حوار مع القيادي محمود صفو عضو المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا

Welatê me

أين موقع الحراك السياسي  الكردي  في سوريا في ظل المتغيرات المتلاحقة , و المد الديمقراطي , و ما تشهده الساحة العالمية و الإقليمية و الوطنية من مخاض ليس للسبات و الركود فيه  مولود … هل تواكب هذه الحركة تلك المتغيرات ..؟ …….الثاني عشر من آذار 2004 كانت انعطافه في المسيرة النضالية لشعبنا الكردي في سوريا, قراءتها  , تبعاتها , استحقاقاتها , …..

ثم إعلان دمشق كائتلاف وطني ..

أهميته  من حيث دور الكرد في التغيير الديمقراطي المطلوب سورياً , إزالة آثار الراسب الفكري العروبي الشوفيني , الاسلاموي الانحرافي , و آثار التضليل و التشويه اتجاه القضية الكردية العادلة , و تفهم أوساط ديمقراطية و وطنية لعدالة هذه القضية سورياً ,……..
–   التشرذم : أسبابه , تبعاته , آثاره السلبية , … إسقاطات لا ديمقراطية السلطة على الحالة السياسية الكردية ….

غياب الشارع الكردي كحاضنة للحراك السياسي الكردي , في صياغة القرار السياسي الكردي , هل هو غياب عن الشأن العام أم تغييب ؟ 
–       ترتيب البيت الكردي ….

كلها قضايا ملحة تستوجب الحلول .
مواضيع و قضايا كثيرة طرحت من خلال أسئلة على السيد محمود صفو عضو المكتب السياسي  للحزب اليساري الكردي في سوريا .

بدايةً تعريف لقراء موقع welatê me   بشخصكم الكريم …من هو محمود صفو ؟    

محمود صفو بن خلف من مواليد قرية النجف ( قلدومان ) 1963م  متزوج وزوجته مكتومة القيد وله أربع بنات وولد واحد ، ترعرع في بيئة فلاحية فقيرة ، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية ومن ثم تابع دراسته الإعدادية والثانوية في مدينة ديريك.
تحت تأثير المراهقة السياسية لم يكمل دراسته كون مشاعره وأحاسيسه كلها مرتبطة بالمسائل السياسية والتحق بالحركة السياسية وتحديداً انتسب إلى صفوف الحزب اليساري الكردي في سوريا في عام 1978م  وكان في بداية شبابه وتابع نضاله في الحزب وتدرج في هيئاته التنظيمية الدنيا وهكذا استمر في النضال السياسي حتى اندلاع الانتفاضة الكردية الباسلة في كردستان العراق في بدايات عام 1991 م ونتيجة لظروف خاصة لسنا بصدد ذكرها هنا التحق بصفوف قوات البيشمركه للاتحاد الوطني الكردستاني وهناك نال شرف صفة كادر سياسي وصفة مسؤول عسكري ضمن قوات الجبهة الكردستانية في زاخو …وبعد ثلاث سنوات عاد إلى الوطن وتابع المسيرة مع رفاقه أعضاء الحزب اليساري الكردي في سوريا ، وانتخب بعدها عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر التاسع للحزب ومن ثم عضواً للمكتب السياسي في المؤتمر الحادي عشر للحزب عام 2003م وسجن مرتين لاسباب سياسية ولفترة لا تتجاوز الأربعين يوماً .
ويقدم نفسه هاوياً في المجال السياسي ومازال مستمراً في النضال من اجل إزالة الاضطهاد القومي والطبقي بحق الشعب الكردي في سوريا رغم كل الصعوبات و العقبات التي وقفت ومازالت تقف في طريقه سواء كانت من الناحية الأمنية او من الناحية الاجتماعية وحتى من الناحية المالية ، والجدير بالذكر انه يعمل الآن حمالاً  في مركز الحبوب في مدينة ديريك ومنذ سنين طويلة و يفتخر بعمله هذا وله الشرف أن يكسب قوت عائلته من عرق جبينه .

الأستاذ محمود صفو عضو المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا.

 نشكركم على استجابتكم لاجراء هذا الحوار الذي نتمنى ان يكون صريحاً و شفافاً في البداية نسألكم كمناضل في صفوف الحركة الوطنية الكردية  في غرب كردستان… كيف ترون وضع الشعب الكردي في هذا الجزء…؟   وكيف تقيمون نضال حركته القومية الديمقراطية…؟

بدايةً أنا بدوري أشكر جميع العاملين في موقعكم الإلكتروني ( welatê me) على إتاحتكم لي هذه الفرصة لأعبر عما بداخلي وبكل صراحة وشفافية عن واقع الحركة الوطنية الكردية الديمقراطية في سوريا وعن وضع ومعاناة الشعب الكردي في سورية هذا الشعب الأصيل الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ مئات السنين والذي عانى و ما يزال يعاني الظلم والاضطهاد من قبل الأنظمة والحكومات المتعاقبة على دفة الحكم منذ اتفاقية سايكس  – بيكو 1916م  والتي تمت بموجبها تقسيم كردستان للمرة الثانية عبر التاريخ إلى أجزاء أربعة حيث ألحق هذا الجزء من كردستان بسوريا والجدير بالذكر أن الشعب الكردي في سوريا قدم تضحيات جمة في سبيل استقلال البلاد وازدهاره وناضل عبر التاريخ جنباً إلى جنب مع أخوته العرب وباقي مكونات المجتمع السوري لحماية الوطن من كل مكروه فبدل من أن يكافئ هذا الشعب الأصيل والوفي بعد الاستقلال اشتدت حياله وتيرة الظلم والاضطهاد والاستبداد ونفذت بحقه مشاريع وسياسات عنصرية وشوفينية كمحاولة للنيل من كيانه القومي والقضاء على طموحاته ولكنهم لم يفلحوا في ذلك بل على العكس بدأ الشعب الكردي في سوريا تنظيم قواه وتجميع طاقاته النضالية في حركة قومية وطنية و ديمقراطية الهدف من تأسيسها النضال من أجل تأمين حقوقه القومية والديمقراطية وإزالة كافة المخططات والسياسات التي طبقت بحقه .


أما بالنسبة لسؤالكم عن نضال الحركة الكردية في سوريا في المرحلة الراهنة : أعتقد أنه لا يوجد هناك تنظيم كردي واحد في سوريا راضٍ عن وضع حركته الوطنية ولا يوجد هناك شخص وطني كردي واحد في سوريا راض عن وضع حركته وهذا أمر مؤلم حقاً ومؤسف بنفس الوقت  ويبعث ليس فقط على التشاؤم و إنما إلى فقدان نوع من الثقة والطمأنينة لدى أوساط واسعة من الجماهير الكردية في سوريا لأن حركتنا تعيش في أزمة عميقة وشبه شاملة ( أزمة التنظيم ، أزمة البرامج ، أزمة الرؤية السياسية الواضحة ، أزمة القيادة الجادة والصادقة مع قواعدها وجماهيرها ) ….الخ .

