من المسؤول عن إضعاف الشعور القومي لدى الشعب الكوردي في كوردستان روجآفا ؟

 

د. محمد حسن 

 

 

في السابق وأثناء فترة وجود محكمة أمن الدولة السورية كانت هذه المحكمة تصدر أحكاماً بحق المعتقلين و النشطاء الكورد بناءً على تهم عديدة منها : الانتماء إلى تنظيم سياسي يهدف إلى اقتطاع جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية و إلحاقها بدولة معادية، إثارة النعرات الطائفية و محاولة تقسيم البلاد، التخابر و التواصل مع دولة معادية، محاولة تغيير النظام السياسي، تحقير رئيس الجمهورية و أخيراً إضعاف الشعور القومي و وهن نفسية الأمة.
أكثر ما كان يلفت الانتباه من بين هذه التُهم هي الأخيرة : حيثُ كانت مبنية على بعض الأسس والأركان الجرمية المتمثلة بالعمل أو بمحاولة المُتهم العمل على إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة.

 

 فكنا نتساءل ولو لمجرد الفضول: عن أي شعور قومي يتحدثون و ما شأن الكوردي أن يعمل على إضعاف الشعور القومي لدى العرب؟ حتى إذا تمنى الكوردي فعل ذلك فالأمر يحتاج إلى تظافر قوى كثيرة ودعم كبير من جهة ما، كل ذلك ويمكن أن لا تنجح هذه الجهود فالموضوع ليس بهذه السهولة. و لكن بنفس الوقت بما أننا كنا نعلم علم اليقين أن التُهمة ملفقة وأنه لا مجال للبحث في صحة الأدلة أو ما شابه ذلك فلم نكن نكترث بدوافع الاتهام الظاهرة وحيثيات القرار أو الحكم الذي يصدر بعد ذلك بحق المتهمين.
ما يهم في هذا الجانب هو أننا كنا نعلم أن دوافع هذا الاتهام المخفية هي سياسية بحتة ولكن لم نكن كترث لمعنى هذه التهمة أو نُفكر في السؤال المُهم وهو كيف يتم إضعاف الشعور القومي لدى الفرد؟ كنا نعلم أنها فقط تُهمة من بين عدة تهُم أُخرى يتم بحجتها وضع النشطاء في سجون النظام السوري ولم نكن نتسأل ما هو الموقف أو ما هو الاحساس الذي يتوصل إليه المرء والذي يؤدي به إلى القول أنه تم إضعاف الشعور القومي لديه هذا ناهيك عن فقدانه.
اليوم وبعد قرابة أربع سنوات من الحراك الشعبي السلمي و المسلح و الإرهابي في سورية و ما وصلنا إليه من حالة بائسة و ما يتناقله الناس وما يعبرون عنه من حالة عدم رضا عن النخبة السياسية السورية بشكل عام و الكوردية بشكل خاص وبعد متابعة الكثير من البرامج والتقارير التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي وقراءة وجهات نظر نسبة لا بأس بها من الكورد التي تعبر بشكل أو بآخر عن استيائها و امتعاضها من كل ما يجري على الساحة الكوردية و بشكل خاص من أداء الحركة السياسية الكوردية مما أدى إلى دخولهم في حالة قد يمكن وصفها أنها حالة ضعف الشعور القومي، اليوم نعود و نتذكر مرة أخرى هذه التهمة وويلاتها على النشطاء الكورد من محكمة أمن الدولة السورية وأصبحنا من خلال الواقع الكوردي اليوم نُفكر جديا بمعنى تلك التهمة و راودتنا فكرة تسليط الضوء بخصوص هذا الموضع وإسقاطها على واقع الشعب الكوردي في روجآفا، فبدلا من إضعاف الشعور القومي العربي نحن أمام إضعاف الشعور القومي الكوردي.
