النفير العام كردستانيا

د . محمد رشيد

   خبر تم تداوله في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” مرفقا بصورة لعنصر مسلح من حزب الاتحاد الديموقراطي السوري ( ب ي د )  رافعا علم الحزب في الجهة العراقية من معبر ربيعة الحدودي , لافتا بان المعبر تحت سيطرة ب ي د ( في عملية استلام وتسليم بين الحزب والنظام العراقي – على ذمة ناقل الخبر -),  نشر الخبر مرافقا للحدث الذي  هو بمثابة زلزال للمنطقة وهو ليس حدثا عابرا مثلما يحاول البعض امتطاءه في الاستفادة من حالة ليست عابرة , وانما مؤشر لاظهار خفايا لحسابات كان قد تم الاتفاق عليها في غرف مظلمة الغاية والهدف هو تقويض مكتسبات الشعب الكردي في كردستان العراق وتحجيم  دور الكرد  كردستانيا , وعراقيا , واقليميا , ودوليا , وتحديدا دور السيد مسعود البارزاني كشخصية كردية تلاقي الاحترام  والتقدير ورئيسا للإقليم بخصوصية معنوية , وشخصية عراقية لها دور في الخريطة السياسية  العراقية .
المؤشر الاول – في ان قيادة الاقليم ادركت الامر مسبقا في انها وقبل عدة اشهر ابلغت السيد نوري المالكي وعلى لسان السيد مسعود  بارزاني في ان يتدارك بحل المسائل العالقة ويكف من تهميش الكرد والمكونات العراقية الاخرى, اذ  ان الاخطار محدقة  وبان العراق على حافة الحرب الاهلية  ولن يكون  امام الكرد من اختيار  سوى اللجوء الى خيارات عديدة للحفاظ على وجودهم .
المؤشر الثاني- والذي كان بمثابة رسالة  واضحة من قيادة اقليم كردستان لنوري المالكي ومن يتوافق مع اجنداته المحلية والاقليمية وذلك بحفر خندق على الحدود الغربية لإقليم كردستان قبل عدة اشهر , حيث ان الشريط العراقي خلف نهر دجلة مع الحدود السورية يشكل خاصرة رخوة  للإجهاز على مناطق  تعتبر من المناطق المتنازع عليها , وهي معرضة للإجهاز والقضم سواء من قوات المالكي او من تنظيم داعش , او من مسلحي ب ي د الذي تربطهم علاقات واتفاقات  لا بل خفايا لمخططات  مع المالكي ( لم يتم الاعلان عن بنود أي اتفاق )  على الرغم من تصاريح عديدة  لرئيس الحزب صالح مسلم  في الاشادة بعلاقاتهم مع نظام المالكي – تصرح السيد صالح مسلم في زيارته الى بغداد العام المنصرم  وفي لقاء مع فضائية الرشيد قائلا : “….نقدم اعتذارنا للشعب العراقي . .. لقد تأخرنا جدا في اقامة العلاقة مع حكومة السيد نوري المالكي ..”   , هذا المؤشر الثاني والذي يتخوف من تصعيده  يبدوا كحالة مشابهة و بمثابة صورة طبق الاصل لتجربة مضت قبل اكثر من عشرة اعوام عندما كان حرب الاخوة مسعرا بين البارتي الديموقراطي الكردستاني وفي الجهة الثانية الاتحاد الوطني الكردستاني وحلفاءه من  دمشق وطهران وبمعية مقاتلي حزب العمال الكردستاني , حيث تم وضع مخطط  للاجهاز على البارتي بعملية تحت مسمى ” كوريدور ” لوصل خط ايران مع سورية مرورا بكردستان التي ستكون تحت سيطرة الحلفاء , ولكن قيادة البارتي و من مصادر علمت بالخفايا وبما كان يجري , احتاطت  للأمر قبل موعده مجهضة  المخطط بعد ان تكبد الكرد الاف الشهداء .
تذكيرا بان المناطق المتنازع عليها اصبحت في عهدة حماة اقليم كردستان بعد ان هربت قوات تحت مسمى قوات دجلة والتي كانت بمثابة قوات الصحوات ولاذت بالفرار ,والتي  كانت تتحرش بقوات الاسايش والبيشمركة وتساعد الإرهابيين في التسلل الى المدن والاقضية وخاصة مدينة كركوك لزرع المفخخات وتبث الخوف والرعب لإجبار الكرد على المغادرة , اما  منطقة سنجار ومعبر ربيعة وتوابعها من قرى وبلدات فان قوات البيشمركة هي الجديرة  بحمايتها ولهذا دعا رئيس الاقليم الى النفير العام ولم يستثنى المتقاعدين من البيشمركة للالتحاق بالقطعات العسكرية  لصد هجمات الداعشيين واللاحشيين و الجاحشيين فالأمر سيان ما بين التسميات و المسميات اذا كان وجود الكرد في خطر .  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…