قامشلي كاليفورنيا الشرق

 بهزاد عجمو
في البداية لا بد
لي ان اقول بأنني لا اقرأ جريدة او مجلة ومنذ قرابة عامين لم افتح كتاباً وليس لدي
جهاز كمبيوتر او لا بتوب ولا خط انترنيت كل ذلك من اجل ان لا اقتبس اي كلمة اثناء
كتابة مقالاتي بعكس ما يفعله بعض المثقفين حيث يقتبسون معظم الافكار ويتبعون طريقة
( القص واللصق ) في كتابة مقالاتهم ولعمري فأن هؤلاء يخدعون انفسهم قبل ان يخدعوا
القراء والشيء بالشيء يذكر لا بد لي من الاعتراف بأن عنوان هذه المقالة فقط اقتبستها
من مجلة وجدتها في مكتبة والدي وكانت تصدر هذه المجلة في بلدة عامودا في نهاية
الخمسينات من القرن الماضي حينما كانت الصحافة حرة في سوريا قبل استيلاء حزب البعث
على السلطة وقرأتها في منتصف الستينات عندما تعلمت القراءة والكتابة حيث كانت
سوريا بشكل عام وقامشلي بشكل خاص قبل
استيلاء حزب البعث على السلطة في قمة الازدهار اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً 
ففي مدينة القامشلي كان هناك العديد من وكلاء الشركات الأمريكية والاوربية للسيارات والجرارات والحصادات وكان يقام معرض زراعي سنوياً تعرض فيها الشركات منتجاتها هذا بالإضافة الى شركات البترول الغربية حيث بنت شركة شل الهولندية اول محطة بنزين وكان الانتاج الزراعي من القمح والشعير والعدس تصدر الى العديد من الدول الاوربية ولذلك سمي قامشلي بكاليفورنيا الشرق ولكن الأن الوضع تغير تماماً فحزب البعث يسير نحو الزوال وامريكيا دخلت قامشلي وروج آفا بقوة وعادت لتحيي مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي خططت له منذ عشرات السنين ولكن اوباما السيء الذكر حاول ان يفشلها او يجمدها بالاتفاق المشبوه مع ايران ولكننا الآن في عهد ترامب حيث  يمضي بهذا المشروع بخطوات واثقة وان قواته التي دخلت الى القامشلي لن تخرج منها في المدى المنظور وحتى تحقق كل اهدافها من خلال  مشروع الشرق الاوسط الجديد وعندما تدخل اميركا منطقة ما تحاول ان تجعل هذه المنطقة مزدهرة اقتصادياً سواء من ناحية الزراعة او الصناعة او التجارة حتى تفتح اسواق جديدة لشركاتها ومصانعها وخاصة فان قامشلي واخواتها يعتبرون سلة الغذاء بالنسبة لسورية  وسيحاولون ان يجعل منها سلة غذاء لأبعد من سوريا والنفط الموجود فيها ستجذب الشركات الاميركية والخبراء الاميركيين  بل ستحاول اميركا نشر ثقافتها في هذه المنطقة من خلال افتتاح مدارس وجامعات اميركية وربما في القريب العاجل نرى مطاعم ماكدونالد وستصبح قامشلي واخواتها تحت الانتداب  او الوصاية او الحماية الأميركية سموها ما شئتم وربما نرى البضائع التي في  أسواق  ولاية كاليفورنيا نراها في اسواق قامشلو واخواتها قد يعتبر البعض هذه الاشياء التي ذكرناها هي ضرب من الخيال ولكن كم من الاشياء قبل سبع سنوات كنا نعتبرها خيالاً اصبحت الآن حقيقة وقد تعود قامشلي لتصبح  كاليفورنيا الشرق كما كانت في الخمسينات في القرن الماضي وقبل ان اختم اود ان اشير باننا عندما رأينا الدبابات الاميركية تسير في شوارع قامشلو  ويرفرف عليها العلم الاميركي كأنما رأينا اضواء منارة شاطئ بر الامان ونحن في سفينة تسير في بحر متلاطم الامواج تذهب بسفينتنا يمنة ويسرة واشرعتها ممزقة وسواريها مكسرة والبوصلة مفقودة ونفتقد الى ربان ماهر يقود السفينة الى بر الأمان وهناك من الكرد او من يدعونا بأنهم كورد يريدون ان يوجهوا السفينة الى شواطئ الاعداء وبعضهم كان يحاول  ان يثقب السفينة من القاع لتغرق   ويقبضون ثمن فعلتهم فالكثير  من ركاب السفينة ايقنوا بانهم هالكون لا محالة فرموا بأنفسهم الى البحر  فبعضهم قد غرق في بحير أيجه والبعض الآخر بقدرة قادر قد وصل الى بعض شواطئ العالم وانقذوا ارواحهم وقد كتبتوا مقالة قبل بضعة اشهر على نفس هذا الموقع بعنوان ( كوردستان ربها سحميها ) والأن اقول (سفينتنا ربنا قد حماها) وما هي الى أمتار قليلة سنصل الى بر الامان ونتخلص من هذا الكابوس المرعب لنبدأ حياتنا من جديد بشكل أجمل وأفضل 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…