روحاني وأمامه طريق مسدود بالعقوبات

هدى مرشدي ـ كاتبة ايرانية 
بعد يوم واحد من فرض الجولة الأولى من العقوبات، أطل روحاني المخادع وأعلن مستخدمًا سياسة الهروب إلى الأمام أن مثل هذه العقوبات لا داعية للقلق وعلّل غيابه لعدة أيام وعدم الاستجابة لرسائل وتحذيرات النواب وهو في موقف دفاعي ضعيف، بالأسباب التالية:
«في بعض الأحيان لا يمكن طرح بعض القضايا في المقابلات. إني لا أستطيع طرح بعض الملفات في المقابلات وفي الحقيقة صعب عليّ أن أتحدث عنها ولكن في المجلس وعندما يطرح نائب عليّ سؤالًا أستطيع التطرق إلى القضايا بأريحية أكثر». ثم وردًا على العقوبات قال إن أمريكا ستندم على هذا الإجراء. 
وعقب تصاعد موجة الاحتجاجات خلال الأسبوع الأخير، وخاصة غليانها بين الشباب والنساء والطلاب وسائقي الشاحنات الذين يهتفون شعار «الموت للدكتاتور»، ومضي الشارع الإيراني في حالة فوران وغليان إلى الأمام لرفض نظام ولاية الفقيه برمته، حاول الملا روحاني في تصريحاته، التستر على مشاعر «الخوف من السقوط» وقال «هذا النظام قوي وباعتقادي نظامنا اليوم هو أقوى من أي زمن آخر» في محاولة منه لوضع بلسم على جرح تساقط عناصر النظام. 
روحاني بصفته رئيسًا لنظام الجهل والجريمة الذي فرض سلطته منذ قرابة 40 عامًا على الشعب الإيراني والمنطقة، حاول في موقف دفاعي أن يظهر نظامه «مدعيًا» على العقوبات الأمريكية الواسعة وطرح بشكل يثير الضحك، قضية الصراع بين إيران والحكومة الأمريكية منذ العام 1953 وقال: «اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة، سنتحدث معها حول الغرامات التي يجب أن تدفعها لإيران منذ العام 1953. أمريكا مدينة بإيران. يجب أن تعتذر وتدفع الغرامة!».  
ولكن الثقل الأكبر من حديثه كان الاشارة إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية باعتبارها القوة المنظمة لإسقاط النظام. المنظمة التي تخوض نضالًا منذ 50 عاما وقدّمت 120 ألف شهيد على درب حرية الشعب الإيراني ويتمثل هذا النضال في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورمزه السيدة مريم رجوي بمشروعها المقدم للعالم والمجتمع الإيراني من 10 مواد.
المقاومة التي جرّبت سنوات السجن والتعذيب والإعدام في النضال ضد خميني بعد الثورة في العام 1979 في إيران، ترى في المشهد الإيراني الحالي، معاقل ومراكز العصيان الطريق الوحيد للانتفاضة وتكثير وحدات المقاومة داخل البلاد.  
وردًا على آخر مؤتمر موسّع للمقاومة في فيلبنت بباريس، لاسيما اعلان الشخصيات الأمريكية البارزة تأييدها للمقاومة الإيرانية، قال رئيس جمهورية نظام الملالي: «هؤلاء الذين يدلون بتصريحات صبيانية بشأن النظام ويجتمعون مع الإرهابيين فعليهم أن يعلموا أن زمرة المنافقين هي أبغض زمرة في التاريخ!…».
يجب أن نقول لروحاني الديماغوجي: لو كانت الحالة كذلك ولا خوف لحكم الملالي من هذه الزمرة الصغيرة التي لا تمتلك أي رصيد!، ما سبب الشكوى الرسمية التي قدمها الممثل الدائم للنظام في الأمم المتحدة بتاريخ 24 يوليو 2018 على حضور بعض الشخصيات الأمريكية السياسية في مؤتمر مجاهدي خلق في 30 حزيران في فيلبنت بباريس!!؟
إن تصريحات الملا روحاني تأتي في وقت ينهمك فيه آنصار هذه المقاومة داخل إيران، يوميا في نشاطات جريئة تحت نير القمع ليعلنوا للعالم وبوجه الدجال لهذا النظام و العناصر الرئيسية للنظام من أمثال روحاني وخامنئي، أن انتخابهم هو مريم رجوي.  
إن كلمة «الحرية» المقدسة، هكذا تسطّر على صفحات التاريخ الإيراني، بعذاب ومقاساة وبسالة أبناء إيران…

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف نيسان واعد بعد نسيان وتناس خرجت إلى السطح، ومن جديد، في أعقاب مؤتمر السادس والعشرين من نيسان عام 2025 في مدينة قامشلي، الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الكرد السوريين، أصوات ما فتئت منذ سنوات تنفث أحقادها ضد الكرد باسم قضايا زائفة. كما اعتادت هذه الأصوات أن تختبئ وراءه. إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على معاداة”…

د. محمود عباس حين تهتز الأرض تحت أقدام الأزمنة القديمة، وتبدأ طبقات التاريخ بالتصدع، لا يعلو إلا صوت أولئك الذين فقدوا البوصلة، أما الحكماء فيراقبون، لأنهم يعلمون أن كل ولادة جديدة تبدأ أولاً بصراخ الجاهلين، ولا يظهر صوت الجهالة فجأة، بل يطفو من ركام قرون لم تُصفّ حساباتها مع ذاتها. واليوم، كما أدركتُ وتابعتُ عن كثب، فإن نسبة…

زاكروس عثمان اعلن رئيس النظام السوري المؤقت ابو محمد الجولاني رفضه لمقررات كونفرانس وحدة الموقف والصف الكوردي, والذي عقد في قامشلو 26.04,2025, تجاوبا مع موقف الجولاني و توجيهات زبانيته ارتفعت سوية اصوات الشوفينيين والسلفيين العرب تؤكد رفضها لمطالب الكورد، داعين إلى معالجة القضية الكوردستانية من خلال إجراء استفتاء عام في سوريا، وعلى ضوء النتائج يحدد مصير الكورد، وقد يبدو…

نظام مير محمدي * حوالي ظهر يوم السبت الموافق 26 أبريل (نيسان)، وقع انفجار هائل في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس في محافظة هرمزغان، والذي يُعد أحد أهم وأكثر المراكز التجارية حساسية في إيران، مخلفًا أبعادًا واسعة من الخسائر البشرية والمادية. وبينما لم تُنشر حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 24 ساعة، معلومات دقيقة وموثوقة حول السبب الرئيسي للانفجار وحجم…