في ظروف عزلة قاسية ووحشية يحتجز القائد أوجلان وحيداً في زنزانة من زنازين جزيرة إيمرالي النائية في وسط بحر مرمرة، حيث يتعرض لعملية تسمم بطيئة للقضاء عليه جسدياً بعد عجز الفاشيين الترك من تحقيق أهدافهم بتشتيت حزب العمال الكردستاني باعتقال قائده، وقد مرت تسع سنوات منذ اختطافه في 15/2/1999 من سفارة اليونان في نيروبي عاصمة كينيا بمؤامرة دولية اشتركت فيها عناصر استخبارات عدة دول وعلى رأسها الأمريكية والموساد الإسرائيلي حيث تم تسليمه لتركيا ليحاكم بعدها في محاكمة صورية تفتقر لأدنى المعايير الحقوقية والإنسانية.
وقد أظهرت الدول الأوربية وحكوماتها رياء لا مثيل له تجاه المعايير والمبادئ والقوانين الإنسانية الديمقراطية التي تنادي بها، ولم تفكر سوى بمنطق المنفعة والربح لقاء بضعة مناقصات، وحفنة من الدولارات، فأوصدت أبوابها في وجه القائد أوجلان، رسول السلام الذي حمل قضية شعبه المظلوم طالباً الحرية والعدالة، وتآمرت مع الطورانيين في أسره.
بعد اعتقال القائد أوجلان عملت الدول المشتركة في المؤامرة مع بعض مجاميع المرتزقة من الطابور الخامس على نشر اليأس والقنوط في صفوف الجماهير، وتحركت الماكينة الإعلامية في بث الأكاذيب والإشاعات بقصد النيل من التنظيم ومعنويات الشعب، متوهمين أن التاريخ سيعيد نفسه، وسيكون مصير الثورة كسابقاتها حيث الهزيمة والانكسار، إلا أن حنكة القائد ورؤيته السياسية الثاقبة وقدرته على تشخيص الداء، وارتباط الشعب والتنظيم به، وتجاوبه الواعي مع توجيهاته وتعليماته أفشل مخططات المعادين، وتجاوز الحزب المحطات والمنعطفات الخطرة بأقل الخسائر، وعاد رقماً صعباً في المعادلة السياسية للشرق الأوسط.
إن الدول التي تقتسم كردستان لا زالت تتعامل مع الشعب الكردي بمنطق العنف والإرهاب، وترفض الاعتراف بأبسط حقوقه الإنسانية في انتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية ، حيث التنكر للوجود القومي الكردي وتغيير خصائص وديموغرافية كردستان لصالح القومية الحاكمة، واتباع سياسات تمييزية عنصرية، وحرمان الكرد من حق العمل والتوظيف والتملك، وممارسة إرهاب الدولة من خلال حملات الاعتقال الكيفي والقتل على الشبهة وإصدار أحكام الإعدام بحق المناضلين السياسيين، في مسعى يائس لكسر إرادة الشعب الكردي الذي يرفض الخنوع والاستسلام، ويصر على الحرية مهما عظمت التضحيات.
في هذا الوقت الذي نستعيد فيه ذكرى المؤامرة الأليمة التي بدأت تطل برأسها من جديد من خلال تسميم الدولة الفاشية التركية للقائد الأسير، والحملة العسكرية على مناطق ميديا المحررة، وقصفها الهمجي للقرى الكردية والمشافي والجوامع, وقتل النساء والأطفال والشيوخ وبمباركة أمريكية أوربية وصمت كردي، رغم نداءات وقف إطلاق النار ورسائل السلام التي يبعثها الجانب الكردي في كل الاتجاهات؛ فإن كل القوى الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان مدعوة إلى الوقوف في وجه آلة التدمير التركية، وإدانة التآمر الدولي على الشعب الكردي، وأن تخرج عن صمتها، وتضغط على الدولة التركية للبحث عن طرق الحل الجذري للقضية الكردية بالسبل الديمقراطية المعاصرة عبر الحوار مع ممثلي الشعب الكردي، وإطلاق سراح القائد أوجلان، الممثل الشرعي لملايين الكرد، ورمز إرادتهم السياسية الحرة، ورمز الوحدة الكردستانية الوطنية، والمجسد للقيم الإنسانية السامية .
وبهذه المناسبة نتوجه للشعب الكردي بمختلف تنظيماته إلى المشاركة في حملة (كفى) التي دعت إليها منظومة المجتمع الكردستاني KCK والانضمام للفعاليات بشكل سلمي وحضاري لأن المستهدف هو الشعب الكردي برمته وليس حزباً بعينه.
– الخزي والعار للأطراف المشاركة بالمؤامرة الدولية.
– المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
– الحرية والسلام لكردستان.
– الحرية للقائد أوجلان.
مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
14/2/2008
————————–
لقد تحول يوم الشؤم 15 شباط إلى يوم للكفاح والمقاومة
شهد العالم في العقود الأخيرة تطورات كثيرة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت بركانا يحرق دعاة الديمقراطية المزيفين، بما فيهم الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وتغير تأرجح كفة التوازنات بين الدول المستعمِرة لكردستان وفقاً للمصالح الوقتية وبغية إطالة عمرها والحفاظ على نظمها البالية.
