الأخطاء القاتلة للأستاذ حميد حاج درويش

 ابراهيم محمود
” وقال عن أنه ينتمي إلى مدرسة نورالدين زازا، مدرسة الشجعان “
في حديثه لقناة ” روداو ، في النشرة المسائية لأخبار الساعة السابعة ” 3-1-2017 “، أفصح الأستاذ حميد حاد درويش” أكبر مسئول سياسي كردي عمراً في ” شمال سوريا ؟ ” عن أنه أخطأ لأنه لم يذهب إلى دمشق في بداية الأزمة السورية استجابة لدعوة النظام، ولم يندم، وهي مفارقة، فكونه يخطىء ولا يندم يخطىء من جديد، ويخطىء من جديد، وهكذا دواليك.
والأستاذ حميد حاج درويش، إزاء هذا التخريج للخطأ، يكون في ذمته، ومنذ ستين عاماً، قائمة أخطاء، حيث يخطىء ويخطىء ولا يندم، والندم يقظة وعي ما، تنبيه الضمير الشخصي لصاحبه بأنه أخطأ، وأن لا بد من التعلم من الخطأ، ويعني ذلك أن الأستاذ حميد حاج درويش، وإن قال عن أنه يخطىء ليس صحيحاً، لأن الاعتراف بالخطأ لا بد أن يقوم على شعور ما بالندم، والندم لا يعدو أن يكون مراجعة للذات ونقداً لها، وكشف حساب للخطأ بغية التعلم.
الأستاذ حميد حاج درويش، كما أعرفه، ويعرفه غيري عن قرب، لا يتردد في التمسك بكل ما يبقيه في موقعه، ومن حقه إذا كان هذا الحق في موقعه بالمقابل، ولكنه مضحَّى به جرّاء أخطائه، وهي قاتلة:
قال الأستاذ حميد حاج درويش لقناة روداو، وهو يتنفس بصعوبة، عن أنه لا بد من الآخرين ” ومن هم في روداو معنيون بكلامه ” أن يدققوا فيما يقولون، ليفهموه طبعاً حق الفهم، وأكثر من ذلك أشار إلى كتّاب الفيسبوك بلزوم التخلي عن كتابة الكلمات السوقية ” كما يفهَم من كلامه “، وأنا معه تماماً، سوى أن الأستاذ حميد حج درويش حين يتقلب من وضع لوضع ” لو أحصينا تقلباته منذ بدء الأزمة السورية وهو في موقعه السياسي، وفي تصريحاته المتقلبة، لهالنا العدد “، ويزعم أنه يمثّل شعباً، ومن ثم يكون على هذه الشاكلة : تقلباتياً، فإنه من المستحيل بمكان ” لجم ” ألسنة الناس، والذين يحتارون في أمره، إذ وراء الكلمات السوقية أحياناً ” أقول أحياناً ” ما يدل على أن ثمة استخفافاً بشعب كامل، بكل من يرى ويفكّر، ولم يعد في الإمكان إلا التعبير عن رد الفعل بالطريقة هذه.
وذكرني الأستاذ حميد حاج درويش بالراحل نورالدين زازا أول مثقف كردي كان في الإمكان الاستفادة منه منذ نشأة أول حزب كردي في سوريا ” 1957 “، لكن فطنة الأستاذ حميد درويش الخاصة، أنذرته بأن بقاء زازا في الحزب يهدد بقاءه هو” هو وغيره “، فكان له اليد الطولى في ” هروبه بجلده مضطراً من سوريا، ليموت مقهوراً في لوزان “، وبعد رحيله ” سنة1989″ بقرابة عقدين، وفي نخوة سياسية التفافية يعرَف بها، آثر إحياء ذكراه في دمشق، وكنت حاضراً هناك، ليعترف بعد ذلك أنه أخطأ بحقه، وليكبّر صورة لزازا، تصدرت قاعة لحزبه وباسمه في قامشلو، وكل قياس يترجم هوى سياسياً فيه، رغم أنف كل من يعرف فظاعة ما حدث، ورغم أنف ” زوجة زازا “، والمهزلة” لم أجد بداً من هذه الكلمة “، أنه سمّى مدرسة زازا بمدرسة الشجعان، وأنه ينتمي إليها، ولا أدري أي إهانة للتفكير، وللعقل نفسه تسجَّل هنا من قبل من يرفع من شأن المراوغة إلى أقصى مدى لها وبالمقشور،  ولهذا يخطىء، ولأنه لم يندم، كان يرتكب الخطأ تلو الآخر.
ويولم الأستاذ حميد حاج درويش لمحافظ الحسكة، ربما كفارة عن خطأه تجاه تصريحات له عن الكرد وكردستان، وهو خطأ لا بد أن المحافظ يعلم بحقيقته، ويهمه حضور وليمة كهذه، لأمر يعني النظام، أما بالنسبة للأستاذ حميد حاج درويش، فهي وليمة سياسية تعنيه ولا تعني أياً كان طبعاً.
ويخطىء الأستاذ حميد حاج درويش بحق كل من يقول له لقد أخطأت مع توثيق خطأه في الزمان والمكان، مهما كانت مرتبته، ومن كرده، لأن قوله عن أنه أخطأ، ليس في مقام من يقول عن أنه أخطأ، طالما أن الروح الآغوية المتزعمة فيه تريه صورته الوحيدة في مرآته الحزبية، والكردستانية، وكونه لا يعترف بحقيقة خطأه من خلال الآخرين، فذلك يعني أنه لا يعرف ما يكونه الخطأ، ولا الندم، وبذلك سيكون استمراره في ارتكاب المزيد من الأخطاء القاتلة، لأنها تعني شعباً، وهذا الشعب ليس له تصريف في الإعراب التحزبي والسياسي للأستاذ حميد حاج درويش، إلا من منطلق كونه سلعة في البازار الهابط والأقل من الشعبوي الذي يعرف به .
دهوك، 3-1-2017

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…