وكذلك إثر التغييرات التي عصفت بمنطقة الشرق الأدنى والأوسط, وإسقاط عدد من الأنظمة الشمولية.
مما اعطى امالا لشعوب المنطقة والتي ترزح تحت نير الاضطهاد والغبن في ظل أنظمة الحزب الواحد علها تبصر بصيص نور في ظلامها الدامس .
بالطبع فأن الأقوال شيء والممارسة مسألة أخرى, تلك الخطابات النارية من قبل قيادات الحركة الكوردية في المناسبات القومية التي كنا نصفق لها كشباب بحرارة, كانت مجرد أقاويل للتسويق لا أقل ولا أكثر.
منهم من كان يؤكد بأن وحدة الحركة الكوردية أصبحت قاب قوسين أو أدنى, منهم من كان يدعو إلى العمل والتظاهر من أجل التخلص من إدارة الدولة من قبل حزب البعث منفردا, لدرجة تحديد المدة الزمنية لهذا التغيير الجذري , ولكن الواقع كان مغايرا تماما والاحلام لم تدم طويلا , فكيف ستتصرف القيادة الموصّاة ؟ .
لقد تم خلق المشاكل داخل الحزب كم تم تأليب الرفاق ضد بعضهم البعض وتم تصفية قسما من المنظمات كما فعلها السكرتير المعين في حزب ازادي مع منظمات الخارج فلم يبق أثرا بعد عين .
ورغم كثرة الامثلة لكننا نذكر بعضها وفي عدة أحزاب مثلا ما حصل في مؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي والتحضير لتوريث السلطة لشقيق السكرتير , والاشكالات في مؤتمر حزب يكيتي والمتعلقة برفع الشعارات وغيرها من الامور التنظيمية , وتجميد نشاط عدة منظمات في الخارج لعدة أحزاب للتباين في شكل الاحتجاج على ممارسات النظام ضد شعبهم في الداخل .
اليوم والأمور تتكرر في حزب آزادي والمحنة تتأزم والمراوغة مستمرة بين جناحي الحزب, وليؤكدوا بأن الوحدة التنظيمية لم تتم بتاتاً, تبعاً للتصريحات التي نسمعها وأصبح التعامل معاً على أساس حزبين وليس حزب واحد, لكن هذه البازارات تصطدم بالسد المنيع لغالبية القواعد الحزبية التي ترفض مثل هذه البازارات, فكتلة سكرتير الحزب الحالي ضعيفة جداً, ولا يقبل انعقاد المؤتمر إلا بعد أن يتم الاتفاق على تقسيم الكعكة مناصفة ودون نقصان , كما لا يقبل بأقل من النصف حتى بعد المؤتمر , أما الكتلة الجديدة والتي يقودها السكرتير المقترح (بشار) من قبل السكرتير الأول فهي أضعف من كتلة السكرتير, لكنها تكابد لتثبت أنها البديل عن كل الحزب , ومن جهة أخرى فان غالبية أعضاء ومنظمات الحزب في الداخل والخارج ترفض أطروحات الكتلتين, وتؤكد على عدم قبول الوصاية من قيادة الحزب وانتخاب القيادة من المؤتمر فقط ولا تقبل بالتعيينات في هذه المرحلة المتطورة من ممارسة الديمقراطية, ويطلبون من القيادة الرضوخ لإرادة غالبية الحزب والتي يمثلها المنظمات القاعدية, ويدعون لانعقاد المؤتمر في أقرب فرصة وأن يكون الحكم في هذه الخلافات النظام الداخلي للحزب والذي أقره المؤتمر التأسيسي الأول في أيار 2006.
وبدلا من الاعتراف بهذه الاخطاء والممارسات القاتلة والخطيرة وتعطيل انجاز المؤتمر الحزبي المقرر يتهم الاوصياء في قيادة الحزب أيادي خارجية في أزمتها, وخصوصاً بعض الرفاق في الخارج والذين استقالوا وابتعدوا عن الحزب على خلفية إشكاليات بينهم وبين قيادة الحزب المركزية في الوطن, كما يتهمون الأستاذ صلاح بدرالدين الذي ترك العمل الحزبي منذ 2003, ولا يحبذ العمل التنظيمي, على الرغم من توجه قيادة الاتحاد الشعبي إليه حينها والطلب منه العودة إلى الحزب, لكنه رفض الدعوة وأكد لهم بضرورة استلام قيادة الحزب من قبل الشباب كوننا من جيل الحرب الباردة (حسب رأيه) ويعلم هؤلاء القياديين ذلك جيداً, وهم من رفاقه السابقين وكانوا ضمن الوفد الذي توجه إليه في كردستان العراق.
هذه الادعاءات لا تختلف عن إدعاءات النظام عند حدوث أي منعطف أو ظاهرة ديمقراطية في البلاد فتتهم السلطة هؤلاء بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل, وهؤلاء الاوصياء في قيادة الأحزاب الكوردية لا تختلف في ادعاءاتها وممارساتها عن أداءات السلطة.