فتركيا التي لم تعترف يوما بالدولة السورية، وكانت تحسبها امتدادا للإمبراطورية العثمانية (حسب الميثاق المللي التركي)، باتت اليوم الحليف الاستراتيجي لها.
وإيران التي تحكمها تناقضات تاريخية مع تركيا، غدت الصديق الصدوق وقت الضيق إلى جانب تركيا في حربها المسعورة على حركتنا التحررية الكردستانية.
وكذلك الأمر بالنسبة للقوى والأطراف الإقليمية الأخرى في المنطقة، والقوى العالمية الخارجية أيضاً لدى رسم سياستها الخاصة بالشرق الأوسط.
وإن أردنا تسمية كل ذلك، فلا مجال سوى لرؤيته على أنه امتداد للمؤامرة الدولية التي حاكتها الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوربية على القضية الكردية في شخص القائد آبو، بمساعدة من الدول والأطراف الإقليمية والكردية الخائفة على مصالحها الضيقة.
حيث قامت هذه الدول والأطراف بلعب دورها في إلقاء القبض على القائد آبو، واختطافه، وتسليمه للدولة التركية، بغية تصفية الحركة الكردستانية المعاصرة.
لكن، وعلى العكس من ذلك، التفَّ الشعب الكردي حول حركته العصرية، حزب العمال الكردستاني، التي باتت قوة سياسية وعسكرية تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم.
ولهذا السبب استمرت المؤامرات، وعقدت الاتفاقيات الدولية بغية تصفية القضية الكردية في المنطقة، كالاتفاقية العسكرية – الأمنية التي جرت بين تركية وإيران لضرب المقاتلين الكرد في قوات الدفاع الشعبي، واتفاقية أضنة الأمنية بين سورية وتركية، والتي تنازلت بموجبها سوريا عن لواء اسكندرون وكيليكيا، وتعهدت بأن تقوم بالضغط على أعضاء ومناصري حزب العمال الكردستاني، وتسليمهم إلى الدولة التركية مقابل بعض المصالح للقيادات السورية.
نحن النساء في منظومة نساء غربي كردستان KJRK، وفي تنظيم اتحاد ستار، إذ ندين هذه المؤامرة الدولية بشدة، نبين أننا بالمرصاد دائما وأبدا في وجه المؤامرات التي تحاول النيل من إرادة شعبنا.
فالمرأة الكردية اليوم أثبتت وبكل جدارة أنها على علم يقين بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، لأنها تعاني أكثر بكثير من الرجل جراء هذه المؤامرات.
فهي الأم التي تفقد فلذة كبدها في الحرب الدائرة في كردستان، وهي التي تتنافى خصائصها وطبيعتها مع الحروب الدموية التي تستنزف طاقات الشعوب هباء، وهي المؤمنة على الدوام بضرورة استتباب الأمن والاستقرار، عبر الحوار والحل الديمقراطي والسلمي للقضية الكردية العادلة.
بناء عليه، نناشد كل النساء في سوريا عموماً، والنسوة الكرديات على وجه الخصوص، كي ينضممن إلى جميع النشاطات والفعاليات السلمية الديمقراطية من أجل إيجاد حل عادل للقضية الكردية، ونطالب بإطلاق سراح القائد آبو من سجن إمرالي، لأن القائد آبو مفكر عالمي عظيم، وهو الذي وضع أسس وقوانين الديمقراطية الشعبية الحقيقية، وهو الوحيد الذي قام بإنقاذ المرأة الكردية من واقعها المزري، وهو الذي جعلها تكافح وتناضل من أجل الحرية والمساواة في جميع المجالات.
فالمرأة في عهده أصبحت محاربة فوق قمم جبال كردستان إلى جانب الرجل، وأصبحت مناضلة جديرة بالاحترام والتقدير في جميع مجالات الحياة، السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية.
كما أننا، وباسم النسوة الكرديات في سوريا وغربي كردستان، نناشد جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل السريع لإطلاق سراح القائد آبو وجميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الفكر والرأي الحر، وبالمطالبة العاجلة بتبييض المعتقلات والسجون السورية، ووقف الإعدامات التي يقوم بها نظام الملالي في إيران، وإيقاف التمشيطات العسكرية التي تستنزف دماء الشعبين الكردي والتركي في تركيا وشمال كردستان.
إننا على ثقة تامة بأن النسوة الكرديات سيثبتن جدارتهن في الالتفاف حول حملة كفى، إلى أن تتحقق الأهداف في حريتهن المتمثلة في حرية رمز إرادتهن السياسية الحرة، القائد آبو، مثلما كن عليه على الدوام، ونطالبهن بالاستمرار في مواقفهن النبيلة المشرفة بوتيرة أعلى وكفاح أفضل من أي وقت مضى.
فبفضل نضال وكفاح أبناء شعبنا الكردي عموماً، والمرأة الكردية على وجه الخصوص، تحول اليوم المشئوم، يوم 15 شباط، إلى يوم للكفاح والمقاومة والتشبث بالنهج الآبوجي أكثر وأكثر.
والنصر حليف كل من هو صاحب كدح ونضال.
– عاش القائد آبو.
– عاشت المرأة الحرة.
– الخزي والعار للمؤامرة الدولية الدنيئة.
منظومة نساء غربي كردستان KJRK