زهرة رمضان
الى متى نبقى في دوامة الجهل والحرب رغم أن حروب العصر تدار من أجل الاقوياء في هذا العالم لكن بالنسبة للكثيرين لا مجال لهم سوى خوضها و هم الفقراء الذين يسعون في سبيل الحياة الكريمة فيعتقدون بأنهم المنتصرون في تلك الحروب التي يقدمون فيها أرواحهم من أجل الكرامة و الأرض و العرض لكن نتائج تلك الحروب محكوم عليها بالمزيد من الاستبداد و الاستعباد كون من يوقدها يوقدها من أجل مصالح دولاً كبرى أو من أجل اشخاص و عروش فيتكاثر اللصوص ليتكاثر معهم السكاكين التي لا تكون إلا على رقاب الفقراء و المساكين
الحرب قصة لا تنتهي وقودها دماء الأبرياء و تشتد كلما ابتعدت البشرية عن الإيمان بالله
كوننا نخاف من كل شيء فلا يجوز لنا التحدث عن الخيانة فهي مسالة بالغة التعقيد و كلٌ يعرفها حسب منطقه و حسب هواه و سياسته و حسب عاطفته و حسب خوفه و . . .
اليوم تارة مسموح لنا أن نقول عن بني جلدتنا بانه خائن لكن تارة أخرى لا يجوز كالرجل الذي يعطي الحرية لنفسه بالخيانة مع نساء المتعة لكن لا يعطي تلك الحرية لزوجته أو ابنته فإن فعلت إحداهن عملا لاإخلاقيا فهذا بنظر ذاك الرجل خيانة لا تغتفر بينما لنفسه ليست خيانة
في السياسة هناك من يبيع الوطن و الشعب لكن غير مسموح أن نقول عنهم خونة و هناك من يعيش عميلاً و يكبر متغذيا على العمالة لكن لا يجوز لنا أن نقول عنهم خونة
السؤال الغبي هل بني جلدتنا كلهم شرفاء ليس بينهم خائن ؛ و لا عميل و لا لص و لا متاجر بالوطن و لا بائع للشعب ؟
اذا كان جوابنا على سؤالنا الغبي هو بني جلدتنا كلهم شرفاء
إذن فلماذا نحن على اختلاف و لماذا مسموح للساسة أن يخونوا بعضهم البعض لدرجة اتفاقهم مع الأعداء و عدم اتفاقهم مع بعضهم و لماذا لا نستطيع فعل شيء سوى التصفيق لأهل السياسة رغم تخوينهم لبعضهم البعض حتى من يحملون السلاح يقبلون بتخوين الطرف الآخر أسوة بقادتهم لكننا كحياديين او لنقل كعامة الشعب ممنوع علينا تعريف الخيانة
هي عوجة و ستبقى عوجة مع ثقافة القوة و ثقافة العواطف و ثقافة الخوف الجهل التخوين. . .