 حيث يلاحظ المرء بأن معظم أبناء الشعب الكوردي في روجآفا سواء في الداخل أو الخارج ينتابنهم احساس أن هذا الشعور القومي لديهم بدأ يتراجع وأصبح لديهم شبه قناعة بعدم وجود مخرج من الحالة البائسة و اللاستقرار الذي يعيشونه كما أنه تراجع لديهم الأمل بشكل كبير جدا من أن القائمين بأمور الشأن السياسي سوف يقدمون لهم حلولاً في المستقبل حتى يمكن القول بأنهم وجدوا أنفسهم في حالة من خيبة الأمل أمام كل ما يجري من تخبط سياسي وأن عليهم البحث فقط عن أسباب معيشتهم وبشكل فردي. أضف إلى أن تمسكهم بأرضهم لم يعد من أهم أولوياتهم مما دفع قسم كبير منهم إلى مغادرتها  وبالتالي وصل الشعب الكوردي، بشكل مقصود أو غير مقصود، إلى حالة من ضعف الشعور القومي لديه. وهكذا نرى أن الصورة باتت واضحة حول كيفية إضعاف الشعور القومي الذي كانت تتحدث عنه، ولو ظلما و بهتانا، محكمة أمن الدولة السورية. و إذا تمعنا في الأمر فسوف نرى أن قضية بهذا الحجم يجب أن تُنظر أمام محكمة من هذه الدرجة ولكن في حالتنتا هنا، إن المجني عليه هو الشعب الكوردي وليس العربي والمحكمة هي ضمائرنا قبل كل شيء وحيثات الحُكم هي حب كوردستان و الاعتزاز بالقومية الكوردية فما بقي أمامنا سوى البحث عن المُتهم و المسؤول عن هذا الفعل أو هذا الإضعاف. فالشعب الكوردي هو الضحية و مستقبله يقترب من مرحلة الخطر و لا مجال أكثر للمكابرة و الاختباء وراء الشعارات الفارغة فلابد من تحديد المسؤول عن إضعاف الشعور القومي لدى الشعب الكوردي في روجآفا وطرح الحل و ووصف الدواء للخروج من هذه الحالة.
قبل كل شيئ من المهم البحث قليلا في الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة و لعل قراءة الواقع السياسي الكوردي الراهن تبين أن لهذا الأمر أسباب عديدة منها رئيسية و أخرى ثانوية وهي بمجموعها تدفع إلى الوصول إلى مثل هذا الشعور، منها ما هو متعلق  بحالة التشرد و التهجير الناتج عن  سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية بالدرجة الأولى و طول أمد هذه الحالة بدون وجود بوادر أمل لدى الشعب لإيجاد حلول من قبل القائمين على شأنه السياسي والمتحدثين باسمه. كما أن ممارسات العنف و الاعتقال التعسفي من قبل الكوردي للكوردي نفسه و التخوين و أنكار الآخر و تضحياته و عدم الاعتراف به كل ذلك يزيد من نفورالكوردي من الشعور بالقومية و يدفعه إلى البحث عن من ينصفه سواء أكان كوردي أم لم يكن. و مازاد هذا الاحساس هي نزاعات الطبقة (السياسية) و خلافاتهم حول أشياء هم اعترفوا بأنفسهم بأنها تافهة، أضف إلى أن ما دفع إلى الوصول إلى هذا التفكير وهذا الاحساس كثرة المفاوضات و الاتفاقيات دون حلول عملية أو دون بروز استراتيجية واضحة يمكن أن يبني الشعب أماله عليها لإعانته في تحمل صعوبات المرحلة و لكي تزرع لديه الأمل بأن ما بعد الصبر إلا الفرج و أنه سوف يأتي اليوم الذي سيعيش فيه في وطن آمن حيث يحكم نفسه بنفسه و يتخلص من استبداد و عنصرية من حكموه سابقاً.
كل هذه الأمور قد تدفع الكوردي (وخاصة من خارج الأحزاب وهم الغالبية الساحقة) إلى القول بأنه إذا كانت الأحزاب التي تنادي منذ عقود بحقوق الشعب الكوردي وتنتظر فرصة سانحة لتثبيتها و الحصول على مكاسب في هذا الجانب لا تفعل شيء وها قد أتت اليوم الفرصة السانحة والمناسبة ولكنهم مختلفون على الكراسي و المصالح! فما بالي أنا الفرد أن أظل متمسكاً بالثوابت و الشعارات؟. و يتسأل أيضا: إذا كان الكورد اليوم أحد أقوى المكونات في سوريا و لم يستغلوا هذه الفرصة كيف سوف نحصل على حقوقنا في المستقبل؟ بعد أن يقوى غيرنا مثلا ؟ من هو المُهتم بمصلحة الشعب الكوردي وماذا فعلوا له حتى الأن؟ وتراه يقول إذا كانت هذه هي الكوردياتي فأنا لم أعد أطالب بشيء و أتمنى فقط العيش بأمان و بلا كوردستان و بلا حقوق.