 المحاور : عذراً على المقاطعة لماذا هذه النظرة التشاؤمية وما هو الحل للخروج من هذه الأزمة ؟ :

نعم أنا لا أريد أن أدعو أحزاب الحركة وكل الوطنيين الكرد إلى المزيد من التشاؤم واليأس بل أريد أعطاء الصورة الحقيقية للحالة القائمة التي نرفضها وننتقدها بشدة لأنها حالة غير صحية وغير فعالة و أطالب جميع الخيريين أيضاً أن يرفضونها والقصد من هذه الدعوة تبيان الواقع كما قلت والعمل الجاد من اجل تغييره لان عدم الرضا عن وضع معين يجب أن يقود إلى تغييره حتماً خاصة إن الأمر لا يتعلق بشخص معين و  إنما بشعب بكامله ,بقضية بكاملها , بحركة وطنية تتبنى قضية عادلة و إنني على ثقة تامة بأن الشعب الكردي في سوريا بكل وطنييه وتقدمييه وديمقراطييه وكل مناضليه يرفضون هذا الواقع ولا يقبلون به وهذه الأزمة التي تعاني منها حركتنا السياسية ليست قدراً حتمياً بلا حلول.
 صحيح… إن هناك خلافات في الرؤية وفي أسلوب النضال وان بعض هذه الخلافات عميقة وبعضها سطحية وبسيطة ولكن في النهاية يمكن معالجتها إذا توفرت الرغبة الصادقة والجادة وعدم التشبث بالرأي وعدم الانطلاق من الأنانية الحزبية الضيقة لذلك على جميع فصائل الحركة الكردية في سوريا أن تعي جيداً إن ساحة العمل الوطني الكردي في سوريا هي لكل الأحزاب ولا يمكن لاحد أن يتفرد بها ومن هنا تنبع ضرورة العمل المشترك والتفكير المشترك بقضايا الساحة علماً أن لكل فصيل جهوده ووجهة نظره ودوره الخاص به ولكن وضع ساحتنا يتطلب جهوداً جماعياً وتعاملاً ديمقراطياً سليماً واحتراماً متبادلاً للرأي والرأي الآخر لان جزاً هاماً من هذه الأزمة نابع أساسا من انعدام التعامل الديمقراطي بين فصائل الحركة وحتى نتجاوز هذه الأزمة لابد لنا :
1-  أن نعترف بإن الهيئة العامة للجبهة والتحالف ولجنة التنسيق لا تلبي طموحات الشعب الكردي في سوريا بصيغها الحالية وبأطرافها الحاليين لان هناك أحزاب وقوى كردية أخرى خارج هذه الأطر لهم دورهم ولم رؤيتهم السياسية والنضالية الخاصة بهم .
2-  تأمين حوار شامل تشترك فيه كل الأحزاب الكردية دون إقصاء لاحد وبعيداً عن ظاهرة الاستعلاء وبشكل ديمقراطي يقدم فيه كل طرف تصوراته ورؤيته ويقدم مشاريعه وبرامجه ليتمكن من خلال ذلك إيجاد مرجعية كردية تحت أي اسم كان ليس مهماً ولكن المهم هو أن تلتئم تحت سقفها جميع أطراف  الحراك السياسي الكردي في سوريا أو الأغلبية الساحقة من الفصائل وممثلي باقي فئات الشعب الكردي في سوريا .
3-   دراسة جديدة لمتطلبات المرحلة ومراجعة كل شيء (برامج ، أسلوب النضال السياسي ، القرارات ).
4- التركيز على ساحة عملنا الرئيسية وعلينا أن لا ننسى بأننا شعب كردي نعيش في هذا الجزء على أرضنا ولنا خصوصيتنا الخاصة بنا وهذا لا يعني قطعاً أن نتجاهل بقية أجزاء كردستان وما يمليه علينا الواجب القومي تجاهه .
5- التمسك الفعلي بالثوابت القومية وعدم التفريط بها واعتبار بأن القضية الكردية في سوريا هي قضية أرض و شعب .
6- تعزيز العلاقات النضالية مع فصائل الحركة الوطنية والتقدمية والديمقراطية في البلاد والتكاتف معها من اجل التغيير السلمي الديمقراطي  والوقوف أمام توجهات العنصرية والشوفينية بصلابة  لتتفهم تلك القوى وجماهير الشعب السوري عدالة قضية شعبنا المضطهد وليفهم الجميع السلطة الحاكمة والمعارضة الوطنية والديمقراطية في آن واحد أن الذي يقف في وجه طموحات الشعب الكردي في سوريا لا يخدم المصالح الوطنية العليا .

بعد التغيرات الواسعة والملفتة للنظر في العالم وتأثيراتها على واقع الحركة الكردية.

هل استطاعت الحركة الكردية في غرب كردستان أن تقرأ محتوى هذه التغيرات بشكل جدي… وهل استطاعت أن تستفيد من هذه التطورات ؟

إن الحركة الكردية هي جزء من الحركة الوطنية الديمقراطية في سوريا وبالتالي فهي جزء من الحراك السياسي العالمي لهذا كان من المفروض أن تستفيد من التطورات والظروف الدولية والإقليمية الجديدة وأن تتأثر بالمتغيرات والمستجدات التي حصلت في العالم وفي المنطقة خصوصاً بعد العقدين الأخيرين أي بعد انهيار وتفكيك منظومة الثورة العالمية بروافدها الثلاثة ( الدول الاشتراكية وعلى رأسهم الاتحاد السوفياتي ، الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم ، الأحزاب والحركات التحررية الديمقراطية في العالم ) وسيطرة سياسة القطب الواحد على القرارات والمؤسسات والمنظمات الدولية وانتشار مفاهيم العولمة بكافة أشكالها وظهور ثورة تقنية هائلة مرادفة لها وبروز وضع دولي جديد على الساحة تم بموجبه التحرك تحت مسميات عدة تارة باسم قضايا مكافحة الإرهاب ونشر مفاهيم الديمقراطية وتارة أخرى باسم حماية حقوق الإنسان ومساندة مؤسسات المجتمع المدني بالرغم من هذا وذاك لم تستطع الحركة الكردية في سوريا أن تستثمر هذه التطورات الهائلة وان تتجاوب مع تلك المتغيرات بالشكل المطلوب فبدلاً من أن تتطور الحركة وان تتجدد في أسلوب نضالها السياسي لتتفاعل مع متطلبات المرحلة وان تتحد وتجمع قواها التنظيمية وان تتهيأ نفسها لأي ظرف دولي أو إقليمي أو حتى وطني طارئ على النقيض أنتابها المزيد من التشرذم والانشقاقات وبلغت الأنانية الحزبية ذروتها وتبعتها حروب كلامية وصلت إلى حد المهاترات والاتهامات و ألتهت معظم أحزاب الحركة بالأمور الثانوية مما أبعدتها عن جوهر نضالها السياسي ألا هو النضال من اجل إزالة الاضطهاد القومي والطبقي بحق الشعب الكردي في سوريا وتأمين حقوقه القومية والديمقراطية وأدت هذه إلى نوع من التنافر والتباعد وفقدان الثقة بين الجماهير والحركة إلى أن جاءت أحداث الثاني عشر من آذار عام 2..4م  في مدينة قامشلو والهبة الجماهيرية الشعبية العفوية الباسلة والتي كانت حقاً نقطة انعطاف في تاريخ الشعب الكردي في سوريا وحركته الوطنية والديمقراطية والتي أعطت الحركة مادة منشطة قوية و أعادت إلى جسدها روح المثابرة والنضال لفترة من الزمن ولكن و للأسف الشديد سرعان ما (رجعت الحليمة إلى عادتها القديمة ) مع الحفاظ على بعض المسائل الإيجابية ألا وهي تشكيل الهيئة العامة للجبهة والتحالف وطرح رؤية سياسية متواضعة من قبل الإطارين والإسهام من قبل بعض الأحزاب في بناء أئتلاف وطني سوري معارض متمثل بإعلان دمشق للتغير السلمي الديمقراطي وطرح فكرة مشروع وطني كردي سوري وهنا علينا أن نستدرك المسألة بشكل جيد وان نستفيد من تجربتنا الحديثة وان نعمل سوية لتجميع قوانا في إطار سياسي واحد وان نوحد خطابنا السياسي لان ذلك سيعزز ثقة جماهيرنا بنا وسيزداد ثقته بنا ( اقصد الحركة ) سيكون عامل قوة لنا في أي حوار مع السلطة في المستقبل – إن حصل _ و كذلك الأمر بالنسبة  لقوة قرارنا في المعارضة الوطنية الديمقراطية السلمية .

