الدكتور محمد شفيق ابراهيم
لا شك اننا نعيش في كردستان سوريا مرحلة مصيرية وان لم نجيد التصرف بحكمة ووعي ولم نتعامل مع الاطراف المختلفة في الساحة فاننا كشعب كردي سوف لن نصل الى حقوقنا القومية المنشودة والمسلوبة منذ نصف قرن واننا جميعا نتطلع الى ايجاد أداة نضالية فعالة ليكون سلاحنا ووسيلتنا لتحقيق حقوقنا المشروعة ويجب على الاحزاب الكردية لعب الدور الريادي في هذا المجال كونهم الجهات الاكثر تنظيما من بين ابناء الشعب الكردي ورؤيتي حول الآلية التي يجب اتباعها لاختيار أعضاء المؤتر هي كالاتي:
أولا : الاحزاب الكردية يجب عليها الاتفاق ضمن المجلس الحالي على عدد المقاعد التي يجب على كل حزب ان يحصل عليها وفق آلية توافقية حسب الحجم الجماهيري للحزب وهذه بادية للعيان على أن يكون للااحزاب جميعها نصف عدد مقاعد المؤتمر0
ثانيا : الحركات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والتي لها وجود على الارض يجب ان يكون لها حصص من المندوبين واقترح ان يكون لكل حركة شبابية ومنظمة اجتماعية مندوبين اثنين ضمن المؤتمر وهؤلاء جميعا يكون لهم ربع المقاعد وهؤلاء بانفسهم يقدمون مرشحيه وينتخبون مندوبيهم الى المؤتمر المنشود عقده وفق النسبة المحددة لهم0
ثالثا: الاشخاص المستقلين والمثقفين ووجهاء المجتمع الكردي الفاعلين وهؤلاء جميعا ينتخبون بنزاهة وعلنية على ان يفتح باب الترشيح للجميع ويحدد مكان الانتخاب في أحد المكاتب أو القاعات الحزبية قبل اسبوع على الاقل ولكن بعيدا عن تدخلات الاحزاب ترشيحا وانتخابا ولكن من حق الحزبي ان يدلي بصوته للشخص الذي يريد انتخابه من المستقلين ولكن العملية برمتها يجب ان يجري الاعداد والتنظيم لها من قبل الاحزاب الكردية وعدم وضع الفيتو على الترشيح او الانتخاب الا على العناصر المعروفة للجميع بالعمالة في فترة ما قبل الثورة السورية0
وفي هذا السياق وبهذه المناسبة أتوجه الى جميع ابناء شعبنا من عناصر الاحزاب والمستقلين واعضاء المنظمات الجماهيرية الشعور العالي بالمسؤولية ومحاولة انتخاب الافضل والاكثر وطنية وحرصا على مصالح الشعب الكردي وليس الأقرب سواءا من ناحية الحزب او العائلة او الصداقة لانه يجب ان يكون المجلس الوطني القادم في مستوى المسؤولية سواءا من ناحية الوعي او الالتزام بقضية الشعب أو الفاعلية في الااداء وعدم السماح للانتهازيين والوصوليين واصحاب الافكار الحزبية الضيقة من الوصول الى المؤتمر لانهم لن يفيدونا بشيئ بل سيكونون عالة على المجلس وأداءه ويجب أن نعرف ونفهم أن مصلحة الوطن والشعب الكردي فوق جميع المناصب ويجب أن نسد الطريق أمام اللاهثين وراء ابراز أنفسهم أولا و أخيرا وأتمنى للمؤتمر القادم النجاح والتوفيق لما فيه خدمة الشعب الكردي وقضيته القومية ويجب أن نعلم جميعا أن مجلسا وطنيا فاعلا ونشطا وكفوءا يعني اننا وضعنا قطار قضيتنا على السكة الصحيحة.
