azadheme@hotmail.com
إن ما يلاحظ على البيان سرعة كتابته وإقراره وهروبه المقصود من مصطلح الثورة، وبدون مراجعة سياسية وتحليلية للأحداث والتطورات التي افرزت الاسقاط التاريخي لبعض نماذج الدكتاتورية الشرق الاوسطية، وهو بهذا الشكل والمضمون، وفي هذا الاجتماع المستعجل جداً على ايقاع دعوات الاعتصامات الاحتيجاجية في سوريا، هو لغايات غير بريئة وتوحي بتلقي أوامر ما في إقرار ذاك البيان العاجل جداً وبتلك الصيغة واللغة.
يقفز كاتب البيان المغوار قفزات ماهرة هنا وهناك ليتطرّق الى ما يعاني منه بلدان المنطقة، ولا ينسى الإغارة السريعة على الوضع السوري والكوردي بعد تأكيده على أن ذلك من باب الحرص على الوحدة الوطنية، وهذا ايحاء يستشف منه رائحة الوحدة الوطنية التي ينشدها النظام وليست تلك التي تنشدها المعارضة الوطنية والحرص على الوضع الداخلي بايراد جملة من الحقائق العامة من ما يعانيه المواطن السوري عامة والكردي خاصة، لينتقل بشكل اوتوماتيكي إلى تحذيرنا وتحذير الشعب الكوردي في سوريا من مغبة الانجرار وراء دعوات الإعلام غير المسؤولة، وهم هنا لم يوضحوا لنا تلك الجهات غير المسؤولة التي يجب أن نأخذ حذرنا منهم، لأننا ببساطة غير فقهاء بالسياسية كفقهم الواسع العارف ببواطن الأمور وما خلفها، كما أننا لانفهم لغة الإشارة التي يخاطبونا بها.
يبدو ان لسان حال دويلة المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا نسى بل تناسى الدور الرئيس لهذا (الاعلام غير المسؤول) سواء كانت الشبكة العنكبوتية أو الفضائيات او الهاتف الجوال) في تنظيم و انجاح كل من ثورة تونس و انتفاضة مصر.
و هنا نود ان نطرح الاسئلة المشروعة التالية: هل هذين الفصيلين الكرديين مع المعارضة أم مع النظام؟ هل موقعهما الطبيعي و الصحيح بين قوى اعلان دمشق ام بين احزاب جبهة النظام الوطنية والتقدمية جدا ؟؟؟ هل صدر هذا البيان المضاد لتبرءة الذمة من بيان اعلان دمشق بشأن مصر؟ اذا كان بيانهم هذا رسالة استباقية/تأيدية للنظام قبل ان تقع الواقعة فبالتأكيد هو (البيان) رسالة عكسية بل طلقة غادرة في ظهر المناضلة و المحتجة سهير الاتاسي و الشباب القادم!!!
بعد قراءتي للبيان مرات عديدة و توقيت صدوره استنتجت بأن البيان لم يكن لتبيان رأي المجلس في ثورتي تونس ومصر والاحتجاجات الأخرى في اليمن ، الأردن، الجزائر…الخ، بل ليدس لنا السم السياسي في طبقنا المسلوب و يحذرنا من مغبة التحرك للمطالبة بالتغيير الديمقراطي السلمي و بحقوقنا القومية والوطنية المهدورة على يد النظام.
المسألة ليست في أننا متضامنين أو غير متضامنين مع يوم الغضب السوري، بل يجب النظر الى المسألة على اعتبار أن حراك الشعب الكردي هو جزء من الحراك الوطني السوري العام، يعاني هذا الشعب بالاضافة الى ما يعانيه الشعب السوري من اضطهاد قومي سافر و تمييز عنصري مقيت يهدف إلى محو الشخصية القومية الكوردية في سوريا وتغيير ديمغرافية مناطقه التاريخية، و أن أي حراك للشعب السوري يؤثر بهذا الشكل أو ذاك على الشعب الكوردي سلباً أو ايجاباً، و هنا لابد من التأكيد على ان الاهم ما في الامر هو ان المبادرة لم تكن كوردية، وإن أقيمت ستقام في مناطق الداخل السوري وبالتحديد في دمشق وحلب، هذا يضفي طابعاً غير كوردياً على التحرك وليست بأجندة كوردية حتى يطلب منا فصلين كورديين (مجلس العام للتحالف) بخلاف الفصائل الكوردية الأخرى التي التزمت الصمت، بالتنبه للأجندة التي تحرك تلك الدعوات.
وهنا لا نقصد اننا لا يهمنا التغيير او اننا لا نعي دورنا و مسؤوليتنا في التغيير بل المسألة تعود للتجربة المرّة خلال انتفاضة آذار 2004 حيث استطاع النظام و بسهولة تحوير النضال والصراع مع السلطة الى الصراع مع العرب يعني كردي- عربي و نحن صراعنا مع السلطة ذلك لان للسلطة كم من الجنجاويد يمكن تحريكهم وفعلا حركتها وقتها اي في 12 آذار في القامشلي و الحسكة و رأس العين …الخ و كذلك في 5/6/2005 في المظاهرة الاحتجاجية على خلفية اغتيال الشيخ معشوق في القامشلي و المرة الاخيرة كانت في دمشق امام القصر العدلي عندها كانت هناك احتجاج لقوى اعلان دمشق فدخلت الشبيبة و اتحاد الطلبة لضرب اساتذتهم كعبدالرزاق عيد وغيره.
اعتقد كان الأجدر باصحاب البيان عدم إثارة المسألة بهذه الطريقة الفجة التي تفوح منها رائحة سياسية غير مستحبة أصحاب البيان ماهرون فيه، والتي ستستخدم فيما بعد إن تقع الواقعة وتجر ورائها واقعاً امنياً يفتك بسوريا ارض وشعباً للقول ببعد رؤيتهم السياسية الثاقبة وأنهم حذروا وبلغوا وأننا لم نستمع لصوتهم العاقل.