إذاً علينا أن نتجنب العودة إلى مرحلة ما قبل 12 آذار 2..4 م  بكل معانيها وإشكالياتها .

اليوم هناك مشاريع عدة وخاصة مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد تطرح بقوة من قبل الدول والقوى الدولية ذات القرار وتقال أن خارطة العالم وخارطة الشرق الأوسط سيتغير  كيف تقيمون هذه المسألة وما مدى تأثيرها على وضع الحركة الكردية في غرب كردستان  ؟ 

نعم … بعد أحداث11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية ( تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك و مبنى البنتاغون في واشنطن ) وتداعيات الحرب على الإرهاب المتمثل في حركة طالبان بأفغانستان ومنظمة القاعدة من قبل قوات التحالف الدولي وبعدها احتلال العراق في عام 2..3 م  من قبل تلك القوات وبمساعدة المعارضة العراقية آنذاك والذي تم بموجبه الإطاحة بالنظام الديكتاتوري في العراق ، طرحت وقتها مشروعاً تحت يافطة ( الشرق الأوسط الكبير ) وبعد حرب 12 تموز  الذي اندلع مؤخراً بين إسرائيل وحزب الله في لبنان أطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس مشروعاً سياسياً جديداً ( الشرق الأوسط الجديد ) فجذب هذا المشروع انتباه العالم وخصوصاً الوسط السياسي وتناوله وسائل الأعلام المختلفة فالكل تساَلوا عن مضمون هذا المشروع وماذا سيترتب عليه وكيف سيتم تنفيذه وكلها أسئلة مشروعة عن ماهية الشرق الأوسط الجديد وتداعياته على الوضع القائم في المنطقة …وهنا أريد العودة إلى الماضي قليلاً وخصوصاً أثناء فترة الحرب العالمية الأولى 1914-1918 م وان نستخلص من ذلك العبر وكيف إن دول الحلفاء المتمثلة ( بريطانيا ، فرنسا ) انتصروا في الحرب وبحكم قوتهم وسيطرتهم على القرار الدولي في تلك الفترة التاريخية قاموا بتوزيع تركة ( الرجل المريض ) وقسموا المنطقة على هواهم وحسب مصالحهم إلى مستعمرات ودول و إمارات ….وكانت اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور و……
   من تداعيات تلك الانتصارات ، ومع مرور الزمن ولنشوء ظروف دولية جديدة وحرب عالمية ثانية وتداعياتها تحررت هذه الدول وتلك من نير الانتدابات الاستعمارية وتشكلت في العالم قطبين أساسيين وهما المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبعد صراعات سياسية ومباريات اقتصادية بين القطبين دامت اكثر من أربعة عقود انهار المعسكر الاشتراكي وتفكك نتيجة لسياسات خاطئة – لست هنا بصدد شرحها – واستلم المعسكر الرأسمالي بزمام الأمور وطافت على السطح وضع دولي جديد وبدأت تنكشف شيئاً فشيئاً رموز المعادلة ، فالولايات المتحدة الأمريكية بحكم قوة قرارها الدولي ولحماية مصالحها في السيطرة على خيرات المنطقة و إرضاءً لحلفائها ترغب في تغيير الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة لتتمكن من بسط نفوذها على المنطقة وبرأي إن الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط مهيأ لتمرير هكذا مشاريع ومخططات …

المحاور : لماذا …..وكيف … ؟

لان الطرف الثاني في المعادلة ( أي شعوب المنطقة ) إرادتهم مسلوبة من قبل الأنظمة الاستبدادية والقمعية و لا حول لهم ولا قوة ، فالأنظمة هم الذين يتحملون المسوؤلية تاريخياً ، لذلك على الأنظمة والحكومات في المنطقة أن تعيد النظر في سياساتها وقوانينها ,وحتى تتمكن من الوقوف في وجه هذه المشاريع عليها القيام بما يلي :
1- حل المشاكل الداخلية بجدية وسد المنافذ بإشاعة الديمقراطية واحترام شعوبها وعدم التمييز بين المواطنين على أساس العرق أو الدين أو الجنس .
2- حل القضايا القومية في المنطقة حلاً ديمقراطياً عادلاً ومن ضمنها قضية الشعب الكردي  .
3- الغاء حالة الطوارىء والاحكام العرفية وإطلاق الحريات العامة ( حرية الرأي ، حرية الصحافة ، إيجاد قانون عصري للأحزاب ، حرية التظاهر …).


4- تحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية بتوزيع الموارد الوطنية توزيعاً عادلاً و إيجاد فرص العمل للجميع دون تمييز .
5- تداول السلطة سلمياً وذلك عبر صناديق الاقتراع …
6- فصل السلطات و سيادة القانون.
و أما بالنسبة للحركة الكردية في سوريا ومدى تأثرها بهذا الوضع ، علينا أن نعي جيداً كيفية التعامل مع متطلبات المرحلة وان لا يغيب عن بالنا أبداً بأننا في مرحلة التحرر القومي لذلك على الحركة أن لا تخلط الأوراق وان تستفيد من تجاربها التاريخية وعليها ألا تقبل بأي شكل من الأشكال أن تكون راس حربة لهذا أو درعاً واقياً لذاك .

