لماذا يهاجر الكرد من ديارهم؟

ابراهيم الحسين

لست في موقع يؤهلني ويسمح لي بالتدخل في
خيارات الناس وتفكيرها الملح بالهجرة إلى اوربا وأصلاً لا يحق لي الطلب من الكرد
الآخرين أن يصمدوا ويتحملوا طالما أنا نفسي تركت البلد وخرجت لمكان أكثر أمناً
أمارس فيه القليل من حريتي..
وإن كان من الطبيعي أن نشعر جميعاً بالقلق لأن
المدن والقرى تفرغ من أهلها رغم عدم وجود قصف ودمار كالذي يحصل في باقي المدن
السورية فإن المعالجة لا تكون بفرقعات إعلامية وإطلاق شعارات براقة لم يعد أحد
يصدقها..العلاج يكمن في إيجاد حلول جذرية وتبيان أسباب الهجرة بشكل صريح بدلاً من
الاختفاء وراء الوطنيات الكاذبة أو وراء الدبلوماسية الممجوجة..
لماذا يهاجر الكرد من ديارهم؟ هذا هو السؤال المفتاحي الذي ينبغي التوقف عنده، و الأحزاب التي تقلق من هجرة الناس مكلفة بالإجابة عليه بصراحة وبدون مواربة كمدخل للتفتيش عن الحل..
ويبقى الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه وهو أن الإنسان لن يترك أرضه إلا أن كان
يشعر بالغربة فيها أو يشعر بأن هناك من يعد عليه أنفاسه ويهدد أمنه وأمانه
وكرامته.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…