العراق و إعلان الفيدرالية للمناطق الكردية .

و بناءا على ما تقدم ، فإن مشكلة الأكراد تعتبر من أصعب المشاكل  و أكثرها و حشية و دموية في منطقة الشرق الأوسط التي إقترفتها القوى الإستعمارية فرنسا و بريطانيا و روسيا بعد الحرب العالمية الأولى و عدم تنفيذ وعودها للأكراد و الأرمن بتأسيس الجمهوريتين الأرمنية و الكردية .

نعتبر تقسيم الأكراد إلى خمسة أقسام جريمة فادحة من قبل الدول العظمى مخالفا لكل القيم  الإنسانية و القوانين المتعلقة بحقوق تقرير الشعوب لمصيرها .

لم نسمع أو نقرأ بأن شعبا قسم إلى خمسة أقسام  بعد الحروب ، نضرب الأمثلة التالية :

قسمت ألمانيا إلى ألمانيا شرقية و ألمانيا الغربية ، و قسمت الهند إلى دولتين باكستانية و هندية ، و قسمت كوريا إلى قسمين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية ، و قسم اليمن إلى دولتين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي و قسمت مدينة كشمير إلى قسمين أحدهما تابع إلى الهند و ثانيهما إلى باكستان ، و هكذا .

إذن فإن المسؤولية الأخلاقية و الإنسانية تقع على فرنسا و بريطانيا و روسيا التي سببت هذه المصائب و الويلات للشعوب في المنطقة وخاصة الشعب الكردي والشعب الأرمني و الشعب الفلسطيني .

لذا فمن واجب القوى العظمى المذكورة أعلاه أن تحل القضايا التي سببتها نتيجة أطماعها الإقتصادية على حساب شعوب المنطقة و تثبت للعالم المتحضر بأنها تسعى إلى  إصلاح و تعديل الأخطاء التي اقترفتها .

أثبتت القيادة الكردية الحكيمة بزعامة السيدين مسعود البارازاني و الدكتور جلال الطالباني  على مقدرتها لإدارة شؤون و مصالح شعبها الكردي و حمايته و الذود عنه لمدة تقريبا إثنتي عشر سنة حتى سقوط طاغية بغداد في التاسع من نيسان المبارك عام 2003 .

وبعد تشكيل مجلس الحكم العراقي المؤقت لعب الإخوة الأكراد أعضاء مجلس الحكم العراقي وفي الحكومة العراقية الإنتقالية الحالية  و الحكومات العراقية اللاحقة و الحالية  دورا رائعا في حكم العراق مع إخوانهم العرب .

و قد لفتت إنتباهنا تصريحات السادة مسعود البارازاني و الدكتور جلال الطالباني و الدكتور محمود عثمان و وزير خارجية العراق السيد هوشيار زيباري و غيرهم من القيادة و السياسيين الأكراد بأنهم لا يريدون الإنفصال في هذه المرحلة  و أكدوا ذلك مرارا .

وذات مرة  صرح الدكتور جلال الطالباني في الفضائية الكردية أن عراقية الأكراد أعرق من نهري دجلة و الفرات .
أما الدكتور محمود عثمان فإنه صرح في إحدى الفضائيات العربية بأن القيادة الكردية لا تريد الإنفصال عن العراق ، إلا أن بعض الإخوة الأكراد نتيجة للمصائب التي حلت بهم يفضلون الإنفصال .
من حقنا أن نحلم و نتأمل بإنشاء دولة عراقية تقدمية تعددية فيدرالية تحترم كل القوميات و  الطوائف و الأحزاب السياسية ، بحيث لا يوجد فرق بين عربي و كردي و تركماني و آشوري و كلداني و صابئي و يزيدي  و أرمني إلا بالتقوى و العمل الصالح  و المواطنة الصالحة ، إن شاء الله .

ومن حق الإخوة الأكراد أن يحلموا بدولتهم أو باستقلالهم  إذا اتفقت دول الجوار على ذلك ، فهم شعب عريق له حقوقه و واجباته .
و بالإضافة إلى ذلك فإن للقيادة الكردية الحكيمة علاقات سياسية طيبة حسنة مع الدول العظمى  أثبتت من خلال حكمها في منطقة كردستان العراق بأنها سعت و تسعى إلى تطبيق الحكم الديمقراطي التعددي وذلك بتأسيس مؤسسات المجتمع المدني و إعادة إعمار القرى و المدن و الأرياف التي دمرها النظام البائد المخلوع .