أنتم كطرف في إعلان دمشق ما هو ردكم على  الذين يقولون بأن إعلان دمشق لا يرى بأن الكرد هم شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية…؟

بعد صدور بيان إعلان دمشق في 16/1/2005م والاستقطاب الهام الذي خلقه ، ظهر موقفين فيما يتعلق بقضية الشعب الكردي في سوريا ، موقف كردي انتقد
الإعلان ورأى بأنه قد حدد حقوق الكرد بحق المواطنة وموقف عربي رأى بأن الأكراد مسيطرون على الإعلان وانهم حصلوا فيه على سقف حدود عالية ، واستحضر بعضهم التجربة العراقية وقال آخرون بأن الأكراد سيحكموننا ، وعلى ما يبدوا فان أصحاب الموقفين مختلفان في المضمون ومتشابهان في الشكل وكل منهم يغني على ليلاه ، ولكن لكلا الطرفين نقول إن وثيقة إعلان دمشق ليست برنامجاً سياسياً لأي من الأحزاب الموقعة عليها ونصوصها ليست مقدسة ويمكن تعديلها وتطويرها نحو الأفضل في أي وقت انسجاماً مع ضرورات العمل الوطني ومراحل مسيرته وانه أمر طبيعي عندما تسعى قوى عديدة لبناء تجمع كبير من اجل هدف كبير وسامي هو التغيير السلمي الديمقراطي في سوريا أن يقدم كل طرف على بعض التنازلات لأنه بدون ذلك لا يمكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق …..

وبالرغم من ذلك كله نقول لهؤلاء إن هناك بند واضح وصريح بخصوص قضية الشعب الكردي في سوريا وهو ( إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا بما يضمن ….الخ ) ومعروف للجميع بأنه لا يوجد هناك قضية من دون شعب ولا يوجد هناك شعب من دون ارض ، وهنا أريد أن انوه إلى شيء وهو حتى الآن لم توضع البرنامج السياسي لاعلان دمشق وليطمئن أبناء الشعب الكردي في سوريا بأن الأحزاب الكردية المنضوية تحت سقف إعلان دمشق لا يمكن لأحدها التفريط بالثوابت القومية لان التاريخ لن يرحم أحداً ، فمهما يكن ورغم كل النواقص اعتقد إن مشاركة الأحزاب الكردية في بناء إطار ديمقراطي وطني سوري معارض سلمي شيء يستحق التقدير والمساندة .

نعم… كلنا نعلم بأنه في السنوات الأخيرة ظهر تقدمٌ ملحوظٌ في أوساط الإعلام و الصحافة.

أترى هل… استطاعت الحركة الكردية بشكل عام و الحزب اليساري بشكل خاص أن تخطوا بخطوات تلائم هذه التطورات الإعلامية المتسارعة…؟

ما المقصود بجملة ( بشكل عام ) هل تقصد إعلام الحركة الكردية في سوريا أم الحركة الكردستانية ….

المحاور : الاثنين معاً بالإضافة إلى إعلام حزبكم …

نعم … معلوم لدينا جميعاً أن الإعلام بكل  أنواعه ( المرئي ، المسموع ، المقروء ) بحاجة إلى مناخ ديمقراطي حقيقي وحرية تامة حتى يتمكن من التطور والازدهار بشكل عام ….

أما بالنسبة لاعلام الحركة الكردية في سوريا ينحصر في مجال الصحافة فقط والصحافة في سوريا بشكل عام غير حرة وغير مرخصة لذلك نجد بأن صحافة الحركة الكردية في سوريا بالإجمال صحافة ضعيفة ومحصورة إذا ما قيست بالصحافة الحقيقية ويعود السبب إلى :
1- أن الصحافة الكردية هي صحافة أحزاب محظورة تطبع سراً وتوزع سراً .
2- إن الصحافة القوية تحتاج إلى إمكانات مادية كبيرة  وهو أمر فوق طاقة الأحزاب الكردية في سوريا.


3- عدم وجود مناخ ديمقراطي يساهم في ازدهار الصحافة .
4- قلة حجم الكادر الصحافي الحقيقي فالذين يكتبون في هذا المجال هم على الأغلب سياسيون و متعلمون عاديون ومثقفون فقط …بينما بالنسبة لوسائل الإعلام في الأجزاء الأخرى فان الحركة الكردستانية استطاعت في الفترة الأخيرة أن تخطوا بخطوات لا بأس بها في هذا المجال وقد بدأت مرحلة جديدة بالاستفادة من الظروف الدولية والإقليمية ومن منجزات الثورة العلمية والتقنية في العالم فتمكنت الحركة الكردستانية من بناء عدة اقنية تلفزيونية فضائية إلى جانب اقنية محلية كثيرة في كردستان العراق ، ولدى الحركة الكردستانية الديمقراطية عدد لابأس بها من محطات البث الإذاعي وهناك عشرات من المواقع الإلكترونية عبر الانترنيت , ولخصوصية الحالة في كردستان العراق يتم فيها إصدار اكثر من 100 صحيفة ومطبوعة يومية وشهرية وهي قفزة هامة وكبيرة  تستحق كل التقدير فالكادر الإعلامي الكردي بشكل عام إذا تهيأ له الظروف المناسبة سوف لن يكون اقل شاناً من غيره .

المحاور : لم تتحدث عن إعلام الحزب اليساري تحديداً …؟

نعم ….الحزب اليساري جزء من الحركة الكردية الديمقراطية في سوريا وبالتالي إعلامه يعيش الظروف نفسها التي يعيشها  إعلام بقية أطراف الحركة ….إذاً فهو إعلام ضعيف ومتواضع جداً مقارنة بما فيه سبل الإعلام و وسائله و أشكاله من تقنية عالية و ثورة حقيقية على صعيد المعمورة ,  وبالتالي فهو غير مرض لانه لايلبي من الناحية الإعلامية طموحات الشعب الكردي في سوريا على اكمل وجه سيما و أن التقنيات الحديثة في هذا المنحى قد دخلت كل دار .

المؤتمرات محطات مهمة في حياة الهياكل التنظيمية  بما لها من سلطات في تغيير و تطوير و تبديل البنى الأساسية  للتنظيم ( برامج , هياكل , آليات عمل , وجوه …..) ….كيف تقيمون المؤتمرات في حالة الحراك السياسي الكردي في سوريا ….؟

قبل كل شيء أنا لا أعقد آمال كبيرة على انعقاد أغلبية مؤتمرات الحركة الكردية في سوريا ولا أولي هذا الاهتمام البالغ لانعقاد مؤتمر هذا الحزب أو ذاك .

