مؤمنا بحتمية الثورة الى النصر مؤكدا بان الكورد شركاء في هذا الوطن والعيش المشترك مع القوميات والطوائف الاخرى، لنا مالهم من حقوق وعلينا ماعلبهم من واجبات ماعلينا من واجبات تجمعنا المصير المشترك والهدف الواحد في الحرية والكرامة، لم يثن من عزيمته سنوات اقبية السجون ، سار مرفوع الهامة والقامة يمشي، لم ينحن في الطريق الصعب ولم يتوقف في محطة لم يلتفت ولم يأبه الى تللك التوصيفات التي نالت منه وتشككت في ارادته و تصميمه، هم انفسهم لم يدركوا قط بان اقواله سوف تقترن بالافعال، عندما قال اننا نحن مشروع شهادة قائلا في احد كلماته : شكرا لكل قطرة دم سوريا طاهرة روت تراب هذا الوطن الذي ستنبت ازهارا وحرية ووطنا مستقلا وتعدديا وديمقراطية.
لكن وبكل اسف جاءت تلك المذمة من اقرانه قبل خصومه خلال نضاله الفكري والسياسي واثناء اختطافه واعتقاله حتى واثناء وقوفه امام الجلادين في محاكم امن الدولة، وكذلك ايضا اثناء كتاباته في السجن الى يوم مشاركته مع الحراك الثوري وصعوده بين الشباب، لقد نادى و دعى مناجيا حينها اقرانه بان يقففوا معه وعدم تركه وحيدا وان كان موقفا صادرا منهم بالتنديد والشجب، بعد ان ادرك بان زوار الموت والقتل وضعوه في دائرة الهدف، و بعد ان علم من مصادره القريبة بان قرار قتله واغتياله قد بات قريبا و اتخذ في دمشق ؟؟؟؟؟ ، حيث نبه الاخرين في حينها بان التهديد والوعيد تتربص به، لكن استخفوا به كما ولم يعيروا على اقواله اية اهتمام ؟؟كما استخفوا من قبل مع شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي اثناء اختطافه واغتياله !!! ، رغم معرفته اتخاذ قرار النيل منه الا ان لم يترك الساحة النضالية ويتخلى عن الشباب وحيدا بل اختار السير مع الشباب الكوردي الثائر ولم ينحرف عن خيار المواجهة عندما اعتلى المنصة مخاطبا الجماهير وجموع المتظاهرين في قلب قامشلو: باننا لن نطالب بعد اليوم باسقاط بشار فقط بل يجب ان نحاكمه، في الوقت الذي كان الجميع في الداخل و حتى ايضا في الخارج يخافون ويتجنبون من ذكر كلمة اسقاط وتنحي بشار في اقوالهم وبياناتهم، خرج المناضل مشعل تمو عن السرب المالوف و الكلاسيكي وحيدا لكن بعزيمة وشجاعة ، انطلاقا منه بالايمان ببداية مرحلة جديدة تشهدها الثورة السورية بالقوة التغيرية الشبابية وحركتها الثورية التي سوف تقود المسيرة ، لا سيما بعد ان ازدادت هدير صوتها وبناء اطرها وتشكيلاتها الجديدة في كافة المدن والمناطق ، مدركا حقيقة التاريخ بان حركة الشباب كانت دائما عماد الثورة ووقودها لا بد من الوقوف معها والعمل فيها و توجيهها حيث ذكر في اكثر من مناسبة بانه عندما يحصل التغيير ويسقط النظام سوف لن يتوقف هذا التغير عند الحكم الجائر فقط بل سيشمل التغيير الجميع داخليا وخارجيا على الصعيد الحزبي والسياسي والفكري والاجتماعي وتعيد المجتمع الجديد انتاج نفسه بشكل اخر ، لقد انفلت باعجوبة من كمين نصبوا له ونجى من القتل في الثامن من ايلول من نفس العام ، لكنهم فشلوا في هذه المرة.
؟؟؟؟ لكن عادوا الكرة ثانية لكن هذه المرة بدراية وتخطيط مسبق في الدوائر الضيقة في دمشق نحو قامشلو !!!؟؟؟؟ ، بعد ان ابلغ النظام الوحشي قراره النهائي وتوكيل شبيحته مهمة اغتيال مناضلا في انهاء صوتا كورديا ثوريا ورمزا من رموز الثورة السورية ، جاء قرارهم هذا بعد ان اصبحت المنطقة الكوردية تخرج بالتظاهر في كافة المدن والبلدات لمساندة درعا وحمص وغيرها من المدن والوقوف مع اهلها تنادي بالحرية والكرامة بشعار واحد واحد شعب سوريا واحد.
والمطالبة باسقاط بشار وزمرته الامنية واركان حكمه.
انطلق المناضل مشعل منذ خروجه من السجن في اللحظة الاولى الى ساحة الثورة وانخرط بين صفوف الشباب.