30/9/2012
————–
الاخوة القائمين على موقع ولاتى مه المحترم
بخصوص فتحكم لملف المجلس الوطني الكردي:
حبذا لو تم ما يلي:
· اعطاء المجال الواسع لاصحاب الكفاءات والشهادات العليا لتسلم قيادة المجلس، حتى يكونوا الواجهة للمجلس والشعب الكوردي، وخاصة من ذوي الخلفيات العلمية والسيرة النزيهة.
· تحديد معيار دقيق في تمثيل كل طرف في المجلس، حيث لا يعقل لاشخاص لايمثلون انفسهم ان يكونوا على قدم المساواة مع اطراف تحظى بشعبية واسعة في الشارع.
· فرض عقوبات رادعة لكل الاطراف الممثلة في المجلس، في حال مخالفتها لمقررات المجلس، وبيان ذلك للراي العام الكوردي.
· التخلص من حالة الفوضى والارباك الشديدة في اتخاذ قررات المجلس.
· ضرورة امتلاك المجلس لالة اعلامية واسعة الطيف لنقل اخباره الى الجماهير.
· وجوب تجهيز قوة حماية فعالة تنفذ توجهات المجلس بكل شفافية.
· تشجيع الاطر الشبابية في تمثيل المجلس والابتعاد عن عقلية الاقصاء والالغاء.
· الاسراع في ابداء راي المجلس في كل الاحداث الجارية وعدم الاهمال لان ذلك يؤثر على مكانته بين مناصريه.
ودمتم
علي صالح ميراني
—————
المجلس الوطني الكردي تاريخ ومخاض
محسن يوسف (م .
بافي ژيـــن)
-عضو اللجنة السياسية لحزب آزادي الكردي في سوريا
-عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في سوريا
بعد طول انتظار, تنفس الشعب الكردي الصعداء, بولادة المرجعية الكردية عبر تشكيل المجلس الوطني الكردي, الذي ضم أكثرية القوى والأحزاب الكردية, وحراكه السياسي وفعالياته الاجتماعية, واستبشر الناس خيراً بمجيء المولود المنتظر بعد مخاض دام سنين, وراحت الغالبية من أبناء الكرد, ترفع القبعة تبجيلاً لمن ساهم بالحلم الموعود (وحدة الصف) لما لها من ضرورة قصوى وأهمية بالغة في ظل الربيع السوري الدامي, وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي, وانعكاساتها على الكل السوري بفئاته المذهبية والدينية والقومية.
إن وحدة الصف والموقف جاء رداً لحالة الفرقة والتشتت في جسد الحركة السياسية الكردية, باعتباره مطلب ملح منذ أمد بعيد, وهدف منشود للوصول إلى حالة تنظيمية جماهيرية مؤسساتية فاعلة, تخدم العام وتبتعد عن الخاص, إلا أن المجلس ومنذ تأسيسه, لم يرتق للمبتغى والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى تسخير المجلس لأغراض ومآرب شخصية وحزبية, بعيداً عن مصلحة شعبنا الكردي في سوريا, مما قوض من فعاليته, فوقع المجلس في دوامة العطالة السياسية على جلّ المستويات.
وبعد ما يقارب السنة من تأسيس مجلسنا العتيد, ألا يحق أن نسأل القائمين على ريادة وقيادة المشروع الحلم أين وصل وكيفما صار؟! ربما الجواب لن يأتي مرضياً, وربما لن تصل إلى مسامعنا, والسبب عائد إلى المناطحات الموجعة في المجلس, حول المسائل الثانوية والمصالح الحزبوية الضيقة, مما تسبب في كثير من الأحيان صداع مزمن, تبعد الجميع عن مهامه, وأداء دوره المنشود في الراهن الكردي .