لان مؤتمراتهم على الأغلب لايقدم ولا يؤخر من طبيعة تقييم المرحلة بشيء ، بقدر ما يكون انعقاده مجرد تجمع حزبي للمعاتبة والمصالحة بين القيادات وعرض طاقات كل مجموعة أو كتلة بما تملك من قوة حزبية وذلك من خلال إسقاط فلان لحساب علان و أستطيع أن أقول بإيجاز  و بكل أسف شديد  إن انعقاد مؤتمرات اغلبيه أحزاب الحركة الكردية في سوريا تأخذ الطابع الروتيني أي تعقد كل أربعة سنوات مرة مع تغيير بسيط في القيادة أو إضافة بعض القيادات الجديدة مع الاحتفاظ بالرمز الأساسي هذه من الناحية التنظيمية أما من بقية النواحي قد تحدث بعض الطفرات والتعديلات البسيطة والتلاعب ببعض الجمل والألفاظ هنا وهناك دون المساس بجوهر القضية هذا إن دل على شيء إنما يدل على ضعف التعامل الديمقراطي  ضمن قيادة الحزب نفسها وبين القيادة وقواعدها وبالتالي تبرز على الساحة الحزبية عملية المحسوبية والتبعية بقوة لتكون أحد أعمدة السياسة التكتيكية وهذا ما يجعل من اغلب المؤتمرات أن تبني قراراتها وسياساتها على أساس توافقي مرحلي وبالتراضي وتتشكل قيادة الحزب ضمن مسار هذا التوجه دون العمل بالوظيفة الأساسية لمهمة المؤتمر كأعلى سلطة تنظيمية في حياة الحزب واعتقد أن هذه الحالة المرضية انتقلت عدواها إلى الحركة من أحزاب السلطة والأنظمة الاستبدادية الغاصبة لحقوق شعبنا الكردي وبالتالي باتت تعشعش في جسد حركتنا السياسية لتجعلها إن تتراوح في مكانها أو أن تخطو خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء ومن هذا المنطلق أقول إن أغلبية قيادات الحركة لم تتحرر بعد من الأنانية الشخصية ومن الأنانية الحزبية وهذا ما يجعل من أحزاب الحركة تسير ببطيء شديد جداً نحو العمل لبناء خيمة كردية شاملة لهذا نرى بأن الأنانية الضعيفة تسيطر على مجمل الحوارات بين أحزاب الحركة وحتى نستفيد من الظروف الموضوعية والذاتية بشكل سليم علينا أن نكون جميعاً ديمقراطيين في حواراتنا مع بعضنا البعض وان نكون صادقين في اطروحاتنا وان نكون جادين في سياساتنا  لنتمكن من تشكيل مرجعية سياسية كردية صادقة وجادة وذات طابع ديمقراطي .

التشرذم حالة غير صحية و  مأخذ للشارع الكردي على حركته السياسية , و كل الأحزاب في أدبياتها تقف عليه وقفة الباحث عن سبل العلاج من هذا الوباء الذي نهش  كيان حراكه ..

و لكن الكل لم يقدم شيئاً ملموساً في هذا المنحى إن لم نقل ساهم بعضها فيه لحسابات تحزبية ….! !  الأسباب و العلاج أين يكمنان في تصوركم ..؟
 
نعم … كما هو معلوم لدينا جميعاً إن الحركة الكردية في سوريا تعاني من ظاهرة الانقسامات منذ أواسط الستينات ومازالت تعاني حتى الآن ولربما في المستقبل أيضا إن لم تقف الحركة الوطنية الكردية أمام مسؤولياتها القومية بجدية تجاه هذه الحالة المرضية المرفوضة بشدة من قبل الوسط الشعبي  الجماهيري الكردي في سوريا أما بالنسبة لأسباب هذه الظاهرة فهي باعتقادي عديدة ومنها ؟
1-   الأسباب الموضوعية : وهي أسباب منطقية ومعقولة كون المجتمع الكردي ليس مجتمع الطبقة الواحدة حتى يكون له حزب واحد بل كغيره من المجتمعات يوجد فيه طبقات وشرائح اجتماعية مختلفة لذلك من المنطق أن يكون لكل مجموعة من الشرائح ممثلية مؤتلفة ضمن ثنظيم سياسي واحد وهذا لا يمانع بأن يكون للمجتمع الكردي تنظيم يساري ويميني بالمعنى الشعبي وتنظيم ذو طابع وسطي وحتى أخر يمثل أفكار وتوجهات هذا أو ذاك من الذين يحملون أفكاراً جديدة متمشياً مع التيار ومع المرحلة .
2-  الأسباب الذاتية : وهي أسباب مرفوضة جملة وتفصيلاً وبدورها تنقسم إلى قسمين ( داخلية وخارجية ).
اّ- الإسباب الداخلية :
1): ضعف التعامل الديمقراطي ضمن القيادة من جهة وبين القيادة وقواعدها من جهة أخرى.


2): بروز ظاهرة المحسوبية والتبعية ضمن الحزب الواحد وهذه بدورها تؤدي إلى تشكيل كتل ومجموعات حزبية متناقضة.


3): عدوى الزعامة لدى بعض القيادات الكردية.


4): غياب مبدأ النقد والنقد الذاتي .
5): محاولة وضع مكابح عالية الجودة لحركة الذين يطمحون بأن يكون لهم دورهم ومكانتهم في العملية السياسية والتنظيمية من داخل الحزب .
ب- الأسباب الخارجية :
1): التدخلات الأمنية من قبل السلطة وذلك من خلال تحريك بعض رموزها هنا وهناك ذوي النفوس الضعيفة الخالية من روح القومية    والوطنية .
2): التدخلات الكردستانية نتيجة للصراعات الدائرة في الساحات الأخرى بين أقطاب الحركة الكردستانية حيث يرغب كل قطب أن يشكل لنفسه امتداده الكردستاني ليتباهى به أمام خصمه السياسي وبالتالي يتم دعم ومساندة هذا الطرف أو ذاك .
وحتى تتمكن الحركة الوطنية الكردية في سوريا أن تقضي على هذه الحالة المرضية عليها أن تعمل بما يلي وبأسرع ما يمكن :
1- الابتعاد عن الاستعلاء والأنانية الشخصية والحزبية الضيقة وبتر عقلية التفرد في اتخاذ القرارات .
2- إشاعة الديمقراطية داخل الحزب وتوفير المناخ الديمقراطي في النقاش وطرح الأفكار و احترام الرأي والرأي الآخر .
3- الحوار الديمقراطي الجاد من اجل انعقاد مؤتمر وطني كردي سوري من دون أقصاء لاحد ليكون بمثابة مرجعية حقيقية لتتوحد من خلالها الخطاب السياسي الكردي والقرار التنظيمي الحاسم لسد كافة المنافذ التي تأتي منها رياح الانقسام والتشرذم .

دعوات كثيرة من أجل بناء خيمة جامعة  للحراك السياسي الكردي في سوريا … و لا أحد يجهر القول بأنه ضدها ..

و لكن على أرض الواقع لا يوجد ما يبعث على التفاؤل في هذا المنحى ….

