أيَّةُ سِياسَة يتَّبِعُهَا مُثقفُو شعُوبنا لتسيير حياة شعُوبهم وللمُضيِّ بهم للمُستقبل.؟

خليل مصطفى 
أوَّلاًــ قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَـا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْـرِجْ قَـوْمَـكَ مِنَ الظُّـلُمَـاتِ إِلَـى النُّـورِ. إبراهيم/آية 5 + إنَّ اللهَ لَا يُغيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ. الرعد/آية 11).
ثانياًــ قال سيدنا علي (عليه السَّلام): ( أَسْعَدُ النَّاسِ العَاقِلُ المُؤْمِنُ. + الكَيِّسُ مَنْ أَحْيَا فَضَائِلَهُ وأَمَاتَ رَذَائِلَهُ بِقَمْعِهِ شَهْوَتَهُ وهَوَاهُ.).
ثالثاًــ قال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي (رحمه الله): ( إِننا نقرأ، ويجِبُ أنْ نقرأ لنُدْرِكَ الحقيقة، ثُمَّ نتعامَلُ مَعَهَا.).
رابعاًــ قال (سعيد قديح): ( ليست الثقافة أن تقول شيئاً جميلاً، وتعمي غيرك بنورك الذي تملكه، إنما أن تكون أنت النور الذي يجعل غيرك يهتدي بخير ما تملكه.).
خامساًــ قال (يوسف إدريس): ( الثقافة هي المعرفة الممزوجة بالكرامة، التي لها إشعاعها الخاص، تلمحه في بريق العيُون ووضاءة الجبهة وجلال العقل ونصاعة الموقف، هي الإشعاع الذي يكشف الزيف ويصارع التلفيق ويضرب المخاتلة.).
سادساًــ قال (علي عزت بيجوفيتش): ( الثقافة تنوُّر وتحتاج إلى تأمُّل. ووسائل الثقافة هي الفِكْرُ واللغة والكتابة. والإنسان هو حامل الثقافة. الثقافة هي تأثير الإنسان على نفسه، هي الخلق المُستمِرُّ للذَّات، معناها الفنُّ الذي يكون به الإنسانُ إنساناً.).
سابعاًــ يقول (المثقفُ الحُر):
1ــ يُفترض بمُثقفي شعُوبنا المُعاصرين قد قرؤوا عن عصر الثقافة الإنسانية لمثقفي أوروبا (عصر التَّنوير) زمن الكاتب والمُفكِّر جان جاك رُوسُّو، الذي كان يُؤْمِنُ بالعناية الإلهِيَّة ويُحِبُّ الفضائِل الوطنيَّة ويتحمَّسُ للعدالةِ والحُريَّة، وُبغِضُ الكذِبَ والفسَادَ. ولأهمية كتابات رُوسّو وتأثيرها على أفكار الناس (في زمانه) كان الزَّعيم الشَّعبي الفرنسي (ماراه) يتجوِّل في شوارع باريس فيتوقَّفُ أمام تجمعات الفرنسيين ليقرأ لهُم عِبارات رُوسَو (كتاب: إنجيل الثورة/لرُوسَو). قال نابليُون بونابرت: ( أن الثورة الفرنسيَّة لم تكُنْ مُمكِنة الحدوث لولا جان جاك رُوسَو). لنُدْرِكَ الحقيقة، ثُمَّ نتعامَلُ مَعَهَا.
2ــ يقول (أهل المعرفة): { السِّياسَة هي: مجموعة من الإجراءات والطرق (المُؤثرة بشكلٍ مَّا على المُحيطين بمُختلف الفئات) المُتَّبعة التي يتم استخدامها مِنْ أجل اتخاذ القرارات (الهامة والمصيرية)، حتى يتم بناءً عليها استكمال تسيير حياة المجتمعات البشرية، والمُضي في الخطوات القادمة.}.
3ــ وعليه (أعلاه): فإنهُ من المفترض أن مثقفي شعُوبنا (القارئُون) قد أدركوا الحقائق.؟ ومن المُفترض (أيضاً) أنهُم يتعاملوا مع الحقائق.؟ ومن المُفترض (أيضاً) أن تكُون الحقائق أساساً لتعاملهم مع الآخرين.؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…