ومن مفارقات الأمور أن الكل الحزبي وغير الحزبي, مجمع على ضرورة بقاء المجلس وصيانته, واستقلال قراره السياسي, وتفعيل مؤسساته, وجميع النقاشات المداخلات في هيئات المجلس, تصب في هذا الاتجاه, لكنها تبقى حبيسة الجدران, وتذهب أدراج الرياح بعد أن يفترق المتفرقون, ليمضوا إلى تنفيذ ما رسموا من خطط وقرارات بديلة في دكاكين السياسة, تمس مصالحهم, وتتطابق مقاساتهم فحسب.
إن المجلس يعاني اليوم من وضع حرج للغاية, نتيجة أزمات مركبة تهدده, وقد تعصف به في أية لحظة, ومن أهم هذه الأزمات :
1- الأزمة الداخلية :
وهي وليدة التأسيس, أنتجتها المزاجية الحزبية المريبة, التي تمت بموجبها وبآليات غير موفقة, انتاج أو تعيين ممثلي الفعاليات الاجتماعية المختلفة, والتنسيقيات الشبابية, ثم تناثر المجلس على تخوم الألوان؛ فجاءت اتفاقية هولير, لتضفي بعداً جديداً للمعادلة, وتنهي الاصطفاف السابق ولترسم مساراً جديداً لانقسام جديد, قوامها الأكثرية التي تعاني من سطوة الأقلية, وتطالب بقوة القانون, والأقلية التي تصرح جهاراً نهاراً بقانون القوة, وتطالب الجميع الرضوخ لمشيئتها, عبر وسائل الترهيب والترغيب .
2- اتفاقية هولير وحلم الوحدة :
إن سرعة توقيع الاتفاقية, أدهشت الجميع, وجاءت في غفلة من الجميع, ووسط ذهول أطراف المجلس الوطني الكردي, فانقسم الشارع, بين مشكك ومصدق ومؤيد فمعارض؛ واليوم وبعد أن خرج الناس من نشوة الوحدة المزعومة, وبقاء الإعلان بعيداً عن حيز التطبيق, بفعل ما تعرضت بنودها من الانتقائية, والتفسير الكيفي, وما شابها من ممارسات مريبة, والمنافية لمبادئ وقوانين الشراكة الحقيقية, وسط جو عاصف من الخلافات والتباينات السياسية’ وصلت ناحية الاستدارة فيها, نحو مائة وثمانين درجة حيال المواقف: (الموقف من الشعب الكردي ومطلبه القومي, الموقف من إقليم كردستان الراعي للاتفاقية, الموقف من مظاهر التسلح وتدريب المسلحين, الموقف من النظام وإسقاطه, الموقف من أطر المعارضة, الموقف من عسكرة الثورة, الموقف من التدخل الخارجي, الموقف من الجهات الإقليمية والدولية المؤيدة والمعارضة للثورة,…ألخ) أن التمسك بالعموميات, وغض الطرف عن التفاصيل وبقائها خارج دائرة الحلول العاجلة, سيعرض الاتفاق للسقوط والسقوط المدوي, وهي من أهم وأشد الأزمات التي تعاني منها المجلس الوطني الكردي اليوم .
3- التزاوج بين المال السياسي والبندقية :
إن المال هو الركيزة الأساس للسياسة؛ فمن يمتلك المال يمتلك مساحة كبيرة للحركة والعمل الميداني, وعليه أن يستخدم هذه الأموال, لأغراض نزيهة تعود بالنفع وكل النفع على الشعب, بينما البندقية, تبقى أحد أقوى أذرع السياسة, لكن السياسة هي التي تقود للبندقية, وأما أن تصل المال إلى درجة الابتزاز السياسي وشراء الذمم, وتتوجه فوهة البندقية في غير اتجاهها, فهذا سيضع مجلسنا العتيد في نفق مظلم, يصعب الخروج منه .