إن هذه الحالة أو هذا الاحساس برز أكثر من قبل وخاصة بعد ما حصل خلال و بعد توقيع اتفاقية دهوك (التاريخية). ففي الفترة التي سبقت إعلان هذه الإتفاقية، طبعا في الفترة التي كان فيها الوضع في كوباني الغالية صعبا للغاية، توقعنا أن (ممثلي) الكورد في روجآفا يتناقشون حول كيفية رد العدوان و الدفاع عن الشعب الكوردي وذلك في سبيل إنقاذ كوباني و حماية بقية المدن الكردية من أي اعتداء وأعتقدنا أن الموضوع يشبه خلية أزمة موسعة تشمل الكل في روجآفا. كما أننا اعتقدنا أن الكل وصل إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن لفصيل كوردي أن يتفرد بالسلطة ويتصرف فقط وفق أجنداته الحزبية الضيقة و أنه بنفس الوقت لا مجال لإنكار تضحيات فصيل كوردي في سبيل الدفاع عن الكورد و بالتالي اعتقدَ الجميع أن زمن الخلافات قد انتهى. و هذا ما أدى ارتفاع نسبة التفاؤل و الاحساس القوي بالشعور القومي لدى الكثيرين إلى أعلى درجاته واعتقد الكثيرون أن عصراً جديداً قد بدأ و وأن أولى خطوات الوحدة قد شُرع بها كما أنه طغى شعور كبير بالارتياح لهذه الاتفاقية باعتبار أنها تمت تحت رعاية كريمة من الرئيس بارزاني. لكن ما حصل هو أننا سمعنا في الإعلام وبعد عدة أيام من اللقاءات بين الحاضرين أن المفاوضات مستمرة وأن هناك خلافات كبيرة بين المتفاوضين وكأنهم لم يكتفوا بمفاوضات هولير 1 وهولير 2 !!!  كيف يمكن أن نرى كوباني تحترق وأهلها شُردوا وهم يتحدثون عن مفاوضات؟ و تسآلنا أيضا:هل هم أعداء حتى يتفاوضوا كل هذه الأيام؟ و على ماذا يتفاوضون؟ فهل يُعقل بعد كل هذه المآسي أن نتحدث عن مفاوضات وحصص وما إلى ذلك من أمور لا تخدم مصلحة الشعب الكوردي بشيء ؟
ما يهم في الأمر، أنه بعد جولات من المفاوضات تم التوقيع على الاتفاقية و زاد الحس القومي  والاندفاع و تولد الشعور بأن الكورد توحدوا وأن لا حدود جغرافية تمنع الأخ الكوردي من مؤازرة أخاه الكوردي في بقعة أخرى وتم التعهد بوحدة الصف الكوردي من قبل الموقعين والقول علنا أن مصلحة الشعب الكوردي قبل كل شيء وفوق أي اعتبار وأن الجميع في روجآفا سوف ينظرون بروح المسؤولية إلى ما تم الاتفاق عليه. لكن ما حصل هو أنه بعد كل هذا نجد أنفسنا اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر على توقيع هذه الاتفاقية أنه لم يتغير شيء وأن الموضوع تي تي، تي تي! بل حتى إن الوضع أسوأ حالاً من السابق لأنه فيما مضى كانت هناك هيئة عليا مقسمة تُعطى لها السلطة بمزاج وتُسحب منها بمزاج ولكنها كانت مناصفة. أما اليوم وبعد كل المفاوضات و الجولات لم يتغير شيئ، فقط استبدلوا الهيئة بمرجعية سياسية مهزوزة غاب ركنها الثاني عن أول اجتماع لها!