كيف تقيمون الحالة … و ما الدوافع وراء ما هو قائم حالياً  …؟

سأبدأ بالإجابة بمثل كردي عظيم (Ez bêjim ez û tu bêjê ez wê Gur bikevê nava Pez   )
اذا ليس كل من ادعى النبوءة اصبح نبياً ، فهناك فرق شاسع بين الأقوال والأفعال بين التمني والتحقيق ، فالذي يضع العراقيل والعقبات أمام تأطير الحركة الكردية في إطار سياسي واحد هي الأنانية الحزبية الضعيفة والاستعلاء والتكبر والانا النفساني لدى أغلبية قيادات الأحزاب الكردية لان البعض منهم يعتقد بأنه سوف يفتقد نفوذه وهيبته المفقودة أصلاً لأننا شعب مضطهد والمضطهد لا يملك الهيبة والنفوذ ، والبعض الآخر يعلم جيداً بأن دوره سيزول وعلى الأقل سيتقلص أو أن منصبه سيهتز قليلاً ، وهناك فئة ثالثة وهم على قناعة تامة بأنه في بناء خيمة كردية تكون هي مصدر القرار السياسي ومنبع العمل الوطني الكردي ستغلق عليهم تلك كافة ثغرات ومنافذ المزايدات لتلاعب بمشاعر الجماهير من خلال رفع شعارات براقة لهذا أقول لم يتم  ترتيب البيت الكردي من الداخل حتى الآن ، بالإضافة إلى بعض الأسباب الآخر والتي ذكرتها في إجاباتي السابقة .

القيادات الكردية  كلاسيكية , غير كفوءة , آفاقها ضيقة , قراءاتها غير سليمة على الصعيدين  الخاص و العام…..( هكذا نظرة الشارع الكردي لها ) … ما هي قراءتكم لهذا التصور ..؟ و ما هو الدور المرجو من هذا الشارع كحاضنة لهذا الحراك السياسي ..؟

حتى نكون منصفين في حكمنا اعتقد أن عدداً  لابأس به من قيادات الحركة الكردية في سوريا على الرغم من السلبيات الكثيرة فهي ليست بقاصرة وهشة أو متدنية في إمكاناتها  كما تتصور بل إنها قيادات واعية وذو باع طويل في الحراك السياسي وهي تستطيع أن تدرس اللوحة السياسية ( دولياً ، إقليمياً ، محلياً ) بالشكل المناسب وهي تعلم جيداً ماذا تعمل وماذا تفعل ولكنها للآسف الشديد واكرر أسفي غير جادة للأسباب الذي ذكرته آنفاً .
أما بالنسبة لآمال الشعب الكردي على ما يبدو هذا هو قدره وعليه أن يقارع هذا القدر اللعين بكل حكمة ودراية وان يلتفت إلى ساحته الحقيقة وان يبتعد عن سياسة – أمرك مولاي – وعليه أن يتعامل مع الفعل الحقيقي وليس مع رد الفعل عندئذ سيستطيع أن يجمع لنفسه مكونات الشخصية وبالتالي هذه الشخصية الحقيقية سيولد لديه قوة الضغط على قيادة الحركة لإجبارها على الرضوخ لمتطلبات المرحلة دون فوات الأوان .
واعتقد أن الشعب الذي صنع الثاني والثالث والرابع عشر من آذار 2004 م  لا يوجد هناك قوة سلبية تستطيع أن تقف في وجه طموحاته وآماله .

الثاني عشر من آذار 2..4 م ذكراها الثالثة تقترب و استحقاقاتها كأنها في طي النسيان … ما هي مكانتها برأيكم في المسيرة النضالية الكردية في سوريا … و كيف تصان مكاسبها ..؟

بغض النظر عن التسميات اعتقد بأنه لو وضعنا أيام ( الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر)  ، من آذار 2004 م في كفة الميزان القومي و نضالات الشعب الكردي وحركته الوطنية الديمقراطية منذ التأسيس وحتى ذلك الوقت في الكفة الأخرى ستستقيم الكفتان وربما ترتفع الكفة الأولى إذا كان الميزان من النوع الدقيق نظراً لأهمية  الحدث وقوة الهبة الجماهيرية التي بدأت من دون سابقة إنذار وبشكل عفوي نتيجة للاحتقان الداخلي الذي كان موجوداً منذ عشرات السنين وتلبية للتضامن  الأخوي الصادق بعيداً عن روح التملق والمجاملة  وسرعان ما لبت  الحركة السياسية الكردية دعوة الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال والمعتقلين الصامدين والتحمت أحزابها وتنظيماتها مع بعضها البعض رغم كل النواقص والتناقضات والتباينات في وجهات النظر ووقفت جنباً إلى جنب مع كل أبناء وبنات الشعب الكردي في سوريا لمواجهة المؤامرة التي حيكت  ما وراء الكواليس بين العنصريين والشوفينين والسلطات المحلية والأمنية لبتر آمال وطموحات الشعب الكردي ولبث الذعر والخوف في نفوسه ولكن هيهات للظالمين و مضطهدي الشعوب ( ليس كل ما يتمناه المرء يدركه  تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ) فانهار جدار الخوف الذي وضعته الأجهزة الأمنية القمعية منذ عشرات السنين وتم تجاوزه ببسالة فائقة من قبل الشعب الكردي واحدث الثاني عشر من آذار 2004 م هزة عميقة في المجتمع السوري عموماً وكانت بمثابة تحول نوعي وانعطاف تاريخي في حياة الشعب الكردي في سوريا وحركته الوطنية فحاول وقتها أصحاب و مدبري تلك المؤامرة أن يحولوا أفراح و مسرات شعبنا الكردي بانتصارات الحركة الكردية الديمقراطية في كردستان العراق وما حققوا من مكتسبات قومية إلى أحزان ومآسي لكنهم لم يفلحوا في ذلك بل على العكس تعززت اكثر فأكثر التضامن الكردستاني وذلك من خلال المسيرات والمظاهرات في مجمل الساحات الكردستانية وخارجها دعماً ومساندة لنضال شعبنا الكردي في سوريا وكان من أهداف القوى الظالمة أيضا ضرب مرتكزات الكيان الكردي وطمس قضيته وجعلها مسألة داخلية ليس الا.

بينما تعزز الوجود القومي الكردي في سوريا واكتسبت الحركة دورها النضالي وازداد التلاحم القومي بين الحركة والجماهير وتم طرح القضية الكردية في سورية بقوة على المستوى العالمي ونالت استعطاف واهتمام القوى والمنظمات المناصرة لحقوق الإنسان وبالتالي صنعت هذه الهبة وضعاً كرديا داخلياًً جديداً سواءً كان ذلك على صعيد النظام والسلطة الحاكمة أو على صعيد المعارضة الوطنية ….ومن إحدى نتائجها الهامة اعتراف رئيس الجمهورية السورية جهاراً وأمام شاشات الفضائيات بأن القومية الكردية جزء أساسي من النسيج الوطني السوري ومن تاريخ سوريا .

وهنا أريد القول بأنه علينا جميعاً أن لا نفكر حتى مجرد تفكير في العودة إلى الواقع الذي كان سائداً قبل الثاني عشر من آذار 2004 م بل علينا أن نحافظ على جذوتها متقدة وعلى نتائجها حية في أذهان ووجدان جماهير شعبنا .

