وضمَّ هذا العدد بحوثاً ودراسات وتحليلات وموادّ عديدة، تنطوي على قيمة فكريَّة ثقافيَّة معرفيَّة وإبداعيَّة هامَّة.
حيث احتوى باب البحوث والدراسات على سبع مواد متنوَّعة، هي:
1.
“الله الكثير إيزيديَّاً” للكاتب والباحث الكردي هوشنك بروكا.
“الهويَّة والتاريخ” للأستاذ الأكاديمي التركي المعروف، البروفيسور دوغو أرغيل.
ترجمة عن الإنكليزيَّة: حسين جمّو
3.
“نقد العقل الكردي” للفنان التشكيلي والكاتب والسياسي الكردي بشَّار العيسى.
4.
“العدالة والأخلاق” لـ”ب.
أ.
كربوتكين”.
الترجمة عن الروسيَّة؛ هفال يوسف.
5.
“دفاعاً عن سورية الوطن _ الدولة” للكاتب والباحث الكردي د.
خالد عيسى.
6.
“حتَّى يغيّروا ما بأنفسهم” للكاتب الكردي مسعود محمود حسن.
7.
“تل براك الأثري: ملتقى الحضارات”.
إعداد؛ حسين محمود.
أمَّا ملفّ العدد، فكان مركَّزاً على تناول التجربة الكرديَّة في كردستان العراق.
حيث رصد الملفّ آراء كتَّاب إقليم كردستان العراق، لراهن تجربتهم، من الداخل والخارج.
حث ضمّ الملفّ مشاركات من داخل وخارج الإقليم.
واشتمل على ست مواد، هي:
1.
“التجربة الكرديَّة في كردستان العراق: ديمقراطيَّة بدون معارضة” _ أحمد الزاويتي.
2.
“تجربة جنوب كردستان: المسافة بين الواقع والحلم” _ علي سيريني.
3.
“التجربة الكرديَّة والمطبخ والصحافة” _ خالد سليمان
4.
“التجربة الكردستانيَّة: سفينة وسط يمّ عاتي” _ نزار جاف.
5.
“فيدراليَّة الجنوب والبحث عن الفضاء المفقود” _ دانا جلال.
6.
“جنوب كردستان وجدار المقاومة” _ خسرو آكريي.
وضمَّ باب المقالات مجموعة متنوعة من المشاركات، تناولت جوانب كرديَّة وشرق أوسطيَّة عِدَّة.
وكانت:
1.
“المشهد السياسي الفلسطيني: واقع دولتين على الورق ومعاناة متصاعدة” _ د.
أحمد أبو مطر.
2.
“القضيَّة الكرديَّة في إيران ومخاضات العودة للواجهة” _ شيرزاد اليزيدي.
3.
“بين العراق السابق والعراق الحالي” _ عبدالجبار محمد رمضان.
4.
“حقيقة حزب العمال الكردستاني: شهادة كرديَّة سوريَّة” _ أنور علي.
5.
“أزمة الشباب السوري والبحث عن حلول ناجعة” _ سردار ولات.
أمَّا في الحوارات، فقد ضمّ حوارين هامَّين، الأول مع الصحفي اللبناني والكاتب في جريدة “الحياة” حازم صاغيَّة، والثاني مع الفنان التشكيلي الكردي المعروف نهاد الترك.
وتنوَّعت المواد الثقافيَّة المدرجة في باب الثقافة، نذكر منها:
1.
“المقاتل الذي حمل سلاحين: السينمائي الكردي الراحل خليل أويسال” _ سورغول.
2.
“الراحلة بيناظير بوطو: أنا كرديَّة وقلب مع نضال الشعب الكردي” _ سورغول.
3.
“عمر حمدي: مزاوجة تشكيليَّة بين الشرق والغرب” _ إبراهيم حاج عبدي.
4.