و القيادة الكردية قادرة على إقناع الدول العظمى الصديقة لعقد مؤتمر دولي يحل القضية الكردية  في الدول الخمس المذكورة أعلاه بالطرق السلمية و الحوار الديمقراطي و المصالح المشتركة لإيقاف النزيق الدموي للشعبين التركي و الكردي و بقية الشعوب .

لقد حان الوقت لعرض  هذا الإقتراح على إخواننا الإجلاء من القيادة الكردية و الشعب الكردي العزيز لتذكيرهم ، و لعل الذكرى تنفع  المؤمنين ، إن شاء الله  .

ليس من مصلحة الإخوة الأكراد  في هذا الظرف الراهن الإنفصال عن الدول الخمس لأسباب يعرفها الجميع ، الإ أنه  يمكن حل المشكلة الكردية بالطرق السلمية على النحو التالي :

1 –  عقد إجتماع  أو مؤتمر دولي يحضره أعضاء الدول الدائمية العضوية في هيئة الأمم المتحدة و أعضاء من الصين و اليابان و المستشار الألماني  و رؤساء العراق و سوريا و تركيا و إيران و روسيا .

2 –  وأن يشرف على الإجتماع السيد  رئيس هيئة الأمم المتحدة

3 – يشارك في هذا الإجتماع  وفد رفيع المستوى  من الزعماء الأكراد الممثلين للدول الخمس

4 – يطلب من الدول الخمس المذكورة أعلاه منح الأكراد في كل دولة إستقلالها الذاتي  لمنطقتهم أي يطلق عليها :  منطقة كردستان تركيا ، كردستان إيران ، كردستان العراق ، كردستان سوريا و كردستان روسيا .

و على هذه الدول تعيين وزراء أكراد في حكومتها  المركزية للمساهمة في إدارة الدولة معا  لإندماج الأكراد و مشاركتهم في كافة المجالات الإقتصادية و السياسية  و الإجتماعية و أن يشعروا على الأقل بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى و ليس كما أطلقت عليهم حكومات تركيا بأتراك الجبل و حكومات إيران الجبليين الفرس .

5 –  تخصص لمناطق كردستان لكل دولة ميزانية خاصة من الحكومة المركزية .

6 –  تأسيس شرطة و جيش من الأكراد في منطقتهم .

7 – تؤسس في كل منطقة إدارة كردستان ، و هذه الإدارة أو القيادة تقوم بدورها تشكيل وزارات أو مديريات حكومية داخل منطقة كردستان  لإدارة شؤون المنطقة .

8 – تبقى وزارة الخارجية و وزارة الدفاع تابعتان  للحكومة المركزية لكل بلد .

9 – يجب أن يتمتع الأكراد بكافة حقوقهم كمواطنين من الدرجة الأولى في كل دولة  لأن هذا الشعور سيقضي على الحقد و البغضاء و تعود العلاقات الإنسانية بين الأكراد و الشعوب الباقية .
10 – يثبت في قرار الإجتماع أمن  و حماية الأكراد دوليا أي لا يجوز للحكومة المركزية شن حرب ضد منطقة كردستان ، كما فعل سابقا  النظام العراقي المقبور .

11 – بناء و تشييد المشاريع الصناعية و الزراعية و العمرانية في كل  منطقة ، توزع الفوائد و الإيرادات بين منطقة كردستان و الحكومة المركزية .

12 – إعداد برامج سياحية و ثقافية في منطقة كردستان لتوطيد العلاقات الودية مع الحكومة المركزية و الشعب لكل دولة .

13 – بناء إذاعة و تلفزيون و فضائيات  في كردستان كل دولة  تبث برامجها بحرية تامة و بدون رقابة مركزية .

14 – – تناقش في هذا الإجتماع كافة الأمور  المتعلقة بحقوق الشعب الكردي كالتعليم  و إنشاء برامج و مناهج المدارس الإبتدائية و المتوسطة و الثانوية و الجامعات و إصدار الكتب الدراسية باللغة الكردية .

15 – بناء مستشفيات و مستوصفات  طبية كافية لكل منطقة .

و ختاما نأمل أن يحظى هذا الإقتراح رضا الجميع و أن يتحقق حلم الإخوة الأكراد للحصول على سيادتهم و استقلالهم بالطرق السلمية ، و الله و لي التوفيق .

ألمانيا في  5 / 2 / 2007

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…