د. عبدالحكيم بشار
في مقابلات سابقة لي منذ اكثر من سنة مع قناة العربية والعربية الحدث اكدت ان النظام السوري الذي نجح في خلق صراع طائفي في سوريا بين السنة والعلويين وصراع ايدولوجي بين الكتائب المتطرفة التي استجلبها من الخارج ووفر لها فرص النمو والكتائب المعتدلة فان النظام بصدد خلق صراع كردي عربي عبر ادواته بين الطرفين, واحداث كوباني حسب اعتقادي ياتي في هذا السياق من اجل خلق صراع كردي عربي عميق.
ان تنظيم داعش الارهابي هاجم كوباني للانتقام من الكرد وتطبيق سياسة تطهير عرقي بحقهم, والاتحاد الديمقراطي الذي يبدو ظاهريا انه يدافع عن كوباني ولكن حقيقة الامر انه يدافع عن نفوذه وسلطته وموارد تمويله وليس عن كوباني ومما يؤكد ذلك رفضه القاطع مشاركة قوات تابعة للمجلس الوطني الكردي للمساهمة في الدفاع عن كوباني
فلو كانت هدف الـ pyd فعلا هو الدفاع عن كوباني والشعب الكردي لما رفض اطلاقا مشاركة قوات تابعة للمجلس في القتال ضد داعش بل كان المفروض ان يطلب هو من المجلس المشاركة في القتال
ان رفض الـ pyd ذلك ياتي في اطار دفاعه عن سلطته ورفضه لاية شراكة معه وان كان الثمن دمار كوباني وتشريد اهلها, وجاء الموقف الامريكي المجتزئ من خلال سعيه استعمال الكرد كرأس الحربة ضد داعش ليعزز من فرص خلق صراع كردي عربي الذي طالما خطط النظام له.
ان كل المؤشرات تدل على ان كوباني لن تكون النهاية بل ستكون البداية, بداية صراع ستقوده الكتائب المتطرفة ضد الكرد ولن يقتصر المشاركة فيها على داعش بل الكتائب المتطرفة الاخرى ايضا كجبهة النصرة من خلال تجييش ديني وقومي واستغلال الموقف الامريكي المجتزىء لتشمل هذا الصراع جميع المناطق الكردية في عفرين والجزبرة, ومهما كانت نتائج المعارك ستكون هناك تدمير واسع للمناطق الكردية وتهجير شبه كامل لسكانها الكرد , وسيكون الخاسر في هذه المعارك الشعب الكردي وقضيته خسارة مؤلمة جدا لاتندمل جراحها لسنوات طويلة والمستفيد منه هو النظام السوري والمجموعات الارهابية المتطرفة
د. عبدالحكيم بشار
* نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري