جان كورد
رأيت استطلاعاً للرأي تحت العنوان أعلاه في موقع (روسيا اليوم)، ورابطه أدناه، والنتيجة قبل نشرنا للاستطلاع هنا هي كالتالي:
نعم 62.5% (1391118)
لا 37.5% (836445)
عدد المشاركين 2227563
وتدل بوضوح على أننا لم نكن مخطئين، حين طرحنا مشروع “فيدرالية كوردية في سوريا” من خلال ما كنا نكتبه ونطرحه على أحزابنا وفي الاجتماعات والمؤتمرات منذ عام 2006 وكانت تكتلاتنا السياسية آنذاك تطرح (الحقوق القومية – الثقافية لشعبنا الكوردي في سوريا) من دون تحديد سقف تلك الحقوق، ومن دون الاقتراب من المطالبة بأي كيان كوردي، متواضعاً أو عظيماً، وكنا نؤكّد بأن مطلب “الفيدرالية” ليس واقعياً فحسب، بل ربما يتحوّل إلى مطلبٍ للمكونات السورية المختلفة،
إلاّ أن هذا غير ممكن التحقيق أو حتى قبول النقاش حوله من دون توافق سوري ودولي بصدده، وكان هذا بالنسبة لأحزابنا الكوردية السورية من “أغرب قصص الخيال”، ولكن طريق السياسة مليء بالأحداث والتغيرات والطفرات غير المتوقع حدوثها، مثلما فيها مطبات وعوائق وتراجعات، وها هي الحركة في أغلبها تطالب ب”الفيدرالية” وتطرحها على الأصدقاء والأعداء بشكلٍ علني وصريح، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن ليس كل ما يطرح من قبل الناشطين غير الملتزمين حزبياً على الحركة السياسة مجرّد “أضغاث أحلام” أو “خيالات أدبية” أو “شطحات صوفية”، ولو راجعنا تاريخ المؤتمرات الحزبية لأحزابنا الموقّرة لوجدنا فيه صور وأسماء شخصياتٍ مرموقة ومناضلة كانت تقف بحدة في وجه مطلبين أساسيين للقواعد الحزبية التي كانت تتشرّب أفكارها من جماهير الشعب، وهما (الانتماء الكوردستاني للحركة) و(مطلب الفيدرالية الكوردية)، وهؤلاء بالذات يتربعون اليوم على عرش التنظيمات السياسية الكوردية، في حين أنهم كانوا يهددون مؤامراتهم الحزبية بعدم ترشيح أنفسهم للقيادة أو بالانشقاقات أو بالخروج من الأحزاب، فيما إذا تبنت هذين المطلبين، وبعض الرفاق المناضلين القدامى في أحزابنا يتذكرون بالتفصيل والدقة تلك المؤتمرات والمواقف غير الواقعية آنذاك لبعض القياديين الذين يحلوا لهم القول الآن بأنهم “اكتشفوا أمريكا” قبل كريستوف كولومبوس، أما نحن أبناء الشعب المقموع فلدينا ما يكفي من الاثباتات المدونة بدعوتنا إلى تكريس هذين المطلبين في يرامج أحزابنا السياسية.
فشكراً لموقع (روسيا اليوم) على استطلاع الرأي هذا، حيث لا يستطيع أي قيادي وسياسي اتهامه بالانحياز للشعب الكوردي في هكذا موضوع يهم السوريين جميعاً، ويمكن لكل السوريين الادلاء بأصواتهم فيه من خلال الموقع.
وهناك مسائل غير “الفيدرالية” و”الانتماء الكوردستاني للحركة” كنا ندعو لها، فيعتبرنا السياسيون المحنكون، أصحاب الحل والعقد في الأحزاب، “خياليين من الدرجة الأولى”، بل كان بعضهم يرفض العمل معنا من أجل تلك المسائل، رغم دعوتنا المتكررة لهم وعرضنا عليهم مناصب القيادة في أي حركة تتبنى هذه المطالب، ويحاربنا بشدة بذريعة أننا خارجون عن “إطار الواقعية السياسية”، وعن إطار “التنظيم المقدّس”، وهي ضرورة تبّني الحركة في غرب كوردستان لهذه المطالب والعمل من أجلها:
* إعادة احياء الحزب الديموقراطي الكوردستاني – سوريا
* تأسيس مجلس وطني كوردستاني – سوريا
* الانخراط في النضال من أجل اسقاط نظام الرعب والإرهاب في سوريا وبناء تحالف ديموقراطي سوريا للتغيير
* تعميق التحالف مع قوى ومنظمات وحكومات العالم الحر الديموقراطي
والحمد لله، فقد انتبه الكوادر الأوفياء لقضية شعبهم إلى أن هذه أهداف عظيمة، فأرغموا ربان سفنهم التائهة في عرض البحار على اتخاذ المسار الصحيح، وإذا بحركتنا تقف اليوم على تلةٍ عالية من المطالب والمواقف التي تؤكّد على أنها تسير اليوم سيراً حثيثاً، رغم كل التحديات الكبيرة ومصاعب التشريد والتشتت بسبب الحرب السورية، صوب تحقيق هذه الأهداف النبيلة.
والأسئلة المطروحة اليوم هي:
* متى يرغم الكوادر المخلصون قيادات أحزابهم المختلفة في مساحاتٍ ضيقة من نضالها الوطني والقومي المشترك على “توحيد التنظيمات المتقاربة فكراً وسياسةً وبنيوية”؟
* كيف يمكن بناء فيدرالية “كوردية” في سوريا من دون وجود تضامن عملي بين أحزاب الكورد؟
*لماذا لدينا كل هذه الخلافات والاختلافات؟ فحتى الأطراف التي تحمل السلاح في وجه بعضها بعضاً تتفق على بعض المسائل الجوهرية والأساسية؟
* لماذا لا يستطيع الكورد التلاقي، على الرغم من أن جماهير الشعب تريد التمتع بالفيدرالية كما يرينا هذا الاستطلاع الذي شارك فيه الملايين من الناس؟
* من يتحمل مسؤولية عدم الاتفاق واستمرار النزاع هذا؟
عندما كنا صغاراً كنا نلعب “السكين والجبنة)، حيث يمشي لاعبان باتجاه بعضهما، ولدى كل خطوة يلفظ أحدهما لفظ (سكين) فيجيبه الآخر (جبنة) إلى أن تلتقي أقدامهما، ويقرران عقد السلام بينهما، فهل نسينا يا زعماء حركتنا الوطنية هذه اللعبة التربوية العريقة في كوردستان؟
25 تموز، 2017
kurdaxi@live.com
facebook: Cankurd1