إن المسؤولية التاريخية, يتطلب من الجميع الوقوف جدياً أمام هذه الأزمات, والبحث الجاد عن الحلول والسبل الناجعة, للخروج من شرنقة الحزبوية الضيقة, والحالة السكونية والاصطفاف الشللي المقيت, وصولاً إلى تنظيم ديمقراطي مؤسساتي جامع للكل, ومن أجل الكل, يتماشى وضرورات الثورة والتغير, وأن التفريط بالمجلس الوطني الكردي سيضر الجميع, ويلحق بالغ الأضرار بشعبنا الكردي وقضيته العادلة في البلاد, ومن الجدير ذكره, بأن النظام السوري المستبد يقترب يوماً بعد آخر من نهاياته المحتومة, لكنه لا يزال يحتفظ ببعض الوسائل والأدوات لاستخدامها في المشهد الثوري العام, كما أنه غير غافل عما يجري على امتداد رقعة الجغرافيا السورية, ففي الوقت الذي يمطر الشعب السوري في معظم المحافظات والمدن والبلدات بوابل من الصواريخ والقذائف, هذا لا يعنى إنه أدار ظهره للمناطق النائية, عن القصف والدمار, فلا تزال عيونه تراقب, وأزلامه تناور وتحاور, والنتيجة هي النيل من أي جهد يصب في خدمة الثورة السورية, وأهدافها المشروعة .
—————
ـ تراكمات الحدث ـ المجلس الوطني الكردي انموذجا
وليد حاج عبالقادر
بداية كل الشكر لموقعكم وهذه الفسحات التي تسعون من خلالها الى تبادل للآراء ـ نتمناها جادين ـ وآفاق المرحلة الدقيقة إن في التعاطي العام للبعد السوري أو الكردي الخاص ، حيث تتوالد الأزمة وهي تحوم في دوامتها وتستمر في إنتاج ذاتها ، وفي الواقع هي تتمأسس لتنطلق في سياقات ـ كركبة جديدة ـ من الأزمات المتفرّعة ، ولتعود ، أو نعود فالأمر سيان ،وبماركة كرديّة خالصة ، فنؤسس ـ وأيضا من جديد ـ مشاريعا لإنقسامات جديدة ، ما ابتدأت بتشظي الأحزاب المتشظّية أصلا ، ولا حالات التوحّد المرضي المزمن ، والمبعثرة يمينا وشمالا ، فتحسّ بما يمكن تسمية غالبيتها ـ ظلما ـ ب ـ تيارات متعددة ـ إن للمثقفين أو الشباب وما شابه ، فيبدو تلكم السمات وكأنها من ضرورات نبذ الحركة والإنفصام الذاتي عن قوالب الأحزاب بما لها وعليها ..
تضخّم فينا التحزّب ـ بداهة ـ حتّى ملّ ـ التضخّم ـ من تضخّمه ، وبات تقليدا مهمّا ، فتنوّعت فينا ـ ببراعة نقرّها ـ وتعدّدت الأسماء والتوصيفات وبالتالي اليافطات ، وبات واحدنا يستطيع أن يتجمّل بكاميرا ـ ديجتال ـ و ـ يافطة كارتونية ـ فيخطف وبلقطات مختلفة مظاهرات متعدّدة ، وبأسماء ـ أيضا ـ عديدة ، حتّى لقد باتت هناك ـ والحديث بلا حرج ـ منظّمات وتنظيمات ، ومجموعات يتوه بين ثناياه الجاد مع الهزيل والمضحك ويتساوى الخاطف بكاميرته مع المضحي بدمه أو حريته ..
حراك شبابي ، حقوقي ، ثقافي ـ ومن جديد ـ اختلط فيه الأمر بين مناضل عنيد مع شلل لا تهمّها سوى السطو على نضالات وتضحيات الآخرين ، او التنظير الفهلوي من قمة برج عاجي ، وهنا ـ إذ أعمّم الظاهرة ولا أشخصنها ـ على الرغم من أن هكذا شلل لا تحتاج الى خرائط درب التبّانة حيث يمكن وبسهولة تحديد نقاط مرتكزاتهم وببساطة شديدة ..
نعم ..
