زارا مستو
باتت اليوم وحدة الصف الكوردي سياسيا وميدانيا حاجة موضوعية تفرض نفسها من أي وقت مضى, فإن أي تأخير ستكون له نتائج سلبية على مجمل الأوضاع وخاصة في هذه المرحلة الزاخرة بالتحولات المصيرية, فإن انطلاقة الثورة السورية بأطيافها ومكوناتها المشاركة فيها خلقت أجواء مناسبة لتحيا هذه القضية وتطفو على السطح من جديد, وتكون على رأس أولوياتها.
قد يرى البعض بأن هذه الاتفاقية جاءت لصالح طرف دون آخر, وأن جهة فرضت أجندتها الحزبية بقوة السلاح, وليست هناك أية مناصفة في هذه الاتفاقية بين الطرفين, وهناك أقوال أخرى, نعم قد يكون هناك ملاحظات ومآخذ على الاتفاقية, لكن ضرورة المرحلة وأهميتها تلزم الجميع بأن نغض النظر عن بعض الجوانب, إلى حين وصول إلى نظام ديمقراطي تعددي والاعتراف بحقوق الشعب الكوردي بعد رحيل النظام, وقتها سيكون هناك جو آخر , ومرحلة مختلفة, باستطاعة الجميع ممارسة وتنفيذ برامجه وفق صناديق الاقتراع.
والبعض الآخر يشكك بجدية تنفيذ هذه الاتفاقية, ويظهر مخاوفه بصددها من جوانبها المختلفة, لكن المؤشرات الأخيرة تبدد هذه المخاوف, وهناك تفاؤل يسود الأجواء, وهذا ظهر من خلال اللقاءات التي جرت وتجرري حاليا في هولير والمدن الكردية في الداخل.
العاصمة هولير وقيادتها ضمانة في نجاح هذه الاتفاقية, ولأن للإقليم والأطراف كلها مصلحة حقيقية في ترجمة هذه الاتفاقية إلى أرض الواقع.