يد الغدر و الجريمة طالت رمزاً دينياً تميز بمواقفه القومية المشرفة و الدينية السمحة … الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي  الذي عشق الحق فاستشهد في سبيله … كيف تتذكرونه ككردي , و كقيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا , …..؟

بداية قبل أن أجيب على سؤالك أريد أن انوه بأن حزبنا اليساري الكردي في سوريا قد أدان واستنكر بشدة جريمة اغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي ورأى بأن السلطة تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية في كشف الحقيقة التي لم تظهر حتى الآن بالنسبة للشعب الكردي .
والشيخ الشهيد له مكانة خاصة في قلوبنا وفي قلوب أبناء وبنات الشعب الكردي وكنا نقدر عالياً مواقفه القيمة سواء تلك الدينية التنويرية أو القومية الموضوعية ولا أحد يستطيع أن ينكر جهوده المبذولة ونضاله المشهود في سبيل دعم ومساندة القضية العادلة للشعب الكردي والكردستاني وخاصة بعد الهبة الشعبية الكردية اثر الأحداث المؤلمة التي حدثت في قامشلو في 12 آذار  2004 م
وهنا نناشد جميع رجالات الدين الأفاضل بأن يحذو حذوه شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي تجاه قضية شعبنا الكردي هذا الشعب المحروم من ابسط حقوقه القومية والديمقراطية ، وندعوهم دائماً أن يتذكروا قول الرسول الكريم (ص) (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) وكيف لا وشعبنا الكردي المسلم يتعرض لابشع أنواع المنكرات ألا هو الاضطهاد القومي ومحاولة تذويبه في بوتقة القومية العربية وذلك من خلال التغيير الديمغرافي للمناطق الكردية وتغير أسماء المدن والقرى الكردية إلى العربية .

الحركة الكردية عاجزة عن تلبية استحقاقات المرحلة و مع هذا تستأثر القرار السياسي الكردي في سوريا  , علماً أن شرائح لا يستهان به من الشارع سيما المثقفة منها يتم تجاهلها أو القفز على طروحاتها  , و هذا يشكل فصلاً  و بروداً في وشائج العلاقة بين تلك الشرائح و حركتها السياسية كيف السبيل   إلى حل هذه الإشكالية من وجهة نظركم ..؟ أو هل توافقني الرأي في ما  ذكرت ..؟

صحيح أن الحركة الكردية في سوريا ليست كما يجب وهي تعاني من سلبيات عدة ونضالاتها لا تلبي طموحات ورغبات الشعب الكردي بالشكل المطلوب نتيجة للأسباب الذي ذكرته من خلال جوابي لسؤالكم الأول ولكن حتى لانجني عليها وحتى لا نحملها بما لا طاقة لها به, أقول إن الحركة الكردية في سوريا الآن هي في وسط الدائرة السياسية وهي بمثابة الرافعة الأساسية للنضال الوطني السوري واعتقد أن الحركة وخاصة بعد 12 آذار 2004 م قد أصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزها لا من قبل النظام و الموالاة ولا حتى من قبل المعارضة الوطنية والدليل على ذلك دورها البارز في تأسيس إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي  السلمي ومحاولات رموز النظام الالتفات عليها وتحريك أظافرها الخفية هنا وهناك لإقصائه و الفصل بينه و بين حاضنته الشارع الكردي, و على الرغم من التباينات وبعض التحفظات وعدم الرضا عن الأسلوب النضالي للحركة إلا أنها ( الحاضنة) دوماً  على أتم استعداد ً لتنفيذ أي مطلب أو قرار صادر عن الحركة وخاصة إذا كان تحت مظلة ( مجموع الأحزاب الكردية ) لان الشعب الكردي في النهاية لا يملك خياراً آخر ولكن هنا أتمنى من الشعب الكردي في سوريا أن يتخلص من نظرية ( الجود من الموجود ) وان يفتش بشكل سليم عن الاصح وان يدعم ويساند الصحيح وعليه أن يركز على ساحته النضالية وان يسعى دائماً إلى مصلحته كشعب كردي في سوريا قبل كل شيء وان لا يجعل مسألة التعاطف الكردستاني تؤثر على مدى التفافه حول حركته ….

أما بالنسبة للذين يجعلون من الأزمة التي تمر بها الحركة ذريعة لكي يبتعدوا عن ساحة النضال السياسي والتنظيمي فهؤلاء هم بقناعتي كالذي ينام وهو شبعان وجاره يأنُّ من الجوع و يصحوا باكراً ويقول لجاره ما بك تصرخ طوال الليل.

فالواجب يستدعي الجميع على النضال والتكاتف وخاصة هؤلاء الذين سميتهم الطبقة الواعية والمثقفة لان من دونهم لا  يمكن التشخيص الدقيق للمرض وبالتالي سوف لا يتم العلاج الشافي لان المثقفين هم أدمغة الحركة وجيل الشباب هم ديمومة الحركة ومستقبلها .

تتهم أوساط كبيرة من الشارع الكردي قيادات الأحزاب الكردية بالفساد الإداري و المالي على شاكلة ما هو قائم على صعيد السلطة … كيف تقيمون ..؟

أنا لا اختلف كثيراً مع هؤلاء الذين ذكرتهم في سؤالك في جزء مما يقولون أي الجانب الإداري في قيادة الحركة فعدوى سوء الإدارة انتقلت من قيادة أحزاب السلطة إلى قيادة اغلب الأحزاب الكردية ومن هذه السلبيات : ضعف التعامل الديمقراطي وعدم احترام الرأي الآخر وتشجيع ظاهرة التبعية و المحسوبية وبالتالي وضع المسؤول الغير مناسب في المكان المناسب والتمسك الصارم بالقيادة وانتشار داء الزعامة ….الخ .
       أما بخصوص  الفساد المالي أنا لا أوافقهم في الرأي لان الأغلبية الساحقة من أحزاب الحركة وضعهم المادي متواضع جداً وبصعوبة جداً يتعاملون مع هذا الوضع لانهم لا يملكون مصادر مالية ضخمة ولا يتوفر لديهم مورد مالي ثابت بل إن اعتمادهم بالدرجة الأولى هي على رفاقهم الحزبيين و المؤازرين لهم و المتعاطفين معهم من أبناء الشعب الكردي لذلك أقول حتى وان التقت بعض النفوس الفاسدة لن يكون هناك مجال للسرقة والنهب والفساد كما تفضلت …

موجة من الأيديولوجيا الدينية الأصولية تنتعش في شرقنا و الاسلاموية على وجه التحديد  , و كوننا جزءاً من هذا الشرق فنحن معنيون بها , بل و منخرطون فيها و لو بالبعض القليل من جيلنا الناشئ  … مبررات الحالة تلك , و المطلوب كردياً  من أجل حماية ساحتنا من هذه البؤر  الضارة بعدالة قضيتنا …برأيكم أين التشخيص ؟ و أين العلاج ؟
 
نعم …لقد ازداد في الفترة الأخيرة انتشار التيارات الدينية الإسلامية وكثر مروجي هذا التوجيه ( ذات الطابع الأصولي ) في منطقة الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى من العالم وكان ذلك في البداية بدعم وتمويل وتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول المنطقة لاستخدامهم كرأس حربة في مواجهة المد الشيوعي والتقدمي ولتهدد بهم الحكومات والأنظمة التي لا تحرص على حماية مصالحها كما يجب ولكن سرعان ما انقلب ( السحر على الساحر) فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية أصبحت بعض هذه الحركات والتيارات تتخذ توجهاً خاصاً بهم وأسلوباً جديداً اكثر شراسة وعنفاً ارتكزت سياساتها على ضرب مصالح الدول الغربية في العالم والتخطيط لدب الفوضى وعدم الاستقرار في عقر داريهم هذا من جهة ومن جهة أخرى العمل من اجل إثارة البلبلة والنعرات الطائفية والدينية في المناطق التي تحاول أن تبني وتنشأ لنفسها نمطاً جديداً من الحياة الحرة والديمقراطية ، فالشعب الكردي ليس بمعزل عن باقي شعوب المنطقة فكان له نصيبه من هذا المد الديني المتطرف والتوجهات المتحركة تحت غطاء الجهاد ومبادئ الإسلام والسبب في انتشار وتوسيع دائرة هذه الأفكار بين صفوف الجيل الناشئ من أبناء شعبنا الكردي هو باعتقادي بالإضافة إلى الأسباب العامة التي ذكرتها بداية فهناك : سوء الوضع الكردي العام و التعددية المفرطة في صفوف الحركة وعدم الوقوف بالشكل المناسب أمام رغبات وطموحات الجيل الصاعد وأيضا التباطؤ في الاستجابة لميولهم و ارائهم في المرحلة الانية الامر الذي تسبب في تقليص المصداقية وفقدان نوع من الثقة لدى جيل الشباب وغيرهم من فئات الشعب الكردي مما أدى إلى هروبهم من الواقع المؤلم والبحث عن وسائل غير مقيدة وطرق أخرى عسى أن يحقق لهم ذلك رغباتهم وان يؤمن لهم دنياهم وأخرتهم وبرأي أن هذا التوجه توجه خاطئ خصوصاً في المرحلة الراهنة لأننا كشعب كردي في سوريا محرومين من ابسط حقوقنا القومية ونعيش في مرحلة التحرر القومي الديمقراطي لذلك الواجب يستدعينا أن نضع كافة إمكانياتنا وطاقاتنا في خدمة قضيتنا العادلة وعلينا أن نعطي الأولوية لنضالنا القومي لان المؤمن الحقيقي هو أن ينصر أخاه المظلوم بكافة الوسائل المتاحة ، وعندما أقول هذا ارجوا من الاخوة المتدينين بألا يفسروا قولي هذا خطأً  لانني لا أرفض الدين الإسلامي الحنيف ولا أهاجم على معتقدات المسلمين بل على العكس إننا نحترم الدين والمتدينين ونعتقد بإمكانية التعامل مع الدين كرافعة قويمة ضد الظلم والاضطهاد القومي.


أما كيف سنحمي جيل الشباب من الابتعاد عن حركتهم اعتقد هناك طريقة وحيدة لحمايتهم وجعلهم يلتصقون بحركتهم السياسية وهي الأسباع بالإعلان عن مؤتمر وطني كردي سوري لان في ذلك الإطار سيكون لكل واحد مكانته وبالتالي سيكون منبراً حراً لاحتواء جميع الأفكار والتوجهات وسيعزز دور الأغلبية الساحقة من فئات الشعب الكردي في سوريا للنضال من اجل تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في سوريا .

في الآونة الأخيرة حيث كثر الحديث عن جهود للتقارب بين الرؤى في البيت الكردي , طفت على السطح , بعث الحياة في خلافات قديمة – جديدة  لترى نفسها في أروقة الإعلام الرسمي  لبعض الأحزاب  في كيل من التهم التي تباعد و لا تقارب …دون تسمية الأسماء …… كيف تقيمون  ….؟

نعم … إنها ظاهرة مرفوضة بكل المقاييس كون الحركة الوطنية والديمقراطية الكردية في سوريا هي الآن في طور عملية تأسيس مؤتمر وطني كردي سوري ليكون منبراً ديمقراطياً يتمكن فيه جميع الأحزاب والفعاليات الاجتماعية و الثقافية الكردية من ابداء ارائها السياسية و الفكرية بكل حرية و احترام لذلك أقول إن اي هجوم غير مبرر من طرف كردي على طرف آخر لا يخدم هذا التوجه وفي هذه المرحلة بالذات بل على العكس من ذلك علينا جميعاً إن نعمل جاهدين وبكل صدق واخلاص من اجل تقريب وجهات النظر بين أحزاب الحركة من خلال الحوار الديمقراطي الجاد والصريح ، فبقدر ما يزيد الانسجام بين المواقف السياسية حول آلية العمل النضالي السياسي وكيفية التعامل مع المستجدات والمتغيرات الكثيرة على الساحات ( الدولية ، الإقليمية ، المحلية ) بقدر ما تتعزز وحدة الحركة التي ستنعكس بالتأكيد على تجاوز المرحلة بكل سلبياتها ونواقصها.

الجاليات الكردية في المهجر لها دورها في رفد النضال الكردي داخل الوطن…… و لها نشاطات بعضها تلقى استحساناً من لدن الحركة بشكل عام ..

و بعضها الآخر تلقى الاستهجان … كيف تنظرون إلى نشاطات و فعاليات تلك الجاليات , و أيها تثمنونها و أيها ترفضون …؟

كلنا نعلم بأن للخارج مساحة واسعة جداً من حرية التعبير والحركة وان الاخوة الكرد الذين يعيشون في المهجر لهم ظروفهم الخاصة بهم تختلف كثيراً عن الظروف الأمنية والقمعية الذي نعيشه نحن في الوطن مع ذلك نحن نرى بأن أي عمل نضالي سياسي من قبل الجالية الكردية ومنظمات الأحزاب في خارج الوطن من تجمعات واعتصامات ومسيرات حاشدة أمام السفارات ومؤسسات المنظمات الدولية ( السياسية ، الحقوقية ، الإنسانية ) وانعقاد المؤتمرات وإصدار البيانات والتصريحات شريطة أن يخدم ذلك العمل مصلحة الشعب الكردي في سوريا وان لا يتعارض مع مسار والتوجهات العامة للحركة الكردية في الداخل عندئذ ندعم ذلك العمل وسنسانده وسنقف أمامه بكل احترام وتقدير بغض النظر عن من الذي دعا إلى عقد هذا المؤتمر أو ذاك أو من الذي يقود أو يشرف على هذا العمل أو ذاك.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…