في المشهد الخارجي الموازي – المواجه لارادة الداخل الثوري هناك مؤشرات تدل على محاولات جارية لحسم الملف السوري باتجاه توافقي بين الأطراف الخارجية وامتداداتها المعارضة تلبي مصالح وارادة الدول والجماعات والنظام السوري بشكل خاص وتقضي بتجاهل تام لارادة وأهداف الثورة والثوار والقوى والتيارات والشخصيات السياسية التي ربطت مصائرها بالانتفاضة الثورية منذ الأيام الأولى ومن أبرز تلك المحاولات :
1 – ماتردد عن صدور قرار من رأس النظام باعتباره – القائد العام للقوات المسلحة – والحاكم الفرد المطلق يقضي بتحديد أربعة وعشرين ساعة لاستخدام كل مايلزم من أجل القضاء على جميع ( بؤر التوتر ) وابادة ( المسلحين في كل مكان ) واستعمال السلاح المتطور الجديد الآتي من روسيا في تنفيذ قرار الابادة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي .
2 – المساعي التركية – الدولية – العربية لاستحضار النوع الآخر من المجاميع المحسوبة على المعارضة السورية وعلى رأسها تحالف جماعات الاسلام السياسي والتيارات القوموية في كل من – المجلس والهيئة والمنبر وو- من خلال عقد المؤتمرات واستخدامها كمطية وشاهد زور خاصة من الأنواع التي تدعو منذ زمن طويل الى التحاور مع النظام والاتفاق معه حول المشاركة بالسلطة وترفع شعارات – وطنجية – مثل ” الحفاظ على سلامة الدولة من الانهيار ” أي عمليا صيانة السلطة القمعية الحاكمة أي الجزء الثالث من الدولة الى جانب الجزئين الأساسيين الشعب والأرض و ” رفض التدخل الخارجي والحماية الدولية ” .
3 – الى جانب المشروع الروسي لعقد مؤتمر دولي حول سوريا والذي يصب بنفس مجرى المحاولات السالفة الذكر هناك خطوة مكملة أخرى تحضر لها جامعة الدول العربية عبرمكتب الممثل الأممي – العربي السيد كوفي أنان ذات شقين : الشق الأول اعادة دعوة مختلف أطياف المعارضة السورية دون استثناء أحد هذه المرة للقاء في مؤتمر عام بالقاهرة وذلك خدمة للمسعى العام الأساسي في الحصول على موافقة للتحاور مع النظام أو الاطلاع على مواقف الجميع بهذا الشأن والشق الثاني كشف عنه نائب الامين العام للجامعة – أحمد بن حللي – في مقابلته مع صحيفة – الشرق الأوسط 15 – 6 – ” بعقد مؤتمر لمجموعة الاتصال بنهاية الشهر الحالي بجنيف برئاسة كل من بان كي مون ونبيل العربي وبمشاركة الأطراف المعنية بالأزمة ( ؟ ! ) لمساندة البنود الأساسية في خطة أنان وهي اطلاق الحوار ..” والأخطر في الموقف هو دعوته الصريحة الى تطوير مهام المراقبين الدوليين والتحول الى ” قوة حفظ السلام ” من دون توضيح بين من ومن ؟ وأين ؟ الى جانب القول ” أن النظام يصر على الحل العسكري والأمني والمعارضة تصر على اسقاط النظام بالاعتماد على الحل الأمني أيضا ” مساويا من دون خجل بين الجلاد والضحية وعدم اعتبار كفاح السوريين ثورة من أجل التغيير والبناء بل ينادى بضرورة الحفاظ على السلطة القائمة وعدم انهيارها .