الوضع خطير ، لابل ويتصاعد في خطورته لحظة بعد أخرى ، وأعداء الكرد غير غافلين ، لابل يمارسون سطوتهم وهواياتهم وبات الإغتيال السياسي ظاهرة شبه يوميّة وواحدة من مشاهد البؤس والدم الكردي الذي يهدر هكذا ببساطة !! ..
والخوف الأعظم ما يتمّ ترتيبه في السراديب ، أو الغرف المغلقة ، ونحن ما زلنا كما كنّا !! ..
نعم !! هو ـ خلاف أمتي رحمة ـ ..
والتعدّدية عمرها ما أساءت سوى ـ كرديا ـ لأنّها تعدّدية مفرطة وغير مبرّرة ، يمتاز فيه طغيان الشخص بذاتيته الى درجة مقززة ، مرورا الى الإصطفاف العائلي والعشائري وحتّى المناطقي ..
الخ ، وباتت الأسماء تتجاوز وتتفاوت كلّ معقوليّة ، حتى لقد حاولت جاهدا ـ وبصفة شخصيّة ـ حصر ـ التنسيقيات والمنظمات وما شابه مع التقدير لكل الفئات الجادة والمناضلة ـ لأتفاجأ بأعدادها المهيبة ، وتارة بين المزح والجديّة يتندّر بعضهم فيطلق مسمّيات مثل / ..
شعراء بلا قصائد ..
كتّاب بلا كتب أو مقالات ..
الخ / ..
..
حزبيا يلاحظ تجاوز خالات الشتم والقذف وبالتالي المهاترات ، ولعلّها المرّة الأولى التي تتمكّن فيها الأطر المجالسيّة تجاوز الأطر التحالفيّة السابقة ، حيث احتضنت حالات الإنشقاقات التي حصلت ضمن أطرها ـ آزادي واليسار ـ ..
أما سوى ذلك ، فحدّث ولا حرج !! ..
إنّ ما ثبيّنه تجارب الشعوب وحركاتها السياسية ـ وما أفهمه شخصيّا ـ في حالات التحالف والجبهات المؤطرة هي عينها الوعاء الشامل والذي تؤجّل ـ داخليّا ـ قضاياها الخلافية الخاصة ، وتركّز على الأهم من مبادئ التوافق الأساسيّة كضرورة مرحليّة جدّ هامّة ، هذه الترنيمة ، هي التي تحدّد ، أو تقونن إن لآليّة المرحلة وطريقة صياغة أو إقرار تشكّل الهيئات المقترحة والمطلوبة ، ومن ثمّ خارطة طريق للوصول الى دمقرطة الهيئات الواجبة انتخابها ممثلة ومعبّرة عن فئاتها وشرائحها ، وبالتالي تكون جديرة في قيادة المرحلة ، وعلى الرغم من حالات التشرزم وضعف كما نلكؤ الأداء الذي اتسم به طابع الأحزاب الكرديّة فترة الصراع الكلاسيكي مع سلطة الإستبداد من جهة وركائزها المؤسساتيّة كأحزاب تابعة ، ومن دون أن نتناسى ما أفرزه واقع هشاشة السلطة وبؤس الأحزاب والتيارات القومويّة / العروبية وركائزها الهشّة تنظيريّا ، تلك الركائز المراوغاتيّة التي أفرزتها وتبرزها الحقائق من خلال الوعي المتكلّس عند القومويين العرب ووجهة نظرهم حول القضيّة الكرديّة ، لابل وكلّ كردستان ، وهنا نقطة جدّ مهمّة يقع فيها بعضنا ـ منهم عفويا وآخرون متقصّدين ـ وهي آليّة الهدم ومن ثم إعادة البناء ، وبالتالي وبنظرة ـ ستالينية هشّة ـ لا تلّ رؤيتهم ـ التهديميّة ـ في شموليتها ـ بؤس ـ الشموليين بكافّة مشاربهم وألوانهم وحتّى ـ لانصبح مثلهم تكفيريين ـ يجب أن نفرّق في الدعوة الموازية والمطالبة بهيكلة الحركة السياسية ، فلها آفاقها المتعددة كما طرائقها من تحالفات وجبهات وما شابه ..