و كان على التواصل المستمر مع النخب الفكرية والثقافية والسياسية والتنظيمات النضالية ، لم يكن حضوره مقتصرا في قامشلو وحدها ، بل كان يعمل في دمشق متحديا الموت والارهاب لم يبق في التقوقع والحالة الانغلاقية ، بل انفتح على كافة المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية حيث عمل بالتوازي من اجل تعزيز التلاحم الوطني والثوري وربط وتلازم نضاله القومي الكوردي مع الوطني السوري ، تابع وشارك في مؤتمرات المعارضة من موقعه، عقد شبكة من العلاقات مع القوى والفعاليات المنخرطة في الثورة ، ساهم في اعداد المؤتمرات والتحضير لها ، وكما كان لنا حزب يكتي الكوردستاني معه بشكل خاص ومع الاخوة في التيار تجربة متواصلة و مشتركة واتفاق العمل في مشروع ائتلافي توحيدي ،حيث عملنا ونسقنا معا في هذا المجال في اكثر من مؤتمر و صعيد حتى اللحظة الاخيرة من حياته لا بل حتى الساعة الاخيرة، وعملنا بعد شهادته ايضا في تشكيل اطارا ائتلافيا مشتركا مع عدد من التظيمات الكوردية والشبابية الاخرى تحقيقا لافكاره ووفاء لشهادته .لا شك ان شهادة عميد الشهداء قد اعطى زخما للثورة السورية وبعدا وطنيا ودوليا للقضية الكوردية في سوريا ، لا بل حقق تلاحما وطنيا سوريا وتحولا ثوريا في رؤية الحراك الكوردي وخطابه ,وان التاريخ السوري سيذكر دائما المناضل مشعل تمو رمزا وقائدا كورديا في الثورة السورية، لقد سطر بدمه وبمواقفه تدوين حقوق شعبه الكوردي في صفحات تاريخ سوريا الجديدة التعددية التشاركية الحقيقية، ناضل من اجل حرية شعبه المضهد في الثورة ومن اجل الحرية والكرامة لكل السوريين، قدم حياته من اجل الكلمة الحرة والموقف الجريء، جعل من نفسه شمعة ومثالا عندما يفاوض الكوردي اخاه العربي في حوار واحقية حقوق الكورد في سوريا حيث قال يوما : قد يصادرون الارض وياخذون الزرع ، ويبدلون الاسماء ويغيرون الشواخص والطرقات، لكنهم لن يستطيعوا انتزاع هوية وصهر قومية ، نعم يا مشعل شعلت الطريق بشهادتك امام شعبك في الثورة والتاريخ ، سيتباهى شعبك امام الاخرين اليوم وغدا خلال وبعد استقلال سوريا الثانية بعد سقوط بشار المجرم وانتهاء حكمه، كما تباهوا دائما بصلاح الدين الايوبي بانهم احفاده في التاريخ الاسلامي وبابراهيم هنانو ويوسف العظمة واحمد بارافي في الوطنية و تاريخ استقلال سوريا الاول.
اننا في هذا اليوم وهذه اللحظة التاريخية نتذكر مناضلا جعل من نفسه مشعلا يضيء الطريق نتوقف على ذكرى رحيلك الاول خاشعين نقطع العهد على الامانة وتكون رمزا للمقاومة وعنوانا للنضال في الكفاح، نقول لك بعمق وصدق انك تعيش بيننا فكرا وروحا وايمانا, جسدت بشهادتك عهدا لنا جميعا باننا سائرون في استكمال المسيرة ونعاهدك على المضي قدما والوفاء لشهادتك وكل الشهداء, ان المشعل الذي رفعته باسمك عاليا وسطرته بدمك شامخا ستحمله بدون شك تلك الراية والامانة جيل الشباب الكوردي والسوري دون هوادة الى الهدف والنصر المحتوم في جعل الموت الى حياة من اجل نيل الحرية والكرامة التي ناضلت وضحيت بروحك من اجلها ، وان طريق الشهادة لتي اخترتها قبل الغير لم تتوقف اليوم بعد، فقد سار من بعدك الشهداء نصرالدين وجوان وشيرزاد
وكلي ومحمود ورعد وكثيرين …..
وسوف لن تتوقف بعد، قد بلغ الالاف وتحول ساحات الوطن وازقتها الى مجازر ونكبات، نعلمك وانت الشاهد الراقد في تراب قرية جنازة في مسقط رأسك بانه قد اصبح الوطن كله في شهادة واحتلال من قبل جرائم ابشع نظام مجرم عرفته البشرية، تجاوز وحشيته حكم نيرون وهولاكو في التاريخ الدموي، انها مرحلة خطيرة ومعقدة وشائكة تلوح في الافق ؟؟؟!!!! امامنا خيارين لاثالث لهما ، اما ان نصنع المستقبل بايمان وصدق في كتابة التاريخ ونحافظ على الهوية و الوجود وانتزاع حقوق شعبنا الكوردي وتامينه وفق المواثيق والعهود الدولية للوصول بحلمه المنشود خلال العقود الى سوريا تعددية لامركزية يعيش الجميع دون اقصاء وتمييز واحتكار، واما ان نفقد التاريخ ونضيع الوطن بدون الجغرافية والذهاب الى المجهول ،.
سؤال يطرحه روح الشهيد مشعل وارواح شهداء الكورد والثورة على الاحياء منا جميعا احزابا وتنسيقيات وقوى الجماهيرية، نرى بان ان وحدة الصف وتلاحم الاخوة وصدق الايمان وحب الانسانية هو السبيل والامل نحوالخلاص والنجاة وبلوغ الاهداف وبناء المستقبل الجديد للاجيال .
– المجد لعميد الشهداء مشعل تمو وكل الشهداء الكورد والثورة السورية
-الحرية للسجناءوالمناضلين
– الشفاء للجرحى والمصابين
– الموت والسقوط لنظام بشار واركان حكمه
-الخزي والعار للقتلة والمجرمين
-عاشت سوريا حرة تعددية تشاركية
حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا