دعوة للتظاهر في ذكرى تأسيس أول حزب كوردي في سوريا

يصادف يوم الخميس المقبل الرابع عشر من حزيران الذكرى الخامسة والخمسون لتأسيس اول حزب كوردي منظم في سوريا بعد مخاض نضالي عسير و في ظروف قاهرة كانت مستندة في حيزها الذاتي على تراكمات نضالية في الأرجاء الأربعة لبلاد الكورد (كوردستان) التي أنهكها التقسيم والتخلف والجهل و دول مستبدة جائرة لا قيمة لحقوق الشعوب لديها.

تأسيس أول حزب كوردي في سوريا جاء في زمن انقطع للكورد خيط أملهم مع عهد سمي بالحكم الوطني والذي حمل طابعه ديمقراطية فتية اثر استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي لكن لم تدم نتيجة تهميش الكورد في الدولة والمجتمع و بروز أفكار قومية راديكالية قائمة على نفي كل ما هو غير غربي في البلاد في حين ان التنوع هو سمة تكوين سوريا الدولة الناشئة اثر اتفاقيات دولية.
ساهم مناضلون كورد كثر في تسيير عجلة النضال في سوريا بهدف رفع الاضطهاد والظلم عن كاهل الشعب الكوردي منهم من كان منظماً في الاحزاب الكورية وآخرون كانوا يساندون ويدعمون دون أن يكون في الأجسام و الهياكل التنظيمية للأحزاب الكوردية، لكن الفضل يعود للمؤسسين الأوائل الذين شقوا طريق النضال الصعب والوعر في بيئة كوردية فقيرة ومقموعة من النظام معتمدين على أبسط الوسائل رغم قلتها في التواصل والتنقل و العمل السياسي، ويجدر بنا ذكر ابرزهم وقطبي الحزب آنذاك أوصمان صبري و د نورالدين ظاظا وآخرون رحلوا عنا و غيرهم ما زالوا مستمرين في النضال و لهم كل الود والاحترام ، ربما نختلف معهم احيانا لكننا بلا شك متفقون معهم على المسير قدما لحل قضيتنا الكوردية في البلاد حلا عادلا يليق بحجم تضحيات شعبنا.
لقد مرت الاحزاب الكوردية بمراحل عدة معظمها كانت مراحل ضعف و تشتت و من أسبابها ونتائجها في الوقت ذاته التعدد المفرط في عدد الأحزاب وابتعادها عن المحيط المجتمعي و تسلل الأمراض المزمنة القائمة على التخلف إلى جسد الأحزاب الكوردية .
لاشك أن سوريا عموما تمر بمرحلة مفصلية تاريخية هامة و نحن الكورد لسنا بمعزل عن ذلك وهناك فرصة حقيقية عظيمة أمامنا تتمثل بالمجلس الوطني الكوردي الذي بات يمثل معظم فئات الشعب الكوردي في سوريا ومن واجب الجميع و خصوصا الاحزاب الحفاظ على هذا المشروع الهادف و الطموح بغية تحقيق التقدم لوضع شعبنا الكوردي في سوريا وتحقيق الديمقراطية الصحيحة داخل المجتمع السياسي الكوردي أولا قبل أن نطلبه من غيرنا لنسد الطريق بإحكام أمام دكتاتورية الافراد مهما كانوا بل لابد من البديل من ذلك وهو نشر الثقافة الحقيقية للديمقراطية و لا ضير من الوفاء لمن يناضلون ففي ذلك تقوية ودعم لمجتمعنا.
أيها الأخوة من أبناء شعبنا الكوردي البطل في كل ارجاء الوطن السوري مهما كانت النواقص و التحديات التي تعتري حراكنا السياسي الكوردي فلابد من التمسك بحالة التنظيم لانها الأداة الوحيدة الفعالة لنضال الشعوب و لاسيما نضالنا السلمي ، ووفاءاً لأول كيان حزبي كوردي  منظم في سوريا في ذكرى تأسيسه الخامسة و الخمسين ندعوكم للتظاهر يوم الخميس14- 6-2012  في الساعة السادسة في كافة المناطق الكوردية مؤكدين على أن نضالنا الكوردي هو جزء من الثورة السورية الشاملة الهادفة إلى اسقاط النظام و اقامة دولة تحترم حقوق كل أبنائها.
اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا
المكتب الاعلامي

12-6-2012

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بناءً على دعوة كريمة من فخامة الرئيس مسعود بارزاني، عقد وفد من هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا لقاءً مع فخامته ، حيث جرى في هذا اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، وبشكل خاص الأوضاع في سوريا بعد سقوط النظام السابق. وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية مشاركة الشعب الكردي في رسم مستقبل البلاد ، وضرورة وحدة…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* مثل العديد من الألعاب، تعتبر لعبة “الدومينو” لعبة مثيرة وهادفة تعكس حقيقة قاسية للبشر. عندما تبدأ، تنتهي. ربما يشير مصطلح “بداية النهاية” إلى هذا الأمر. إلا إذا كان هناك عامل يمكن أن يوقفها. عامل عادة ما يكون في يد مصممها! لكن هل هناك قائد في الشرق الأوسط يستطيع قلب الطاولة لصالحه؟ إن إطلاق شرارة لعبة الدومينو…

د. محمود عباس في لقائه الصحفي الأخير اليوم، وأثناء رده على سؤال أحد الصحفيين حول احتمالية سحب القوات الأمريكية من سوريا، كرر خطأ مشابهًا لأخطائه السابقة بشأن تاريخ الكورد والصراع الكوردي مع الأنظمة التركية. نأمل أن يقدّم له مستشاروه المعلومات الصحيحة عن تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تاريخ الأتراك والصراع بين الكورد والأنظمة التركية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. للأسف، لا…

إبراهيم اليوسف ليست القيادة مجرد امتياز يُمنح لشخص بعينه أو سلطة تُمارَس لفرض إرادة معينة، بل هي جوهر ديناميكي يتحرك في صميم التحولات الكبرى للمجتمعات. القائد الحقيقي لا ينتمي إلى ذاته بقدر ما ينتمي إلى قضيته، إذ يضع رؤيته فوق مصالحه، ويتجاوز قيود طبقته أو مركزه، ليصبح انعكاساً لتطلعات أوسع وشمولية تتخطى حدوده الفردية. لقد سطر…