وهنا نتسأل كم يكلف المرء أن يكون صاحب كلمة ولو لمرة واحدة؟ كم يكلف الوطني والقومي أن يقول بكل شرف وكرامة لم أستطع فعل شيء وبالتالي أنسحب ولتكن المسؤولية على غيري ممن يدعي أنه قادر أن يفعل أكثر مني لهذا الشعب  و لهذه القضية؟ بعد هذه المهزلة  وصل الشعب الكوردي إلى مرحلة التفكير في الجواب على السؤال الأهم : مَنْ تَغَلَّبَ على مَنْ مِنَ الفُرقاء الكورد؟ أو بالأحرى من ضحك على من ؟ من السبب في إفشال كل محاولات التوحد ؟ لماذ لا يوجد توافق داخل الكتلة الواحدة ؟ بل حتى أحيانا داخل الحزب الواحد ؟ لماذا كل هذه كل هذه الرغبة في تشكيل تكتلات و أحزاب جديدة ؟ والمشكلة تكمن في أن من يروج لتشكيل هذه التكتلات وهذه الأحزاب هم نفس الشخصيات القديمة التي باتت غير صالحة للتسويق، فلا وجوه جديدة ولا برامج جديدة و عملية. فكل ما يصفونه بجديد هو قديم ولكن تحت مسمى أخر، يعني الموضوع باختصار هو داء الأنا و الانشقاق و ما أكثر الانشقاقات هذه الأيام !!!
 أمام كل هذه المعطيات وعندما يصل الكوردي إلى هذه المرحلة من الشتات و الضياع و عندما نقابل البعض و يقولون لنا لولا العيب لقلت أنني لستُ كورديا!!! ألا يُعتبر هذا إضعافاً للشعور القومي الكوردي ؟ لماذا يحاول البعض العبث بالشعور والمستقبل القومي لهذا الشعب؟ ألا يكفي ما فعله المستبدون سابقاً في عهد الديكتاتورية؟ من المسؤول عن دفع قسم من هذا الشعب إلى الاصطفاف الحزبوي البعيد عن المصلحة الكردية العليا؟ والسؤال الأهم يبقى رهن الإجابة:  من المسؤول عن إضعاف الشعور القومي لدى كورد روجآفا ؟
في النهاية لابد لنا من أن نذكر أن الموضوع لا زال في خانة الاتهام بإضعاف الشعور القومي لدى الشعب الكوردي في روجآفا ولم يصل بعد الاتهام بالعمل على أن يفقد الشعب الكوردي الشعور القومي فهذا أمر مستحيل لأن الشعب الكوردي شعب أصيل لا يمكن لأحد أن يُفقده قوميته والتاريخ شاهد على هذا. لذلك كله نقول هذا الإضعاف يمكن معالجته والفرصة قائمة، فقط ما يلزم هو العمل بروح كوردية بحتة، كما أن الأعداء كُثر و متربصون فعلى الجميع الحذر. ومن دافع قومي كوردي بحت ندعو جميع المعنيين من أحزاب ومنظمات وأفراد إلى التحلي بروح المسوؤلية وعدم العبث بمصير الشعب. والعتب واللوم موجه خاصة إلى قيادات الأحزاب لأن قواعد الأحزاب في غالبيتها غير راضية عن قيادتها وهذه حقيقة لا يُمكن إنكارها. وإذا لم تتحرك القيادات بمسؤولية فقريبا سوف يأتي اليوم الذي ستتحرك فيه هذه القواعد وتقلب الطاولة على الجميع. و نُضيف، من لم يقدم أي إنجاز حتى الأن أو قدم شيء ولكنه يشعر بأنه لا يستطيع فعل المزيد والتضحية أكثر فعليه الانسحاب وترك الساحة لغيره من المؤهلين القادرين. فالتاريخ لن يرحم، وما لا تستطيعون فعله أو كسبه اليوم لا تحرموا منه الأجيال القادمة من الأمة الكوردية. فكل جيل له حق محاولة كسب ما يسعى الكورد إليه منذ زمن فلا تسلبوهم حق الوصول إلى الهدف المنشود في المستقبل، ربما بوسائل و ظروف أفضل. لا تورطوا الشعب الكوردي في أمور أنتم تعلمون بأنها ليست في مصلحته بحجة أن هذا أفضل الممكن. حقوق الشعب الكوردي معروفة حتى للأطفال ولا يمكن التفريط بها تحت أي مُسمى…

 

د. محمد حسن 

 

دكتواره في القانون الدستوري من جامعة باريس II
ماجستير في القانون الإداري من جامعة مرسيلياIII
E-mail: mdmefrin2013@gmail.com
13/1/2015

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…