“جانب من حياة الفقيه ملا عبدالسلام الجزيري _ ناجي” _ د.
آزاد علي.
5.
قصائد للشاعرة نرجس إسماعيل
وتركت المجلَّة صفحتها الأخيرة “أصداء”، لتوقيع الكاتب الأردني والصحفي في صحيفة “العرب اليوم” الأردنيَّة عادل محمود.
وحملت مشاركته عنوان: “ما بين المفرق وباريس ثمَّة حنين لبشَّار العيسى”.
ومن الأهميَّة بمكان الإشارة هنا، إلى أن مجلَّة سورغول، هي مجلَّة كرديَّة بيروتيّة مرخَّصة، قد بدأت مشوارها منتصف سنة 1996، ولا زلت مستمرَّة.
وهي معنيَّة برصد شؤون الساعة الكرديَّة، بحثاً وتحليلاً وتوثيقاً، إلى جانب تناولها للقضايا الشرق أوسطيَّة.
وتسعى لأن تكون برهة تلاقي بين الثقافات والأفكار، فيما هو لصالح التواصل الثقافي والحضاري الكردي _ العربي.
وكانت ولا زالت المجلَّة تعاني من ظروف ذاتيَّة وموضوعيَّةصعبة، عرقلت مسيرتها، وساهمت في إبطاء حركة صدورها، لكن تلك الظروف، لم تحول بينها وكتَّابها وقرَّائها، حتَّى ولو كانت فترات انقطاعها عن الصدور طويلة نسبيَّاً.
سورغول، تبقى علامة هامَّة وفارقة في الصحافة الكرديَّة المكتوبة بالعربيَّة، في بيروت على أقلّ تقدير، لجهة توخِّيها المعايير المهنيَّة والحرفيَّة في العمل الصحفي.
وحملت افتتاحيَّة هذا العدد من سورغول، عنوان: “حول الكلام وطاقاته”، وكانت مذيَّلة بتوقيع؛ هيئة التحرير، جاء فيها:
الكلامُ، عمادُ التواصلِ والتفاعلِ والتحاور والتفاهمِ والتآلفِ والانسجام والتودُّد، ومبعث التناحر والتشاجر والتخاصم والعداوة، في آن.
للكلامِ طاقةٌ شعوريَّةٌ هائلةٌ كامنة، يستولدها أو يستنبتها المُتكلِّم في حديثهِ الشفويّ أو المدوَّن.
فمنه ما يكون تعبيراً عن الأحقاد والضغائن والكراهيَّة، ومنه ما يكون باعثاً عن الأُلفة والمحبَّة والطمأنينة والودِّ والانسجام.
وللكلامٍ أيضاً شحنةٌ أو طاقةٌ أو حمولةٌ معرفيَّة، هي خلاصةُ تجاربَ وعمليَّات عقليَّة كان قد أجراها المُتكلِّم، قبل كلامه الشفويّ أو المدوَّن، أو أثناء كلامه أيضاً.
وأثقلُ هذا الكلامِ حمولةً معرفيَّة، هو أكثره ارتكازاً على الواقع والوقائع، وسبراً لها، ومجاوراً للحقائق.
وعليه، من الكلام ما مؤدَّاه التنميَّة العقليَّة، ومطاولة الحقائق، ومن الكلام ما مؤدَّاه التعميَّة العقليَّة، والإغراق في الأباطيل والأضاليل.
وللكلامِ طاقةٌ هائلةٌ على تفجير منابع الخيال في المتلقِّي، إنْ كان المُتكلِّم خصيبَ الخيال، وبليغَ وعصيبَ القولِ آناء صوغهِ لكلامه.
وعليه، فالكلامُ هو عدَّة الأديان، بداعي الإقرار والإذعان، توخِّياً لليقين والإيمان.
وهو عدَّة الفلسفات والعلوم، بداعي الشكِّ والتجريب والتفكيك والتركيب والتحليل والتنقيب، وصولاً لتنوير العقل والنهوض بالبشريَّة.
