التصعيد الخطير في كردستان

توفيق عبد المجيد
كمراقب ومتابع للوضع الكردي والكردستاني ، وبعيدأ عن العواطف والمشاعر والأمنيات ، أعتقد أن هذه الممارسات التي أخذت منحى خطيراً قي يومي الخميس والجمعة الفائتين من آذارنا هذا ، لها أسباب كثيرة لعل من أهمها هي الإخفاقات المتتالية للـ pyd على الصعد المتعددة وخاصة الميداني والسياسي يتلوهما الصعيد الدبلوماسي، متزامنة مع الانتصارات الدبلوماسية والسياسبة التي حققها الرئيس مسعود البرزاني في مؤتمر ميونخ الأخير، والزيارة الأخيرة لسيادته إلى تركيا، ورفع العلم الكردستاني في مطار أتاتورك الدولي في سابقة هي الأولى من نوعها ، وانتصارات المجلس الوطني الكردي الذي اعتبر الممثل للشعب الكردي في سوريا ، ممثلاً بأعضائه في مؤتمر جنيف الأخير ، وإصرارهم على أن يدرج المطلب الكردي والحق الكردي في الدستور السوري الجديد ،
 هذا من جهة ومن جهة أخرى لابد من ذكر الانتصار الآخر الدبلوماسي للمجلس الوطني الكردي بزيارة وفد من لجنة علاقاته الخارجية إلى أمريكا بدعوة من الخارجية الأمريكية.
لذلك فإن أخشى ما أخشاه هو ألاّ تتوقف هذه الاستفزازات التي أخذت منحى تصعيدياً خطيراً في كردستان العراق عندما تم تبادل إطلاق النار بين مسلحي الـ pyd وبيشمركة كردستان سوريا الذين يبدو أن موعد دخولهم إليها قد اقترب كثيراً ، مع التجاوزات المعهودة من عناصر لا يخفى على أحد تبعيتها للـ pyd من مثل رفع الشعارات المسيئة للرموز الكردية ومداهمة مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي وحرق محتوياتها .
هذه وجهة نظر قد لا أكون صائباً فيها ولكن الواجب يلزمني لطرحها فقد تساهم في فهم الواقع وانعكاساته وتداعيات ما أسردت على مجمل الوضع .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…