عفرين …. مدينة السلام

زهرة أحمد
 عفرين عروس كردستان الجميلة، الشامخة بأهلها وجبالها وزيتونها، لم تركع يوما للتاريخ ولا لغدر البعث، سجلت أمجادا معطرة في جبين المجد . عفرين الآن في صخب البازارات السياسية والصفقات اللامشروعة على آمال وآلام شعب صمد بعنفوان أمام كل أشكال الاستبداد . عفرين تئن تحت القصف المدفعي التركي، بعد تهديدات تركيا المستمرة بالاجتياح العسكري لعفرين، وطائراتها تقصف القرى باستمرار:
 شهداء وجرحى من المدنيين، وذلك بحجج واهية وغير مبررة لهذه الهجمة الطورانية على الشعب الكردي . من المعروف أن تركيا تستهدف من خلال عدوانها على عفرين تطلعات الشعب الكردي وحقه في الحرية والحياة الكريمة .
عفرين مدينة السلام، كانت ملاذا آمنا للنازحين السوريين من المناطق السورية الأخرى، هذا العدوان الذي تتعرض له عفرين يتم بمشاركة بعض الفصائل المسلحة التابعة لما يسمى بالجيش الوطني السوري وبمباركة من الائتلاف السوري الذي كشف عن عنصريته لتطلعات الشعب الكردي وقد جاء هذا التأييد من قبل الائتلاف على إيقاع تكبيرات فصائلها المسلحة  ” الله أكبر ” على جثث الأطفال في عفرين الصامدة، لينكشف زيف ادعاءاتها بتمثيلها للشعب السوري،  وهي تهلهل لقتل المدنيين الأبرياء من آهالي عفرين وهي في أحضان تركيا، ملتقية بمصالحها الشوفينية مع النظام بكل جرائمه البشعة .  لقدتركت هذه القوى الغاشمة كلاً من إدلب والغوطة و بعض المناطق السورية الأخرى تحت نيران النظام وتوجهت لإسقاط النظام في عفرين متناسية بأن بوابة الشام هي التي تحصن الأسد ورموزه المستبدة، وعفرين كانت في مقدمة المدن السورية التي نادت بإسقاط النظام ولا تزال، وغنت للحرية والسلام، لتكون الحضن الآمن للسوريبن الهاربين من قصف النظام الى قصف التركي فكانو بذلك على  رأس  أول قائمة ضحايا و شهداء العدوان التركي الذي يتباكى قادته  على الشعب السوري ويحضن المعارضة السورية ويتحكم بتوجهاتها محققا بذلك أهدافه المبطنة.
 سجل العلاقات التركية السورية لا تخلو من اتفاقيات سرية تعنون بعداوة علنية، حتى إذا كانت متعارضة مع ما تبقى من أهداف الثورة ليدفع الشعب السوري قرابين تللك المصالح، ويكون نصيبه الموت تحت القصف أو بوساطة الكيمياوي، والتشرد على الحدود وفي غابات الضياع وبحار الموت، وتناثر أشلائه في كل بقاع سورية .
 تركيا  تواصل تصدير مشاكلها الداخلية وطورانيتها خارج حدودها وهي صاحبة الصيت السيء بالنسبة لحقوق الانسان، لتكون حياة المدنيين الأبرياء من أهالي عفرين قرابين بازارات سياسية مع الدول ذات النفوذ التي تتقاسم البقية الباقية من سوريا المتشردة على خارطة المصالح الدولية وخاصة روسيا وامريكية .
تزامنا مع صمت المجتمع الدولي وتناسيه لأهم مواثيقه وعهوده المتعلقة بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، إذ رضخت قوانين السلم والأمن الدوليين التي تتباهى بها لمصالح الدول المتحكمة في سوريا، تناست لواجبها الدولي في حماية الشعوب المضطهدة، لتؤيد الأنظمة الاستبدادية وتخترق مواثيقها الدولية .
أمام هذا العدوان التركي والتخاذل الدولي لابد من إعادة ترتيب البيت الكوردي . عفرين بحاجة إلى توافق كردي – كردي سياسياً وعسكرياً، وإلى توحيد للخطاب السياسي الكردي يحمي بقوة المصالح القومية العليا للشعب الكردي من البازارات السياسية والصفقات المصالحية لدول تقتسم كردستان . عفرين بحاحة إلى وحدة صفها الكوردي وإلى مراجعة فعلية لسياسات التفرد وبناء جسور الثقة المتهدمة وزرع الأمل في روح الشعب الكردي الذي يئن منذ عقود كئيبة .
عفرين مدينة السلام كانت وستبقى شامخة كجبال كردستان .
 عفرين …. عاصمة السلام  وعنوان المحبة والسلام..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس   إن حملة وحماة القومية النيرة والمبنية على المفاهيم الحضارية والتنويرية لا يمكن أن يكونوا دعاة إلغاء الآخر أو كراهيته. على العكس، فإن القومية المتناغمة مع مبادئ التنوير تتجسد في احترام التنوع والتعددية، وفي تبني سياسات تعزز حقوق الإنسان والمساواة. ما أشرت (هذا المقال هو بمثابة حوار ورد على ما أورده القارئ الكريم ‘سجاد تقي كاظم’ من…

لوركا بيراني   صرخة مسؤولية في لحظة فارقة. تمر منطقتنا بمرحلة تاريخية دقيقة ومعقدة يختلط فيها الألم الإنساني بالعجز الجماعي عن توفير حلول حقيقية لمعاناة النازحين والمهجرين قسراً من مناطقهم، وخاصة أهلنا الكورد الذين ذاقوا مرارة النزوح لمرات عدة منذ كارثة عفرين عام 2018 وحتى الأحداث الأخيرة التي طالت مناطق تل رفعت والشهباء والشيخ مقصود وغيرها. إن ما يجري…

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…