بهزاد عجمو
قدرنا نحن الكورد كلما نكاد أن نصل إلى هدفنا نتلقى الطعنات من الخلف ومن الأمام لأنه عندما سئل البارزاني الخالد أين هي حدود كوردستان فأجاب حيث يوجد الحجل ومن المعروف عن الحجل بخيانته لأبناء قومه وما أكثر الحجل في كوردستان , أما بالنسبة للطعنات من الأمام نعود لمقولة البارزاني الخالد حيث يقول ( لا يوجد للكورد أصدقاء سوى جبالهم ) .
أن سقوط كركوك بيد الحشد الشعبي كانت صدمة لمعظم الكورد لما لهذه المدينة الكوردستانية من أهمية من الناحية الاقتصادية لوفرة منابع النفط والغاز فيها وما يرد هذا النفط من إيرادات مالية يستطيع الكورد بوساطتها إعمار كوردستان وإنشاء بنية تحتية قوية من الناحية العمرانية والصناعية والزراعية والعسكرية ولذا فقد قال البارزاني الخالد ( كركوك قلب كوردستان ) فهنا يخاطبه الشاعر الكردي فرهاد عجمو ( كركوك قلب كوردستان ولكن كوردستان قلبك )
فلذا لم يِرَقْ للأعداء ومن يَدْعُون بأنهم أصدقاء وأقصد أدارة ترامب أن ينبض قلب كوردستان بل حاولوا أن ينتزعوا هذا القلب , ففي ليلة سقوط هذه المدينة اجتمع سراً قاسم سليماني وآل الطالباني مع مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية في السليمانية , واتفقوا بل تأمروا على أن تنسحب قوات الطالباني من كركوك وتسليمها للحشد الشعبي التابعة لإيران , لأنه لا يوجد جيش عراقي فالجيش العراقي نفسه تابع للحرس الثوري الايراني وهم بمثابة الحشد الشعبي لأن ايران مسيطرة على كل مفاصل ما يسمى بالدولة العراقية فكيف حدث ذلك وما غاية وهدف وفائدة الأطراف الثلاثة من هذه المؤامرة فهي كالتالي :
– امريكـا : لقد تدخلـت في سـوريا والعـراق من أجـل النفـط ولا شـيء آخـر , لقد عين ترامب تيلرســون المديــر التنفيذي لشركة اكسون موبيل النفطية ليستفيد من خبرته في مجال النفط وإيجاد استثمارات في منطقة الشرق الاوسط وجني أرباح بمليارات الدولارات لكي تزيد ثروة ترامب وتيلرسون مع علم ترامب بأن تيلرسون ليس لديه خبرة في السياسة ولم يمارس السياسة قط في حياته .
لذا سال لعابهم على نفط كركوك وادخلوها ضمن مناطق استثماراتهم .
– إيران : رأت بأن إجراء الاستفتاء في أقليم كوردستان ومن ثم استقلال كوردستان , ستكون لها تداعيات خطيرة عليها وعلى وحدتها وربما سيؤدي في المستقبل الى تفتتها , لذا فقد عقدت صفقة مع إدارة ترامب وتيلرسون بموجبها أن تتخلى إيران عن نفط كوردستان والعراق وشرق الفرات في سوريا ليكون من نصيب استثمارات تيلرسون وترامب البترولية مقابل أن تتخلى أمريكا عن الكورد ومشروعهم القومي الكوردي المتمثل بشخصية الرئيس مسعود البارزاني .
– الطرف الثالث : عائلة الطالباني رأت بأن وفاة جلال الطالباني وصعود نجم الرئيس مسعود البارزاني وخاصة بعد نجاح عملية الاستفتاء بإن نهايتهم السياسية قد اقتربت .
فلذا أرادوا من خلال انسحاب قواتهم من كركوك توجيه طعنة من الخلف للرئيس البارزاني ومشروعه القومي وإزاحته من الساحة السياسية بالاتفاق مع قاسم سليماني والإدارة الامريكية ولم يكتفوا بذلك بل طلبوا من الإدارة الامريكية ممارسة الضغط على الرئيس البارزاني بإن يتنحى عن الرئاسة وفعلاً ضغطت الإدارة الامريكية بطلب من قاسم سليماني وعائلة الطلباني بإن يتنحى عن الرئاسة وإلا فما معنى أن يهدد قاسم سليماني الكورد في حال إذا لم تنسحبوا من كركوك سنعيدكم إلى الجبال وإن قوات الطالباني لن يقفوا الى جانبكم جرى كل هذا أمام سمع وبصر المسؤولين الامريكيين في كوردستان , أن أول من أشادت بتنحي الرئيس البارزاني كانت الإدارة الامريكية .
كانت قوات الحشد الشعبي تقصف المدن والقرى الكوردستانية بأسلحة امريكية ويقودهم ضباط من الحرس الثوري الايراني والطائرات الامريكية تحوم في السماء تراقب وتصور ذلك دون أن تحرك ساكناً لذا فقد تنحى الرئيس البارزاني عن الرئاسة حتى لا يتكرر مأساة عام 1975 م , وأراد إنقاذ ما يمكن انقاذه من وطنه وشعبه , ولكنه لم يذهبليجلس في بيته بل ذهب إلى صفوف البيشــــمركه كمقاتل وفارس شهم لا يوجد كلمة الاستسلام في قاموسه السياسي وأصبح مرجعية سياسية في نظر الكورد ليس فقط في كوردستان العراق بل في نظر الكورد في العالم .