فالكلام، هو مسالك التاريخ وخياله، وذخيرة السياسةِ وأهوائها، وأعينُ الآداب وطبائعها.
لا نسيء إلى الكلام، إن نعتناه بالسلاح.
إنَّ الكلامَ سلاحٌ، ذو حدِّين، قد يصيب صاحبه، إنْ كان قائله أو محرره، لا يجيد صوغه أو طرحه في مكانه وأوانه.
الكلامُ سلاحٌ، ولا يعني أن السلاحَ بالضرورة، هو من مستلزمات الحرب!، فمن الكلامِ السلاح، ما هو مناهضٌ للحرب التقليديَّة أيضاً.
ولئن كان الكلام سلاحاً، فمنه ما كان خشبيَّاً معطوباً بائداً، ينتمي للماضي، وهو بضاعة الجهلة والغافلين.
ومنه، ما كان رصيناً محبوكاً ببراعةٍ، ومسبوكاً بمهارة، ينتمي للعصر، ويستشرف المستقبل، وهو هوِّية العقلاء النبهاء.
وأطيب الكلام، هو قولة حقٍٍّ أمام سلطانٍ جائر.
وأطيب الكلام، هو قولة حقٍّ، بقصد الحقِّ، وليس بقصد الباطل.
وأطيب الكلام، ما حفَّز العقل ونشطَّه، وأمتع الروح وأثلجها، وأدهش الخيال وأربكه.
وبئس الشعوبُ، القوَّالةُ، ونعمة الشعوبُ الفعَّالة، التي تعملُ أضعافَ ما تحكي.
لذا، قال الإمام الشافعي: “استعينوا على الكثير من الكلام بالصمت، وعلى القليل منه بالتفكُّر”.
ولا شكَّ أنَّ التفكُّرَ فعلٌ، يُنتجُ ويُنضجُ فينا الحِكْمة، ويُذهِبُ عنَّا الطغمة.
فالكلامُ السديد القويم، هو عدَّةُ العقل، وأدواته.
وفي مسعى إنتاج المعرفة، لا شكَّ أن الكلام هنا، يغدو حرباً على الجهل.
فـ”من يقاتل بعقله، إنَّما هو يقاتل بيديه اللتين أخفاهما وراء كلماته”، وفق تعبير المفكِّر السعودي عبدالله القصيمي.
ولئن الكلام، فعلٌ إنساني، ففيه ما فيه من الطاقة الشعوريَّة والمعرفيَّة والروحيَّة، وفيه ما فيه من المتعة العقليَّة والنفسيَّة، وفيه ما فيه من الخطأ والصواب.
ولو تأخَّرت عليكم قليلاً، فإن مجلَّتكم سورغول، تضع بين أيدي قرَّائها الأعزَّاء، أكواماً من الكلام، في حقول معرفيَّةٍ شتَّى، من بحثٍ ودراسةٍ وتحليلٍ ومقالٍ، في الفكر والسياسة والثقافة والأدب والفنون.
آملةً أن يكون انتقاؤها للمتكلِّمين من مفكرين وباحثين ومثقفين، ولكلامهم، مُوفَّقاً، يأتي بالفائدة والمتعة والتنوير، الذي يقلِّص مساحة الجهل، على حساب اتساع مساحة الوعي في مجتمعاتنا.
بخاصَّة، أن مجتمعاتنا، وفي زمن التحوّلات والمتغيرات الكبرى، ما أحوجها لكلامٍ، يزيل عنها التعتيم والتضليل والغشاوة التي أسدلتها النظم الاستبداديَّة على عقولها الجمعيَّة.
ما أحوجها لكلامٍ يستقصي أحوالها، ويستشرف مآلها.
ما أحوجها لرصانةِ الأفكار، ورزانةِ الكلام، ومتانةِ الأفعال.