اما بالمعنى الحزبي السابق وإعادة الصياغة وفق مفهوم مبدأ الهدم ومن ثمّ البناء تاليا فقد تنطبق ومقتضيات المصلحة على الأحزاب الشموليّة ذي الطابع العروبي / الإسلاموي ، بينما في الواقع الكردي ـ برأيي ـ هو ضرورة الحفاظ على حيويّة وجسد الحركة الكرديّة وتجذيرها بآليات تنظيمية / سياسية مرنة تستوعب الراهن وتتماشى مع الظروف الحساسة التي تمرّ بها المنطقة عموما وسوريّة بشكل خاص ، وما التجاذبات التي يقوم بها البعض ـ بقناعتي ـ من خلال التشكيك بدور الحركة السياسية المنطّمة ، ومحاولات إيجاد مسوغات تتجاوز في الواقع حتّى أحلامهم ، ومن خلال إخلاص الجماهير الكرديّة ـ وأقول لا لأحزابها بالضرورة بقدر ماهي لقضيّتها العادلة ـ كما وأن تلك المسوغات ما تخطّت سقف الطروحات المأمولة ، سواءا من الحركة السياسيّة الكرديّة ، أو الإئتلافات الأخرى الشبابيّة منها وغيرها ، وفي عجالة التسابق مع هذا الزمن المتسارع من جهة و ..
أيضا ما يتوخّاه ـ أولئك المنتقدين ـ بعضهم أساسا من طروحات ما ابتدأت بتحرير وتوحيد كردستان لتنتهي ـ مثلا ـ بمفهوم المواطنة المبسترة والمفصّلة بمقصّ كل من أحمد حاج علي أو هيثم المالح وبامتياز ، وهذا لايعني ـ بالمطلق ـ قداسة الحركة بمجموع أحزابها ، وإنّما توسيع مفهوم التوافق على قاغدة الوحدة والصراع اللاتناحري ، أي ـ شخصيّا لازلت أرى ـ أن تستند آلية المجلس الوطني الكردي على ركيزة الحركة السياسية واعتبارها الأساس ، أما مفهوم الحركة السياسية ، فأقصد بها مكوّنات المجلس الحالي وقوى أخرى مازالت خارج السرب ، سواءا كان ذلك بملء إرادنها أو دونها ، أما أن يتساوى الدعوة الى الإصلاح مع الدعوة الى الإلغاء والشطب ، أي بمعنى نفي النفي وفيها ما فيها ، فهذه ـ المراوغات ـ ومهما ابتدع مدّعوها من وسائل وحجج ـ برأيي ـ فهي لا تخدم ، أو تتلاقى سوى مع تلك الأطر ـ وأنا هنا لا أتهم أو أشخصن ـ التي ما ابتدأت عروبيا / قوميا وما انتهت بعثيّا أو أيّ’ منحى شموليا آخر بقاعدتيه الرئيسيّتين : الإسلامويّة التحزبيّة منها ، أو الأمميّة كرداء وقد ارتوت حتى التخمة تحت واقية ـ الكوسموبوليتية ـ العدمية القومية والتي يزخرفها ـ بعضنا ـ مجانا وبند المواطنة الهزيلة ..
ومن هنا وباختصار شديد أرى أن يستند آليات التشكّل الإنتخابي الجديد ويركّز على البرنامجية السياسية وبأفق توافقي مفتوح يحظى بشمولية واسعة سوى لتلك القوى أو الفئات التي مازالت مصمّمة على استمراريّة عزفها المنفرد ….
——————–
الحلقة القادمة مشاركات:
– غسان جانكير– منتدى جكرخوين الثقافي
– جمعية الاقتصاديين الكورد في سوريا
– قادو شيرين باللغة الكوردية